المساعدات الإنسانية المرهونة بشروط الاحتلال.. مصيدة للتهجير

عشرون شاحنة فقط تحمل بعض الأدوية والأغذية، وصلت قطاع غزة عبر معبر رفح لقرابة المليونين وثلاثمئة ألف فلسطيني في قطاع غزة، هذا هو الإنجاز الأكبر للأمم المتحدة والمجتمع الدولي والدول العربية مجتمعة، وكأن مشكلة قطاع غزة فقط تتمثل ببضعة شاحنات إغاثية.

وفي الوقت الذي يتمنن العالم على غزة الأدوية والغذاء بالقطارة تواصل دولة الاحتلال غاراتها التي لم تتوقف منذ فتح معبر رفح على منطقة شمال القطاع تحديدا، غارات تسوي العمارات السكنية بالأرض.

المساعدات من الجنوب وقصف إجرامي من الشمال، خطوة رآها محللون بمثابة الفخ أو المصيدة لنزوح ما تبقى من سكان غزة نحو معبر رفح الحدودي للحصول على فتات المساعدات، تمهيدا لتهجيرهم القسري نحو سيناء.

وقال المختص بالشأن الإسرائيلي نهاد أبو غوش : إن المساعادات الإنسانية ودخولها وفق شروط إسرائيلية ولساعات محدودة، أصبحت تستخدم كأداة لتهجير السكان وليس كأداة للإغاثة، مردفا: وكأنهم يقولون للسكان إذا كنت بحاجة إلى المياه إرحل واحصل عليها من الجنوب تمهيدا لمخطط مبيت منذ سنوات.

وتابع: العشرين شاحنة التي دخلت اليوم لو أنها مليئة بالأكفان فإنها لا تكفي لعدد شهداء غزة، فكيف لهذه المساعدات أن ترمم ما حصل.

وأوضح، بأن “ما جرى بالقطاع أوقظ الأحلام والخطط الإسرائيلية لتهجير جميع سكان قطاع غزة نحو سيناء، وبالتالي هناك أطماع لإعادة الاستيطان إلى غزة وإزالته عن الوجود لأنه كان عائقاً أمام القناة البديلة لقناة السويس التي تعزز مكانة إسرائيل بالشرق الأوسط” .

ودعا أبو غوش إلى الضغط على دولة الاحتلال من أجل وقف فوري لإطلاق النار والقتل الممنهج ضد السكان.

وفي السياق ذاته، قال المدير العام للمركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية “مسارات” هاني المصري : إن منع المساعدات منذ أكثر من أسبوعين وبالرغم من الجهود الدولية يدلل على أن إسرائيل تريد إحكام  الحصار على قطاع غزة بالكامل لتضييق الخناق على الفلسطينيين، والتمرد على المقاومة.

واتفق مع أبو غوش في الطرح قائلا: دخول المساعدات وبإشراف أمريكي هو من أجل تهجير السكان من الشمال إلى الجنوب ومن ثم إلى سيناء، وهذا ما تسعى إليه إسرائيل منذ زمن طويل من أجل التهجير القسري للسكان، مردفا: ودولة الاحتلال تعتقد بأن الحرب الحالية هي فرصة لتنفيذ هذا المخطط القديم.

وأضاف المصري: العالم همه الأول بأن لا تتوسع الحرب وأن  لا تنتقل إلى جبهات اخرى، وكأن حرب الإبادة في غزة أمر لا بد منه، وبعدها يأتي العالم ويقدم المساعدات للفلسطينيين بدلاً من وقف الحرب.

ويواصل الاحتلال عدوانه على غزة لليوم الـ15 مخلفا استشهاد 4 آلاف و137 وأكثر من 13 ألف جريح غالبيتهم من النساء والأطفال.

المصدر : وطن للأنباء