اندهاش “إسرائيلي” : هبطت من 80% إلى 3%… نسبة الأردنيين المؤيدين للسلام مع الإحتلال

المسار : كشف مقال نشرته صحيفة “معاريف” العبرية للبروفيسور رونين يتسحاق، أن العلاقات بين الأردن و”إسرائيل” في أدنى مستوياتها على الإطلاق، فالعلاقات الأمنية مستمرة، ومن المتوقع أن تستمر، لكن أنشطة إسرائيل في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب زادت من حدة التوترات وغذّت تصاعد معاداة السامية في المملكة.

وقال يتسحاق، أنه بعد واحد وثلاثين عامًا من توقيع معاهدة السلام بين إسرائيل والأردن، تشهد العلاقات بين البلدين تراجعًا غير مسبوق ورغم التعاون الأمني الوثيق والمصالح الإقليمية المشتركة، يسود جو عام في الأردن معادٍ لإسرائيل، ويبدو التطبيع الكامل أبعد من أي وقت مضى.

وأضاف أنه مع توقيع اتفاقية السلام عام 1994، حظيت هذه الخطوة بدعم شعبي واسع في الأردن، شمل ما يقرب من 80 بالمئة من السكان حيث استند هذا التفاؤل إلى وعد بعهد جديد في الشرق الأوسط، شمل أفقًا سياسيًا لحل الصراع مع الفلسطينيين بعد اتفاقيات أوسلو، واستقرارًا إقليميًا، ونموًا اقتصاديًا يضمن لسكان الأردن الرفاهية الاقتصادية والتمتع بثمار السلام.

وأشار إلى أن الآمال سرعان ما تبددت، إذ لم تقم دولة فلسطينية، واستؤنف الصراع مع الفلسطينيين. كانت خيبة الأمل الشعبية كبيرة، ومنذ وفاة الملك حسين عام 1999 وتولي ابنه عبد الله الثاني العرش، بدأ دعم السلام يتضاءل.

وأوضح أن الفجورة اليوم تتسع بشكل كبير بين اهتمام الأردن بالتعاون مع إسرائيل وموقف الرأي العام الأردني. فرغم وجود تعاون استراتيجي أساسي: النضال المشترك ضد الجهاد العالمي والحركات الإسلامية المتطرفة (بما فيها حماس)، والاحتواء المشترك للنفوذ الإيراني والمحور الشيعي عمومًا في الشرق الأوسط (مع دول الخليج)، والتعاون العملياتي على طول الحدود، والتعاون الاقتصادي، بما في ذلك إمداد الأردن بالمياه والغاز من إسرائيل، إلا أن نسبة تأييد التطبيع مع إسرائيل قد انخفضت إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق.

وقد أظهر استطلاع رأي عام أجراه “الباروميتر العربي” ونُشر مطلع عام 2025 أن نسبة التأييد تبلغ الآن حوالي 3 بالمئة فقط – وهي أدنى نسبة على الإطلاق، والأدنى بين جميع الدول العربية التي شملها الاستطلاع.

وتابع يتسحاق، أن غياب حل للقضية الفلسطينية هو السبب الرئيسي لذلك. الأردن، حيث نصف سكانه تقريبًا من أصل فلسطيني، ملتزم بهذه القضية.

ويهدف الملك عبد الله إلى تعزيز حل الدولتين باعتباره الحل الوحيد للصراع مع الفلسطينيين. وأردف، أن الدولة الفلسطينية إلى جانب إسرائيل، وفقًا للرؤية الأردنية، لن تؤكد فقط أن الأردن ليس فلسطين – أو كما قال الملك عبد الله: “الأردن هو الأردن وفلسطين هي فلسطين”، بل ستضمن أيضًا استمرار بقاء الأردن.

وأدت أنشطة إسرائيل في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب إلى تصعيد التوترات وتأجيج معاداة السامية في المملكة.

وتُعتبر تصريحات إسرائيل المتكررة حول نيتها ضم أراضٍ أو فرض سيادتها على الضفة الغربية، إلى جانب تشجيعها للبناء هناك وفكرة تشجيع طرد الفلسطينيين من غزة، تهديدًا استراتيجيًا حقيقيًا لاستقرار الأردن وهويته بحسب الكاتب.

وخلف الكواليس، كما ذُكر، تستمر العلاقات الأمنية بين إسرائيل والأردن، ومن المتوقع أن تستمر مستقبلًا، انطلاقًا من إدراكها أنها تخدم المصالح المشتركة.

وتُذكرنا ذكرى اتفاقية السلام بأن العلاقات بين البلدين شهدت أيضًا فترات أخرى من الأمل والتفاؤل. ولعلّ من الممكن إحياء هذه الفترات مستقبلًا.

Share This Article