الصفقة التي قد تسقط حكومة // بقلم: امير اتينغر

تعتمل الساحة السياسية في ظل المفاوضات لصفقة مخطوفين ستصل الى ذروتها في جواب حماس، الذي وفقا للتقارير من المتوقع أن يأتي هذا المساء. في ظل الصفقة، التي وان لم يكن فيها اعلان عن انهاء الحرب – خطوة حتى غانتس يرفضها – لكنها تتضمن شروطا لا بد ستبحث في المفاوضات وبينها تحرير الاف السجناء مقابل 33 مخطوفا، كما يأملون في إسرائيل، هدنة لستة أسابيع في القتال، انسحابا من محور نتساريم وعودة كاملة أو شبه كاملة للغزيين الى شمال القطاع – كفيلة أيضا ان تجلب الى جانبها تحولات سياسية لدرجة تفكيك الائتلاف.

في ظل تهديدات وزراء اليمين، والتهديدات المضادة من جانب رجال المعسكر الرسمي، تجري “إسرائيل اليوم” تنظيما للسيناريوهات السياسية المختلفة – وليس بالذات حسب معقولية تحققها – الكفيلة بان تحدث في اعقاب وجود أو عدم وجود الصفقة.

سيناريو 1:

حماس ترفض، الجيش الإسرائيلي يدخل الى رفح

في هذا السيناريو تصر حماس على أن تعلن إسرائيل عن انهاء الحرب، بحيث يتضمن انسحابا تاما لقوات الجيش من قطاع غزة، أي ان حماس ترفض عمليا تفاصيل الصفقة.

كنتيجة لذلك، تبقى الحكومة على حالهان ينظر الى حماس كرافضة في نظر العالم، وإسرائيل تواصل خططها لعملية عسكرية في رفح. رئيس الوزراء نتنياهو قدر أمس في حديث مع عائلات ثكلى بان حماس تصر على انهاء الحرب، إسرائيل لن توافق على ذلك وبالتالي يحتمل الا تكون صفقة.

سيناريو 2:

حماس توافق، نتنياهو يقر – حكومة اليمين تتفكك

في هذا السيناريو توافق حماس على صفقة مع تنازلات واسعة من جانب إسرائيل لكنها تتنازل عن مطلبها لانهاء الحرب. في جهاز الامن يؤيدون مثل هذه الصفقة الى جانب غانتس وآيزنكوت. اذا وافق نتنياهو أيضا عليها، فان سموتريتش كفيل بان ينسحب من الحكومة وينبغي بالتقدير بان تهديدات حقيقية، وان كان وضعه في الاستطلاعات غير جيد وهو يأخذ مخاطرة في التوجه الى الانتخابات.

بالمقابل، اذا فكك سموتريتش الحكومة عقب صفقة مخطوفين، فانه كفيل بان يكسب أصوات يمينية تعارض الصفقة فيحسن مكانته. من الصعب أن نعرف. في كل حال، فان إشارة من جهته الى الانسحاب كفيلة بان تجر سباقا خفيا بينه وبين رئيس عظمة يهودية، الوزير بن غفير، من ينسحب أولا. التقدير هو ان كليهما سينسحبان في النهاية من الحكومة.

صفقة المخطوفين كفيلة بان تخرج الى حيز التنفيذ حتى في سيناريو ينسحب فيه سموتريتش وبن غفير. إذ ان لبيد عرض على نتنياهو شبكة امان لعرض الصفقة حتى في ضوء معارضة الاثنين، لكن في مثل هذا السيناريو، بعد تحقق الصفقة تتفكك الحكومة.

سيناريو 3:

حماس توافق، رئيس الوزراء يقر – بن غفير وسموتريتش يعارضان فقط

حماس وإسرائيل على حد سواء تتفقان على الصفقة، وهذه تخرج الى حيز التنفيذ، لكن بن غفير وسموتريتش يعارضانهما دون أن ينسحبا من الحكومة ويعللان ذلك بانه لا يجب تفكيك الحكومة في زمن الحرب ويتعهدان بان تتواصل الحرب بعد الهدنة. اذا لم تتواصل الحرب فالتقدير هو أن يفكك الرجلان الحكومة في سياق الطريق لكن مع ذلك يحتمل الا ينسحبا بشكل فوري.

سيناريو 4:

حماس توافق، نتنياهو يرفض – غانتس ينسحب

في هذا السيناريو توافق حماس على الصفقة المصرية وللعرض الإسرائيلي، لكن نتنياهو يرفض، الحكومة لا تسقط لكن غانتس وآيزنكوت ينسحبان ويدعيا بان نتنياهو رفض بسبب ضغوط حربية من جانب سموتريتش وبن غفير.

كنتيجة لذلك تتكبد الحكومة ضربة قاضية سواء من حيث شرعيتها الجماهيرية في إسرائيل كحكومة وحدة وطنية ام في الشرعية الدولية، وينظر الى إسرائيل كرافضة والولايات المتحدة تضغط عليها وقد تقلص لها مجال المناورة العسكري – مثلما تفعل اليوم. والتقدير هو أن هذا المجال سيتقلص أكثر فأكثر.

دينامية كهذه لن تفكك الحكومة بشكل مباشر، كون المعسكر الرسمي ليس جزء من الائتلاف الاولي لنتنياهو. لكن دون ضم لاعبين آخرين مثل ليبرمان وساعر، فان الحكومة كفيلة بان تدخل الى كرة ثلج دينامية انتخابات في ظل ضغط جماهيري متصاعد.

في هوامش الأمور ينبغي الإشارة الى أن لكل سيناريو للاعتراض من جانب سموتريتش وبن غفير كفيل بان ينضم بالطبع أعضاء ليكود يعارضون الصفقة. مع ذلك، ليس لهذا أهمية عليا إذ انه بدون سموتريتش وبن غفير لا تكون لنتنياهو حكومة.