
المسار …
يعكف الائتلاف الحكومي في إسرائيل على بلورة خطة لكسب الوقت وتأخير التصويت في قراءة تمهيدية على مشروع قانون حل الكنيست، المقرر يوم الأربعاء المقبل، في ظل تصاعد الخلافات الداخلية حول قانون التجنيد.
وتتجه الكتل الائتلافية إلى إدراج نحو 50 مشروع قانون على جدول أعمال الكنيست، وهي مشاريع لم تُطرح للنقاش في الأسابيع الأخيرة بسبب مقاطعة الأحزاب الحريدية. كما يجري التحضير للتصويت في لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، على تمديد أوامر الخدمة الاحتياطية، وذلك في جلسة سرية تُعقد اليوم، الإثنين.
ويتوقّع أن يُجري رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو محادثات مكثفة مع ممثلي الأحزاب الحريدية، في محاولة لمنعهم من التصويت ضد الائتلاف. في المقابل، أصدر رئيس كتلة “المعسكر الوطني”، بيني غانتس، تعليماته لأعضاء كتلته بسحب جميع مشاريع القوانين التي قدّموها، باستثناء قانون حل الكنيست، بهدف تقليص جدول الأعمال.
ورغم التهديدات والمواقف المتشددة التي صدرت مؤخرًا عن الكتل الحريدية، عقد رئيس حزب “شاس” أرييه درعي، يوم الجمعة الماضي، محادثات مطوّلة مع أعضاء كنيست من حزب “يهدوت هتوراه”، في محاولة لتقوية “محور شاس – يهدوت هتوراه” وتجاوز حزب “أغودات يسرائيل”، بحسب ما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت”.
ويهدف ذلك إلى التوصل إلى تفاهمات مع الليكود حول قانون الإعفاء من الخدمة العسكرية، على نحو يمنع سقوط الحكومة. وناقش الطرفان مقترحات رئيس لجنة الخارجية والأمن، يولي إدلشتاين، لبحث إمكانية التوصل إلى صيغة توافقية.
في المقابل، قال المتحدث باسم “شاس”، آشير مدينا، صباح اليوم، في مقابلة مع الإذاعة العامة الإسرائيلية، إن حزب الليكود ورئيس لجنة الخارجية والأمن، إدلشتاين، “يضطهدان المجتمع الحريدي”.
وأضاف “كلما اقتربنا من التفاهم مع إدلشتاين، يطرح اقتراحا جديدا أكثر تشددا”، واعتبر أن إدلشتاين “هو العقبة الأساسية” أمام التوصل إلى حل، وفق تعبيره.
وقال مدينا أن حزبه سيصوّت لصالح حل الكنيست في القراءة التمهيدية الأربعاء، قائلًا: “نحن لا نرغب بإسقاط حكومة يمين، لكننا بلغنا الحدّ الأقصى”.
وتابع “إن لم يُطرح حلّ في اللحظة الأخيرة، سنصوّت على الحل”. وأضاف “نريد الحفاظ على من يعتبر التوراة مهنته، ومن لا يستطيع الخدمة في الجيش”.
وفي مقابلة أخرى مع إذاعة “كول براما” الحريدية، قال مدينا: “حتى هذه اللحظة، نحن نعتزم التصويت لصالح حلّ الكنيست يوم الأربعاء”.
وأضاف “نحن محبطون من نتنياهو، وكنا نتوقع منه أن يتدخل منذ وقت مبكر، كما يفعل الآن. لسنا معنيين بإسقاط الحكومة في هذه المرحلة، لكن لا بد من التوصل إلى حلّ”.
من جهته، هاجم عضو الكنيست دان إيلوز من الليكود رئيس “شاس”، درعي، وقال: “اتفاق أوسلو أُبرم بسببه. هو من أسقط حكومة شامير وانضم إلى رابين، فقط من أجل ميزانيات لمعاهده”.
وأضاف “هكذا حصلنا على أوسلو، وفي النهاية على 7 أكتوبر”. وتابع “اليوم يهدد مجددًا بإسقاط نتنياهو وحكومة اليمين في خضم حرب على سبع جبهات، فقط ليتجنب الخدمة. إن فعلها، فهذه ليست زلة، بل نهج. إنه يدرك تمامًا ما هو على المحك. من يُسقط حكومة يمينية في زمن الحرب، سيتذكره التاريخ بالعار”.