لم تقتصر تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة على حرمان السكان من منازلهم أو المرضى من حقهم في الاستشفاء، بل جعل الوصول إلى أبسط مقومات العيش أمنية بعيدة المنال بما فيها الماء الصالح للشرب.
ويمضي يحيى النجار مثله كمثل العديد من النازحين ساعات من النهار للظفر بشربة ماء عذبة أو مالحة سيان، فقط لسد رمق من ينتظرونه من العطشى.
وتقول إحدى السيدات من غزة إن حفيدها أصيب بمرض الكبد الوبائي، من المياه التي يحصل عليها، ويستعملها في الغسيل والوضوء وفي طهي الطعام
الأوبئة تجتاح غزة
وأدى غياب الماء العذب الصالح للشرب، والذي أصبح عملة نادرة في قطاع غزة إلى تأزم الوضع الصحي، وسط الاكتظاظ وعدم القدرة نهائيًا على عزل المصابين بالأمراض المعدية.
وأوضح أحد الفلسطينيين أن هناك نقصًا في الخدمات والماء والعناية والنظافة في مراكز الإيواء.
وقد تفشت أمراض كالنار في الهشيم مع برد الشتاء القارس، وجاءت على المخيمات ومراكز الإيواء وحتى المستشفيات التي أضحت بؤرة للانتشار السريع للأمراض الوبائية.
بدوره، أرجع الطبيب كرم مدبول الأمر إلى البيئة غير السليمة المفتقرة إلى أبسط مقومات الحياة.
وأدى الاكتظاظ والتدني في مستويات النظافة وشحّ الدواء والغذاء إلى بروز عدد من الأمراض على السطح، منها حالات الالتهاب الرئوي والإسهال والأمراض الجلدية كالجدري وعدوى التهاب الكبد الوبائي من النوع الأول؛ إذ سجلت أكثر من ثمانية آلاف حالة، إلى جانب حالات الحصبة وأمراض معدية أخرى.
منهجية تجويع أقل ما توصف به اختصارًا أنها إبادة جماعية، زاد من حدّتها كارثة انتشار الأوبئة وتحلل الجثث تحت الأنقاض وفي الطرقات، وسط تدمير كامل للبنية التحتية للصرف الصحي، فضلًا عن انتشار النفايات في الأماكن العامة ومراكز النزوح.
والشهر الماضي، كشفت سلطة جودة البيئة الفلسطينية عن أن “نقص المياه الصالحة للشرب وإغلاق جميع محطات تحلية المياه، نتيجة عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل، أسفر عن معاناة 66% من أهالي قطاع غزة من انتشار الأمراض المنقولة بوساطة المياه الملوثة، كالكوليرا والإسهال المزمن والأمراض المعوية”.
وحذرت “جودة البيئة” من مخاطر “قصف الاحتلال الإسرائيلي لخطوط الصرف الصحي” في القطاع، مشيرة إلى أن هذه الممارسات “تؤدي إلى كارثة
المصدر: العربي – وكالات