كتب محمد الصفدي…..حماس وخطة ترامب الخبيثة

المسار :حسب ما رشح من الاعلام هنالك خطه شبه جاهزه ومتفق عليها مع الغطاء العربي الاسلامي الانتقائي . هذه الخطه توصل الامور الى نقطه حرجه وتقلص هامش المناوره امام المقاومه . صحيح ان للمقاومه نقاط قوه واوراق تفاوضيه غير مباشره الا ان الاليه المقترحه خبيثه وقادمه قسرا من الاعلى للاسفل .

باعتقادي ان حراجة الموقف وحساسيته تتطلب من حماس ايداع القرار بيد الشعب الفلسطيني ممثلا بفصائله ورموزه الوازنه ذلك لان القبول او الرفض هما مسالتان ذات مترتبات واسعة النطاق وتنطويان على مراهنات واثمان كبيره

لذلك لا يحق لحماس صاحبة القرار بالطوفان وصاحبة التضحيات الجسام والصمود غير المسبوق والذكاء في ادارة هذه الحرب غير العاديه ان تنفرد بالرد او القرار وانما يتوجب ان تودع الملف بيد الشعب ومحاولة انجاز بعض مكاسب اللحظه الاخيره اخذة بعين الاعتبار السياق الدولي والاقليمي وتوازن القوى ووضع اهل غزه المكلومين .تفرد حماس بالقرار سيكون خطأ فادحا وانانية ستضعها في الزاويه وقد تهدد بانقلاب الجماهير في غزه ضدها وهذه احدى الاهداف الخفيه الرئيسيه الا وهو دق اسفين بين الشعب الحاضن والمقاومه . نزع هذا الفتيل يتم بالتخلي عن التفرد وهو برايي احدى اخطاء حماس في هذه المعركه الكبرى .

الخطه ان نظرنا اليها جيدا خبيثه ومحبوكه بنكهه اسرائيليه لكنها في الجوهر تثبت ان اغلب اهداف نتنياهو المركزيه قد فشلت فلا ترحيل ولا ريفييرا ولا احتلال للقطاع او استيطان او اجزاء عازله منه ولا تخلي عن الاسرى دون ثمن ولا استسلام ولا حكومة عميله لليوم التالي . ومثلما خرج الملف من يدحماس فقد انتزع من يد نتنياهو المسيطر … اي ان وضعه ليس افضل من حماس

 

اجل الخطه تحقق بعض المكاسب الهامه لنتنياهو الذي سيعمل على تضخيمها كعادته ،ولكن السؤال الاهم هو ماذا سيقول لشعبه ؟ هل تبرر هذه المكاسب الهامه كل هذه الخسائر لاسرائيل بالارواح والمصابين والخسائر الماديه والمعنويه والنرجسيه الردعيه المجروحه والتورط المستمر بالاباده والاجرام وما سيترتب علبه من اثمان لاحقه وتشويه صورة اسرائيل المارقه وتخريب علاقاتها مع الجميع وعزلتها المخيفه المتزايده ككرة الثلج

الحساب ات لا محاله سواء داخليا او خارجيا . بعد وقف اطلاق النار ستتضح الصوره المرعبه التي اخفاها نتنياهو وتتكشف اكاذيبه سواء بخصوص عدد قتلاه او عدد الضحايا الفلسطينيين او الجرائم الفظيعه والمذابح والمخالفات القانونيه الاعلام الدولي لن يرحمهم وسيكشف فعائلهم الشنيعه ، السينما ستوثق وحقوق الانسان ستجهز الدعاوي المتدحرجه واامحاكم الدوليه ستتقدم للامام

دفن الجريمه التي تمتد اثارها لاجيال ليس ممكنا بسبب حجمها وعمقها ونوعها .

معركة غزه لم تكن لتنتهي بشكل غير هذا الشكل في ظل حجمها واثارها ومترتباتها وتكاليفها . وفي ظل ميزان القوى المحلي والاوسع لم تكن لتولد خطة افضل لا بل ان غزه كانت مرشحه لسيناريوهات اسوأ بكثير بعد تراجع منسوب قوى المقاومه ومحاصرتها ومشاغلتها فقد كان من الممكن مثلا اكتشاف مكان الرهائن وتخليصهم او قتلهم وقتل القيادات العسكريه الوازنه او كان من الممكن توجيه ضربات امريكيه عميقه كما حدث في الضاحيه او اغتيال قيادات الخارج او انقلاب الحاضنه الشعبيه او تصدعها بفعل الضائقه الانسانيه الخ الخ

الصراع في غزه لم يعد صراعا موقعيا ومحليا وتحول منذ زمن الى صراع ذو ابعاد اقليميه دوليه واسعة النطاق ولذلك يتوجب ان يكون الحل ذو بعد اقليمي دولي .التحدي الحقيقي هو كيف ستسير الامر بعد البدء بالتطبيق والى اين سيفضي. في كل الاحوال اهل غزه يستحقون الحياه والعلاج من الصدمات وقد اثبتوا انهم شعب جبار ذو حصانه عاليه واصرار وصمود منقطع النظير بدرجة غير مسبوقه ويبقى التحدي التحرري الاكبر مطروحا امام الاجيال الفلسطينيه القادمه

Share This Article