المسار : – يشهد قطاع غزة تصعيداً عسكرياً خطيراً من قبل دولة الاحتلال منذ دخول اتفاق وقف الحرب وتبادل الأسرى حيز التنفيذ، ما أثار تساؤلات حول أهداف هذا التصعيد المفاجئ الذي جاء عقب ما وصفته سلطات الاحتلال بـ”حدث أمني” في رفح جنوب القطاع.
ويرى محللون أن هذا التصعيد ليس مجرد رد فعل، بل خطوة مدروسة ضمن حسابات سياسية داخلية لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي يسعى – وفق تقديراتهم – لإبقاء أجواء الحرب مشتعلة لخدمة مصالحه الانتخابية داخل حزب “الليكود”.
الخبير في الشؤون الإسرائيلية محمود يزبك أوضح أن نتنياهو يحاول استغلال ملف جثث الأسرى الإسرائيليين للتهرب من استكمال مراحل اتفاق وقف الحرب، في حين أكد مدير مركز رؤية للتنمية السياسية أحمد عطاونة أن التصعيد يعكس توجهاً منظماً من دولة الاحتلال لإفشال التهدئة وتثبيت معادلة جديدة في الميدان.
أما أستاذ النزاعات الدولية إبراهيم فريحات، فاعتبر أن الهجمات الأخيرة تحمل رسالة سياسية للوفد الأميركي المرتقب وصوله إلى المنطقة، مشيراً إلى أن نتنياهو يسعى لتأجيل الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق للحفاظ على أوراق الضغط ضد الفلسطينيين.
ميدانياً، أسفرت الغارات الإسرائيلية المكثفة عن استشهاد أكثر من 40 فلسطينياً وإصابة العشرات، فيما أعلن جيش الاحتلال أنه “يعيد تطبيق اتفاق وقف النار بعد خرقه من حماس”، في الوقت الذي تؤكد فيه مصادر فلسطينية أن الحدث الأمني في رفح لم يُثبت تورط المقاومة فيه.
ويتفق الخبراء على أن مستقبل اتفاق وقف الحرب يبقى مرهوناً بمدى التزام دولة الاحتلال بتعهداتها واستمرار الضغط الدولي عليها، وسط مخاوف من أن يكون التصعيد الحالي مقدمة لمرحلة جديدة من المواجهة.

