إسرائيلياتانتهاكات الاحتلال

“إسرائيل” توفر غطاءًا جوياً لميليشيا أبو شباب في مواجهتها مع “حماس”

المسار ….

نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي غارة جوية منتصف ليل الإثنين–الثلاثاء في جنوب قطاع غزة، استهدفت عناصر من حركة حماس خلال اشتباكهم مع ميليشيا يقودها ياسر أبو شباب، وذلك بهدف تقديم غطاء جوي ودعم عسكري مباشر للعصابة المسلحة.

جاء ذلك بحسب ما أوردت قناة i24NEWS (القناة 15 الإسرائيلية)؛ ووفقا للتقرير، فإن طائرة تابعة لسلاح الجو تدخلت بناء على سلسلة من “التصريحات المسبقة” لمهاجمة أربعة من عناصر حماس، خلال اشتباك مسلح مع عناصر أبو شباب.

وبحسب التقرير، فإن الاشتباك بين عناصر حماس وعصابة أبو شاب أسفر عن قتلى في الجانبين، ووصلت مسيرة إسرائيلية إلى موقع الاشتباك، ورصدت تحركات الطرفين قبل أن يتدخل الاحتلال جوا، في خطوة وُصفت بأنها الأولى من نوعها التي يُنفذ فيها الجيش الإسرائيلي هجوما جويا مباشرا لدعم الميليشيا.

ويأتي هذا التدخل العسكري في سياق ما بات يُعرف بتورط الاحتلال في إنشاء وتمويل وتسليح ميليشيات إجرامية داخل قطاع غزة، وعلى رأسها مجموعة “أبو شباب” التي تعمل في رفح، وتسعى إلى توسيع نطاق عملها وسيطرها في مناطق أخرى بالقطاع.

وسبق أن ظهر عناصر الميليشيا خلال مقطع بثته كتائب القسام، وهي تمشط المنازل بملابس مدنية شرق المدينة، قبل أن تقع في كمين أدى إلى مقتل عدد من أفرادها، ما أثار موجة تساؤلات واسعة حول هوية هذه المجموعات ودورها في المعركة الجارية.

وأشارت تقارير إسرائيلية وعربية إلى أن ميليشيا أبو شباب تتكوّن من عشرات المسلحين، بعضهم سجناء فارّون وتجار مخدرات، جُنّدوا من قبل جهاز الشاباك بهدف فرض “حكم محلي بديل” لحركة حماس في مناطق محددة.

وذكرت صحيفة “معاريف” أن رئيس الشاباك، رونين بار، هو من أوصى بتسليح الميليشيا، عبر تزويدها بأسلحة صادرتها إسرائيل من حماس وحزب الله، في إطار “مشروع تجريبي” لاختبار مدى قدرتها على السيطرة الميدانية.

ويتهم سكان ومصادر محلية هذه الميليشيا بارتكاب جرائم قتل ونهب وسرقة، بما في ذلك الاستيلاء على شاحنات مساعدات إنسانية وابتزاز السائقين، وفق ما نقلته تقارير أشارت إلى أن المسلحين التابعين لأبو شباب يقفون خلف عمليات النهب المنظم التي طاولت المساعدات الواردة عبر معبر كرم أبو سالم بواسطة الأمم المتحدة.

في المقابل، نفت السلطة الفلسطينية أي علاقة لها بهذه المجموعات، مشيرة على لسان الناطق باسم الأجهزة الأمنية إلى أن “ما تقوم به هذه العصابة مخالف للقانون وخارج عن الشرعية الفلسطينية”، وذلك بعد محاولات من أبو شباب للظهور باعتباره مرتبطًا بالسلطة في تصريحاته لوسائل إعلام إسرائيلية.

ويأتي دعم الاحتلال لهذه العصابات في ظل إخفاقه العسكري المتواصل في القضاء على المقاومة الفلسطينية، ما دفعه، بحسب محللين فلسطينيين، إلى توظيف نماذج من “سلطة العملاء” في مناطق غزة، وتجنيد ميليشيات محلية لضرب البنية الاجتماعية والميدانية الداخلية، ضمن سياسة تهدف إلى تفكيك الجبهة الداخلية وتسريع خطط التهجير والسيطرة.