المسار : جددّ جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم السبت، مزاعمه بوجود “منطقة إنسانية” في منطقة المواصي غرب خانيونس جنوبي قطاع غزة، وسط استمرار عمليات القصف والتدمير في مدينة غزة، ودفع السكان نحو تهجير قسري جنوب القطاع.
تعريف “المنطقة الإنسانية” وفقًا لمعايير الأمم المتحدة يشترط وجود خدمات أساسية مثل المياه والغذاء والأمن، لكن الدفاع المدني يؤكد أن منطقة المواصي الواقعة في غرب خانيونس، التي تستوعب نحو 800 ألف نازح من خانيونس ورفح، تشهد “مذبحة حقيقية” حيث لا تتوفر أبسط هذه الخدمات.
وأوضح مدير دائرة الإمداد في الدفاع المدني، محمد المغير، في تصريح صحفي أنّ المساحة الغربية لخانيونس تمثل حوالي 13% من مساحة المحافظة، لكنها باتت شبه مدمرة بالكامل بفعل القصف، ولا يوجد بها مساحات فارغة، بل منازل مهدمة يصعب العودة إليها، بينما تخضع المناطق الجنوبية والشرقية بالكامل للعمليات العسكرية والدمار.
كارثة مائية.. 80% من الشبكات خارج الخدمة
رئيس قسم المياه في بلدية خانيونس، المهندس سلامة شراب، وصف الوضع بأنه “كارثة إنسانية” نتيجة تدمير 80% من شبكة المياه والبنية التحتية في المدينة، حيث لا تعمل سوى 3 آبار من أصل 41، بعدما دُمّرت بقية المصادر بشكل كامل.
وأضاف سلامة أيضا أن مناطق واسعة شرقي شارع جمال عبد الناصر حتى شارع صلاح الدين، بما يشمل بني سهيلا، معن، جورة اللوز، الفخاري، وأجزاء من المناطق المحاذية للمستشفى الأوروبي، باتت خارج الخدمة تمامًا، بالإضافة إلى قرى وأحياء مثل حي الأمل والمعسكر والسطر والكتيبة التي تحولت إلى ركام بلا بيوت صالحة للسكن.
وأشار شراب إلى أن الكثافة السكانية في المواصي زادت بشكل كبير بعد نزوح عشرات الآلاف من سكان المخيمات وخانيونس إلى هناك، ما زاد من أزمة المياه والخدمات وسط استمرار العدوان، محذرًا من كارثة إنسانية تهدد حياة نحو 800 ألف نسمة يعانون من نقص حاد في المياه.
الزراعة تنهار.. تدمير شبه كامل للأراضي والمحاصيل
من جهته، كشف المتحدث باسم وزارة الزراعة الفلسطينية محمد أبو عودة، عن كارثة زراعية حقيقية في القطاع، نتيجة استمرار العدوان والسيطرة العسكرية على مساحات واسعة.
وقال أبو عودة أن المناطق الجنوبية والشرقية، التي كانت توفر نحو 25% من السلة الغذائية لقطاع غزة، باتت الآن تحت العمليات العسكرية بشكل كامل، ما أدى إلى تقليص المساحات المزروعة إلى 15-20% فقط من إجمالي الأراضي الزراعية، والتي لا تتجاوز 13 ألف دونم مزروعة بالخضروات في مناطق متفرقة.
كما أشار أبو عودة إلى أن توسع المخيمات في المواصي أدى إلى تحويل مساحات زراعية كانت من أبرز الأراضي الخضراء إلى مواقع لإيواء النازحين، ما يفاقم الأزمة الغذائية.
ودعا إلى ضرورة هدنة إنسانية تتيح إدخال المدخلات الزراعية وتمكين المزارعين من الوصول الآمن إلى أراضيهم، محذرًا من أن استمرار العدوان ورفع الحصار هما السبيل الوحيد لإنقاذ الزراعة وتأمين الأمن الغذائي.
وفي تحذير صادر عن الأمم المتحدة، أكد ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن القصف الإسرائيلي المكثف على غزة أجبر نحو 3 آلاف فلسطيني على النزوح من شمال القطاع إلى جنوبه خلال يومين فقط.
وأضاف دوجاريك أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل عرقلة وصول المساعدات الإنسانية، مما يزيد من معاناة المدنيين المحاصرين في ظل الحصار المستمر.
وفي سياق متصل، كشف تقرير المكتب الإعلامي الحكومي أن جيش الاحتلال سيطر على حوالي 80% من مساحة قطاع غزة من خلال الاجتياح والنار والتهجير القسري.
وأشار التقرير إلى استهداف أكثر من 273 مركزًا للإيواء والنزوح القسري، حيث تعرضت منطقة المواصي المزعومة “الإنسانية” إلى القصف 109 مرات، مما يفاقم معاناة السكان ويزيد من نسبة التشريد.