معمرعرابي: أمريكا تبيع الوهم للفلسطينيين بحديثها عن حل الدولتين، ودولة الاحتلال هُزمت منذ

– عملية طوفان الأقصى أحدثت هزة استراتيجية في دولة الاحتلال

– الانقسام الإسرائيلي ليس بين دعاة حرب وسلام وإنما من يريد أن يقتل أكثر

– المجتمع الإسرائيلي ينتقل من اليمين إلى يمين اليمين، واليسار الإسرائيلي انتهى

-الحرب الحقيقية والتهجير المنتظر سيكون في الضفة بما فيها القدس

-تراجع كبير في شعبية دولة الاحتلال في كل المحافل حتى في الإعلام الرقمي

-لأول مرة تذهب دولة الاحتلال مكبلة إلى العدالة الدولية بتهمة الإبادة الجماعية

– ما شكل الدولة التي يتحدث عنها الأمريكيون، هل هي دولة مستقلة ام دولة كنتونات؟!

-“الأمن القومي” الإسرائيلي بالمعنى الاستراتيجي انتهى

وطن: قال الزميل معمر عرابي إن عملية 7 أكتوبر (طوفان الأقصى) أحدثت هزة استراتيجية في دولة الاحتلال، حيث بعد أكثر من 100 يوم من الحرب وصمود المقاومة فشلت دولة الاحتلال في ثلاثة أهداف استراتيجية، وهي: أولا فشلت في تحقيق الأهداف المعلنة للحرب، وثانيا فشلت في إدارة الحرب، وثالثا فشلت في تحديد مستقبل غزة ما بعد الحرب.

الخلاف الإسرائيلي بين من يقتل أكثر

وأضاف أن الخلاف والانقسام العمودي والأفقي الذي يضرب دولة الاحتلال ليس بين دعاة حرب ودعاة سلام، وإنما الخلاف بين اليمين الوسط ويمين اليمين، فهناك تيار يمثله نتنياهو وبن غفير وسموتريش، يتحدث عن احتلال غزة، وهناك تيار اليمين الوسط يتحدث عن إعادة ترميم الصورة الاستراتيجية لإسرائيل وإعادة الردع بعد هزة 7 أكتوبر.

ورأى أن المجمع الإسرائيلي منقسم، وكل يوم يمر على هذه الحرب يقصر من عمر حكومة الاحتلال، مشيرا إلى أن 65 % من الإسرائيليين يريدون حرب مع لبنان، ولكن الخلاف على من يدير الحرب ويقتل أكثر.

أمريكا تبيع الوهم

وحول الحديث الأمريكي عن حل الدولتين، قال عرابي إنه يجب على الفلسطينيين ألا يقعوا فريسة التصريحات الأمريكية حول حل الدولتين، وما يطلقه المسؤولون الأمريكيون من تصريحات فضفاضة، هي عبارة عن بيع الوهم للشعب الفلسطيني وملهاة أمريكية لكسب مزيد من الوقت.

وأضاف أنه، بعد مشروع التسوية 1993، ونحن نستمع للإسطوانة المشروخة التي تتحدث عن حل الدولتين، لكن بعد 7 أكتوبر انتهى حل الدولتين بالمفهوم اليميني الإسرائيلي .

وأوضح أن استراتيجية اليمين الإسرائيلي منذ بداية الانقسام عام 2007، كانت تقوم على واقع جديد وهو فصل غزة عن الضفة الغربية حتى لا تنشأ كيانية سياسية فلسطينية واحدة، بالتالي من الوهم الاعتقاد بأن هناك أحد في اليمين الإسرائيلي يريد عودة السلطة الفلسطينية الى غزة، لذلك نقول للسلطة يجب عليها ان لا تقع في هذا الوهم، لان الحرب على الشعب الفلسطيني كله، حيث أن كل يوم تقوم “إسرائيل” بتقويض السلطة، وفي نفس الوقت يبيع غانتس الوهم عند حديثه بأنه يريد سلطة قوية ومتجددة. مشيرا إلى أن المجتمع الإسرائيلي يتجه بشكل كبير نحو يمين اليمين.

واستحضر مثالا على ذلك بلقاء وزير الخارجية الأمريكية بلينكن والرئيس محمود عباس، حيث طلب منه الرئيس تحرير أموال المقاصة الفلسطينية من “إسرائيل”، فرد عليه بلينكن انه لا يستطيع، فقال له الرئيس إن كنت لا تستطيع أن تحرر أموال المقاصة فكيف ستأتي لنا بدولة؟

ما شكل الدولة التي يتحدثون عنها؟

وتسائل عرابي: ما شكل الدولة التي يتحدثون عنها، هل هي دولة مستقلة ام دولة كنتونات؟! مضيفا: هناك أكثر من 500 بوابة وحاجز إسرائيلي يقطع اوصال الضفة الغربية عدا عن مليون مستوطن مسلح في الضفة .

واعتبر عرابي أن السلطة تتعرض لابتزاز سياسي من الإدارة الأمريكية، لأن الأمريكيين لا يريدون أي مشروع وطني فلسطيني سواء من السلطة او حماس.

المعركة الحقيقية في الضفة

ورأى أن السلطة جزء من المعركة ولا يجب ان يكون هناك فصل بين ما يجري في الضفة وغزة، فالحرب تجري في غزة والضفة. قائلا: غزة وما يجري فيها من قلت يومي هي ورقة تفاوضية، لكن الإسرائيليين يتعاملون مع الضفة بما فيه القدس بالمعنى التوراتي، لذلك لو لم يحدث 7 أكتوبر كان مشروع التهجير حاضر في الضفة، أي أن ما يجري هو حرب إبادة على الشعب الفلسطيني ومكوناته.

“الأمن القومي” الإسرائيلي بالمعنى الاستراتيجي انتهى

وقال إن ما بعد 7 أكتوبر ليس كما قبله، وكل مراكز الأبحاث، تؤكد ان السؤال الصعب ما هو مستقبل “إسرائيل” بعد 75 عاما من تأسيسها، لأن ما يسمى “الأمن القومي” الإسرائيلي بالمعنى الاستراتيجي انتهى.

وأضاف: أكثر من 100 يوم من صمود المقاومة في غزة، ووحدة الساحات في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن، لم تتعود عليه دولة الاحتلال منذ 75 عاما، لذلك يدرك الإسرائيليون أن مستقبلهم في خطر وأن حالة الارباك الإسرائيلي هي احدى تداعيات 7 أكتوبر.

واعتبر أن من يحارب ومن يقتل هي أمريكا لذلك العدوان ليس فقط عدوان إسرائيلي بل إن “إسرائيل” أداة في يد أمريكا اللتين تسعيان لرسم بصورة نصر كاذبة حتى تعيد ترميم صورتها في المنطقة.

“إسرائيل تخسر عالميا وتذهب مكبلة لأول مرة لمحكمة العدل الدولية

وقال أنه بعد أكثر من 100 يوم للعدوان على غزة، لم تحقق “إسرائيل” أي انتصار في غزة وتخسر على مستوى الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي. مضيفا: “إسرائيل” لأول مرة تذهب مكبلة لمحكمة العدل الدولية متهمة بجريمة الإبادة الجماعية بعد أن كان يتم التعامل معها على أنها دولة فوق القانون.

وتابع عرابي حديثه: حتى في العالم الرقمي “إسرائيل” تخسر، فمثلا منصة (تيك توك) تم ترصد 440 مليون فيديو يؤيد “إسرائيل” مقابل 14 مليار فيديو يؤيد حقوق الشعب الفلسطيني، بمعنى أن 92% من مستخدمي العالم الرقمي يؤيدون الشعب الفلسطيني.

وحول وثيقة حماس التي نشرتها أمس الأحد، حول عملية طوفان الأقصى، قال عرابي أن حماس عندما نشرت وثيقتها بعنوان “هذه روايتنا”، قد قدمت نفسها للعالم والمجتمع الدولي انها حركة فلسطينية وطنية بامتياز وليست حركة دينية، وحددت موقفها بذكاء أن صراعها ليس مع اليهود وإنما مع الصهاينة. كما أنها عبرت عن رفضها ورفض الشعب الفلسطيني لـ”الهولوكست”، حتى لا يتم ربطها بداعش كما يسعى الإسرائيليون لتروجيه .

المصدر : وطن للانباء