المسار الإخباري :في ظل تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، بدأت التحركات الدبلوماسية تتسارع للاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، وسط تنديد دولي غير مسبوق بسياسات دولة الاحتلال تجاه المدنيين في القطاع المحاصر.
وبينما تُصدر منظمات الإغاثة تقارير قاتمة عن انهيار الأمن الغذائي وانتشار المجاعة في غزة، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين رسميًا خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل.
وقال ماكرون: “السلام ممكن، ويجب أن يحصل المدنيون في غزة على المساعدة الآن. فرنسا ملتزمة تاريخيًا بحل الدولتين، وسنرعى مؤتمرًا دوليًا بالتعاون مع السعودية لرسم خارطة طريق جديدة للسلام”.
بريطانيا تلتحق بركب الاعتراف
بدوره، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن بريطانيا ستصوّت لصالح الاعتراف بدولة فلسطين، مشيرًا إلى أن ذلك مرتبط بإنهاء الحرب ووقف الضم وتوفير أفق سياسي حقيقي. كما حذّر من أن ما يجري في غزة “لا يمكن السكوت عنه”، في ظل مجاعة تفتك بالأطفال، بحسب وصف وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي.
السعودية تُرحّب والإجماع العربي يزداد
وأصدرت وزارة الخارجية السعودية بيانًا نادرًا رحبت فيه بالمواقف الأوروبية، مؤكدة أن “الوقت حان لتجسيد حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
خطوات عقابية ضد متطرفي الاحتلال
وفي تطور لافت، فرضت هولندا عقوبات على وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير والوزير بتسلئيل سموتريتش، ومنعتهما من دخول البلاد، في أول تحرك أوروبي رسمي ضد قيادات يمينية متطرفة في حكومة الاحتلال. وقد بررت الخارجية الهولندية هذه الخطوة بـ”مواقفهم التحريضية تجاه الفلسطينيين ودورهم في الكارثة الجارية”.
ضغط دولي متصاعد قبيل اجتماع الأمم المتحدة
وبحسب محللين إسرائيليين، تتوقع تل أبيب تزايد الضغط الدولي واندفاع المزيد من الدول نحو الاعتراف بدولة فلسطين مع اقتراب موعد انعقاد الجمعية العامة في سبتمبر، خصوصًا بعد نشر تقارير أممية تحذر من كارثة إنسانية شاملة تهدد مليونَي فلسطيني في غزة.
هذا التحول الدولي اللافت قد يكون نقطة تحول في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث باتت المجاعة في غزة تُحرّك عواصم العالم باتجاه خطوات كانت تُعتبر حتى وقت قريب “محظورة دبلوماسيًا”.