تقارير ودراسات

“حين يتحول الإعلام إلى سلاح: كيف يُشرعن الخطاب الإسرائيلي العنف ضد الفلسطينيين؟”

إعداد:  شبكة المسار الإخباري

تقرير  | الفترة: 22–6 حتى 25–6–2025

رصدت شبكة المسار الإخباري تصاعد وتيرة التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية، وذلك خلال الفترة الممتدة من 22 حتى 25 حزيران/يونيو 2025، في سياق سياسي وعسكري متوتر يتغذى من استمرار العدوان على غزة وتداعيات الضربة الإسرائيلية ضد إيران. ويكشف هذا الرصد كيف يلعب الإعلام العبري دورًا حاسمًا في شيطنة الفلسطيني، وتطبيع العنف ضده، وشرعنة سياسات البطش، ضمن بنية خطابية تعزز القومية العدائية وتُقصي كل منطق للتسوية.

1. القوة بدل السياسة: “الدرس من الانتصار على إيران” – صحيفة يديعوت أحرونوت.

في مقالة تحريضية للكاتبة نوعا درومي بعنوان: “الدرس من الانتصار على إيران: المبادرة بدل الاحتواء”، يتبدّى توجه واضح في الإعلام الإسرائيلي لفرض منطق القوة كبديل وحيد للتعامل مع الفلسطينيين.

الكاتبة تسخّر تجربة الهجوم على إيران لتبرير التصعيد ضد الفلسطينيين، وتصف من يدعو للسلام بـ”الخائن أو الساذج”، مطالبة بإجماع على البطش. النص يُحاكم التفكير السياسي باعتباره خطرًا على أمن الدولة، ويضع الرأي العام أمام خيار زائف: إمّا الاستسلام أو الفناء، ما يُعمّق الانقسام ويُفخخ الساحة الإسرائيلية ضد أي صوت عقلاني.

> “في السابع من تشرين الأول، تغيّر هذا الواقع … الأرض هي قوة، والقوة هي اللغة الوحيدة التي يفهمها العدو.”

2. الفلسطيني كقنبلة موقوتة: “اليمينيون أكثر سعادة” – صحيفة يسرائيل هيوم.

في مقال بعنوان “الآن بات الأمر (شبه) علميّ: اليمينيون أكثر سعادة”، يقدّم الكاتب أفري غيلعاد تحليلًا لنتائج استطلاع رأي، إلا أنه يستغله للتحريض على الفلسطينيين، من خلال تصويرهم كخطر متخفٍ خلف ملامح “العامل العادي”.

المقال يلغي الفردانية ويؤسس لشرعية الخوف العنصري، حيث لا يُقصى الفلسطيني بسبب سلوكه، بل بسبب انتمائه، ما يرسّخ ثقافة الاستبعاد الجماعي.

3. لا إنسان في غزة: “فوّتت إسرائيل فرصة” – صحيفة يسرائيل هيوم.

في مقال آخر للكاتب نداف هعتسني بعنوان: “استعدوا للمواجهة القادمة: إسرائيل فوّتت فرصة لتغيير إستراتيجي”.

يتبنّى الكاتب منطقًا عسكريًا خالصًا، لا يعترف بوجود مدنيين، ويعتبر غزة ساحة معركة مجردة من الحياة. يدعو إلى “هجوم الأيام الاثني عشر” ويتعامل مع صفقة الأسرى كاستسلام، ما يشرعن الاستخدام المطلق للقوة.

4. تجريد غزة من إنسانيتها: “صِمْحي هَيِهوديم” – صحيفة يسرائيل هيوم

في مقال بعنوان “من الصديق، من العدو، وماذا تعلّمت من شارع صِمْحي هَيِهوديم”، للكاتب مورياه كور، تتحول غزة إلى كيان شيطاني خالص، بلا شعب ولا حياة، ما يُمهّد لتبرير سياسات الإبادة الجماعية والتجويع.

> “لو كانت الحقيقة الفلسطينية حاضرة … لما كنا أدخلنا العدو إلى مستشفياتنا، ولما كنا وقعنا اتفاقيات أوسلو أصلًا.”

5. تذويب المقاومة: هل سينهار المفهوم؟ – يديعوت أحرونوت.

الكاتب ميخائيل ميلشتاين يتساءل في مقال: “هل سينهار مفهوم المقاومة ضد إسرائيل؟” عن جدوى الصمود الفلسطيني، ويدعو إلى “تغيير ثقافي جذري” في العالم العربي والإسلامي، مع تحذير من أن التوسع والغرور الإسرائيلي قد يُجهض أي مكاسب إستراتيجية.

6. من الهزيمة في غزة إلى الانتصار في إيران – مكور ريشون

في مقال بعنوان “بين الهزيمة المهينة في محيط غزة والانتصار المبهر في إيران”، للكاتب آري شبيت، يظهر سرد عاطفي يتغذى من صدمة 7 أكتوبر، ليبرر عسكرة الحياة ومواصلة المعركة ضد “العدو”، مع تجاهل تام للضحايا المدنيين في غزة.

> “لم نعد الأشخاص الذين كنا. جيش الدفاع الإسرائيلي أصبح جيشًا مختلفًا.”

7. إنكار الكارثة: “كذبة الإبادة الجماعية” – مكور ريشون

في مقال جيسون شويلي بعنوان “كذبة الإبادة الجماعية والفصل العنصري: كيف تتحول إسرائيل إلى كبش فداء عالمي؟”، يتم إنكار المعاناة الفلسطينية، ووصف الجوع في غزة بأنه دعاية، مع اتهام الإعلام الدولي بخدمة “التشويه السياسي الممنهج”.

8. “الخطة الأمنية لبن غفير” – موقع الصوت اليهودي

مقال صريح يدعو فيه الوزير المتطرف إيتمار بن غفير إلى تصعيد القتل في الضفة الغربية، عبر شن ضربات جوية في “جنازات وفعاليات”، وتشريع الإعدامات، وفرض حصار اقتصادي شامل على السلطة الفلسطينية.

رصد التحريض على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)

شهدت منصة “إكس” موجة جديدة من التصريحات التحريضية من مسؤولين إسرائيليين بارزين، أبرزهم:

إيتمار بن غفير: وصف المساعدات لغزة بـ”العار”، ودعا لوقفها نهائيًا، مؤكدًا أن “العدو لا يفهم إلا القوة”.

ليمور سون هارميلخ: هاجمت الشيخ عكرمة صبري وطالبت بهدم منزله.

تسفي سوكوت: اتهم النائب أيمن عودة بأنه “وقود للإرهاب”، مطالبًا بطرده من الكنيست.

بتسلئيل سموتريتش: قال إن “دولة فلسطينية = تهديد وجودي”، رافضًا أي تسوية.

ألموغ كوهين: نفى وجود أي حديث عن “حل الدولتين”، داعيًا الإسرائيليين إلى “الاستيقاظ من هذا الوهم”.

أفيغدور ليبرمان: دعا إلى “فصل أمني ومدني كامل عن غزة”، وتسليمها للجامعة العربية .

وفي النهايه …

يُبيّن هذا الرصد مدى ترابط الخطاب الإعلامي والسياسي الإسرائيلي في شيطنة الفلسطيني وتبرير العنف ضده. يتغذى هذا الخطاب من أحداث 7 أكتوبر، ومن الضربة على إيران، لتكريس منطق القوة المطلقة وإنكار الواقع الإنساني للفلسطينيين. وبدلًا من البحث عن حلول، يصوغ الإعلام الإسرائيلي واقعًا من الكراهية المتصاعدة، يُقصي كل صوت للعدالة أو للسلام، ويمهّد لمزيد من التصعيد الدموي.

شبكة المسار الإخباري – فلسطين

شبكة المسار الاخباري