بقلم: عكيفا الدار// ما حققه نتنياهو في 6 أشهر لم تحققه الـ BDS في 20 سنة

من يتذكر أن مجلس الأمن قرر قبل حوالي أسبوعين بأن على إسرائيل وقف إطلاق النار في القطاع؟ لا يجب على أي أحد أن يقول لنا متى وكيف ننهي الحرب، ومن سيحكم (أو لا يحكم) قطاع غزة في اليوم التالي. ماذا لو لم يرفع الرئيس الأمريكي يده ضد القرار؟ إسرائيل ليست جمهورية موز. حتى قبل ثماني سنوات، لم تلعب الولايات المتحدة دورها، إنقاذ إسرائيل من مشكلات في الأمم المتحدة، ولم يحدث شيء. رفض الرئيس في حينه، باراك أوباما، استلال سلاح الفيتو ضد القرار 2334، الذي طالب إسرائيل بوقف البناء في المستوطنات. ولكن هناك فرقاً كبيراً بين الأمرين، يجسد الفجوة السياسية الكبيرة التي يأخذنا نحوها “عازف الناي” (نتنياهو) منذ 8 تشرين الأول.

طرح القرار 2334 للتصويت في العام 2016، بمبادرة أربع دول أعضاء في المجلس، نيوزيلاندا، السنغال، فنزويلا وماليزيا. مشروع القرار الذي يطالب وقع على وقف إطلاق النار في غزة (القرار 2728)، عشر دول، من بينها اليابان وكوريا الجنوبية وسويسرا. قبل ثماني سنوات، رد نتنياهو باستدعاء السفراء في ويلينغتون وداكار من أجل التشاور (لا يوجد لإسرائيل علاقات دبلوماسية مع فنزويلا وماليزيا)، هذه المرة ابتلع الإهانة. لم يسمح لنفسه بإعادة السفراء من طوكيو وسيئول وبيرن.

كانت هناك أوقات ضجت فيها البلاد كلما هددت دولة صغيرة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية. منذ بداية الحرب في غزة، لا يمر أسبوع إلا وتعلن فيه دولة أوروبية بأنها تفحص الاعتراف بالدولة الفلسطينية. بعد بريطانيا وفرنسا وأيرلندا وسلوفينيا ومالطا، عرفنا أن إسبانيا ستنفذ هذه الخطوة حتى تموز. لا يبدو أن مدريد تأثرت من رد الكنيست المثير للشفقة، التي قررت معارضة الاعتراف أحادي الجانب بالدولة الفلسطينية، وكأن في الكنيست أغلبية للاعتراف المتبادل.

في منشور على “فيسبوك” في إطار تسويق كتاب رجل اليمين عكيفا بايغمان “كيف حول نتنياهو إسرائيل إلى إمبراطورية” (إصدار سيلع مئير، 2019)، كتب نتنياهو: “لعدم وجود أي احتمال لأن تسمعوا عنه في وسائل الإعلام، ها أنا أعرض عليكم الفقرة الأخيرة فيه”. فيما يلي ملخص الاقتباس الذي تم اختياره: “مع مرور الوقت وتراجع غبار السياسة وصغائر الأمور، سيحتل نتنياهو مكانه في التاريخ كأحد القادة الثلاثة الكبار الذين عرفهم الشعب اليهودي في العصر الحديث إلى جانب هرتسل وبن غوريون”. نتنياهو أرادنا أن نعرف بأنه “قاد إسرائيل في أوضاع معقدة أمام الأعداء، وبنى الجسور والتحالفات، وسار بها نحو مستقبل مجيد”.

هاكم قائمة (جزئية) للجسور التي تمكن الإمبراطور من هدمها والتحالفات التي نجح وريث هرتسل وبن غوريون في تفكيكها. حقق في ستة أشهر ما لم تحققه “بي.دي.اس” في عشرين سنة، حسب تعبير المدمن على الإعلام. لن تسمعوا عن ذلك في القناة 14، ولن تسارع “قنوات الذعر” إلى نقل مثل هذه الأخبار المملة.

• قرر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على مستوطنين عنيفين، تشمل تجميد ممتلكات وحظر السفر إلى دول الاتحاد. وسيحظر على مواطني الاتحاد أي علاقات تجارية مع هؤلاء المستوطنين.

• علقت بوليفيا العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل. وخفضت تشيلي وكولومبيا وتشاد والهندوراس وتركيا والأردن مستوى العلاقات.

• علق الاتحاد الإفريقي عملياً مكانة المراقب لديه.

• علقت كولومبيا شراء السلاح من إسرائيل. وشركات إسرائيلية لم تشارك في معرض السلاح في كولومبيا وتشيلي.

• علقت الحكومة الإقليمية لفالونيا في بلجيكا رخصاً لتصدير السلاح إلى إسرائيل.

• علق الحزب الحاكم الرئيسي في إسبانيا وأحزاب أخرى تجارة السلاح مع إسرائيل. ولجنة الخارجية في البرلمان صوتت مع وقف الاتجار بالسلاح مع إسرائيل.

• أعلنت الحكومة الأردنية عن تأجيل صفقة “الكهرباء مقابل المياه” مع إسرائيل.

• عدد من صناديق التقاعد في الدانمارك استثنت شركات إسرائيلية وسحبت الاستثمارات منها، بما في ذلك البنوك المتورطة في نشاطات في المستوطنات.

• صوت البرلمان في كندا لصالح وقف تصدير السلاح لإسرائيل، وأكثر من 130 عضواً في البرلمان البريطاني طلبوا حظر بيع السلاح لإسرائيل.

• قطعت مدينة برشلونة كل علاقاتها مع إسرائيل.

• أعلن مجلس مدينة غانت في بلجيكا بأنه لن يشتري من شركات تكسب من منظومة الاحتلال وقمع الفلسطينيين.

• صوتت بلدية هايفرد في كاليفورنيا مع سحب الاستثمارات من أربع شركات تشارك في خروقات إسرائيلية لحقوق الإنسان والقانون الدولي.

• مرر 120 مجلس بلدي في الولايات المتحدة قرارات تطالب بوقف إطلاق النار.

• شركتان كبيرتان في اليابان، نيبون اير كرفت سابلاي وايتوتشو، قطعتا علاقاتهما مع منتجة السلاح “البيت”، ومجلس الاستثمارات في ولاية فيسكونسن قام ببيع جميع أسهمه في “البيت” (8083 سهماً) التي كانت تمتلكها. بنك “اوف أمريكا” تخلص من نصف أسهم الشركة. بين الربع الثالث والرابع في العام 2023 قلص بنك “سكوتيا”، المستثمر الأجنبي الأكبر في “البيت”، أسهمه 16 في المئة.

• نقابات العمال في موانئ بلجيكا والهند وكتالونيا وإيطاليا واليونان وتركيا وكاليفورنيا وجنوب إفريقيا، اتخذت خطوات ضد السفن الإسرائيلية أو إرساليات السلاح لإسرائيل. وحظرت الحكومة الماليزية على سفن بملكية إسرائيلية الرسو في موانئها.

• خمس جامعات في النرويج علقت اتفاقات التعاون مع جامعات إسرائيلية؛ وقرر مجلس كلية الحقوق في جامعة انتويرب وقف اتفاق التعاون مع جامعة بار إيلان؛ وقررت جامعة تورينو قطع علاقاتها مع مؤسسات بحث إسرائيلية، وألغت كل من “الشريكة في الإبادة الجماعية” والجامعة الفيدرالية لسيارا (البرازيل) “تحدي الابتكار – البرازيل إسرائيل”؛ وصوتت نقابة الكادر في جامعة مونتريال التي تمثل نحو 1400 من أعضاء الكادر، بالإجمال مع مقاطعة الجامعات الإسرائيلية؛ وصوت مجلس الأمناء في جامعة ميتشيغان لصالح سحب الاستثمارات من إسرائيل.

• اللجنة الإدارية في الاتحاد الأوروبي للجمباز قررت عدم استضافة تل أبيب في بطولة أوروبا للجمباز الفني في العام 2025.

• 4 آلاف فنان من المثليين تعهدوا بعدم عرض أعمالهم في إسرائيل. 10 من المنتجين السينمائيين انسحبوا من مهرجان أفلام المثليين الذي يُعرض برعاية إسرائيل. وأعلنت شركة ملابس الرياضة الألمانية “بوما” أنها لن تجدد العقد مع اتحاد إسرائيل لكرة القدم.

• الحكومة الأيرلندية قررت سحب مليوني يورو من الاستثمارات في شركات إسرائيلية كبيرة تقدر قيمتها بـ 2.95 مليون يورو.

• ماكدونالدز العالمية أعادت شراء الـ 225 مطعماً لها في إسرائيل من صاحب الامتياز المحلي.

كيف تتعاملون مع هذا الصدع العميق في العلاقات مع كل العالم، وتعيدون المخطوفين، وتقاطعون قناة “الجزيرة”، الشبكة التلفزيونية التابعة لرجل الاتصال مع حماس؟