
المسار …
واشنطن: قال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الحدود الحديثة لـ”إسرائيل” رُسمت على أسس “وهمية”، منتقدًا مفهوم الدولة القومية في الشرق الأوسط، ومشيدًا بنموذج الحكم في الإمبراطورية العثمانية، ومتهمًا القوى الغربية بـ”تشويه” المنطقة عبر اتفاقيات سايكس- بيكو ومشاريع التقسيم.
مسؤول في إدارة ترامب: “لا يهمنا الخط الأزرق أو الأحمر أو الأخضر ولا أي اتفاقية”
وجاءت هذه التصريحات خلال إفادة إعلامية غير مسجلة (خلف الكواليس) عَقبت توقيع ترامب أمرًا تنفيذيًا برفع العقوبات عن سوريا، في إطار جهود الإدارة الأمريكية لإطلاق مسار دبلوماسي بين الحكومة السورية الجديدة والاحتلال الإسرائيلي، بحسب ما نقلت صحيفة “ذا هيل” الأمريكية.
وقال المسؤول: “الخطوط التي رُسمت في أعوام 1948 و1967 و1974، كلها مجرّد أوهام، إذ رُسمت استنادًا إلى حقائق وقتية”، مؤكدًا أن إدارة ترامب لم تكن تسعى لتحديد الحدود، بل لخلق ثقة متبادلة في منطقة طالما مزّقتها الصراعات الحدودية.
وتعود التواريخ التي أشار إليها المسؤول، وفقاً لصحيفة “ذا هيل” القريبة من الكونغرس، إلى محطات فاصلة في تاريخ الحروب الإسرائيلية: نكبة 1948، حرب عام 1967 التي احتلت فيها إسرائيل الجولان السوري، وحرب 1973. وقد جاءت تصريحات المسؤول ردًا على سؤال حول اعتراف إدارة ترامب بسيادة إسرائيل على أراضٍ احتلتها بالقوة.
ورغم أن الاحتلال الإسرائيلي يرفض إعادة الجولان إلى سوريا، بل وسّع من وجوده هناك بعد سقوط نظام بشار الأسد، فقد أكد المسؤول أن “الخط الفاصل لا يهمّ بقدر ما يهمّ من يقف على جانبيه”، مضيفًا: “إذا لم تكن هناك ثقة بين الطرفين، فلن ينجح أي اتفاق سلام مهما كانت خطوطه”.
وأضاف المسؤول: “ما نحتاج إليه هو اتفاق على غرار اتفاقية سيناء بين إسرائيل ومصر. لقد حان الوقت للتخلي عن الأفكار التي فشلت على مدى قرن، والتفكير في حلول جديدة”.
ورفض المسؤول الإفصاح عن رؤية إدارة ترامب لحدود إسرائيل، قائلًا: “لا يهمنا الخط الأزرق أو الأحمر أو الأخضر، ولا اتفاقيات 1967 أو 1974 أو 1979، كلها تفاصيل بلا نهاية. ما نريده هو أن يجتمع المتصارعون ويتفاهموا، وسنساعد إذا استطعنا”.
كما هاجم المسؤول مفهوم الدولة القومية، مشيرًا إلى أن “الإمبراطورية العثمانية لم تكن تتشكل من دول قومية، بل سمحت لكل منطقة بإدارة شؤونها ضمن نظام قضائي مركزي”، مضيفًا أن “الدول القومية لم تثبت نجاحها، والمستقبل قد يتطلب نموذجًا جديدًا”.
وفي السياق السوري، أعرب المسؤول عن عدم ثقة إسرائيل في الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، الذي تصنّفه الولايات المتحدة كإرهابي رغم أنه أطاح بنظام الأسد. وقد واصلت إسرائيل تنفيذ ضربات عسكرية في سوريا، لا سيما في دمشق، بحجة مواجهة تهديدات أمنية.
وختم المسؤول تصريحاته بالقول: “الرئيس ترامب يسعى ببساطة إلى وقف الأعمال العدائية، وتحقيق السلام والرخاء، وخلق أمل حقيقي لهذه الشعوب للبدء بحوار جديد”.