إسرائيلياتالصحافة العبرية

الصحافة العبرية… الملف اليومي الصادر عن المكتب الصحافي التابع للجبهة الديمقراطية

قسم العناوين                                        الاربعاء 3/7/2024

 صحيفة هآرتس:

– لا يكاد يمر يوم دون فضيحة جديدة تساعد الحكومة في صرف أنظارنا عن الوضع المزري الذي وصلنا إليه

– مواجهات بين المستوطنين والجيش أثناء محاولة إخلاء مستوطنين من بؤرة استيطانية

– وزارة الصحة رفضت إعطاء شهادة حسن سلوك لطبيبة شاركت في مظاهرة ضد الحكومة

– مقتل إمرأة في جت المثلث ورجل في اللد

 * “يديعوت أحرونوت”:

– جنود استخدموا مواطنين في غزة كدروع بشرية

– بايدن ينوي لقاء نتنياهو في واشنطن خلال زيارته القريبة 

– جريمة تلو الأخرى في الوسط العربي: أم لطفلين قتلت الليلة الماضية و100 قتيل في النصف الأول من العام الجاري

– عشرات المستوطنين ألقوا الحجارة على سيارات الفلسطينيين قرب رام الله ما أدى لإصابة 7 منهم

 * “معاريف”:

– بايدن سيلتقي نتنياهو في واشنطن آخر الشهر الجاري

– المسيّرة الصينية الانتحارية تقلق العالم

– مقتل سيدة في مدخل منزلها ورجل في اللد

– المدعي العام طلب فتح تحقيق مع بن غفير

 

 افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

معاريف 2/7/2024

محللون أمنيون: الحرب في غزة مستنقع مغرق

بقلم: آفي اشكنازي

القتال الضاري في القطاع تواصل أيضا عندما صفى مقاتلو الفرقة 90 في منطقة الشجاعية عددا من المقاومين في اشتباكات من مسافات قصيرة وعثروا على وسائل قتالية كثيرة أثناء اجتياح المنطقة.

خلال عشرات الغارات لسلاح الجو، بتوجيه من قوات الفرقة، صفي عشرات المقاومين ودمروا عددا من مواقع إنتاج وتخزين الوسائل القتالية.

أول من أمس، توجه الناطق العسكري بالعربية لسكان منطقة خانيونس في القطاع وأمرهم بالإخلاء الى المنطقة الإنسانية. وقبل ذلك في ساعات مبكرة من الصباح، أكد الناطق التقارير التي تفيد بأن نحو عشرين مقذوفة اجتازت من منطقة خانيونس. بعضها اعترض، لكن عدد تلك التي سقطت سجلت في المناطق المفتوحة.

إن إطلاق عدد عال نسبيا من الصواريخ يبعث على التخوف من أن الحرب قد تصبح حرب استنزاف طويلة، فيما أن القوات الفلسطينية المسلحة تنتظم وتتسلح من جديد.

في مقال نشر في “وول ستريت جورنال”، كتب أن اجتياح الشجاعية في مدينة غزة الذي بدأ الأسبوع الماضي، يظهر كم هو صعب على إسرائيل تحقيق هدف الحرب الذي وضعته الحكومة -هزيمة حماس وإبادتها في القطاع.

ليست هذه هي المرة الأولى التي يعود فيها الجيش الإسرائيلي الى مكان انسحب منه، كون حماس أعادت تنظيم نفسها وحققت سيطرة على مناطق خرج منها الجيش الإسرائيلي.

وقال محللون أمنيون لـ”وول ستريت جورنال”، إنه يبدو أن إسرائيل توجد في خطر الغرق في نزاع طويل المدى مع حماس، بينما تثبت منظمة (حماس) بأن بوسعها أن تبقى على قيد الحياة مع تأييد معين من السكان في غزة.

يوست هلترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في طاقم التفكير في “مجموعة الأزمة الدولية”، قال للصحيفة: “يدور الحديث عن مستنقع مغرق. يمكن استخدام حملة عسكرية لأجل دحر حماس من جيوب مختلفة في قطاع غزة، لكنهم في النهاية سيتسللون ويعودون الى هناك عبر الأنفاق أو من فوق الأرض. هم يحصلون على متجندين جدد في كل يوم، كالشباب الذين فقدوا عائلاتهم”.

وإلى ذلك، تفحص إسرائيل نموذجا تجريبيا لإدارة قطاع غزة من خلال خلق جيوب إنسانية يفترض أن تكون عديمة نشطاء حماس، كما أفادت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية.

وحسب التقرير، فإن الخطة التجريبية ستدشن قريبا في أحياء العطاطرة، بيت حانون وبيت لاهيا في شمال قطاع غزة كإعداد لليوم التالي للحرب. في إطار الخطة، سينقل الجيش الإسرائيلي دورية إنسانية عبر معبر ايرز الى فلسطينيين محليين تم فحصهم ليوزعوا المساعدات. في المرحلة الأولى، تحرس قوات الجيش على توزيع المؤن ولاحقا توسع مسؤولية أولئك الفلسطينيين، وذلك بهدف السيطرة على الحكم المدني في المنطقة.

إذا ما نجحت الخطة، ستوسع إسرائيل الجيوب الإنسانية الى المنطقة الجنوبية من القطاع أيضا كوسيلة لاستبدال قيادة حماس بعد عقدين من الحكم في القطاع. كما أفيد بأن الخطة الإسرائيلية تعد كطريق لممارسة الضغط على حماس بهدف الدفع قدما بالاتصالات لصفقة المخطوفين بين المنظمة وإسرائيل.

——————————————–

معاريف 3/7/2024

بن غفير يستحق الثناء!

بقلم: موشيه نستلباوم

أنا أؤيد إيتمار بن غفير، للدقة قراره بأن يوفر لمخربي النخبة المحبوسين في إسرائيل فقط الشروط الأساسية الإلزامية حسب القانون الدولي.

حتى 7 أكتوبر كانت الشروط الاعتقالية “للمخربين” في السجون في إسرائيل مريحة.

فقد تلقى المخربون المخصصات أكثر من الاحتياجات وكانوا يعدون وجباتهم بأنفسهم، كان بإمكانهم أن يشتروا البضائع من كانتينا السجون من أموال يتلقونها من منظمات الإرهاب كي يحسنوا شروط حبسهم.

المخربون ممن أرادوا أن يتعلموا حازوا ألقاباً جامعية في أثناء حبسهم، كانوا يتلقون زيارات متواترة من أبناء عائلاتهم ويتصلون على نحو دائم مع العالم خارج السجن بأجهزة خلوية كان يهربها إلى السجن من كانوا يزورونهم.

بن غفير أوقف الاحتفال. أمر بإغلاق المخابز في سجني كتسيعوت ورامون، ما أثار غير قليل من الغضب.

الادعاء الذي أطلق ضده كان أنه يزيد إنفاق مصلحة السجون عند شراء الخبز من مخابز خاصة.

لتقليص الإنفاق قرروا في مصلحة السجون أن يشتروا من السجناء الخبز الأبيض بدلاً من الأرغفة.

خطوة بن غفير أكسبته شخصية في برنامج “بلاد رائعة” التلفزيوني بينما كان يعتمر رغيف خبز.

قرر بن غفير إغلاق المخابز في بداية شهر شباط 2023 كي يمنع “امتيازات ومظاهر دلال للمخربين المحبوسين في إسرائيل”.

وقد فعل ذلك بعد أن راجع القانون وتبين له أن المخربين كانوا يحصلون على حقوق لا تمنح للسجناء الجنائيين.

حتى أحداث 7 أكتوبر حرصوا في مصلحة السجون على عدم إثارة الاضطرابات في السجون انطلاقاً من التخوف من أن يشرع المخربون بإضرابات عن الطعام.

وكان التخوف كبيراً بحيث أن مصلحة السجون كانت مستعدة لأن تستجيب حتى لاقتراح أن يدير مندوب السجناء مفاوضات مع سلطات السجن، ويعرض عليهم مطالب السجناء على أن يبدأ إضراب جماعي عن الطعام.

في وسائل الإعلام تحدثوا عن الخوف من انفجار اضطرابات في السجون، ومندوبو الصليب الأحمر ممن زاروا السجون اكتشفوا أن السجناء الأمنيين يتلقون علاجات في المستشفيات في إسرائيل.

هذا في الوقت الذي لم ينل فيه العديد من المخطوفين الجرحى إمكانية أن يراجعوا طبيباً في كل فترة أسرهم، أدوية منقذة للحياة أرسلت إلى المخطوفين لم تصل إلى مقاصدها.

الصليب الأحمر الذي اهتم بوضع المخربين الصحي لم يوافق على استقبال أدوية كانت مخصصة للمخطوفين الذين وجدوا في المستشفيات في غزة، ومندوب الصليب الأحمر لم يزرهم أبداً.

هذا لم يمنع الأطباء الذين استدعوا للاحتياط في قاعدة “سديه تيمان” حيث أقيمت منشأة صحية لمعالجة المخربين من أن تجرى معهم اللقاءات الصحافية دون أسماء والتحذير من أن المخربين لا يتلقون العلاج الطبي اللازم.

من الصعب الثناء على الوزير بن غفير، الذي جعل الشرطة ميليشيا خاصة تتعامل بوحشية تجاه المتظاهرين فيما جعل المفتش العام دمية مربوطة بخيط، لكن ينبغي الاعتراف بأنه لا يأبه ولا يخشى تقليص حقوق السجناء الأمنيين.

والمخربون المحبوسون ليس فقط لم يتجرؤوا على الثوران بل فهموا أنه بدأ في السجون عصر جديد لن تعود فيه الحقوق الزائدة التي أعطيت لهم.

حتى 7 أكتوبر منحت إسرائيل المخربين حقوقاً لا يطالب بها القانون الدولي، بينها الشراء من الكانتينا، أكل الأرغفة الساخنة، اللحوم والخضار وإمكانية الطبخ لأنفسهم حتى وقت أخير مضى، أن يكون المرء أسيراً أمنياً في إسرائيل يعد في نظر الكثيرين في غزة وفي المناطق شرفاً للأسير ولعائلته، التي تلقت هي أيضاً جراء ذلك ثواباً سخياً من منظمات الإرهاب.

الوزير بن غفير أوضح أن قوانين اللعب تغيرت وحظي بنقدٍ قاس وبتنديدات.

أنا لا أشارك لا النقد ولا التنديدات وإنما أثني عليه على قراره إلغاء الامتيازات التي أعطيت للمخربين في السجون في إسرائيل.

———————————————

يديعوت احرونوت 3/7/2024

خلاف بين نتنياهو وقيادة الجيش لكنه ليس حول وقف الحرب

بقلم: رون بن يشاي

نُشر في “نيويورك تايمز” امس تقرير يحاول إعطاء صورة وضع وتقديرات حول الحرب التي تخوضها إسرائيل في قطاع غزة وفي الشمال. من الواجب أن نضع بعض الأمور في وضعها الدقيق استنادا الى طلعات متواترة اجريتها الى مناطق القتال والى لقاءات كانت لي مؤخرا مع كبار رجالات الجيش الإسرائيلي وجهاز الامن على أعلى المستويات، حتى قادة الالوية والكتائب.

زعم انه توجد رغبة في قيادة الجيش الإسرائيلي للوصول الى وقف نار، حتى لو بقيت حماس حاليا في الحكم. هذه الحقيقة صحيحة جزئيا فقط. استنادا الى المحادثات التي اجريتها، واضح لي ان قيادة الجيش وجهاز الامن، من وزير الدفاع ودونه، لا تريد الوصول الى وقف نار في قطاع غزة، لكن في ضوء الإنجازات في القتال حتى الان، ابلغ رئيس الأركان والجنرالات رئيس الوزراء بانهم مستعدون للموافقة على وقف نار اذا ما أتاح الامر صفقة لتحرير المخطوفين الاحياء والاموات. وقال مسؤولو الجيش صراحة لنتنياهو انهم يريدون انهاء حكم حماس في القطاع ولن يتخلوا عن هدف تقويض حماس عسكريا وسلطويا، لكن تحرير المخطوفين الان يسبق كل شيء ولا حاجة للتطلع الى أن يجري تقويض حماس وتحرير المخطوفين بالتوازي بالذات. ونتنياهو بالذات يقبل هذا الموقف الذي يتطابق و “مقترح الرئيس بايدن، الذي هو في واقع الامر مقترح إسرائيلي اصلي. بالفعل يوجد شرخ بين نتنياهو وكبار مسؤولي الجيش ووزير الدفاع. لكن ليس بسبب رفض نتنياهو انهاء الحرب، لاجل تحرير المخطوفين بل بسبب ثلاثة مواضيع أخرى. الأول – محاولة نتنياهو ووزراء في الحكومة القاء المسؤولية الحصرية عن اخفاق 7 أكتوبر على الجيش وعلى اسرة الاستخبارات. الموضوع الثاني هو رفض نتنياهو إقرار تفعيل خطة حوكمة بديلة لحماس في قطاع غزة. هذه الخطة التي تتحدث عن خلق “فقاعات إنسانية” تكون بسيطرة محافل غزية ليست حماس، جاهزة في جهاز الامن للتفعيل، لكن نتنياهو، بسبب الخوف من ردود فعل وزراء في حكومته، لا يقر تفعيلها وليس مستعدا لان يشرك السلطة الفلسطينية في ما يسمى “اليوم التالي”.

نقطة الخلاف الثالثة هي أن رئيس الوزراء لا يعطي اسنادا في جلسات الكابنت والحكومة للخطوات الإنسانية التي يتخذها جهاز الامن كي يزيد الشرعية الامريكية والدولية لاستمرار القتال. في جلسات مغلقة يقر نتنياهو هذه الخطوات الإنسانية، ويأخذ الضباط الانطباع بانه يفهم جيدا الحاجة لاتخاذها. لكن عندما يتيح الجيش ومنسق الاعمال في المناطق خط كهرباء لتشغيل منشأة تحلية المياه في منطقة إيواء النازحين واللاجئين الغزيين، نتنياهو لا يساند الجيش عندما ينشر الموضوع ويدعي في الغالب بانه لم يكن في سر الموضوع.

صحيحة حقيقة أن كبار رجالات الجيش يعتقدون بان وقف نار في القطاع، اذا ما كانت صفقة مخطوفين كفيلة بان تسهل أيضا تحقيق اتفاق دبلوماسي في الشمال مع حزب الله والحكومة اللبنانية. في هذا الموضوع أيضا لا يوجد أي شرخ بين نتنياهو ووزير الدفاع، رئيس الأركان وجنرالات الجيش. كلهم يتفقون في هذا الموضوع. مع ذلك، ليس صحيحا ان للجيش نقص في الذخيرة وقطع الغيار، للدبابات وللجرافات التي تشارك في القتال. كما أن وقف ارسال القنابل الثقيلة من الولايات المتحدة لا يخلق نقصا. لكن الجيش بالتأكيد يوفر الان بالذخائر الثقيلة والدقيقة وكذا في قذائف الدبابات لانه يستعد لحرب في الشمال تكون قوية، مكثفة وربما طويلة.

بالنسبة للادعاء بغياب الدافع في أوساط المقاتلين واساسا في منظومة الاحتياط – كل من التقى بالمقاتلين في قطاع غزة او في الشمال يتبين بنفسه بان الدوافع للقتال عالية جدا. صحيح أنه يوجد انخفاض في معدلات الامتثال للخدمة لكن هذا معدل متدن جدا.

بالنسبة للادعاء بانه في أوساط جنرالات هيئة الأركان وقيادة جهاز الامن يوجد تخوف من مواجهة واسعة من حزب الله. بقدر ما يمكنني ان احكم على الأمور، ليس لهذا أساس في الواقع. من يعرف ما يقال في الجلسات المغلقة، بما في ذلك مع رئيس الوزراء هو أن الضابطية العليا في الجيش تدفع رئيس الوزراء لتسريع عملية تسمح بإعادة المخلين في الشمال الى بيوتهم؛ في البداية يجب إعطاء فرصة لتسوية دبلوماسية بوساطة أمريكية ودول أخرى، لكن اذا هذا لم ينجح فان قيادة الجيش توصي بما لا لبس فيه المستوى السياسي بالخروج الى حرب.

——————————————–

هآرتس 3/7/2024

تعيين البروفيسور رون شبيرا في لاهاي هو بصقة في وجه محكمة العدل

بقلم: مردخاي كرمنتسر

تلميذ متوسط في السنة الاولى في دراسة القانون، الذي لو سئل من حسب رأيه يجب عدم تعيينه في جسم معين لكان بالتأكيد سيجيب بأن من عبر عن عدم الثقة المطلقة بهذا الجسم هو غير المناسب كي يعمل فيه. ولكن يبدو أنهم في حكومة اسرائيل لا يوافقون على ذلك، ويعتقدون أن من يرفض أي جسم بشكل كامل هو الشخص المناسب للانضمام اليه.

هكذا يعتقد ايضا البروفيسور رون شبيرا. فقد كتب في صفحته في الفيس بوك تحت عنوان “تقريبا كل سكان دولة اسرائيل اليهود” يعتقدون أن محكمة العدل الدولية “لا تستحق أي ذرة من الثقة”. واضاف، هذه المرة بعنوان “الاجماع في اسرائيل” بأن “هذا الجسم يجسد ويضخم بشكل كبير كل عيوب الخطاب القانوني على انواعها”. وواصل بتفصيل لا يبقي في المحكمة حجر على حجر.

ليس هذا وليس حتى ذاك في مباركة الطريقة التي زود بها شبيرا رئيس المحكمة العليا المتقاعد، البروفيسور اهارون براك، عندما تم تعيينه كقاض في محكمة العدل الدولية، حيث كلف شبيرا نفسه عناء تذكير براك بأنه “يتعاطف مع مصالحنا جميعا”، الامر الذي يعني بأنه غير محايد في دوره كقاض، خلافا لما يقتضيه قانون المحكمة. الحقيقة هي أن محكمة العدل الدولية، البعيدة عن أن تكون مؤسسة مثالية، أحد الاجسام الاكثر تقديرا في الامم المتحدة، وعدد من القضاة فيها هم رجال قانون من الدرجة الاولى من كل النواحي.

يمكن الافتراض أنه حتى أصحاب التفكير الجريء مثل وزراء الحكومة والبروفيسور شبيرا لا يقدرون أن انضمام الاخير لطاقم القضاة في دعوى جنوب افريقيا ضدنا سيقلب الامور رأسا على عقب، وسيحول هذه المحكمة من مؤسسة غير جديرة بأن يطأها انسان عقلاني، الى هيكل للعدل والحق. لذلك، يبدو أن تفسير هذا التعيين، يجب الاعتراف بأن ذلك غير سهل الوصول اليه، هو بصقة في وجه المحكمة واعلان الحرب عليها ومواجهتها. كيف يمكن لشبيرا أن يتم استقباله في محكمة العدل الدولية بعد أن اوضح بشكل جميل ما الذي يفكر به ويشعر به تجاهها؟. لن يكون من المفاجيء اذا تعامل معه قضاة المحكمة على أنه “حصان طروادة” الذي قامت اسرائيل بادخاله الى المحكمة. هكذا انتهت احتمالية تأثيره على القضاة الآخرين بالنسبة لهذه القبيلة. في التعيين المفاجيء لبراك (المفاجيء لمن قام بتعيينه، أي حكومة نتنياهو) حصلت الحكومة على قاض يتمتع بمهارة غير عادية ومكانة خاصة في العالم تمنحه مكانة لها تأثير غير عادي في المحكمة. وفي التعيين الحالي تحقق العكس بالضبط.

يجب علينا الاتفاق بأن خط العمل هذا لا يعتبر خطا منطقيا. فهو خط مشوه وغير منطقي. ولكن من غير الصحيح فهم خطوات الحكومة هذه بمفاهيم عادية للعقل السليم، حيث كل سلوكها معكوس. هل حكومة سليمة كانت ستعيد خطة بايدن للتطبيع مع السعودية خالية الوفاض، أو حتى عرضه كعدو لليهود؟ هل في حكومة سليمة كان الوزراء سيرقصون على انغام بن غفير وسموتريتش الهستيرية؟ وهناك الكثير من الأسئلة.

الحكومة تعرف أننا ننتظر قرارات صعبة منه بالنسبة للدعوى التي قدمتها جنوب افريقيا، ايضا بالنسبة للرأي المتوقع لهذه المحكمة بخصوص الضفة الغربية، لأنها لا تستبعد أي وسيلة بالنسبة للهيئات الدولية، ربما من هنا يأتي الاستعداد لشن الحرب. لا يوجد في ذلك ما يفاجيء. فقد سبق لنا وتعلمنا بأنه في الوقت الذي وفرت فيه احدى يدي اسرائيل، بواسطة الاموال القطرية، الاوكسجين لحماس في غزة، فانها باليد الثانية قامت بالتنكيل بالمدعية العامة في محكمة الجنايات الدولية، باتو بنسودا، واستخدمت عليها الضغط من قبل الموساد اثناء ولايتها.

في الوقت الذي تسعى فيه اسرائيل الى تعزيز علاقاتها مع الدول التي انتقلت من المعسكر الديمقراطي الى المعسكر الشعبوي – الديكتاتوري – المتطرف، ومع هيئات سياسية في اليمين المتطرف، فانها تتعامل بشكل فظ مع بقايا المعسكر الديمقراطي. يجب الاعتراف بأن هذا هو نوع من الاظهار المفاجيء للشفافية لحكومة بعيدة جدا عن الاستقامة. الانقلاب النظامي يستمر بشكل حثيث ومنهجي، وفي موازاة ذلك اسرائيل آخذة في احتلال مكانة محترمة في الدول شبه الديمقراطية، غير الليبرالية، والاحزاب اليمينية المتطرفة.

الطريقة الاساسية لتخريب الديمقراطية الليبرالية، وفي الاصل من العلامات الواضحة للنمط الديكتاتوري، هي في مجال التعيينات والاقالات. المعيار الوحيد للتعيين هو الاخلاص للحكم، والانتماء لـ “معسكرنا”. هذا ليس فقط اعتبار مهيمن، بل هو الاعتبار الوحيد، ويوجد فيه منطق. في الاجندة الشعبوية، كلما كان الشخص المعين مناسب أقل، فانه يكون ممتن اكثر، وهكذا فان اخلاصه يكون مضمون اكثر. من هنا ايضا التهديدات المخجلة التي لا تنتهي بعزل المستشارة القانونية للحكومة بسبب الخطيئة الشديدة – القيام بدورها بشكل مهني وموضوعي. الحوكمة التي باسمها يعمل الشعبويون لا تعتبر حكم حكيم وناجع، الذي يتعامل مع مشاكل حقيقية لصالح كل الجمهور، بل هو على العكس تماما، حكم نزواتي وفاسد لاشخاص غير مؤهلين لصالح مصالح شخصية وخاصة.

طريق الحكومة تؤدي الى صراع لانهائي مع الفلسطينيين (الذي هو بحد ذاته يدمر الديمقراطية)، والى العزلة الدولية مع تداعياتها الخطيرة على كل المجالات، الاقتصادية والاكاديمية والثقافية. ويجب القول بأنه اذا نزلت علينا كارثة من ايران فمن الذي سيهب لمساعدتنا؟ هل فيكتور اوربان؟.

——————————————–

إسرائيل اليوم 3/7/2024

في السعودية يريدون حلف دفاع مثل اسرائيل

بقلم: داني زكين

“صحيح لهذه الأيام كلنا في حالة توقف، مع نظرة الى حدود إسرائيل – لبنان وتخوف من حرب هناك، مع انعدام يقين بالإدارة الامريكية والانتخابات للرئاسة ومع الازمة السياسية في إسرائيل، لكن واضح للجميع بان دول الخليج المتصدرة ستكون في النهاية جزء من الحل في مسألة غزة، في اطار تسوية إقليمية تتضمن توسيعا للتطبيع مع إسرائيل”.

هكذا قال لي موظف كبير من احدى دول الخليج في حديث هذا الاسبوع. “من تقصد بجميعنا؟” سألت. “زعماء الدول المعتدلة في الخليج، مصر والأردن أيضا وكذا القيادة الإسرائيلية، وهذه تتضمن ليس فقط نتنياهو”.

طلبت منه شرحا. فأجاب “نتنياهو كسياسي، يعرف بان هذا هو الحل وكذا الطريق الوحيد لان يستخرج من هذه الحرب الرهيبة شيء ما إيجابي لإسرائيل. لكنه لا ينجح وربما لا يريد التقدم بسبب الظروف السياسية عندكم. الفهم عندنا هو ان في النهاية هذا سيحصل بالتعاون مع زعماء آخرين يوجدون معنا على اتصال دائم”.

يريدون الولايات المتحدة ويعتمدون على إسرائيل

الاسم السري “الخليجيات” تتعلق باتحاد الامارات والبحرين الموقعتين مع إسرائيل على اتفاقات إبراهيم، لكن أولا وقبل كل شيء يتناول السعودية، زعيمة العالم السُني المعتدل والتي كانت أكثر من مرة على شفا التوقيع على اتفاق مع إسرائيل.

حسب احد المفاهيم السياسية الشائعة، فان حرب 7 أكتوبر كانت تستهدف ضمن أمور أخرى منع هذا الاتفاق، الاتفاق الذي كان سيمنح السعوديين حلف الدفاع الإقليمي وبالاساس مع الأمريكيين، لكن أيضا مع من يعتمدون عليها اكثر بكثير – دولة إسرائيل.

التهديد الإيراني المتسع مع الركض نحو القنبلة، واساسا الحوثيين الذين في ساحتهم الخلفية، يلزمون السعوديين بإيجاد مساند وتحالفات – وعلى عادتهم، يتوجهون الى كل الاتجاهات.

هكذا، مثلا، طلب السعوديون مساعدة الصين في إزالة التهديد الحوثي على السفن وناقلات النفط التي تخرج من موانئهم؛ وهكذا، بخطوة غير مباشرة ورمزية لم يمنعوا اخراج منظمة الإرهاب حزب الله من قائمة المنظمات المقاطعة في الجامعة العربية.

الان حلف، التطبيع ينتظر

ولا يزال الهدف الاستراتيجي لمحمد بن سلمان، ولي العهد، هو إقامة حلف الدفاع إياه ضد ايران ووكلائها، الحلف الذي بقدر جزئي يتحقق منذ الان.

لقد رأى السعوديون المساعدات الدولية التي تلقتها دولة اسرائيل عند الهجمة الإيرانية عليها في نيسان، وهم أيضا يريدون مثل هذا رسميا. لهذا الغرض هم مستعدون للمشاركة باعمار قطاع غزة بعد الاتفاق، لكن فقط بغياب أي محافل من حماس. وحسب بعض من المنشورات فانهم سيكونون مستعدين لان يشاركوا مع الامارات، في قوة حفظ نظام وأمن في القطاع.

ما الذي يؤخر تقدم التطبيع مع السعودية؟ أولا، هذا لن يأتي قبل أن تنتهي الحرب في غزة. ان شئتم، هاكم سبب آخر لماذا يضغط الامريكيون على إسرائيل لوقف الحرب: كي يعرضوا إنجازا سياسيا للإدارة قبل الانتخابات.

التأخير الثاني في الطريق الى التطبيع ينبع من الخلاف على المسألة الفلسطينية. السعوديون اكثر مرونة بكثير من الأمريكيين، ومستعدون لصيغة عامة تتعهد فيها دولة إسرائيل بالدفع قدما بحل النزاع مع القيادة الفلسطينية. اما الامريكيون فيطالبون بذكر صريح لبدء مسيرة في الطريق الى دولة فلسطينية.

غير أنه حسب مصادر سياسية، فان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو غير مستعد في هذه المرحلة لاي تعهد في المسألة الفلسطينية، رغم أن قائدي المعسكر الرسمي، بيني غانتس وغادي آيزنكوت ضغطا جدا للسير الى هناك عندما كانا في الحكومة.

مشكلة أخرى هي مطالبة السعودية بالموافقة على إقامة مفاعل نووي مدني. يوجد لهذا معارضة واسعة في جهاز الامن وليس مؤكدا ان تكون أيضا في مكتب رئيس الوزراء.

ماذا الان؟ يخيل أنه بسبب استمرار الحرب، تهديدات توسع الاحداث في الشمال الى حرب مع حزب الله والانتخابات في الولايات المتحدة – التطبيع مع السعودية سيبقى في الخلفية وسيتأجل حتى 2025، لكن ربما قبل ذلك سيكون دوره ستكون مشاركة منها، وان كانت غير مباشرة في الحل المدني للقطاع.

——————————————–

هآرتس 3/7/2024

الفضائح التي تساعد الحكومة على حرف الانظار عن الوضع الإسرائيلي المزري

بقلم: عاموس هرئيل

صحيفة “نيويورك تايمز” لم تكشف في هذه المرة للقراء أي شيء لم يعرف عنه قراء الصحف في اسرائيل قبل بضعة اسابيع. حتى أمس كتب في العنوان الرئيسي في صحيفة “هآرتس” عن الفجوات بين موقف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالنت والقيادة العليا في الجيش الاسرائيلي. ليس سرا أن الجيش يعمل على الانتقال الى مرحلة جديدة للقتال في غزة، ومحاولة جديدة للتوصل الى وقف لاطلاق النار مع حماس (في موازاة صفقة لتحرير المخطوفين)، والتركيز على الحدود الشمالية، على أمل ان يكون بالامكان التوصل الى اتفاق سياسي يوقف نيران حزب الله ويسمح بعودة الاسرائيليين الى بيوتهم. في الخلفية يوجد وبحق قلق معروف، حول اقتصاد التسليح.

الصحيفة الامريكية اقتبست ضباط كبار في الجيش الاسرائيلي يقلقون من وضع التسليح المخصص للقتال في قطاع غزة، لذلك فانهم يؤيدون وقف اطلاق النار هناك، حتى بثمن ابقاء حماس في الحكم. ولكن الخوف الحقيقي لا يتعلق بالقطاع، هناك تفوق الجيش الاسرائيلي الآن واضح بشكل كامل، بل يتعلق باندلاع حرب شاملة ضد حزب الله. الحرب في الشمال ستقتضي عدد اكبر من القنابل الدقيقة لسلاح الجو، اضافة الى القذائف للدبابات والمدفعية. وقف اطلاق النار في قطاع غزة يمكن أن يحول مسار التسليح في حالة وجود سيناريو الحرب المستقبلية في لبنان، وربما يتيح الفرصة لاعادة المخطوفين من يد حماس في الجنوب.

نتنياهو انقض على هذا النشر كمن وجد غنيمة كبيرة. مرت بصعوبة بضع ساعات ومكتب رئيس الحكومة قام بنشر فيلم. “أنا لا أعرف هذه الجهات المجهولة”، قال نتنياهو. “لكن من اجل التوضيح بشكل قاطع، هذا لن يحدث، نحن لن نخضع لرياح الهزيمة، سواء في “نيويورك تايمز” أو في أي مكان آخر. نحن سننهي الحرب فقط بعد تحقيق كل اهدافها، بما في ذلك تصفية حماس وتحرير المخطوفين”.

كالعادة في هذه الحرب الطويلة فانه تقريبا كل تصريح لنتنياهو هدف الى تحقيق اهداف معينة، الى جانب ما يعلن عنه بشكل صريح. الاعتبار الاول هو توفير الدفع بالغيبة: مرة اخرى هناك جهات غامضة، هذه المرة ترتدي الزي العسكري، تقف بينه وبين تحقيق النصر المطلق الذي وعد به. هذا اضافة الى الادارة الامريكية التي منذ اللحظة التي بدأت فيها في تأخير ارساليات السلاح لاسرائيل، تتعرض للاتهام من قبل نتنياهو (في جهاز الامن يؤكدون على أن هذه الافلام التي نشرها رئيس الحكومة بخصوص ذلك هي العامل الرئيسي في أن الولايات المتحدة ما زالت تقوم بتأخير جزء من ارساليات السلاح رغم جهود غالنت).

ربما أن الاعتبار الثاني يتعلق بالمفاوضات حول المخطوفين. مؤخرا يتم نشر مرة اخرى تقارير عن الجهود الامريكية المركزة التي تفرض على حماس التوصل الى الصفقة، على الاقل منذ كانون الثاني الماضي فانه يوجد نموذج ثابت فيه في كل مرة يظهر فيها بصيص أمل واحتمالية لانعطافة، فان رئيس الحكومة يهتم بالتوضيح علنا أنه لن يتنازل في أي يوم عن ابادة حماس. أمس انضم اليه وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الذي اختار هذا التوقيت كي يقول بأنه لن يندهش “اذا فجأة، بعد اشهر من الرفض، سيرد يحيى السنوار بالايجاب على الاقتراح ويقول بأنه يوافق على الصفقة لأنه مذعور ويدرك بأننا قريبين من النصر”.

مؤخرا يمكن ملاحظة نموذج آخر لنتنياهو وشركائه في الائتلاف من اليمين المتطرف. هذا هو اسلوب اثارة الرعب العلني، يجدر الانتباه الى احداث الايام الاخيرة. في يوم الاثنين ثارت عاصفة كبيرة بشكل متعمد حول قرار الشباك اطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء في غزة من المعتقل واعادته الى القطاع. رئيس الحكومة والوزراء تنافسوا فيما بينهم في اصدار ادانات شديدة، ووزير الامن الوطني هاجم الشباك الذي اضطر الى التشاجر ايضا مع مصلحة السجون (التي يقف خلفها بالطبع الوزير). وسائل الاعلام انشغلت بذلك طوال اليوم.

صباح أمس ثار سموتريتش ضد قرار مد خط للكهرباء من اسرائيل الى القطاع من اجل تشغيل منشأة تحلية المياه التي يمكن أن تنقذ حياة آلاف الفلسطينيين، ويعفي اسرائيل من تورط قانوني آخر في الساحة الدولية. “نحن سقطنا على الرأس بالضبط”، غرد الوزير الذي طلب من نتنياهو “وقف هذا الغباء”. مرة اخرى سموتريتش هو آخر من يعلم عن سياسة الحكومة، وأول من يشتكي. في الظهيرة، كما قلنا، تم كشف القصة في “نيويورك تايمز”.

ما الذي تحققه هذه الفضائح الآنية التي سيتم نسيانها في الغد، عند الانتقال الى العاصفة القادمة؟ ببساطة هي توفر حرف الانظار وتساعد الحكومة على حرف انتباه الجمهور عن الوضع المزري لدينا: حرف الانظار عن الشباب الصغار الذين يسقطون كل يوم في الحرب التي تبتعد عن تحقيق الاهداف الاصلية لها؛ تقريبا أنه بعد تسعة اشهر على مذبحة اكتوبر فان الحكومة تجد صعوبة في تحقيق حلول في الحد الادنى لصالح المخلين من بلدات الغلاف ومن منطقة الحدود مع لبنان؛ الكارثة الاقتصادية التي نسير نحوها بخطى كبيرة؛ ربما فوق كل ذلك حقيقة أن الائتلاف يصمم على اجازة قوانين تضمن تهرب الحريديين من مير الخدمة في الجيش.

في اليومين الاخيرين قتل ثلاثة جنود في الاحتياط في الضفة وفي القطاع. بانفجار عبوة ناسفة كبيرة تحت سيارة عسكرية مدرعة في مخيم نور شمس للاجئين قتل الرقيب احتياط يهودا غيتو (22 سنة) من برديس حنا – كركور، وهو سائق في لواء منشه. في حادثة اخرى في وسط القطاع قتل الرائد (احتياط) نداف الحنان نولر (30 سنة) من القدس والرائد (احتياط) ايال افنئون من اللواء 8 في سلاح المشاة. افنئون الذي كان عمره 25 سنة عند قتله تم دفنه في مسقط رأسه في مدينة هود هشارون. آلاف ساروا في جنازته. كثيرون منهم انتظروا وهم يحملون الاعلام على جانبي الشارع المؤدي الى مقبرة المدينة. اصدقاؤه تحدثوا عن شاب بذل الجهد الكبير للاستعداد للخدمة العسكرية وتطوع في الكوماندو البحري، وبعد أن اضطر الى الاستقالة من الوحدة في اعقاب مشكلة صحية صمم على العودة الى الخدمة كضابط مقاتل في لواء الناحل. هذه كانت فترة الاحتياط الثالثة له منذ اندلاع الحرب، التي فيها اجتاز ايضا دورة لقادة الفصائل.

في وضعه الصحي، افنئون لم يكن يجب أن يخدم في وحدة قتالية، لكن عالم القيم الذي تربى عليه قاده الى هناك. أي مسافة بينه وبين من يتخذون الآن القرارات التي يمكن أن تنتج عنها حياة وموت جنود. في المقبرة العسكرية تم دفن ايال افنئون قرب ابن المدينة الرقيب رون افريمي، الضابط في وحدة يهلوم، الذي قتل في حادثة في وسط القطاع. عندما قتل افريمي في كانون الثاني الماضي كان شقيق ايال، اوفير، أحد الذين قاموا بتأبينه في الجنازة.

——————————————–

 هآرتس 3/7/2024

إرهاب المستوطنين هو إرهاب دولة

بقلم: تسفي برئيل

بتأخير كبير مدته 46 سنة على اقامة حركة “أمانة” (ذراع الاستيطان لغوش ايمونيم)، قررت الحكومة الكندية فرض عقوبات عليها. هكذا انضمت الى الادارة الامريكية والاتحاد الاوروبي والحكومة البريطانية، التي فرضت في الاشهر الاخيرة عقوبات على بعض المستوطنين ومنظماتهم، مثل منظمة “لاهافاه” ورئيسها بنتسي غوفشتاين، المجرم المدان، الذي يعمل كمستشار مقرب من وزير الامن الوطني ايتمار بن غفير، و”شبيبة التلال”، التي لا تعتبر تنظيم ولكن الاعضاء فيها معروفون جيدا، وعدد من المزارع مثل “مزرعة موشيه” و”مزرعة تسفي”.

هذه العقوبات تتضمن، ضمن امور اخرى، حظر دخول النشطاء الى الدول التي فرضت عليهم العقوبات، ومنع جمع التبرعات والقيام باعمال تجارية فيها وتجميد حساباتهم البنكية. عقوبات غير سهلة على من تعودوا على ارتكاب جرائم (ظاهريا بالطبع)، وعدم المثول للمحاكمة في دولة التي هي نفسها تمثل الآن للمحاكمة بسبب جرائم حرب.

لكن مجتمع المستوطنين ومؤديهم ليسوا من الناس الذين يرفعون الأيدي، بالتأكيد ليس امام اغيار يتدخلون في شؤون دولتهم الداخلية، ويحاولون املاء عليها ما هي حقوق الانسان في المناطق المسجلة على اسمها في طابو الله. وزراء المستوطنات غير القانونية، بن غفير وسموتريتش، هبوا الى سن قوانين يمكن أن تخفف من شدة العقوبات. منها يمكن أن نعدد اقتراح بن غفير اجبار البنوك في اسرائيل على تجاهل العقوبات، واقتراح سموتريتش منع فرض الاعتقال الاداري على المستوطنين، ومبادرته الى اقامة مستوطنة مقابل كل دولة تعترف بالدولة الفلسطينية، من اجل أن “تعرف كل دولة تتعاون مع النشاطات المناوئة لاسرائيل وتعترف بالسلطة الفلسطينية كدولة، أنها تساعد مشروع الصهيونية وتعزيز الاستيطان اليهودي”.

اذا كانت حتى الآن المستوطنات قد شكلت “رد صهيوني مناسب”، رد على أي قتل لمستوطن في المناطق (صراحة مستوطن، الذي هو مجرد يهودي قتل داخل الخط الاخضر من قبل ارهابيين، لا يستحق مستوطنة تقام على اسمه). من الآن فصاعدا، كما يقول سموتريتش، المستوطنات ستستخدم السلاح السياسي الهجومي. وعندما تكون هذه هي الاستراتيجية فانه لا يمكن الاكتفاء فقط بـ “المزارع” و”البؤر الاستيطانية”. لأنه يتبين أن “الدول المعادية” حتى الآن لم تتأثر من العائق الاستيطاني لاقامة الدولة الفلسطينية، ولا مناص من شحن المناطق بعشرات آلاف الوحدات السكنية وأن يتم نقل اليها مئات آلاف اليهود الآخرين، وضم الضفة وربما ايضا القطاع، لأنه بدون ذلك فان “العالم” سيواصل تصميمه على عدم الفهم.

لكن سابقة العقوبات يمكن أن تدل على أنه ايضا “العالم” لا ينوي عدم التدخل والاستسلام، لأنه يجوز التساؤل حول ما رأته الدول الغربية لتتدخل الآن بالذات في نشاطات غير قانونية مستمرة منذ العام 1967، وقبل أي شيء آخر لماذا تهتم بهؤلاء الاشخاص، “الاعشاب الضارة”، وليس بالحكومة التي تواصل حمايتهم قانونيا وعسكريا وماليا. هي بذلك تؤكد على شرعية نشاطاتهم وتعترف بأنهم يخدمون المصلحة الوجودية لاسرائيل.

عندما يكون في حكومة اسرائيل وزراء يشجعون على الارهاب الاستيطاني، وعلى رأسها تقف فزاعة تمنع رعايتها ومصادقتها على كل نزوة لوزراء الجريمة، فان الحكومة الامريكية والحكومات الغربية بشكل عام يجب عليها الاستنتاج بأن المسار الصحيح للنضال ضد خرق اسرائيل المزمن للقانون الدولي لا يمكن أن يتجاوز المسؤولين في المستوى الاعلى، لأنه في نهاية المطاف اذا كانت نشاطات مستوطنين افراد ضد الفلسطينيين يعتبر ارهاب، فانه لا يمكن تجنب اعتبار المنظمات التي تؤيدهم منظمات ارهابية، واعتبار الحكومة التي ترعاهم حكومة تدعم الارهاب. هذا لم يعد تهديد يقتصر على المستوطنين ومنظماتهم، بل هو تهديد موجه مباشرة الى كل مواطن اسرائيلي.

——————————————–

هآرتس 3/7/2024

الدولة تسير نحو الهاوية لماذا لا نشاهد ملايين المواطنين في الشوارع؟

بقلم:  ليئا عنبل – دور

الكرب في اوساط المواطنين الذين يخشون على مصير الدولة ومصير المخطوفين والجنود، آخذ في التفاقم. يطرح سؤال اذا كان الامر هكذا فلماذا لا يهبون كرجل واحد في سرب كبير نحو الشوارع؟ لماذا اغلبية الناس يحزنون على القتلى ويعودون الى اعمالهم؟ حيث أن الوضع بالاجمال هو وضع مخيف الى درجة كبيرة جدا، المخطوفون يموتون في الاسر، الجنود هم ضحايا عبثيين، تدمير وقتل جماعي يحدث في غزة، وفوق رأسنا يحلق تهديد الحرب الاقليمية كثيرة الدمار، لجنة تحقيق تقول إن نتنياهو عرض أمن الدولة للخطر، وأن الحكم الفاشي هو الذي يدير الدولة. لو أننا كنا دولة طبيعية لكان هذا الوضع الفظيع سيجعلنا نجلس في داخل الرماد ونمرغ انفسنا فيه، ونعذب انفسنا بكل الوسائل، ونخرج بكامل القوة بالملايين الى الشوارع، وإلا فستنزل علينا كارثة فظيعة ونفقد كل الانجازات. في هذه المرة الكارثة لن تنزل علينا بسبب القوزاق أو هتلر، بل نحن الذين سنتسبب بها لأنفسنا.

لماذا لا نرى ملايين الاشخاص وهم يتألمون ويغضبون ويصرخون ويرتجفون بصوت مرتفع في الشوارع؟ هل هم لا يشعرون بالتماهي العميق مع الفكرة التي توجد في لب الاحتجاج – اعادة المخطوفين واجراء الانتخابات الآن واسقاط الحكومة الفاسدة والحقيرة والخطيرة على روحهم وحياتهم؟ هل لا يشعرون بأنه وقعت ضد المخطوفين جريمة كبيرة؟ هل هم لا يعتقدون أن اسرائيل توجد الآن في حالة طواريء؟ وأنها تقف على شفا الهاوية؟.

هل لا يدركون أننا أصبحنا مجتمع حديث، مجتمع يحب الاستهلاك والاستجمام، ينقصه البعد الانساني والمعنى؟ بُعد لا يوجد فيه احتجاج حقيقي أو نضال وجودي، مجتمع غير قادر على مواجهة أي تفكير عميق؟ ربما ببساطة لا يوجد لدينا الوقت أو “العقل”. مع ذلك، الاطفال، العمل، البيت، القلق على الجنود؛ بل بالعكس، الدافع من اجل وقف بسبب ذلك سفك الدماء أين هو؟ وأين التوق الى هدف وتعزيز القيم الانسانية الاساسية مع الضمانات المتبادلة وحكم افضل وديمقراطي؟ لأن كل شيء هنا يوجد الآن على كفة الميزان.

في السابق ساد التقارب بين القلوب، الشعور بالتضامن مع القبيلة ورعايتها، 400 ألف شخص شاركوا في المظاهرة التي نظمتها حركة “السلام الآن” ضد حرب لبنان الاولى في اعقاب المذبحة في صبرا وشاتيلا. احتجاج الكوتج اخرج الى الشوارع 300 ألف شخص، ومثل ذلك الاحتجاج ضد الانقلاب النظامي. ولكن الآن مصير الدولة محل اختبار وعدد المتظاهرين لا يناسب الوضع الخطير.

هل الحرب المستمرة جعلتنا لا نبالي بالحياة والموت؟ هل اصبحنا مستسلمين أو مصابين باللامبالاة والتعب والكسل؟ اشخاص يبعدون عن وعيهم الشكوك والنقد الذاتي؟ أي نوع من البشر نحن نختار لنكون؟ انسان آلي؟ نشطاء واشخاص يعملون، لكن ليس لديهم روح حية حقيقية ورغبة في الاندماج والنضال؟ ربما نحن نغرق في صدمة أو أنه تملكنا الشعور باليأس وأنه لن يكون لنشاطنا أي تأثير على ما يحدث في الدولة؟. استطلاع اتحاد الطلاب يظهر أن 35 في المئة من الشباب في اسرائيل (20 – 34 سنة) يؤمنون بأنه ليست لديهم القدرة على التأثير على سياسة الحكومة التي في معظمهم لا يؤيدونها. و65 في المئة منهم قالوا بأنهم لا يؤمنون بطريقة السياسة والاحزاب السياسية، “رغم جهودنا لا يتغير أي شيء منذ فترة طويلة”. حسب رأيهم الجولات الانتخابية تتكرر ولكن كل شيء بقي على حاله وسيبقى هكذا في المستقبل؛ حتى أن المواطن يشعر بأنه لا يوجد له تأثير ويفقد الثقة باسلوب الحكم والسياسيين. الرسالة من الاستطلاع هي رسالة احباط عميق: لا يوجد من نؤمن به، لا يوجد من نثق به. السياسة هي موضوع قذر وضحل.

نحن نعيش منذ فترة طويلة في ظل نظام مستبد وظاهرة الغباء الجماعي وعبادة الحكام ومحو صورة الانسان، هكذا تقل في نظر المواطنين احتمالية التغير، و”التنفس” و”المعارضة”. مزاج فاشي مع الاكراه وغسل الادمغة، يعرض المحتجين ورؤساءهم بشكل مشوه. حيث يتم اخراج اقوالهم عن سياقها بواسطة العنف البلاغي، الاستهزاء والاستخفاف ونشر الاكاذيب والشائعات. يسمونهم “فوضويون”، “كابلانيون” و”متعاونون مع حماس”، مع ملاحقة شرطية.

الكثير من المواطنين يخافون ويريدون فقط الاندماج، وأن يكونوا غير مرئيين، وأن يتم اعتبارهم طبيعيين بكل ثمن. وما يعتبر طبيعي الآن هو الفاشية مع “سننتصر معا” و”النصر المطلق”، الذي يعزز القطيعة من خلال محو الفرد وفرديته. البرت موريا وصف في كتابه بعنوان “المتطابقون” كيف أن اللامبالاة المتفشية في المجتمع مع عدم النضوج وغياب الاحاسيس والتعاطف، تؤدي الى كارثة فظيعة. وهو يطالب بأن نتحمل المسؤولية والقيام بانتقاد لاذع. هل نحن نستطيع فعل ذلك قبل حلول النهاية؟ حزن القدرية الذي يميز بين الاماكن التي انتهى فيها التاريخ فعليا وبين شواهد قبور الماضي التي تتلاشى بالتدريج، يسود في اوساط الكثيرين منا. هل يمكننا أن نخرج بقوة وشجاعة خارجه قبل حلول الكارثة.

——————————————–

هآرتس 3/7/2024

بسبب “معا سننتصر” نحن نخسر

بقلم: ميكي غيتسين

ثمانية شهور داخل الحرب، وعلى اللافتات في الشوارع والفواتير في السوبر ماركت والحافلات، ما زالت تظهر الكلمات “معا سننتصر”. هذا الشعور بعث الدفء في تشرين الاول وتشرين الثاني، لكنه الآن يذكر أكثر بمصطلح “هدوء، هم يطلقون”، سيء الصيت من حرب لبنان الاولى، مصطلح هدف الى اسكات أي انتقاد لمن يقودون كل الدولة نحو الكارثة.

الوحدة هي شعور عظيم، وجميعنا نعرف مصطلح “بسبب الكراهية الزائدة تم تدمير القدس”. ولكن مع كل الاحترام للمصطلحات التي تم اخراجها عن سياقها فان المسؤولين عن دمار الهيكل الثاني هم المتعصبون والمتهكمون، الذين لم يفهموا الواقع وحدود القوة، وقاموا بدهورة الشعب اليهودي نحو الهاوية. استغرقنا 2000 سنة كي ننجوا من هذه الازمة. من يعتقد أننا محصنين من المتهكمين الجدد وأن الدول لا تنهار أو تختفي فانه ببساطة يتجاهل العنوان على الحائط.

المشكلة التي تواجهها اسرائيل ليست الوحدة امام التهديد الخارجي. نحن شاهدنا كيف أن المجتمع الاسرائيلي تجند للحرب بعد 7 تشرين الاول، وأن حماس مع كل الوحشية المثيرة للاشمئزاز لا تعتبر تهديد وجودي. المشكلة تكمن في القوة غير المتكافئة التي توجد في يد مجموعة متطرفة ومتعصبة، التي تجر كل الدولة نحو الكارثة. بسبب هذه المجموعة الازمة العسكرية يمكن أن تصبح دمار. وبناء على ذلك فان الحل ليس احتضان المسيحانيين والاصوليين في الطريق نحو الاسفل، بل يجب مواجهتهم.

بدلا من الـ “معا سننتصر” المزيف يجب قول امور واضحة: حركة الاستيطان والكثيرين من ممثليها السياسيين، الذين جاءوا من الهوامش المتطرفة والاكثر هستيرية، هم قوة مسيحانية واصولية، تقدس الارض والدين على حساب الحياة. هم يستخفون بالفرد وحقوقه ورغباته، ويعتقدون أنهم يمثلون حقيقة سامية بشأن هدف كل الأمة. رؤساء المستوطنون يعتبرون الضحايا شر لا بد منه في الطريق الى تحقيق هذيانات خطيرة تمت رعايتها في جهاز تعليم، الذي اصبح اكثر متدينا ومتطرفا، على خلفية واقع الابرتهايد العنصري في المناطق.

لا حاجة هنا الى تفسير جميع الكوارث التي ستتسبب بها خططهم لاسرائيل. فهي تحدث أمام انظارنا الآن مثل استمرار الحرب، مئات القتلى المحتملين، موت المخطوفين، العزلة الدولية، المجاعة في غزة وفتح جبهات اخرى. هذا فقط الثمن المتوقع. من الواضح أنه يتوقع حدوث تعقيدات اخرى. آفي ايتام اعلن مؤخرا بأن الحرب ستستمر لثلاث سنوات اخرى. أنا اسأل، اذا كان آباء الجنود الذين يخدمون في الخدمة النظامية، وكل جنود الاحتياط، وكل عائلات طلاب المدارس الثانوية المرشحين للتجند، فهموا معنى هذه الاقوال والثمن الذي سندفعه جميعنا بسببها.

النوايا الحسنة للوسط، الذي يطمس الخلافات ويبحث عن العامل الموحد، اصبحت وقود يسرع عملية التدمير. الجواب لا يمكن أن يكون “معا سننتصر”. نحن لا يمكننا احتضان الذين يريدون تصفية اسرائيل التي نعرفها. الجواب يجب أن يكون النضال الديمقراطي ضد القوى الخطرة غير الليبرالية والمسيحانية التي سيطرت على مواقع القوة في قيادة الدولة. بالمناسبة، في الاصل لا يوجد في الطرف الثاني أي شخص يؤمن بـ “معا” هذه. اليمين المتطرف لم يتوقف للحظة من ملاحقة كل معارضيه، بما في ذلك عائلات المخطوفين. “معا” توجد منذ فترة طويلة لدى طرف واحد فقظ.

عدد الذين سقطوا في اوساط المستوطنين كبير، ولا يوجد فرق بين ألم الآباء من عوفرا وألم الآباء من تل ابيب. خلافا للحريديين فان المستوطنين واليمين المتدين على استعداد للدفع بالدماء من اجل تطبيق ايديولوجيتهم. ولكن هذا لا يجعلهم أكثر عدالة أو أقل خطورة. لا يمكن تبرير جعل اسرائيل دولة مسيحانية، معزولة، تعيش في حرب دائمة مع جيرانها ومع رعايا نظامها العسكري، باسم من سقطوا من المستوطنات. هذا بالضبط هو التوجه التي يجرنا نحوه المتهكمون اليهود.

الازمة في اسرائيل لم تنته في 8 تشرين الاول. بالعكس، نحن نوجد الآن في فترة اكثر خطورة لأن اليمين المتطرف يعتبر الحرب فرصة لتحقيق اهدافه. لا يمكن مواصلة غض النظر عن هذا الخطر. محظور الادمان على سم التهدئة للوحدة. ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش هما الآن زعماء اليمين فعليا؛ معهما لا يوجد لمن يحبون الديمقراطية في اوساطنا أي “معا” ، ولا يوجد “أولا لننتصر”. زمن المجتمع الاسرائيلي ينفد، هذه هي اللحظة من اجل الاختلاف، هذه هي اللحظة المناسبة للنضال.

——————————————–

 هآرتس 3/7/2024

كيف كشف تحرير مدير “الشفاء” هشاشة الوضع الداخلي في إسرائيل؟

بقلم: أسرة التحرير

نوبة الهستيريا العامة حول تحرير مدير مستشفى الشفاء، محمد أبو سلمية، يشهد عن الوضع المهزوز لدولة إسرائيل بقيادة نتنياهو. فقد تحرر أبو سلمية بعد أكثر من سبعة أشهر كان فيها معتقلاً هنا.

لقد أوضح “الشاباك” أن مدير المستشفى يستوفي شروط التحرر من المعتقل. “في ضوء الحاجة السياسية كما حددتها هيئة الأمن القومي، تقرر تحرير عدد محدد من المعتقلين من القطاع، ينعكس منهم خطر أقل، وذلك بعد فحص الخطر المنعكس من عموم المعتقلين”. وبعد ذلك، عقب ردود الفعل القاسية، أضاف “الشاباك” بأن “الحدث سيحقق فيه”، لكنه شدد على أنه سيفعل ذلك رغم أن “مدير مستشفى الشفاء يستوفي عموم المعايير حول مستوى الخطر المنعكس منه مقارنة بسجناء آخرين”.

وقال جهاز الأمن أيضاً إنه لم يكن لأبو سلمية ضلع نشط في أعمال الإرهاب، وإنه لم يكن له “دم على الأيدي”. وقالت مصادر أمنية إن مدير المستشفى عرف بأن فيه نشطاء من حماس، لكنه لم يكن ناشطاً من المنظمة.

لكن هذه الأقوال المهنية لم تترك تأثيرها على قومجيي اليمين، وبدأوا بهجوم منفلت العقال على “الشاباك” وعلى جهاز الأمن كله. وقال وزير الأمن القومي بن غفير إنه “حان الوقت لإرسال رئيس “الشاباك” إلى البيت. فهو يفعل ما يريد، وغالانت معه بالكامل. ورئيس الوزراء المحرض القومي الرئيس، استغل الفرصة كي يتهم محكمة العدل العليا: “القرار بتحرير السجناء جاء عقب مداولات محكمة العدل العليا في التماس ضد احتجاز سجناء في منشأة الاعتقال سديه تيمان”، على حد قول نتنياهو. وسمعت المعارضة مطالبة بإقالة من أمر بتحرير أبو سلمية، وحتى رئيس المعسكر الرسمي بيني غانتس انضم إليها.

كما أن مراقب الدولة، متتياهو انجلمان، انضم إلى “الاحتفال”، وأعلن بأن مكتبه بدأ بأعمال رقابة حول موضوع التحرير لأنه “يثور تخوف من أنه لم يجرَ عمل مرتب يفحص عموم جوانب التحرير”.

أمام هذا الجنون المعدي ينبغي الإشارة بالإيجاب إلى وزير الداخلية موشيه أربيل، الرمز الأخير لسواء العقل في الحكومة، الذي أعرب عن تأييده لرئيس “الشاباك” رونين بار، وقال إنه “متوقع من رئيس الوزراء منع هذا الانفلات ضدهم”. ولكن هذا الانفلات لا يرتبط بجوهر الموضوع، بل بعادات سامة لنتنياهو وعصبته. لقد بقي أبو سلمية في المعتقل أكثر من سبعة أشهر رغم أن جهاز الأمن لا يملك أي دليل أو حتى ادعاء لمشاركته في أعمال إرهاب أو أي خطر نابع منه. عملت هيئة الأمن القومي و”الشاباك” حسب القانون. لم تقع أي شائبة في التفكر عندما تقرر تحريره.

——————————————–

معاريف 3/7/2024

هل تنتظر إسرائيل “مجيء المسيح” صيف 2024؟

بقلم: أفرايم غانور

صيف 2024، الصيف الأفظع في تاريخ دولة إسرائيل وشعب إسرائيل. ضائقة تتوق إلى المسيح الذي يتلبث في المجيء. وإلى أن يأتي في هذا الواقع المرير، سيكتفي هذا الشعب ببشرى خلاص واحدة: “سمح بالنشر، السلوك الرهيب، الإخفاقات بلا توقف، الواقع المرير والاكتظاظ الكبير في الإخفاقات التي جلبتها هذه الحكومة على دولة إسرائيل، تقرر بأغلبية الشعب حلها وتحرير شعب إسرائيل من عقابها”. هذا بالطبع وهم بعيد عن الواقع. صيف 2024 من كان يصدق أننا بعد 76 سنة في دولة، وأكثر من 200 سنة صهيونية، سنتدهور إلى هذا الدرك الرهيب، بسبب حكومة سيئة واحدة. وللدقة – بسبب رئيس وزراء واحد، نتنياهو، الذي لا يفهم بعد، أو لا يريد أن يفهم إلى أي هوة يدهور الدولة ومعها شعب إسرائيل على وجه كل المعمورة.

صيف 2024 من مسافة طيران العصفور، من السهل ملاحظة كيف شقت هذه الحكومة كل الدولة في آرائها وأحدثت شرخاً هو المرحلة الأخيرة قبل التفكك العام. الشمال يشتعل: فخر الجسد الصهيوني الذي يجري بين صافرات الإنذار وتحت نار مضادات الدروع والمُسيرات والصواريخ، تحول من إقليم جميل أخضر إلى منطقة مهجورة وبشعة ومهملة مع بلدات مدمرة وكروم محروقة، وسكانه نزحوا وتوزعوا في كل الدولة. منطقة غربي النقب، ومدن وبلدات غلاف غزة الناجون من الحرب ممن لا يزالون يلعقون جراح كارثة 7 أكتوبر، سكان شجعان يثبتون بأن روح الصهيونية لا تزال تفعم الجنوب، رغم أن هذه الحكومة السيئة أهملتهم طوال سنين. كثيرون منهم عادوا، وليسوا خائفين رغم تهديد دائم بنار صواريخ غير متوقعة تشوش حياتهم. في “الشارون” المزدهر والنامي، خاصرة قلب الدولة الطرية، يشمون رائحة البارود المحترق ويشعرون بتهديد يدق بابهم من الشرق. طبول الحرب تسمع جيداً من طولكرم وقلقيلية وجنين ونابلس، حيث تجري هذه الأيام حرب يومية ضد إرهاب متصاعد برعاية إيرانية.

و”غوش دان” الموسعة، بما في ذلك السهل الساحلي، تعيش “المحمية الطبيعية الكبيرة” في الواقع الحالي مثل كوكب آخر، بلا رياح وروائح حرب. من جهة، تجري فيها الحياة وكأنه لا توجد حرب، ومن جهة أخرى لا تنتمي الحرب إلى هذا الكوكب، عالم يسير كعادته. وفي ظل هذا كله، ثمة عائلة صغيرة من مخطوفين/ات مع ألم كبير ورهيب تنتظر بعيون أعزاءها تعبة بلا ذرة أمل، بينما عائلة الثكل تتسع يوماً بعد يوم وتصبح انكساراً رهيباً إلى جانب سلسلة طويلة من المصابين. عندما تنزل من طيران العصفور هذا إلى الأرض وترى أولئك الذين جاءوا بنا إلى هذا الواقع المقلق والرهيب، ستفهم حجم المشكلة التي تعيشها هذه الدولة. فهي تدار دون ذرة من المسؤولية وإدارة صحيحة وسليمة، مع قلق حقيقي على مستقبل الدولة. وبالمقابل، مع ألف فرق، ترى جيلاً من القيادات العسكرية، المقاتلين البواسل من دولة إسرائيل ممن يضحون بأرواحهم من أجل الدولة ومواطنيها، أناساً تركوا ويتركون عائلات وبيوتاً وأعمالاً تجارية، يضحون بأغلى ما لديهم من أجل الدولة. وأنت القلِق، تسأل: حتى متى؟ من أجلكم، من أجل الدولة ومستقبلها، يدور الحديث عن كارثة قومية؟ يدور الحديث عن وجودنا هنا، ارحلوا ودعوا من يستطيع إدارة الدولة في هذا الزمن، أن يديرها.

——————انتهت النشرة——————