المسار الإخباري :قال الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، إن الحزب لن يوافق على أي اتفاق جديد لوقف إطلاق النار غير المبرم سابقًا بين الدولة اللبنانية ودولة الاحتلال، مؤكداً رفضه القاطع لأي جدول زمني لتسليم سلاح المقاومة في ظل استمرار العدوان.
وأكد قاسم في كلمة متلفزة خلال حفل تأبين أقامه حزب الله بمناسبة مرور أربعين يومًا على اغتيال اللواء محمد سعيد إيزدي (الحاج رمضان)، قائد ملف فلسطين في الحرس الثوري الإيراني، أن “أي جدول زمني يُعرض لتنفيذه تحت سقف العدوان لا يمكن القبول به”، محذرًا من أن صواريخ المقاومة ستسقط على دولة الاحتلال إذا اختارت توسيع عدوانها على لبنان.
وأضاف: “دولة الاحتلال هي من خرقت الاتفاق السابق آلاف المرات، وندمت عليه لأنه مكّن المقاومة من الحفاظ على قوتها واستمراريتها”، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تقود ضغوطًا على لبنان لنزع سلاح المقاومة بالكامل، خدمةً لمصالح الاحتلال.
وأوضح أن المبعوث الأميركي توم باراك طالب بنزع السلاح خلال 30 يوماً، بما يشمل حتى الأسلحة الخفيفة، وتفكيك 50% من قدرة المقاومة خلال شهر، مضيفاً: “لكنهم لا يعرفون حجم قدراتنا حتى يحددوا النسبة”.
وانتقد قاسم ما وصفه بتقصير الدولة اللبنانية في مواجهة هذه الضغوط، قائلاً: “على الدولة أن تؤمّن الحماية لا أن تجرّد المقاومة من قدرتها”.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تواصل فيه حكومة لبنان برئاسة جوزيف عون مناقشات حول حصر السلاح بيد الدولة، وسط تحليق مكثف للطائرات المسيّرة التابعة لدولة الاحتلال في جنوب البلاد، وتحت ضغط أميركي متزايد.
وكانت دولة الاحتلال قد بدأت عدوانها على لبنان في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والذي تصاعد في سبتمبر/ أيلول 2024 إلى حرب شاملة، خلّفت أكثر من 4 آلاف شهيد و17 ألف جريح، ودمارًا واسعًا في البنية التحتية، رغم توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار في نوفمبر/ تشرين الثاني من نفس العام.
ورغم الهدنة، لا تزال قوات الاحتلال تخرق الاتفاق يوميًا، مسجلة آلاف الانتهاكات، أدّت إلى استشهاد أكثر من 216 مواطنًا، وإصابة أكثر من 500 آخرين بجروح متفاوتة، بحسب إحصائيات رسمية.