بقلم: جدعون ليفي … ترامب يحلم بجائزة نوبل للسلام، لكن مكانه هو في محكمة لاهاي

رباح
4 Min Read
  حلم الرئيس الامريكي دونالد ترامب، هو الحصول على جائزة نوبل للسلام في اوسلو؛ ولكن المكان المناسب له هو محكمة الجنايات الدولية في لاهاي. لم يعد يوجد أي اسرائيلي يتحمل المسؤولية الثقيلة عن حمام الدماء في غزة مثل ترامب. اذا اراد، (هو فقط)، يمكنه بمكالمة هاتفية واحدة انهاء هذه الحرب الفظيعة ومنع قتل المخطوفين الاسرائيليين. هو لا يفعل ذلك. ترامب ليس فقط لا يجري مكالمة (ولا يأتي)، بل هو ايضا يواصل تمويل وتسليح ودعم آلة الحرب الاسرائيلية وكأنه لا يحدث أي شيء. هو جوقة المشجعين الاخيرة لها. قائدها العسكري، بنيامين نتنياهو، اعتبره في الاسبوع الماضي “بطل حرب”، هذا الاحترام المشكوك فيه سارع الى نسبه لنفسه: هو ايضا بطل حرب، قال بتواضع مميز. الرئيس الامريكي يعتقد ان من يقوم بتدمير شعب، كما يحدث في غزة، هو بطل. وهو ايضا يعتقد ان من يطلق من مكتبه قذائف ثقيلة في عملية لمرة واحدة وعديمة احتمالية النجاح الحقيقي في ايران، هو بطل. هذا هو نمط تفكير الشخص الاقوى في العالم. عندما نربط اسم ترامب بجائزة نوبل للسلام فان الليل يصبح نهار، والكذب يصبح حقيقة، ومدبر الحرب الاكثر فظاعة في القرن الحالي الى دمج بين مارتن لوثر كينغ وديلاما، الحاصلان في السابق على جائزة نوبل. ترامب ونلسون مانديلا في نفس القارب. هذه المهزلة لا يوجد لها حدود وهل على حسابنا. اذا كانت توجد جائزة نتنياهو وترامب يستحقانها، هي لحسن الحظ الجائزة التي لم توجد بعد، جائزة الابادة الجماعية. تقارير صادمة نشرت في نهاية الاسبوع لم تترك أي مجال للشك في طابع الابادة الجماعية للحرب. الامم المتحدة اعلنت في يوم الثلاثاء بانه حسب مؤشر التصنيف المرحلي المتكامل (آي.بي.سي)، المؤشر العالمي المعتمد لرصد حالات الجوع، فان المجاعة الجماعية تسود في مدينة غزة بالمستوى 5، المستوى الاعلى في المؤشر. هذه المدينة الجائعة بشكل متعمد ينوي الجيش الاسرائيلي غزوها. وترامب يعطي هذا الغزو الوحشي الضوء الاخضر والدعم الدولي والذخيرة والسلاح. في نفس الوقت كشفت المواقع محادثة محلية، ومجلة “972” وصحيفة “الغارديان” البريطانية، قاعدة بيانات استخبارية تفيد بان نسبة المدنيين غير المشاركين الذين قتلهم الجيش الاسرائيلي حتى الآن في الحرب هي 83 في المئة، وهي نسبة مرتفعة جدا حتى مقارنة مع افظع الحروب، مثل التي كانت في البوسنة والعراق وسوريا. وحسب بيانات الجيش الاسرائيلي نفسه فان واحد من بين 6 قتلى فلسطينيين كان مقاتل. وكان 5 من بينهم من المدنيين الابرياء، في معظمهم من النساء والاطفال. وكما نشتبه ونعلم فان هذه ابادة جماعية. وامريكا تقف من ورائها. هذه الحرب يعطيها ترامب الدعم وحتى انه يتجرأ على ان يحلم بجائزة نوبل للسلام. الرأي العام في امريكا في وادي والرئيس الامريكي في وادي آخر. لم يعد هناك أي طريقة لوقف المذبحة بدون مكالمة من البيت الابيض. وفي غضون ذلك لا تلوح أي احتمالية بان الرئيس سيفعل ذلك. مزود بجهاز استخبارات ضخم يتكون من 16 جهاز مع ميزانيات هائلة، قال ترامب بانه “شاهد في التلفزيون بانه يوجد جوع في غزة”. لكن تلفزيون ترامب كما يبدو لم يصدمه بدرجة كافية كي يهب للقيام بعملية الانقاذ الوحيدة التي يمكن ويجب على امريكا القيام بها: أمر اسرائيل بوقف مطلق وفوري لاطلاق النار. اسرائيل نتنياهو لا يمكنها تحدي كل العالم. ترامب يفعل كل ما في استطاعته كي لا تفرض دول اخرى عقوبات على اسرائيل من اجل وقف الابادة الجماعية. اوروبا غاضبة جدا، لكنها مشلولة بسبب الخوف منه. ومثلها ايضا المؤسسات الدولية. ناشط يهودي – امريكي وهو رون ديرمر، الذي هو ايضا وزير في الحكومة الاسرائيلية، نجح في خداع البيت الابيض كي يصدق بان الدماء امطار، وأنها نعمة لامريكا. النتيجة: اصبح أبو خطة الريفييرا في غزة، الرئيس الامريكي، الآن كهاني علني وهو يريد جائزة نوبل للسلام عن ذلك.
Share This Article