إسرائيلياتدولي

غالانت في واشنطن لطلب مزيد من الدعم الأمريكي

توجه وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، إلى واشنطن فجر اليوم، الأحد، لإجراء محادثات متعلقة جميعها بالحرب على غزة وتبعاتها، في ظل خلافات بين الجانبين حول تهديد إسرائيل باجتياح رفح، حيث يتجمع قرابة 1.5 مليون فلسطيني، غالبيتهم العظمى أرغِموا على النزوح من شمال ووسط القطاع إلى جنوبه.

وتبدو قضية المساعدات الإنسانية لسكان القطاع في ظل الجوع الذي يعانون منه، أنها القضية الأهم بالنسبة لإدارة بايدن، التي لا تزال تقدم دعما سياسيا وعسكريا كبيرا لإسرائيل في حربها على غزة. وتنبع أهمية هذه القضية من تراجع شعبية الرئيس الأميركي، جو بايدن، في أوساط ناخبيه، قبل أشهر من انتخابات الرئاسة التي يسعى من خلالها إلى الفوز بولاية ثانية.

وتظهر الإدارة الأميركية غضبا على إسرائيل في قضية المساعدات الإنسانية، ما دفع إسرائيل إلى التعهد، قبل عشرة أيام، بتسهيل إدخال كميات كبيرة من المساعدات إلى القطاع، لكنها لم تطبق تعهدها هذا حتى الآن، وفق ما ذكرت صحيفة “هآرتس” اليوم، الأحد.

وأشارت الصحيفة إلى أن “إسرائيل لا تعرقل إنزال مساعدات أميركية من الجو وإقامة رصيف عائم عند شاطئ مدينة غزة، لكنها لم توافق حتى الآن على إدخال بضائع من أراضيها إلى شمال القطاع عن طريق معبر إيرز (بيت حانون). والمساعدات تصل بوتيرة لا تتلاءم مع الطلب في القطاع ولا تسمح بمواجهة فعالة مع خطورة الوضع، بعد خمسة شهور ونصف الشهر للحرب”.

غير أنه يبرز بوضوح في إسرائيل انعدام الاهتمام بالقضية الإنسانية في القطاع. فالقضية الأهم في أجندة غالانت خلال زيارته الحالية إلى واشنطن هي المساعدات الأمنية الأميركية لها، حسبما ذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم”.

ورغم تزايد المطالب في الولايات المتحدة، من جانب مسؤولين في الحزب الديمقراطي وشريحة واسعة من الناخبين، بفرض قيود على إمداد إسرائيل بالأسلحة، إلا أن “المسؤولين في الإدارة أوضحوا أن قيودا كهذه ليست مطروحة، لكن القلق في إسرائيل أكبر من السابق، وغالانت سيطلب تعهدات لاستمرار المساعدات الأمنية من دون علاقة بالخلافات السياسية بين الدولتين، وأن تتسع هذه المساعدات في حال تصعيد القتال في الجبهة اللبنانية”.

وقضية أخرى في محادثات غالانت في واشنطن تتعلق بالوضع في الضفة الغربية، حيث تحذر إدارة بايدن من تصعيد أمني واسع. وحسب الصحيفة، فإن الإدارة تطالب إسرائيل بتنفيذ خطوات لتخفيف معاناة الفلسطينيين في الضفة، وخاصة من الناحية الاقتصادية. “وغالانت يؤيد تنفيذ خطوات كهذه، وفي مقدمتها إدخال عدد محدود وبشكل انتقائي من العمال الفلسطينيين للعمل في إسرائيل”.

والقضية الثالثة التي سيبحثها غالانت في واشنطن تتعلق بلبنان. ويعتبر غالانت الأكثر تشددا بين أعضاء كابينيت الحرب بما يتعلق بإبعاد قوات حزب الله عن الحدود. وفيما يجري المبعوث الأميركي، عاموس هوخشتاين، محادثات مقابل لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود، إلا أن غالانت سيسعى إلى الحصول على دعم أميركي واسع لإسرائيل لتوسيع القتال مقابل حزب الله بادعاء إرغام الأخير على سحب مقاتليه من منطقة الحدود شمالا.

وقضية رابعة في أجندة غالانت تتعلق بإيران. وحسب الصحيفة، فإن “إسرائيل قلقة مما يجري في سورية والعراق واليمن، والقاسم المشترك بينها هو إيران. وسيحاول غالانت حضّ الأميركيين على تصعيد الضغط على طهران، من أجل لجم حزب الله، رغم أن احتمالات أن تخاطر إدارة بايدن بمواجهة مع طهران خلال سنة انتخابات ضئيل جدا”.

واعتبرت الصحيفة أنه “من دون خطة إسرائيلية مقنعة لإخلاء المدنيين من رفح والحفاظ على أمنهم، ستستمر الولايات المتحدة في التعبير عن معارضة شاملة لاجتياح الجيش الإسرائيلي لرفح، ومن شأن ذلك أن يعرقل وتيرة إمدادات الذخيرة التي يحتاجها الجيش الإسرائيل في حربه في القطاع، وبشكل خاص في حال اتساع القتال مقابل حزب الله إلى حرب شاملة”.

لكن يبدو أن الموقف الأميركي حيال الوضع في رفح لا تثير اهتماما في إسرائيل. ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يكرر يوميا تهديداته باجتياح رفح، بادعاء أنه بدون اجتياح كهذا “والقضاء على ما تبقى من كتائب حماس، ستخسر إسرائيل الحرب”. وخلال لقائه مع وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أول من أمس، قال نتنياهو إنه يفضل اجتياح رفح بدعم أميركي، وإذا رفضت إدارة بايدن توفير دعم كهذا فإن إسرائيل ستشن الاجتياح لوحدها.

وفي موازاة زيارة غالانت إلى واشنطن، سيتوجه وفد إسرائيلي إلى العاصمة الأميركية، يرأسه وزير الشؤون الإستراتيجية، روم ديرمر، ورئيس مجلس الأمن القومي، تساحي هنغبي، لتقديم الخطة الإسرائيلية لاجتياح رفح.

وحذر بلينكن خلال اجتماعه مع كابينيت الحرب، أول من أمس، من أن “أي عملية ضد رفح لن تحقق أهداف إسرائيل وستضر بأمنها، من الضروري وضع خطة لرفح وهذا ما سنبحثه مع الوفد الإسرائيلي في واشنطن الأسبوع المقبل. والهجوم على رفح يهدد بعزل إسرائيل عن العالم