مقالات

كتب أحمد الصفدي// الرد الايراني… إلى أين؟

نتنياهو اراد من ضرب القنصليه المنسق سلفا رغم النفي في غرفة العمليات الامريكيه الغربيه ان يخلط الاوراق الاقليميه للخروج من مازق غزه الذي اسنفد نفسه واقحام امريكا والغرب في الحرب المباشره كما يحلم هو وغالانت منذ بدء الحرب ،لكن وكما يقال حسابات الحقل ليست كحسابات البيدر.

اسلوب ايران ليس كاسلوب العربان الردفعلي العاطفي وهذا ثبت وتجسد واقعيا طوال عقود من الصراع مع الغربٍ

ايران صبوره وعميقه وتفكر بمعايير الدوله العظمى . اسلوبها الهادئ الحازم برهن عن نفسه خلال المفاوضات النوويه الذكيه مع الغرب كله باسلوب تاجر السجاد وبرهن عن حزمه من خلال الرد المحسوب والواثق سواء ضد امريكا او ضد بريطانيا واجبرتهم على ابتلاع الاهانات وعلى رؤوس الاشهاد.

المصابون بالعمى الطائفي اطلقوا جملة من حملات الشيطنه لايران والتقليل من قدراتها القتاليه وارادتها السياسيه وتماثلوا بذلك عن قصد او غير قصد مع الدعايه الغربيه ، و المتحمسون شرعوا باطلاق تشكيكاتهم بالرد وحجمه وحتى حدوثه.

اما المتخاذلون فهم اصلا متماثلون مع الدعايه الامريكيه وجزء منها للتغطية على عجزهم ونفسهم الاستسلامي الذي يسخف نهج المقاومه اصلا لانه يفضح نهجه وهذا ينطبق على الانظمه العميله المتامركه وانصارها ومنتفعيها.

ايران تدرك هدف نتنياهو من ضرب القنصليه الذي يهدف لخلط الاوراق بعد ان فشلت المحاولات السابقه في جر حزب الله ومن خلفه ايران كاغتيال العاروري في بيروت وتوسيع دائرة الهجمات في لبنان.

ادراك ايران لهذه الغايه لن يمنعها من الرد على الاعتداء بمثله واكثر قليلا للحفاظ على مكانتها الاقليميه القياديه وقواعد الاشتباك المتبعه ومستوى الردع ولذلك يجب القول ان الرد ات لا محاله فايران تملك الاراده والمقدره وهذه فرصتها لتجسيد ذلك واقعيا.

التوقيت فقط هو المجهول الوحيد وما يشاع حاليا عن وقته وانطلاقه ينطوي ضمن الحرب النفسيه والاشاعات ايران بحاجه لعنصر المباغته وهو الان غير متوفر وان اطلقت مسيرات او اشاعت فلها هدف تكتيكي ككشف طبيعة الخطط والاستعدادات او تغذية الخوف واستنزاف الطاقات الاسرائيليه.

الضربه ستاتيهم من حيث لايدرون ولن تكون الا ايرانية خالصه

محور المقاومه لن يدخل الا اذا هوجمت ايران من محور امريكا

الصين وروسيا ستتفرجان حاليا على ورطة امريكا والغرب في الوحل الشرق اوسطي لتدخلا بعده كطرف حكيم ووسيط سياسي عقلاني جاهز لتفكيك الفوضى الغربيه الغبيه ، مساعدتهما لايران ستكون عسكريه واستخباريه في هذه المرحله ولن تدخلا في الوحل الشرق اوسطي الذي يلفظ امريكا رويدا رويدا.

وفي اليوم التالي للضربه سيعود نتنياهو للمستنقع الغزاوي الا اذا ادت الضربه الايرانيه شبه الحتميه لفتح طاولة تفاوضيه حول صفقة اقليميه متعدده تشمل غزه ولبنان وسوريا وربما اليمن والعراق وتؤسس لتوازن مصالح جديد وحل وسط مقبول على كافة الاطراف فهذا هو ديدن الحياة السياسيه.

ايران قد تمتنع عن الرد في حالة واحده فقط: مقايضة عدم الرد بانسحاب اسرائيلي من غزه وصفقه مرضيه للمقاومه …

الباحث في الشؤون الاسراىيلية احمد الصفدي