إسرائيلياتالصحافة العبرية

الصحافة العبرية … الملف اليومي الصادر عن المكتب الصحافي التابع للجبهة الديمقراطية

 الصحافة الاسرائيلية – الملف اليومي

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

معهد السياسة والاستراتيجية (IPS) 3/2/2025 

لقاء الرئيس ترامب ورئيس الوزراء نتنياهو، نحو قرارات تاريخية؟

بقلم: طاقم المركز برئاسة عاموس جلعاد

في قطاع غزة – من المتوقع أن تقرر إسرائيل وحماس خلال الأسابيع المقبلة ما إذا كانت المرحلة الثانية من الخطة لإطلاق سراح جميع المختطفين المتبقين في أسر حماس سوف تتم. وهذا هو الهدف الشامل الأكثر إلحاحاً وأهمية والطريقة الوحيدة الممكنة لإعادتهم، وهو ما سيسمح بإنهاء الحرب. وفي الوقت نفسه، لم تتمكن إسرائيل حتى الآن من صياغة بديل لحام حماس، وهو شرط ضروري لإنهاء حكمها في قطاع غزة والبدء في عملية إعادة الإعمار، بالتعاون مع الدول العربية.

ضد إيران – لقد وضعت ايران نفسها في موقع الطرف المهدد بالخطر النووي. ويوضح الرئيس ترامب أنه من وجهة نظره فإن الطريقة الدبلوماسية لمنع إيران من الحصول على الأسلحة النووية هي من خلال اتفاق نووي 2.0. والطريقة لتحقيق ذلك هي اعتماد سياسة “الضغط الأقصى”، والتي ستتجسد في فرض عقوبات اقتصادية مؤلمة إلى جانب التهديد بالخيار العسكري.

وفي لبنان-  حصلت إسرائيل على تمديد لسحب قواتها في 18 فبراير/شباط، عندما أصبح من الواضح أن الجيش اللبناني لم ينجح بعد في بسط سيطرته في جنوب البلاد.

في الضفة –  ينجح النشاط المثير للإعجاب الذي تقوم به قوات الدفاع الإسرائيلية وجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، كما يتضح من العملية الأخيرة في جنين  في إحباط الغالبية العظمى من الهجمات الإرهابية. ومع ذلك، فإن الانفجار المتزايد في الميدان، والذي يرجع إلى حد كبير إلى السياسة التي تنتهجها إسرائيل لإضعاف السلطة الفلسطينية، يجعل من الصعب عليها أن تتجنب مثل هذه الهجمات، وذلك إلى جانب الصعوبات الاقتصادية المتزايدة وخطوات الضم أحادية الجانب التي تتطوي على خطر اندلاع العنف على نطاق واسع.

حيال السعودية – تقف إسرائيل امام فرصة تاريخية لإبرام اتفاقية تطبيع مع الدولة الأهم في العالمين العربي والإسلامي. وهذا يحمل فوائد استراتيجية وأمنية وعسكرية واقتصادية واسعة النطاق لإسرائيل.

على الصعيد المحلي، يجب اقرار ميزانية الدولة بحلول 31 مارس/آذار وإلا فإن الحكومة سوف تسقط. يأتي هذا في الوقت الذي تواصل فيه الحكومة جهودها لدفع مشروع قانون التهرب من الخدمة، وتكثف صراعها ضد الجهاز القضائي بعد تعيين القاضي عميت رئيسًا للمحكمة العليا.

 بانطباعنا، فإن الرئيس ترامب عازم على ترسيخ مكانته في التاريخ باعتباره الشخص الذي وسع اتفاقيات إبراهيم إلى سلام تاريخي مع المملكة العربية السعودية، والشخص المسؤول عن إعادة جميع المختطفين، والشخص الذي منع إيران من تطوير الأسلحة النووية وتوفير حل للقضية الفلسطينية ككل. ويشير هذا إلى أن اللقاء المتوقع بين نتنياهو وترامب، خاصة في هذا التوقيت، يكتسب أهمية حاسمة بالنسبة لمستقبل البلاد. ومن ناحية أخرى، هناك فرصة لصياغة واقع أمني وسياسي أفضل في جميع مسارح الحرب. ومن ناحية أخرى، فإن تفويت هذه الفرصة قد يؤدي إلى تفاقم كبير في نطاق التهديدات التي تواجه دولة إسرائيل.

 10  توصيات للقمة التاريخية

تحديد هدف مشترك يتمثل في إعادة جميع المختطفين الذين ما زالوا في أسر حماس، مع إنهاء الحرب وخلق الظروف لتحديد مستقبل غزة بدون حماس.

حرمان إيران من القدرة على تطوير الأسلحة النووية والحد من التهديد المتعدد الأبعاد الذي تشكله. ينبغي لإسرائيل أن تشارك منذ البداية في المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران وأن تحدد شروطها الخاصة لأي اتفاق مستقبلي – وهو اتفاق أوسع من الاتفاق السابق، والذي من شأنه أن يشمل أيضًا قيودًا صارمة على برنامج الصواريخ الإيراني واستمرار المساعدة. إن الولايات المتحدة بحاجة إلى أن تكون أكثر حرصاً على دعم حلفائها في مختلف أنحاء الشرق الأوسط. وفي الوقت نفسه، يتعين عليها أن تدرس بالاشتراك مع الإدارة الأميركية ما إذا كان لدى ترامب بدائل إضافية للتعامل مع التهديد الإيراني في حال فشل المفاوضات.

الإسراع في التوصل إلى اتفاق تطبيع تاريخي مع السعودية وتعميق التحالف الاستراتيجي مع الدول العربية بقيادة الولايات المتحدة ضد المحور الإيراني، وهناك شرطان ضروريان لذلك قد يوفران استجابة لمطالب ولي العهد السعودي، وهما إنهاء الحرب. في غزة وتوفير أفق سياسي للفلسطينيين.

إقامة نظام من الثقة والتعاون الكامل مع إدارة ترامب. يشكل التنسيق الاستراتيجي والأمني ​​العميق مع الولايات المتحدة ركيزة أساسية للأمن القومي، وهو أمر ضروري للتعامل مع طيف التهديدات التي تواجه إسرائيل، وفي مقدمتها التهديد الإيراني. وفي هذا الإطار، من الضروري ضمان الحفاظ على الميزة النوعية لإسرائيل (QME) كما يقتضي القانون الأميركي، مع بدء المناقشات بشأن تمديد اتفاقية المساعدات متعددة السنوات. ومن المقرر أن تنتهي الاتفاقية في عام 2028، وبموجبها تقدم الولايات المتحدة لإسرائيل مساعدات سنوية بقيمة 3.8 مليار دولار

. خلق بديل سياسي لحماس في غزة، كشرط للقضاء على حكمها وتقويض قدراتها العسكرية كمنظمة إرهابية. ويتم ذلك من خلال تشكيل محور مع الدول العربية المعتدلة وبمساعدة الولايات المتحدة والدول الأوروبية. والشرط الضروري لتحقيق ذلك هو إدماج السلطة الفلسطينية في عمليات إعادة الإعمار وإدارة قطاع غزة، في غياب أي دور فلسطيني في هذه العملية. وهذا من شأنه أن يمهد الطريق أمام استعداد الدول العربية لاستثمار عشرات المليارات من الدولارات اللازمة لإعادة إعمار القطاع.

العمل، بالتعاون مع إدارة ترامب، على تعزيز الخطوات الرامية إلى تقوية السلطة الفلسطينية، مع وقف العمليات التي تهدف إلى إضعافها وضم الأراضي. ويتضمن ذلك، من بين أمور أخرى، الإفراج عن الأموال المجمدة، ومنح تصاريح خاضعة للرقابة للعمال للعمل في إسرائيل، وتعزيز التعاون مع قوات الأمن الفلسطينية.

توفير محتوى عملي لآلية التنسيق الأمني ​​في لبنان بقيادة الولايات المتحدة. وذلك لضمان قدرة الجيش اللبناني على التصرف بشكل حاسم وفعال لمنع حزب الله من استعادة قدراته وبناء البنية التحتية بالقرب من الحدود. وفي الوقت نفسه، فإن الموعد المحدد هو 15 تشرين الأول/أكتوبر. إن انسحاب قوات جيش الدفاع الإسرائيلي من لبنان يجب أن يتم بالتنسيق مع إدارة ترامب بطريقة تسمح لسكان الشمال بالعودة إلى منازلهم بأمان

.صياغة رؤية مشتركة مع إدارة ترامب بشأن مستقبل سوريا والخطوات اللازمة ضد النظام الجديد في دمشق وتركيا. ويجب على إسرائيل أن تسعى للحصول على موافقة أميركية على استمرار المنطقة العازلة في سوريا حتى يستقر النظام وتتضح صورة التهديدات والمخاطر، مع الحفاظ على مستوى منخفض من الظهور الإعلامي.

تعميق التنسيق والتعاون الاستراتيجي والأمني ​​مع مصر والأردن، بمشاركة الولايات المتحدة. وهذا أمر ضروري لعمليات إعادة إعمار قطاع غزة، ومعالجة التهريب على مستوى البنية التحتية وعلى المدى الطويل عبر طريق فيلادلفيا، وتأمين حدود إسرائيل. عمق استراتيجي على الحدود الشرقية.

تثير مبادرة ترامب لنقل الفلسطينيين من غزة معارضة واسعة النطاق في العالم العربي، وليس هناك أي فرصة لقبولها وتنفيذها. بل وربما يعرقل عملية بناء المحور الإقليمي، بسبب المكانة الخاصة التي تحتلها القضية الفلسطينية في العلاقات المعقدة بين إسرائيل والعالم العربي. ولذلك فإننا نوصي إسرائيل بإزالة هذه القضية من جدول الأعمال.

 وفي الختام، نوصي إسرائيل باغتنام الفرصة التاريخية لدفع مبادرة ترامب نحو إقامة محور استراتيجي إقليمي، يتمحور حول السلام مع المملكة العربية السعودية. ويجب أن نضيف إلى ذلك المصلحة الوطنية العليا المتمثلة في إعادة جميع المختطفين في المستقبل القريب.

——————————————-

هآرتس 3/2/2025

أرى تسطيح غزة وأتساءل: كم من الوقت سيستغرق تدمير باريس

بقلم: عودة بشارات

في العام 1948 دمرت اسرائيل حوالي 500 قرية فلسطينية؛ دمرت وازالت الغبار عن ملابسها وواصلت قدما. من بين القرى المدمرة كانت قرية آبائي معلول. حتى أن المدمرين لم يسألوا عن سلامة من تم تدميرهم، وكيف يواجهون البرد في الشتاء والحرارة في الصيف. تجدر الاشارة الى أنه في حينه لم يكن هناك 7 اكتوبر.

مع مرور الوقت تبين أن اسرائيل كان يمكنها التدمير كما تشاء. لم يكن يوجد قانون أو قاض. مهمة اعادة الاعمار تم القاءها على الآخرين. هناك سبب لهذا الامر، حيث أنه في نهاية المطاف من غير الانساني أن نلقي مهمة اعادة الاعمار على من قام بالتدمير. هكذا، جاء التقسيم: هناك من يدمرون وهناك من يرممون. هكذا كان الامر في العام 1948 وفي العام 1967، وهكذا كان في عدد كبير من المعارك والعمليات الصغيرة. الفلسطيني يبني والاسرائيلي يدمر. الفلسطيني يرمم والاسرائيلي مرة اخرى يدمر.

التدمير في الفصل الاخير في القطاع كان الذروة، ليس فقط من حيث الكمية بل ايضا من حيث النوعية. بعد زيارة سماوية اسرائيلية هناك اصبح المكان الذي كان في السابق بيت، كومة من الحبوب الدقيقة. أحد منفذي الهدم، الحاخام ابراهام زرفيف، وهو سائق جرافة “دي 9” قال للقناة 14 مع تصفيق الحضور بأنه قام بهدم 50 بيت في غزة في غضون اسبوع. ليس مجرد بيوت، بل ابراج شاهقة. المهمة كانت مسكرة جدا الى درجة أنه شبهها باللحن، العزف على الـ “دي 9”. تذكرت أن عمي سليمان المتوفى، عندما كان يعمل في بناء الاسوار الحجرية في المدن اليهودية التي اقيمت حديثا، على اراضي العرب بالطبع، كان يعرف بالضبط أين يوجه المطرقة من اجل قسم الحجر الى قسمين، بحيث يصبح مناسب لبناء السور. المطرقة الرحيمة بنت وجرافة دي9 هدمت. هذا يهدم وذاك يبني، والحياة تستمر.

بعد مشاهد الدمار في غزة، بشكل تلقائي بدأت اقلق على مصير المدن في العالم. في التلفزيون يتم بث برامج تظهر فيها مبان واحياء في مدن كبيرة من اعلى. بعد المشاهد من غزة أنا بشكل تلقائي وبقلق بدأت اتخيل كيف ستبدو بعد هجمات تدميرية للطائرات الاسرائيلية. اذا حدث هذا في غزة فلماذا لا يحدث في اوروبا. واذا لم تكن اسرائيل فان هذه ستكون قوة اخرى عمياء ستنفذ هذه المهمة. هذا البرج الجميل كيف سيظهر بعد هجوم تسطيحي أو بعد العزف على جرافة دي 9؟. كم من الوقت سيستغرق تسطيح باريس؟ هل سنحتاج 500 طائرة حديثة مع آلاف القنابل بوزن طن؟ كم من الوقت سيستغرق تسطيح روما؟ الدمار في غزة يقوض الشعور بالأمان، ليس فقط في منطقتنا بل في ارجاء كل العالم. عندما يتم تدمير مدينة بسبب ضربة انسانية، وليس بسبب ضربة طبيعية، فان الذعر يكون مضاعف، لأن من يقوم بالتدمير هو من يشرب القهوة على الطاولة التي بجانبك.

أنا اسأل، هل الطيار أو من يشغل الجرافة المخيفة يعرف كم هي تكلفة المبنى الذي قام بتدميره. من الجدير، فكرت، أن يتم اعطاء دورة للمدمر الاسرائيلي عن تكلفة المباني التي يقوم بتدميرها. ربما عندما يعرف المبلغ وكم هو العمل الذي استثمر في بنائها، فانه سيفكر مرتين قبل أن يضغط على الزر. ولكن نفكيري الايجابي تحطم بعد أن رأيت موجة الفرح بعد التدمير. بالنسبة لبعض المدمرين ربما هذا مصدر للتبجح. الطفل المتفاخر سيحدث اصدقاءه في الصف ويقول لهم: “اليوم أبي دمر مبان بكلفة 50 مليون شيكل”. أمر يدعو للتفاخر. صديقه في الصف سيقول، كنوع من المنافسة في الهدم، بأن والده دمر جامعة بتكلفة 100 مليون شيكل.

الآن يأتي فصل اعادة الاعمار. في هذا المقطع لا يوجد لاسرائيل ما تعرضه، حتى لاصق لوقف النزيف لا تعرض. في 1948 اسرائيل ارسلت مئات آلاف الفلسطينيين الى اماكن غريبة. بالنسبة لها القصة تم اغلاقها، لكن بالنسبة للمهجرين هي بدأت فقط. العالم، بفضل احسانه، تجند واقام وكالة الاونروا التي هدفها كان اصلاح بقدر الامكان ما قامت اسرائيل بتدميره، كنوع من المساعدات الاولية. ولكن الآن حتى المساعدات الاولية يريدون تدميرها هنا.

——————————————-

هآرتس 3/2/2025  

نتنياهو يمكنه أن يعرض على ترامب المرحلة ب1، والتوقيع على اتفاق مع السعودية

بقلم: رفيف دروكر

الرئيس الامريكي دونالد ترامب بعيد جدا عن الدوافع التي يعلقها كثيرون عليه هنا. ليس حقا يهمه وضع المخطوفين. وليس فظيعا من ناحيته اذا واصلت اسرائيل الحرب في غزة طالما أن ذلك لا يقتضي منه الاهتمام – حيث أن اهتمامه الآن يتركز على التدمير الممنهج لكل جزء جيد في الولايات المتحدة وفي العالم. ما يهمه حقا هو جائزة نوبل للسلام. هو يفترض أن اتفاق التطبيع بين اسرائيل والسعودية سيضمن حضوره الى اوسلو. استثمار السعودية بمبلغ تريليون دولار في امريكا هو ايضا محفز غير سيء.

من خلال هذا الطموع تنبع سياسة الرئيس فيما يتعلق بالمرحلة الثانية في الاتفاق. شرط من الشروط التي وضعتها السعودية من اجل التطبيع مع اسرائيل هو الهدوء في غزة. ترامب يجب عليه اقناع السعودية بأنها اذا انتظرت هدوء دائم فأنه الى الأبد لن يكون اتفاق. من الافضل الاكتفاء بوقف اطلاق نار غير محدد زمنيا، وأن لا تقوم بتفجير الاتفاق على عملية تصفية للجيش الاسرائيلي في جنوب القطاع أو بسبب عملية محددة في المنطقة الشمالية.

مع ذلك، نتنياهو ربما سيوافق: استمرار وقف اطلاق النار حتى بعد اليوم الـ 42، واستمرار التفاوض وتقسيم المرحلة الثانية الى قسمين أو اكثر. اذا تم استكمال المرحلة الاولى حتى النهاية فسيبقى في يد حماس 59 مخطوف، بينهم 35 تم الاعلان عن موتهم و24 احياء، بينهم 22 اسرائيلي. نتنياهو يمكنه الاقتراح على ترامب المرحلة ب1، تحرير عدد من المخطوفين – الامر الذي يقتضي تقسيمهم ايضا الى مجموعات، مثلما في المرحلة الاولى. الجنود الاربعة، للاسف الشديد، سيتم تأجيلهم الى النهاية. المخطوفون من حفلة “نوفا” وسكان الغلاف سيتم اطلاق سراحهم في البداية، مقابل ذلك اسرائيل ستقوم بالانسحاب جزئيا وستبقي الجيش الاسرائيلي بالاساس في محيط القطاع. بدلا من اطلاق سراح رموز الارهاب ثقيلي الوزن، ستقوم اسرائيل باطلاق سراح سجناء بمستوى أدنى درجة، نتنياهو سيحاول التسويق لترامب بأن هذا يجب أن يكون كافيا للسعودية، الامر الذي سيوفر الهدوء في القطاع لاشهر، وفي هذه الاثناء سيتم التوقيع على اتفاق التطبيع. نتنياهو سيقول لشركائه في الائتلاف: “معا سنحقق هذا الانجاز التاريخي، والانتظار لبضعة اشهر وبعد ذلك استئناف القتال ضد حماس”.

هذه الخطة تنبع فقط من اعتبارات سياسية، ائتلافية. كان من الافضل التوقيع على صفقة شاملة، سريعة، لتحرير الجميع، والانسحاب في غضون اسبوع، وعقد اتفاق مع السعودية. وكما قال رئيس الاركان هليفي قبل سنة في الكابنت، لا أحد سيمنعنا من استئناف القتال بعد ذلك. لنتخيل أنه بعد شهرين على تنفيذ الاتفاق، وعندما تشخص اسرائيل نمو قوة حماس أو مجرد فرصة لتصفية محمد السنوار، هل سيأتي أي أحد في العالم ليحتج اذا قمنا بخطوة كهذه؟ هل السعودية ستفجر الاتفاق؟.

الطلب الثاني للسعودية يبرز فقط التعقيد الفظيع في ائتلاف نتنياهو الحالي. السعوديون يطالبون بـ “ممر للدولة الفلسطينية” – وهو مفهوم ضبابي يحاول ترسيخ خطة موثوقة في نهايتها دولة فلسطينية. رئيس حكومة آخر وائتلاف آخر كانوا سيحتضنون هذا الطلب ويبدأون بالتفاوض مع السلطة الفلسطينية وتمكينها من دخول القطاع، واشتراط اقامة الدولة الفلسطينية بشروط كانت مقبولة ومشروع في نظر كل العالم الغربي. نتنياهو في المقابل سيجد صعوبة في تمرير في الائتلاف اتفاق فيه الكلمات المحظورة “دولة فلسطينية”، حتى لو ذكرت بطريقة ملتوية وسخيفة، مثلما تمت الاشارة اليها في خطة ترامب المضحكة في ولايته الاولى.

اللقاء بين ترامب ونتنياهو سيحمل بالتأكيد كل علامات الحب الدارجة، وهذا ليس أمر بسيط. بقدر ما يمكن توقع سلوك الرئيس الامريكي، الذي الآن يفرض جمارك على كندا ويقوم بحملة تطهير مهينة في الـ اف.بي.آي، هو سيغدق المحبة على نتنياهو، لكن مشكوك فيه أن يكون لديه صبر كبير ازاء مناورات رفضه. مع ذلك، ترامب تأخر بالفعل عن جائزة نوبل للعام 2025، لكن ما زال لديه الوقت للجائزة في السنة القادمة.

 ——————————————

هآرتس 3/2/2025

الجريمة والعقاب: لم تقرر أنه توجد إبادة جماعية في غزة، وتمت اقالتها

بقلم: يوسي ميلمان

على خلفية النقاش اليقظ الذي يتطور في اسرائيل وفي الخارج حول مسألة اذا كانت اسرائيل تنفذ ابادة جماعية في غزة، مهم قراءة اقوال اليس ندريتو، التي قبل شهرين كانت نائبة السكرتير العام للامم المتحدة، انطونيو غوتيريش، والمستشارة الخاصة لمنع الابادة الجماعية. “الجريمة” التي تمت معاقبتها واقالتها من منصبها بسببها هي رفضها لوصف الحرب في غزة كابادة جماعية.

“لقد ارادوا مني القول بأن اسرائيل نفذت ابادة جماعية، رغم أنهم يعرفون أنني لست محكمة، وأن المحكمة فقط يمكنها التقرير اذا كانت هناك ابادة جماعية”، قالت ندريتو للمجلة الاسبوعية في نيويورك “اير ميل”. قصدها بـ “هم” هو غوتيريش وكبار الموظفين في الامم المتحدة الذين قرروا عدم تجديد عقدها.

موقفها يناقض ايضا الادعاءات التي نشرها عدد من المؤرخين في السنة الاخيرة. مثلا عومر بارتوف، المؤرخ الاسرائيلي – الامريكي في جامعة براون في الولايات المتحدة، المتخصص في تاريخ الكارثة والابادة الجماعية، قال عدة مرات بأن اسرائيل تنفذ ابادة جماعية في غزة.

دانييل بيلتمان، المؤرخ في الجامعة العبرية في القدس له موقف مشابه. منذ فترة قصيرة نشر هو وزميله عاموس غولدبرغ مقال بعنوان ” ما يحدث في غزة ليس اوشفيتس وبحق، لكنه من نفس العائلة – جريمة ابادة شعب” (“هآرتس”، 16/1). من الجدير الاشارة الى أن بيلتمان عمل لسنوات في خدمة بولندا، وفي 2018 كان المؤرخ لمتحف غيتو وارسو. وقد أيد موقف الحكومة اليمينية في بولندا، التي قبل بضع سنوات اجازت قانون يقيد الدعاوى لاعادة ممتلكات اليهود اليهم، ويهدد بمعاقبة كل من يقول بأنه كان هناك بولنديون قتلوا اليهود.

مؤرخ آخر عبر عن موقفه في هذه القضية هو بني موريس. في يوم الجمعة الماضي نشر موريس في “هآرتس” مقال بعنوان “حتى الآن لا توجد ابادة جماعية، لكنها في الطريق”. موريس يعتبر شخص مختلف عليه في اوساط الجمهور في اسرائيل، لا سيما على خلفية تغير مواقفه وانتقاله من موقف متطرف الى آخر. في بداية طريقه اثار غضب اليمين الوسط عندما كتب عن ولادة قضية اللاجئين الفلسطينيين، ووصف عمليات الطرد وجرائم الحرب التي ارتكبتها اسرائيل في حرب الاستقلال.

بعد بضع سنوات بدأ موريس في طرح مواقف معاكسة. فقد أيد الترانسفير وكرر مواقف مئير كهانا ورحبعام زئيفي، وحتى أعرب عن الاسف لأن رئيس الوزراء ووزير الدفاع في حينه، دافيد بن غوريون، لم يطرد معظم العرب من اسرائيل اثناء حرب الاستقلال. قبل 15 سنة، مرة اخرى في الفترة الاخيرة (“هآرتس”، 27 حزيران 2024) طلب موريس استخدام السلاح غير التقليدي ضد ايران. في المقال الاخير الذي نشره تلوى موريس وكتب بأن “اسرائيل لا تقوم بتنفيذ ابادة جماعية في غزة… هذه ليست سياسة”. ولكنه حذر ايضا من أن “الابادة الجماعية ربما هي في الطريق”.

موقف ندريتو لا يقل ترسخا عن موقف المؤرخين، ووظائفها في السنة الاخيرة تؤهلها لابداء رأيها بدون تحيز سياسي. لقد خدمت في عدد من الوظائف العامة في كينيا، وضمن ذلك ترأست هناك اللجنة الوطنية لحقوق الانسان. وقد كانت ايضا مدربة في معهد اوشفيتس لمنع الابادة الجماعية والفظائع وشاركت في السيمنار العالمي على اسم رفائيل ليمكين (رجل القانون اليهودي الذي قام بصك مفهوم الابادة الجماعية وساهم في وضع ميثاق الامم المتحدة حول منع الابادة الجماعية من العام 1948).

البيان الذي نشرته بعد اسبوع على 7 اكتوبر 2023، الذي لسبب ما لم يحصل على الصدى الذي يستحقه في اسرائيل، دعت فيه ندريتو الى اعادة جميع المخطوفين ووقف اطلاق النار في غزة. وقد وصفت ايضا اعمال القتل التي نفذتها حماس في اسرائيل. وعشية نشر بيانها حصلت على بيانات ادانة، مجهولة وعلنية، من منظمات حقوق انسان ومن اصدقائها في مقر الامم المتحدة. “منذ تلك اللحظة اصبحت عدوة”، قالت في المقابلة. خلال سنة تعرضت للاهانة والتنكيل. وحسب قولها فان هذا السبب في قرار غوتريريش عدم تجديد عقدها (المتحدث بلسان الامم المتحدة نفى هذا الادعاء). وقد اشارت الى أن القرار تم اتخاذه رغم أنها حذرت من أن عمليات الجيش الاسرائيلي يمكن أن تؤدي الى فتح ملفات تحقيق في ارتكاب فظائع.

حسب قولها فان الدليل على النظرة المميزة للامم المتحدة تجاه اسرائيل هو أن “ذلك لم يحدث في أي يوم في أي حرب، سواء في اوكرانيا أو السودان أو الكونغو أو مينمار. التركيز دائما كان على اسرائيل”. وحسب رأيها فانه “في غزة كانت حرب. الفلسطينيون قتلوا الاسرائيليين وبالعكس. يجب التعامل مع هذه الحرب مثلما هي الحال مع كل الحروب الاخرى. في حروب اخرى نحن لا نسارع الى تبني موقف أحد الاطراف ونواصل هذا الخط مرة تلو الاخرى. عندما نقوم بادانة طرف واحد فقط فنحن نفقد كليا الجوهر الذي من اجله انشئت الامم المتحدة”.

——————————————-

معاريف 3/2/2025

ربط الاعمار بتغيير الحكم وعبور المساعدات الى القطاع، اقل تعقيدا من استئناف القتال

بقلم: د. بوعز غولاني

سيتركز لقاء نتنياهو – ترامب في البيت الأبيض هذا الأسبوع على المفاوضات لتحقيق المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار بين إسرائيل وحماس. نتنياهو عاد وقال ان ليس في رأيه وقف الحرب قبل تحقيق كل أهدافها بما فيها تقويض حكم حماس، وترامب عاد وقال انه يعتزم انهاء الحرب وإقامة السلام في العالم. محللون كثيرون سارعوا لان يقرروا بان ترامب سيلوي يد نتنياهو ويجبره على انهاء الحرب والانسحاب من القطاع كما كتب في الاتفاق. وهم يتجاهلون من أن ترامب وكبار رجالات ادارته اعلنوا أيضا بشكل واضح بان استمرار حكم حماس في غزة ليس مقبولا عليهم.

يبدو أن إسرائيل تنازلت منذ الان عن معظم روافع الضغط التي كانت تحت تصرفها – فتح محور نتساريم بعبور الغزيين شمالا، فتح معبر رفح، زيادة كبيرة للمساعدات الإنسانية وغيرها. عمليا اعترفت إسرائيل بان الطريق الوحيد لاعادة كل المخطوفين هي تنفيذ المرحلة الثانية، بما في ذلك وقف نار دائم تعطى له ضمانات دولية.

بيان مشترك لنتنياهو وترامب عن أن إسرائيل والولايات المتحدة لن تسمحا باي خطوة اعمال قبل تغيير نظام حماس في غزة يمكنه ان يشكل مخرجا محتملا من المتاهة الحالية. إسرائيل ستستعيد كل مخطوفيها في المرحلة الثانية، حماس تأخذ بالمقابل بضعة الاف من السجناء، انسحاب إسرائيلي من معظم مناطق القطاع وقولا ان الحرب لن تستأنف. شاحنات الغذاء، المياه والأدوية ستواصل الدخول الى القطاع دون عراقيل، لكن لن يسمح بدخول الاسمنت، الحديد، الاليات الثقيلة وغيرها من الوسائل اللازمة للاعمار. حماس يمكنها أن تدعي بانها حققت أهدافها. ترامب يمكنه أن يدعي بان بفضله انتهت الحرب ونتنياهو يمكنه أن يدعي بانه أعاد كل المخطوفين دون ان يتخلى عن الهدف الاخر، تقويض حكم حماس، الذي سيحققه بطريق ليست الحرب.

الأمم المتحدة ومنظمات أخرى قدرت بان اعمار القطاع سيستغرق بين 10 – 15 سنة وسيتطلب استثمارات بمئات مليارات الدولارت. وترامب ليس فقط بقادر على أن يقرر بان الولايات المتحدة لن توافق على ان تستثمر في هذا الموضوع الى أن تقبل شروطها، سبق أن اثبت ان بمقدوره ان يفرض ارادته على الآخرين. حين يكون سيف العقوبات الاقتصادية لترامب يلوح في الهواء، فاي دولة ستجرؤ على أن تعلن عن نيتها الاستثمار في اعمار القطاع؟ كم من الوقت يمكن لحماس أن تفرض إمرتها على سكان القطاع الذين سيواصلون العيش في جزر الخرائب؟ كم من الوقت يمكن لحكام الدول العربية ان يتحملوا الوضع الذي لا يطاق قبل ان يبدأوا بالضغط على حماس لنقل الحكم الى آخرين؟

الجواكر الذين من شأنهم أن يشوشوا هذا الحل هم قطر، ايران، او جهات تستند اليهم. معقول الافتراض بانهم سيحاولون مواصلة الدعم لحماس، ماليا، عسكريا، معنويا. وعليه فان اشتراط الاعمار بتغيير الحكم في القطاع يجب أن يأتي مع صراع مصمم على منع كل عبور للمساعدات الى القطاع، باستثناء المساعدات الإنسانية الأساسية التي اتفق عليها. هذا سيكون معقدا جدا للتنفيذ، لكن البدائل وعلى رأسها استئناف القتال، ستكون اكثر تعقيدا بكثير.

 ——————————————

هآرتس 3/2/2025  

من اجل وقف ترانسفير ترامب توجد حاجة الى مبادرة عربية

بقلم: جاكي خوري

يمكن أن يجدا انفسهما في مواجهة سياسية مباشرة مع رئيس غير متوقع. هذا في اعقاب تصريحات الرئيس الامريكي دونالد ترامب المتكررة التي بحسبها هو معني بأن تستوعب الدولتان لاجئين فلسطينيين من قطاع غزة، والاعلان بأنهما “ستفعلان ذلك”. إن القول بأن الولايات المتحدة تساعد القاهرة وعمان، ولذلك “يجب عليهما”، يمس نقطة حساسة جدا.

بشكل رسمي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الاردن عبد الله وحكومتيهما رفضوا المبادرة كليا واعلنوا بأنهم يعارضون فكرة الترانسفير أو تهجير سكان القطاع. في يوم السبت حصلوا على الدعم لموقفهم من السعودية وقطر ودولة الامارات، التي نشرت بيان مشترك مع السلطة الفلسطينية، رفضوا فيه هذه الخطة.

باستثناء ذلك فانهم في مصر يحذرون من تداعيات هذه الخطة اذا تم تحقيقها على الامن القومي في الدولة، وضمن ذلك شبه جزيرة سيناء، وأن هذه الخطة ستحتاج الى اعادة الاستعداد للجيش المصري – القضية التي ستضطر اسرائيل ايضا الى تقديم اجابات عليها. في الاردن ايضا سيضعون قضية الامن القومي على رأس اهتماماتهم، وسيخططون للتوضيح للرئيس الامريكي بأن تدفق مئات آلاف الفلسطينيين الى المملكة سيقوض الاستقرار فيها، بالتأكيد في ظل العمليات العسكرية الاسرائيلية في الضفة. مع ذلك، الخوف من أن لا يتنازل ترامب عن الفكرة وأنه لن يكون مستعد للموافقة على رد سلبي، ما زالت تحتاج الى الاستعداد من ناحيتهم.

في القاهرة وفي عمان ايضا لا يخفون خوفهم وهم يوضحون أن التوقيت الحساس الذي قيل فيه اعلان ترامب، والعلنية له، لا تبقي امام الزعيمين أي هامش للمناورة. من جهة، الرأي العام في الدولتين يعارض هذه المبادرة بشدة، لكن من جهة اخرى، عقوبات أو تقليصات واسعة للمساعدات يمكن أن تهدد منظومات حيوية في الاردن وفي مصر.

حسب دبلوماسيين وجهات سياسية تحدثت لـ “هآرتس” في الدولتين، وفي السلطة الفلسطينية ايضا، فانه يوجد للولايات المتحدة عدة ادوات وروافع ضغط على القاهرة وعمان، بالاساس في المجال العسكري والمالي. الدولتان لا يمكنهما تحمل اضرار اقتصادية شديدة أو نقص في التزويد المتعلق بمنظومات عسكرية طالما أنه لا توجد لها شبكة أمان اقتصادية من دول اخرى. “مع كل الاحترام للبيان المشترك مع السعودية فان هذا الموقف بحاجة الى شبكة امان اقتصادية واسعة لتمكين السيسي وعبد الله من الوقوف امام ترامب”، قال مصدر مصري مقرب من متخذي القرارات في القاهرة. وحسب قول هذا المصدر فان دولة مثل مصر تعتمد على المساعدات من واشنطن، وهي بحاجة الى البنك الدولي الذي توجد للولايات المتحدة فيه قوة كبيرة. “طالما أنه لا توجد خطة بديلة فان مصر ستجد صعوبة في مواجهة ضغط الادارة الامريكية اذا صمم ترامب على تطبيق خطته”، قال المصدر.

استمرار الانقسام الداخلي ايضا سيصعب على الفلسطينيين معارضة خطة ترامب. حسب اقوال مصادر فلسطينية فان حماس والسلطة الفلسطينية عبروا عن المعارضة الحازمة للفكرة، لكنها لا تنجح في التوافق فيما بينهما على طريقة عملية لادارة القطاع، الامر الذي يمكن أن يفشل كل محاولة للدفع قدما بخطة بديلة. “المفارقة هي أن اعلان ترامب فاجأ ايضا حكومة اسرائيل”، كتب الكاتب والصحفي الفلسطيني داود كتاب الذي يعيش في الاردن. وحسب قوله فانه ما زال من غير الواضح اذا كان تصريح ترامب هو نتيجة تخطيط استراتيجي او أنه مجرد زلة لسان نبعت من محادثات وصلت الى أذنه في مارلاغو.

حسب اقوال كتاب فان حقيقة أن مجلس الشيوخ لم يصادق بعد على تعيين مستشار ترامب للامن القومي يدل على أن هذا التصريح ليس جزء من خطة مبلورة. التوقعات في القاهرة وفي عمان هي أنه اذا كان نتنياهو معني بالتنسيق معهم والحفاظ على علاقات عمل سليمة مع الدولتين، حتى لو لم تكن علنية، فانه يجب عليه عدم الاعلان بأنه يؤيد هذه العملية. “ترامب يمكنه رمي من واشنطن افكار على غزة من وجهة نظر رجل العقارات، لكن الواقع على الارض وتأثيرات ذلك على المنطقة أكبر من خطة الاخلاء – بناء للرئيس الامريكي”، قال دبلوماسي عربي للصحيفة.

في قطاع غزة يخشون من أنه طالما لا توجد خطة بديلة مبلورة فان الولايات المتحدة واسرائيل ستحول الاخلاء الانساني أو الامني الى تذكرة باتجاه واحد، وعمليا سيشكل ترانسفير صامت. “هذا بدأ بالاسرى، ويستمر الآن بالجرحى والمرضى، وربما فيما بعد بفئات اخرى مثل التعليم ولم شمل العائلات في الخارج، وبعد ذلك فان من سيخرج لن يعود”، قال ناشط في مجال المساعدات الانسانية في القطاع. وحسب قوله فان القيادة الفلسطينية بكل فصائلها والدول العربية يجب عليها التوحد امام ترامب واقتراح بدائل لاعادة اعمار القطاع وادارته بدون الترانسفير، وإلا فانه سيستمر بالتسلي بالفلسطينيين كلعبة.

——————————————

يديعوت احرونوت 3/2/2025  

حين يلتقي مناور، مناورا عظيما

بقلم: ناحوم برنياع

تابع الشعب طوال اليوم الاخبار بتخوف: هل سيخرج بقواه الذاتية من السيارة، هل طار بأمان، هل هبط؛ هل سيعانق؛ هل سيقول شيئا ما للامة وهو يعانق، هل سينكب على محبيه ببكاء هاديء، صامت، هل سيجلب لهم تذكارا من الاسر. لم شمل العائلة في واشنطن هو نقيض غير واعٍ، وحشي عن لم شمل العائلات للعائدين من غزة. وداع مقابل وداع؛ التئام مقابل التئام؛ مأساة مقابل مهزلة. عشرة أسابيع من العزلة فرضت على رئيس الوزراء. كل هذا الوقت لم تنساه زوجته وابنه، غردا ووثقا وحلا ضيفين ولم يتركا ورديتهما في ميامي للحظة. بطلان.

عشية الرحلة الجوية طلت من جديد انباء عن نية المستوى السياسي لقطع صفقة المخطوفين في المعبر الى المرحلة الثانية، وربما قبل ذلك. محللة القناة 12 دانا فايس طرحت الأمور على لسان احد مصادرها. وهذه ارتبطت، بالوعي على الأقل بالنبأ في تلك القناة في أن نتنياهو يفكر بان يعين فوق طاقم المفاوضات الموالي له الوزير رون ديرمر. وقد صدر بلاغ بذلك لاعضاء الفريق. اما مكتب رئيس الوزراء فقد نفى.

لا ادري اذا كان نتنياهو يعتزم اكمال الصفقة حتى نهايتها. مشكوك أن يكون هو يدري. لكن عندما نراجع المفاوضات على كل مداها هناك حاجة لان نميز بين الأساسي والتافه. لقد علق نتنياهو منذ البداية في شرك: فالمفاوضات مع حماس تقف على نقيض تام مع اهداف الحرب كما صاغها. وليس صدفة انه امتنع عن ذكر المخطوفين في اهداف الحرب. درس صفقة شاليط كان يقف امام ناظريه: في المدى القصير الاتفاق أضاف له شعبية. في المدى البعيد ثمن الصفقة الصق على جبينه وصمة من الصعب محوها. لا عجب أنه احتفل باتفاق شاليط في اليوم الأول، مع عرض وقح، مهين، على باب مروحة عسكرية في تل نوف، وطواه في النسيان في الغداة.

ليس الضغط على حماس هو الذي ولد الصفقة الحالية بل حملة عائلات المخطوفين. يحتمل أن يكون الضغط فرض على حماس المرونة هنا وهناك لكن ارتباطه الأساس بصفقة المخطوفين كان هو الذي أدى الى موت مخطوفين على ايدي قواتنا او على ايدي العدو.

وأنا أشير الى هذا المعطى ليس كي اعود لانبش في الماضي بل في نظرة تستشرف المستقبل. فمن يطالب، مثل سموتريتش وبن غفير ومؤيديهم تفجير الصفقة واستئناف القتال في غزة يأخذ مسؤولية عن موت المخطوفين، معظمهم أو كلهم. هذا القول صحيح أيضا بالنسبة لبضعة قادة في الجيش، يعيشون في أحلام عن الابادة المطلقة لحماس في غزة، حتى آخر المخربين. ومثلما علمتنا طقوس تحرير المخطوفين في غزة، فان بقاء هذه المنظمة النكراء بما في ذلك قدرتها على التجنيد يفوق خطط الجيش الجميلة. من لا يبقى على قيد الحياة هم المخطوفون.

إذن ماذا يوجد لنا؟ عائلات ورأي عام الان، حين تكون الجولات في ذروتها سيستقبلون بصعوبة جمة كل تفجير. حماس، الملتزمة الان، اكثر من أي وقت مضى، لقتلتها الذين تبقوا في السجن؛ رئيس امريكي جائع للمجد مصمم على الا يقبل أيا من الأجوبة السلبية؛ ورئيس وزراء يؤمن بانه يمكنه ان يتحكم بغزة وأن يحافظ على ائتلافه وان يشبع جوع ترامب وان يحرر مخطوفين كله معا. نتنياهو يؤمن بالسحر.

قد أكون مخطئا، لكني اعتقد بان تنصيب الوزير ديرمر على رأس المفاوضات سيغير الكثير. ديرمر هو تعيين سياسي لرجل غير سياسي. ليس له قاعدة تأييد خاصة به وجدول اعمال خاص به. مثل وزراء في الكابنت الأمريكي هو يخضع لامرة الرجل الذي عينه. في كابنت الحرب اعرب بين الحين والآخر عن اراء مستقلة، لكن حين وصلوا الى الحسم لم يفعل الا ما امره به نتنياهو. هذه وظيفته.

الادعاء بان تعيينه يجعل المفاوضات سياسية هو ادعاء بلا أساس: المفاوضات سياسية من يومها الأول. القرارات تتخذ في المستوى السياسي، في إسرائيل، في قطر، في مصر، في الولايات المتحدة وقبل كل شيء في حماس. يحتمل ان يحول ديرمر اسكات أصوات التمرد التي تنطلق بين الحين والآخر من طاقم المفاوضات. هو لن ينجح. وربما كل ما يسعى نتنياهو له هو أن يلصق بستيف ويتكوف، مبعوث ترامب للمفاوضات، بيبي ستر يتحدث معه بالانجليزية الامريكية.

سيحاول نتنياهو غدا ان يشم ترامب الجديد: ما الذي يشعله الان. ما الذي يطفئه، ما الذي يخرجه عن طوره. هو سيجيد العمل اذا ما تذكر تحذيرا أمريكيا قديما: ” Don’t Bulllshit the Bullshiter وترجمته لا تناور مع عظيم المناورين”. ترامب يقف الان على قمة حياته، في ذروة القوة، في ذروة النشوى. تطلعاته عظيمة؛ رضاه فوري؛ صبره قصير. لقد أُعذر من أنذر.

 ——————————————

إسرائيل اليوم 3/2/2025 

الهدف تحسين مواقع المساومة

بقلم: أرئيل كهانا

يبدأ رئيس الوزراء نتنياهو اليوم زيارته الى الولايات المتحدة وكذا المفاوضات علىى المرحلة الثانية من صفقة المخطوفين. وحسب بيان مكتب رئيس الوزراء فان الحوار على المرحلة الثانية من الاتفاق سيجري بداية في واشنطن بين نتنياهو وبين المبعوث الأمريكي الى الشرق الأوسط، رجل سر ترامب ستيف ويتكوف. وفقط لاحقا سيكون الحديث مع الوسطاء. مع بداية الحديث عن المرحلة الثانية يبدو ان نتنياهو يتخذ سلسلة من الاعمال التي هدفها السماح لإسرائيل بتحسين مواقع المساومة تجاه حماس، وذلك في ضوء الاعتراف في محيطه القريب أيضا بان الاثمان التي دفعتها إسرائيل في المرحلة الأولى من الاتفاق كانت عالية جدا، بل وكثيرة المخاطر. مع ذلك، فان الاعتبار المركزي الذي أدى بنتنياهو بتبني منحى بايدن في أيار 2024 كان البدء بالقدم اليمنى السنوات الأربعة التالية حيال إدارة ترامب.

كان هاما جدا للرئيس الجديد العمل على تحرير المخطوفين حتى قبل بدء ولايته. في النظرة الإسرائيلية بعد التنازلات الكثيرة والخطيرة النابعة من تحرير عشرات القتلة وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من مناطق عديدة في غزة، سيرغب ترامب في أن يرد الجميل بالجميل وسيساند مطالب إسرائيل في المرحلة الثانية من الصفقة.

في إسرائيل يوضحون بان في كل حال لن يقبلوا مطلب حماس انهاء الحرب ويوجد رضى عظيم من موقف الرئيس ترامب ورجاله بان حماس لن تتمكن من البقاء في غزة. في محيط رئيس الوزراء يشددون على أن الاقتراح الذي طرحه منسق الاسرى والمفقودين، غال هيرش للنفي الطوعي لكبار رجالات حماس من غزة لا يزال على جدول الاعمال. إضافة الى ذلك، في القيادة السياسية راضون عن الجهد الأمريكي للعمل على الاخلاء الجماعي للسكان من غزة. مع هذا الاسناد الأمريكي، فان نية نتنياهو هي ان يبقي لحماس امكانيتين: مغادرة قطاع غزة أو استئناف الحرب.

 تغيير الشرق الأوسط

في إسرائيل يستعدون بجدية لاستئناف الحرب في حالة انهيار المحادثات لوقف النار. وعلمت “إسرائيل اليوم” بانه كجزء من الاستعدادات لاعمال عسكرية هجومية اكبر فان نية نتنياهو ووزير الدفاع كاتس هي لتعيين السكرتير العسكري لرئيس الوزراء اللواء رومان غوفمان، كقائد للمنطقة الجنوبية.

مصدر سياسي مطلع على التفاصيل قال انه توجد استعدادات حقيقية في إسرائيل لامكانية استئناف الحرب اذا ما تطلب الامر ذلك. في مثل هذه الحالة، فان الجيش سيستأنف الحرب بشكل مختلف وهجومي اكثر بكثير من أساليب الاجتياحات التي تصدرها رئيس الأركان هليفي. في مثل هذه الحالة يمكن لغوفمان ان يكون من ينفذ عمليا مفهومه العسكري بهدف إبادة حماس.

نتنياهو سيلتقي الرئيس ترامب في البيت الأبيض غدا. وحسب ما قاله نتنياهو قبل اقلاعه، فان الموضوعين اللذين سيبحث فيهما مع ترامب سيكونان الصراع ضد ايران واحتمال السلام الإقليمي. “سنبحث أيضا في المواضيع الحرجة التي امامنا – النصر على حماس، إعادة كل مخطوفينا والتصدي للمحور الايراني بكل عناصره”.

القرارات التي اتخذناها في اثناء الحرب، الى جانب بطولة جنود الجيش الاسرائيلي غيرت منذ الان وجه الشرق الأوسط تماما. اعتقد أنه في عمل مضاعف مع الرئيس ترامب يمكننا ان نغير اكثر فأكثر ا يجابا. يمكننا أن نعزز أمن إسرائيل، نوسع دائرة السلام ونحقق عصرا رائعا من السلام لم نحلم به انطلاقا من القوة. قوة جنودنا، قوة مواطنينا وقوة إسرائيل وقوة التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة. بمعونة الرب سنفعل – بمعونة الرب سننجح.

—————–انتهت النشرة—————–