المسار : 19 يوماً تبقى من المهلة الممنوحة للجيش اللبناني لإعداد خطته التطبيقية لسحب سلاح “حزب الله” بموجب القرار المتخذ من الحكومة والذي استدعى حركة احتجاجية في الشارع من قبل مناصري الحزب، في وقت تم اتخاذ قرار غير مسبوق يقضي بإقالة رئيس مكتب مخابرات الجيش اللبناني في الضاحية الجنوبية لبيروت، العميد ماهر رعد من دون تقديم تفسيرات لهذا القرار المفاجئ، إلا أن توقيت القرار أعقب التحركات الاحتجاجية في الضاحية وعلى طريق المطار.
وأفيد أن الضابط رعد بتمتع بنفوذ كبير، بعدما تولى قيادة مكتب الضاحية منذ عام 2017، وهو ينحدر من بلدة جباع، وهو قريب رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد. وتم تعيين العقيد سامر حمادة رئيساً لمكتب مخابرات الجيش في الضاحية بدلاً منه.
وفي غياب أي معطيات دقيقة، ذكر البعض أن الحكومة اللبنانية تبلغت من اللجنة الفرعية في الكونغرس الأمريكي وضع العميد رعد على لائحة العقوبات في حال لم تتم إقالته فوراً، إلا أن البعض الآخر نفى صحة الإقالة من الجيش، وتحدث عن تعيين رعد في مفتشية وزارة الدفاع.
وتأتي خطوة إقالة العميد رعد لتتشابه مع خطوة إقالة رئيس جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير في 5 أيار/ مايو 2008 والتي استدعت من “حزب الله” الرد بـ7 أيار في بيروت.
ومن شأن هذه الإقالة أن ترفع من منسوب التوتر بين الحكومة و”حزب الله”، في وقت زار قائد الجيش العماد رودولف هيكل رئيس مجلس النواب نبيه بري للتداول معه في آخر المستجدات الأمنية بعد مقتل 6 جنود للجيش اللبناني في وادي زبقين، وللتشاور في الخطة التطبيقية التي تم تكليف الجيش بها حول تسلم السلاح.
وعلى الرغم من نفي الخلاف بين الرئيس بري وكل من الرئيسين عون وسلام، إلا أن انقطاع الزيارات منذ اتخاذ القرارين الحكوميين الأخيرين حول حصرية السلاح وورقة توم براك ورفض دعوة الوزارء الشيعة لتصحيح هذين القرارين، يؤشر إلى جفاء سياسي وتمترس كل طرف خلف مواقفه، فلا العهد والحكومة سيتراجعان عن القرارين، ولا الثنائي الشيعي في وارد القبول بهما.
ولكن رغم الرفض التام من قبل الثنائي، إلا أن الاحتجاج المضبوط يقتصر على مسيرات “الموتوسيكلات” ضمن الضاحية الجنوبية لغاية الآن، ولم يصل إلى حد الانسحاب من الحكومة.
وهذا ما أكده الرئيس بري الذي قال “إن الاستقالة من الحكومة غير واردة، ودقّة الظروف الاستثنائية التي يمرّ فيها لبنان تستوجب تحلّي جميع الأطراف بأعلى درجات المسؤولية والحكمة”.
ونقلت صحيفة “الجمهورية” عن بري قوله “إن هاجسه في هذه الأيام هو ألا تتحول الأزمة المستجدة إلى فتنة مذهبية يتمناها العدو الإسرائيلي، ولذا كان حريصاً على الدفع في اتجاه ضبط الخطاب السياسي على إيقاع هذه النوتة تحديداً”.