المسار: قالت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية إن وزيرة النقل والمواصلات الإسرائيلية ميري ريغيف، زارت الإمارات قبل أيام سرا لإجراء مباحثات حول مشروع “سكة حديد السلام” الذي يصل مدينتي أبو ظبي الإماراتية بحيفا غربي إسرائيل.
وأوضحت الصحيفة، الاثنين، أن الزيارة تأتي تزامنا مع جهود إحياء مبادرات تنفيذ مشروع “سكة حديد السلام” الذي تم تعليقه قبل عامين من الآن.
وأشارت إلى أن ما يميز الزيارة الأخيرة للوزيرة الإسرائيلية، عن زياراتها السابقة إلى الإمارات (لم تحدد موعدها)، هي أنها كانت سرية ولم تطلع وسائل الإعلام عليها.
وبحسب الصحيفة العبرية، “التقت ريغيف خلال زيارتها بمسؤولي هيئة السكك الحديدية الوطنية في الإمارات (قطارات الاتحاد)، وبحثت معهم إطلاق مشروع (سكة حديد السلام) الذي يهدف لنقل البضائع المستوردة من الهند عبر قطار فائق السرعة يمر بالإمارات والسعودية والأردن وصولا إلى ميناء حيفا، ومن هناك عبر البحر إلى أوروبا والولايات المتحدة.
وأشارت إلى أن المشروع الذي تم تعليقه منذ عامين بسبب هجمات إسرائيل على قطاع غزة ودول أخرى، عاد للنقاش مجددا بالتزامن مع زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إلى واشنطن، في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
وأوضحت الصحيفة أن الإمارات أحرزت تقدما حول المشروع خلال العامين الماضيين من خلال مباحثات تجريها مع الهند والسعودية والأردن بهذا الشأن.
وأفادت بأن جزء من خط السكة ينتهي في منطقة البحر الميت بالضفة الغربية المحتلة إسرائيليا، حيث ترغب تل أبيب في نقله شمالا، بينما تريد الإمارات تمديده نحو الجنوب.
وخلال اجتماع “ريغيف” في أبو ظبي، تم الاتفاق على عقد لقاءات بين كبار مسؤولي السكك الحديدية الإسرائيليين ونظرائهم الإماراتيين، وإنشاء إدارة خاصة لإدارة عبور القطارات بين الدول، في إطار المشروع المرتقب.
كما تم الاتفاق على أن تقوم هذه الإدارة بدراسة إمكانية تمرير خط سكة حديد عبر جنوبي البحر الميت بين الأردن وإسرائيل، وذلك لتفادي أي مشكلات سياسية بين الأطراف.
فيما لم يصدر عن الإمارات تعليق فوري بالخصوص.
وخلال القمة الـ 18 لمجموعة العشرين، التي استضافتها الهند عام 2023، تم الكشف عن مشروع الممر الاقتصادي الواصل بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا (IMEC)، وهو مشروع متعدد الجنسيات يهدف إلى ربط الهند بالشرق الأوسط وأوروبا عبر خطوط سكك حديدية وبحرية.
ورغم أن المشروع الذي يُنظر إليه على أنه تحدٍّ للصين، يهدف إلى الربط بين الهند والإمارات مرورا بالسعودية والأردن وإسرائيل وصولا إلى أوروبا، إلا أن دراسة جدواه قد أثارت جدلا واسعا.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2018 طرح وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس الذي كان يشغل منصب وزير النقل والمواصلات في حينه، خلال مؤتمر النقل الدولي المقام بالعاصمة العمانية مسقط، على دول الخليج وعدد من الدول العربية، مشروع سكك حديد يحمل اسم “سكة حديد السلام”، يربط دول الخليج بإسرائيل مرورا بالأردن.
وترفض السعودية تطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل مسار يضمن حل الدولتين والسلام بين فلسطين وإسرائيل.
وقال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال مؤتمر صحافي مع ترامب في البيت الأبيض في 18 نوفمبر الجاري: “نرغب في الانضمام إلى اتفاقات أبراهام (لتطبيع العلاقات مع إسرائيل) ضمن مسار يضمن حل الدولتين والسلام بين فلسطين وإسرائيل”.
ويرغب ترامب في تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل – القوة القائمة بالاحتلال في فلسطين – لكن الرياض ترهن الأمر بإيجاد مسار يضمن قيام دولة فلسطينية.
(الأناضول)

