انتهاكات الاحتلالدولي

غوتيريش: غزة «ساحة قتل» ومدنيّوها «في دوامة موت لا تنتهي»

المسار الاخباري: في أقوى بيان له بشأن الحالة الإنسانية في قطاع غزة منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن القطاع أصبح “اليوم ساحة قتل”، وإن المدنيين فيه “في دوامة موت لا تنتهي”.

ويأتي هذا فيما تتكدس أطنان المساعدات عند معبر رفح، وتمنع إسرائيل دخولها منذ بداية الشهر الماضي، في حصار تفرضه دولة الاحتلال التي تطيح بالقانون الدولي الإنساني، من دون أي مخاوف من حساب، ما دفع بالمتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية الدكتورة مارغريت هاريس للتصريح إلى شبكة “الجزيرة” بأنه لا خيار سوى اتحاد قادة العالم للتصدي للفظاعات المرتكبة في غزة.

وحمّل غوتيريش في بيانه إسرائيل بوصفها قوة محتلة، المسؤولية عن إعاقة دخول المساعدات والإمدادات الطبية، مؤكدا رفض الأمم المتحدة المشاركة في أي ترتيب لا يحترم بشكل كامل المبادئ الإنسانية، ومنتقدا “آليات الترخيص” التي اقترحتها السلطات الإسرائيلية أخيرًا لتسليم المساعدات.

غوتيريش، الذي رفض تأكيد أن ما يجري في غزة إبادة جماعية، تاركا الأمر للمحاكم الدولية، قال ردًا على سؤال “القدس العربي” عن السياق الذي سبق هجمات 7 أكتوبر 2023، والاحتلال والاستيطان والترحيل، إنه “لا شيء يبرر العقوبات الجماعية”، تاركًا مسألة أسباب الحرب من دون جواب.

كما قال إن إجبار الفلسطينيين على النزوح من قطاع غزة يتعارض مع القانون الدولي.

وكان نزيف الدم الفلسطيني في قطاع غزة قد استمر جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل، فاستشهد أكثر من عشرين فلسطينيا حتى مساء أمس الثلاثاء، وأصيب العشرات في أعمال قصف إسرائيلية استهدفت أنحاء القطاع المنكوب.

وفي مدينة رفح، تواصلت أصوت القصف والانفجارات العالية، جراء هجمات جيش الاحتلال على المدينة، التي أخلي جميع سكانها، بعد أن بدأ هناك منذ أكثر من أسبوعين هجوما بريا واسعا، حيث يتم خلال الهجمات الجديدة نسف مربعات سكنية بالكامل، مع بناء تحصينات عسكرية في محيط “محور موراغ”. واعتبرت الرئاسة الفلسطينية في بيان أن إنشاء هذا المحور يكرس سيطرة إسرائيل، في حين قالت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” إن ما يجري في غزة ليس ضغطا، وإنما انتقام وحشي.

 

ماكرون: غزة تضم مليوني محاصر ولا يمكن الحديث عنها كـ«مشروع عقاري»

 

ختم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، زيارته إلى مصر التي استغرقت 3 أيام، أمس الثلاثاء، في مدينة العريش في محافظة شمال سيناء، حيث اعتبر أن استئناف المساعدات الإنسانية إلى غزة “أولوية الأولويات”، مشيرا إلى أن القطاع يضم مليوني شخص “محاصرين” ولا يمكن الحديث عنه كـ “مشروع عقاري”.

وقال في تصريحات من مدينة العريش المصرية القريبة من قطاع غزة إن الوضع اليوم في غزة لا يمكن التساهل معه “وهو لم يكن أبدا بهذا السوء”.

وأضاف “نطالب أولا باستئناف دخول المساعدات في أسرع وقت ممكن”.

وأكد أن قطاع غزة يعيش فيه مليونا شخص “محاصرين” ولا يمكن الحديث عنها كـ “مشروع عقاري”.

وقال “حين نتحدث عن غزة نحن نتحدث عن مليوني شخص محاصر بعد أشهر من القصف والحرب”.

وأضاف “لا يمكننا محو التاريخ والجغرافيا. لو كان الأمر ببساطة مشروعا عقاريا أو استحواذا على أراضٍ لما كانت الحرب اندلعت من الأساس”.

كما أدان ماكرون استهداف طواقم الإغاثة والعاملين في القطاع الإنساني في غزة، بعد أسبوعين من استشهاد 15 مسعفا في رفح بنيران إسرائيلية.

وقال: “ندين هذه الهجمات بشدة، ويجب كشف الحقيقة كاملة” في شأن ما تعرض له المسعفون.

وزار ماكرون، برفقة نظيره المصري عبد الفتاح السيسي مستشفى العريش العام لتفقد الجرحى والمرضى الفلسطينيين القادمين من غزة.