كتب أحمد الصفدي// الرقص على حافة الهاويه

كاتب وصحفي مقدسي

والان هل نحن قد وصلنا الى مرحلة اغلاق الدائره في الحرب على غزه ؟

في البدايه افاقت اسرائيل من عيدها على صدمة نفسيه وجوديه هددت كيانها وحطمت عددا كبيرا من مسلماتها واساطيرها ذات صباح…….

مع الاستفاقه رويدا رويدا ،امتطت حكومة نتنياهو المعدله صهوة الانفعالات الطاغيه وذهبت الى اعلى سقف في التصريحات المنفلته العنصريه التي تحيون الفلسطينيين وتجردهم من ادميتهم وتدعو لابادتهم وترحيلهم الخ الخ بلا مبالاة باية محاذير او معايير اخلاقيه او قانونيه او دبلوماسيه.

وخلال ايام افلتت اللجام لآلتها العسكريه الضخمه لتبطش باهل غزه بلا تمييز وبلا كوابح مدعومة من “العالم الحر” المنافق الذي يحق له ولدلوعته ما لا يحق لسواه ….

في البدايه ساد الاعتقاد لدى قيادة اسرائيل وامريكا الحاضنه والغرب المساند ان حماس البدائيه ستسقط خلال ايام وبالكاد اسابيع وستقع في قبضة الجنود الاسرائيليين العصريين المدججين والنوعيين… لكن الايام مضت والاسابيع مضت ووصلنا عتبة الشهر الاول كمحطة افتراضيه. امريكا سالت نتنياهو عن الانجازات فلم يكن لديه شئ سوى جرائم الحرب التي بدات تقرع الضمير الانساني كله وفي عقر العواصم الغربيه ذاتها .

نتنياهو طلب التمديد وقال لبايدن اريد شهرا اخر وتقدم في عمق القطاع ……فاخذ الشهر الثاني ووصل غزه ومن ثم الى جنوب غزه ومن ثم وصلنا لخان يونس كمحطة فاصله افتراضيه وساد اعتقاد غذته اسرائيل بانها وكر السيطره والقياده ومخبأ الرهائن وهانحن نتجاوز الشهر الرابع ومع ذلك لم تحسم لا خان يونس ولا حتى شمال غزه ولا حتى وسطها .

اسرائيل المحبطه الدين كيشوتيه تبدو وكانها تقاتل طائر العنقاء وتحارب اشباحا تخرج من. باطن الارض ورمالها المتحركه . اسطورة المقاومه تتحقق على ارض المعركه واسطورة اسرائيل تتحطم وتستبدل بالاكاذيب والمبالغات والفبركات .

وعلى اعتاب الشهر الخامس ها نحن قد وصلنا الى حافة الهاويه السحيقه : معركة رفح الفاصله .

معركة رفح هي الحلقه والمحطة الاخيره من فيلم “لعنة غزه” الذي يعيشه نتنياهو المسرحجي البهلواني اينما ذهب داخليا وخارجيا .

ولكن رفح تاتي الان وما زالت خان يونس صامده والشمال الغزاوي حي يرزق ويقاوم والشمال الفلسطيني يشهد هجمات حزب الله المتصاعدة العنيده المقلقة والضاغطه الداميه حتى وان لم يعترف نتنياهو بخسائرها المكلفه وقرر التستر عليها بسبب جبنه من مصارحة شعبه وخوفه من الحرب النفسيه التي يخسرها بكل وضوح .

رفح ليست كأي مدينه غزاويه فالناس هناك مكتظون ومكدسون بلا مأوى وعلاج وطعام وماء وملابس . هم منكوبون لانهم جردوا من كل ما يملكون من مقومات ومجروحون وتائهون ومكلومون وفاقدون لاعزائهم . وفي ظل هذه الماساه والنكبه الفظيعه ياتيك المافون نتنياهو ليهدد بالبطش بهم غير مبال بمحكمة لاهاي وسيرورتها ولا بتحذيرات غوتيرش ولا قادة العالم الذي ضاق ذرعا بانفلات اسرائيل المحرج .

معركة رفح هي معركة حافة الهاويه : الأراجوز نتنياهو يقول للعالم إما أن تعطوني راس حماس واما انني ساواصل “لعبة الحرب” والقي بالغزاويين “اللادميين ” بالهاويه وعلي وعلى اعدائي……..

دخول رفح سيعني وصول الاباده الجماعيه الى ذروة البطش والفتك الذي تتحمل مسؤوليته اسرائيل وامريكا والغرب الذي يدعمها من البدايه ويتعامل معها بتفهم ودلال ويضعها فوق القانون الدولي والانساني .

تحرك جنوب إفريقيا والجزائر والان نيكاراغوا ودول لاتينيه اخرى يمثل الخط المعاكس للخط الغربي . هؤلاء الاحرار يعكفون على تفعيل المسار القضائي العالمي ضد ربيبة الغرب الهائجه وهذه انعطافه ستؤسس لتغير التوجهات الدوليه مستقبلا . يضاف إلى ذلك تنامي الحراك والصحوه الشعبيه خاصة في الغرب وتبلوره كقوه ثالثه حيه صاعده وازنه . هذه كلها تغيرات استراتيجيه الأبعاد .

عملية رفح الوشيكة هي حاليا مجرد ورقة ضغط ولها معارضين كثر داخليا وخارجيا ولكنها في ذات الوقت وسيلة نتنياهو وغلاة اليمين الفاشي الجنونيه المقامره للبرهنه عن جراتهم واداة الاراجوز للتخلص من تهمة ” اللصوصيه ” وانه مازال “ملك اسرائيل” المخلص الذي لا يخشى احدا .هو بين هاويتين سحيقتين: هاوية يوم الحساب وليل السكاكين حيث سينكشف مستور المعارك وعدد القتلى في جيشه وهاوية واقعة رفح

معركة رفح واردة جدا وستكون ان حصلت لاسمح الله مجزرة دمويه عبثيه لتحقيق أحلام اليمين الفاشي الاسرائيلي السرمديه والاخروية واحلام العرب الخونه الذين القوا بيوسف في الجب وذهبوا لشعوبهم يتباكون …