الصحافة العبرية… الملف اليومي الصادر عن المكتب الصحافي التابع للجبهة الديمقراطية

 

 افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

معاريف 13/6/2024

لأجل بقائه: نتنياهو مستعد لأن يبيع نفسه لكل من يزيد السعر حتى على حساب أمن الدولة

بقلم: بن كسبيت

آلة السم البيبية تعربد في الأيام الأخيرة على رأس بيني غانتس. بات هو معتادا على ذلك. هذا بات روتينا دائما يجتازه هو وكل من استجاب لمناشدات بنیامین نتنياهو واضطر لنوع ما من التعاون معه. مروا على القائمة، فهي متنوعة دافيد ليفي، اسحق مردخاي موشيه كحلون، جدعون ساعر، تسيبي لفني ويثير لبيد  (حكومة 2013)، اهود باراك، بيني غانتس (حكومة التناوب)، آفي غباي نفتالي بينيت افيغدور ليبرمان وكثيرين كثيرين آخرين. الحلفاء الوحيدون الصامدون لدى نتنياهو هم الحريديم. وهذا لانه باعهم صندوق الدولة في هذه اللحظة يوجد له حلف أعد على عجل مع الخردليم (سموتريتش) والكهانيين ( بن غفير). ولأجل ان يبقى فهو مستعد لان يبيع روحه لكل من يزيد السعر. وكذا، وأساسا، حين يكون هذا على حساب أمن الدولة.

هذه المرة بدأ هذا بالضبط مثلما بدأ في المرة السابقة. ومثلما هو الحال دوما، بالاستجداءات. مثلما وقف في حينه وحاول اقناع غانتس لخرق وعده لناخبيه وإقامة حكومة معه لأجل القضاء على الكورونا، ومثلما وعده (بدون أحابيل وبدون ألاعيب) هكذا هي المرة أيضا. والذريعة كانت الحرب. “فداء النفس”، صرخ آرييه درعي في كل ذاك اليوم، 11 أكتوبر، الذي جلس هو ونتنياهو على رأس، قلب وضمير غانتس وغادي آيزنكوت، في محاولة لربطهما لإنقاذ الدولة. نتنياهو كان في نوبة قلق. نظر الى شركائه في حكومة الكوابيس وعرف ان هذه هي الجحيم وفور التوقيع على الاتفاق الائتلافي، انزل غانتس وآيزنكوت الى “الحفرة” في الكريا لمساعدة نتنياهو على صد مقترح عملياتي (جيء به بتأييد رئيس الأركان الانهزامي” هليفي ووزير الدفاع غالنت) لتوجيه ضربة وقائية قوية لحزب الله في لبنان بعد وقت قصير من ذلك، بدأوا يخرقون الاتفاق الائتلافي. تقرر عدم تنفيذ تعيين مسؤولين كبار ليسوا في الاجماع؟ إذن تقرر بن غفير ينحي مأمورة السجون ويعين دمية تمثله. ما المدهش هنا، هو أن أحدا لم يعد يتفاجأ حين يخرق نتنياهو الاتفاقات فور التوقيع عليها. أقدر أنه اذا ما نفذ ذات مرة أي اتفاق، فستكون هنا مفاجأة استراتيجية.

خروقات الاتفاق كانت فقط المقدمة للتفعيل المتجدد لالة السم ضد غانتس، وهو لا يزال في الحكومة. وبعد ذلك أيضا ضد آيزنكوت، لانه بوقاحته تحول الى أب ثاكل وشخصية شعبية جملة التشهيرات يقودها الان رئيس الذراع العسكري لالة السم، المنفي ثنياني. في مرحلة معينة شخصا بان “النصر مطلق” يتلبث في الوصول (كيف سيصل، اذا كانت هذه احبولة إعلامية مستنفذة تماما). كان مطلوبا على عجل هدفا يمكن اتهامه حسنا، واضح ان هذا غانتس وهذا على مقياسه. فقط لو لم يكن غانتس هناك، لكان بيبي اصدر الامر وكان الجيش سينتصر.

الان، بعد أن انسحب غانتس وآيزنكوت تتقلب البيبية مرة أخرى. شقلبة رابعة في غضون وقت قصير: لماذا تتركنا في منتصف الحرب؟ هم يصرخون بدموع التماسيح. “القادة العسكريون لا يهربون في زمن الحرب”، كما قالت التغريدة التي اطلقها رئيس المكتب كبير الابواق يلون مجيد. أحقا؟ فلماذا إذن تعملون كل الوقت على دفع القائد الأعلى للجيش هرتسي هليفي الى الاستقالة؟ قرروا، هل نحن في منتصف حرب أم لا؟ يمكن الترك؟ أم لا؟ متى مسموح التشهير بالجيش وضباطه وايقاع كل ذنب عليهم. ومتى محظور؟ هل غانتس خائن ام مخلص ؟ عميل امريكي ام وطني إسرائيلي؟

الحقيقة بسيطة. وكل من يعرف غانتس وآيزنكوت يعرفها. السبب الوحيد الذي جعلهم يدخلونهما الى حكومة الترهات لنتنياهو وبن غفير كان الوطنية بسيطة، مؤكدة وأساسية من التافه القول اذا كان هذا خطأ ام لا. سياسيا، هناك احتمال أن يكون يثير لبيد محقا وكان ينبغي اشتراط الدخول بإخراج محبي اشعال النيران بن غفير وسموتريتش. لكن غانتس وآيزنكوت لم يفكرا فى 7 أكتوبر بالسياسة. كل واحد منهما قضى 40 سنة في البزة العسكرية. فهما ما حصل في 7 أكتوبر ، ولم يهمهما الا الخروج من هذه المطحنة. هناك احتمال أن يكونا ارتكبا الفعل الأكثر غباء الذي يمكن للسياسي أن يفعله في هذه الظروف. ويحتمل ان يكونا “انقذا” نتنياهو بتوفيرهما هواء التنفس له. بعد وقت قصير من ذلك القى بهما الى الكلاب. فهل هما نادمان؟ اعتقد أن لا. فقد كانا سيفعلان هذا مرة أخرى.

يرون أبراهام نشر قبل بضعة أسابيع واحدة من ثماني وثائق كتبها آيزنكوت من كابنت الحرب منذ انضم مع غانتس الى صفوفه. آيزنكوت مصدوم من تسريب هذه الوثيقة حتى اليوم من يعرف الرجل يعرف بان هذا ليس طريقه. بغض النظر، وصلت هذه الوثيقة الى اياد غير قليلة مضمونها ليس سريا. عنوان الوثيقة كان ان حقيقة ان حكومة نتنياهو والكابنت لا يتخذان القرارات الاستراتيجية اللازمة لاجل إدارة الحرب والوصول الى إنجازات. آيزنكوت لم يتحدث عن نصر مطلق. هو يعرف بانه لا يوجد شيء كهذا في المدى القصير. وبالتأكيد عندما تكون تتصدى لمنظمة إرهاب نزلت الى السرية فتعمل بين ملايين السكان المؤيدين آيزنكوت كان هناك في السور الواقي. هو يعرف الزمن اللازم للوصول الى انجاز ذي مغزى. يعرف منذ اللحظة الأولى بان نتنياهو اختلق أحبولة. بداية “النصر “المطلق” وبعدها أحبولة غبية أكثر بكثير تسمى “رفح”.

في أجزاء من الوثيقة لم تنشر بعد، وستنشر هنا قيل صراحة ان “آيزنكوت وغانتس يعتقدان بانه يجب تشديد الضغط العسكري والسعي الى الاشتباك في رفح وفي المعسكرات الوسطى أيضا. هذه الوثيقة كتبت في 15 شباط. رغم هذا الطلب واصل نتنياهو جر الارجل لأسبابه، ربما لانه أراد تمديد الحرب الى ما لا نهاية. ربما لانه خاف، مثلما عانى من تهالك الفرائص عشية الخروج الى المناورة مهما يكن من أمر يقرر آيزنكوت في الوثيقة بان القرارات الواجبة لا تتخذ، وفي أعقاب هذا يراوح الجيش الإسرائيلي في المكان، والإنجازات تضيع هباء والدولة تخسر ذخائر استراتيجية وفرصا تاريخية.

يفصل آيزنكوت في الوثيقة بانه في اثناء الحرب اتخذت خمس قرارات حاسمة، كلها في الشهر والنصف الأولين:

  • 7/10 إعلان الحرب.
  • 11/10 القرار للجهد الأساس في الجنوب، والثانوي في الشمال
  • 28/10 الخروج الى المناورة.
  • 24/11 الدخول الى منحى إعادة المخطوفين.
  • 1/12 القرار بمواصلة المناورة.

بينما يتحدث عن قرارات حاسمة” يقصد آيزنكوت قرارات استراتيجية تملي خطوات الحرب، اتجاهاتها وأهدافها تنشأ عنها الاعمال في الميدان. لا يمكن لاي مؤرخ عسكري أن يبدأ استعراض حرب ما دون ان يعدد أولا “القرارات الحاسمة” التي اتخذها الطرفان في اثناء المواجهة آيزنكوت يضيف بانه “في الشهرين والنصف الأخيرة” لم تتخذ على الاطلاق قرارات حاسمة في الحرب. عمليا، تجري الحرب على أساس إنجازات تكتيكية، بدون خطوات ذات مغزی لتحقيق إنجازات استراتيجية او تقدم حقيقي لاهداف الحرب. هذه، حسب آيزنكوت، “القرارات الحاسمة التي على جدول الأعمال ومطلوب اتخاذ قرار فوري فيها:

  1. انتقال كامل للمرحلة الثالثة.
  2. منحى مخطوفين- تنفيذ المبادرة للبدء حتى بداية رمضان.
  3. المعركة فى لبنان سوء تقدير للتهديد وأخذ مخاطر غير معقولة لانعطافة. سعي لاتفاق في ظل الهدنة انطلاقا من موقع قوة، وبالتواز نقل مركز الثقل الى الشمال وإعداد جواب عسكري مناسب.
  4. منع تصعيد خطير في الضفة على خلفية رمضان المقترب.
  5. إعادة البلدات في الجنوب وفي الشمال بأمان.
  6. اليوم التالي سيطرة مدنية بديلة في غزة”.

هنا ينتقل آيزنكوت الى لذع مبطن لـ “النصر المطلق لنتنياهو: “خطة الحرب التي اقرت قضت بان يستغرق انجاز اهداف الحرب وقتا – نهاية المرحلة الثالثة كسنة، المرحلة الرابعة تستمر (زمن طويل غير محدد). انا مقتنع بان عموم أعضاء الكابنت معنيون بتحقيق نصر “مطلق” في الحرب. الى جانب قول رئيس الوزراء في أن النصر سيتحقق في غضون بضعة اشهر، بافتراض انه لا يستهدف فقط اعتبارات الوعي، من الصواب البحث بجدية في هذا المفهوم واستيضاحه عملياتيا”.

ما هو الصحيح تنفيذه فورا حسب آيزنكوت، في 15 شباط؟

  1. استنفاد خطوة خانيونس تكثيف المعركة بالنار في رفح ومناورة في معسكرات الوسط الغربية.
  2. تقدم فوري وبدء منحى لإعادة مخطوفين حتى رمضان (يوم هدنة على كل مخطوف حي- المنحى الذي أقر في 11 كانون الثاني 2024 في كابنت إدارة الحرب).
  3. خلق جواب انساني أولي بدون حماس- دولي وعربي تسيّد مصري واستخدام عناصر مدنية في غزة ليسوا حماس.
  4. تقدم منحى تسوية في لبنان- ابعاد حزب الله عن الجدار، تعزيز اليونيفيل، تغيير التفويض، انتشار الجيش اللبناني، تنفيذ حظر سلاح على لبنان ومنع التدهور غير المرغوب فيه حتى هذه التسوية.
  5. تقدم فوري لخطوات لتهدئة الضفة وشرقي القدس انطلاقا من الرغبة في منع تحقق رؤيا حماس

أ. تحويل أموال المقاصة.

ب. تصاريح عمل فورية (نحو 25 الف).

ج. الحفاظ على الوضع الراهن في السجون.

د. سياسة ملجومة في الحرم.

هيا نقفز الى هذه الأيام. بعد أربعة اشهر من هذه الوثيقة التي رفعها آیزنکوت الى كابنت الحرب معظم القرارات الواجبة لم تتخذ المناورة في رفح وفي معسكرات الوسط بدأت بتأخير كبير وخلقت توقعات مبالغ فيها وغير واقعية. نتنياهو غير مستعد لن يتخذ القرار بالتوجه الى المنحى الأمريكي – السعودي الحدث الاستراتيجي الذي سيحسن وضعنا الأمني في سنوات ضوء الى الامام، حيال التهديد الحقيقي. نتنياهو غير مستعد لان يتحدث عن “اليوم التالي”، غير مستعد لان يعترف بانه توجد سلطة فلسطينية، غير مستعد لان ينفذ خطوات لتخفيف الضغط عن السلطة ومنع انهيارها، وفي مجال المساعدات الإنسانية في غزة هو يعطي كل شيء، بعد ان اصر على الا يعطي شيئا، وعليه فانه لم ينل ثوابه واستنفد الامكانية الإعلامية الكامنة في هذا السياقات.

هذا وغيره: نتنياهو خرب عمل طاقم المفاوضات لصفقة المخطوفين المرة تلو الأخرى، قيد التفويض، وسعه، قيده من جديد ووسعه من جديد. ادار الحدث كله بجر أرجل وتسويف وقت في المرات التي وافق فيها على منح تفويض للطاقم، سارع لعرقلة كل احتمال للتقدم بتصريحات علنية متضاربة. “منحى نتنياهو” الذي نشره في النهاية الرئيس بایدن اجتهد نتنياهو لان يخفيه قدر الإمكان عن رئيس الوزراء الحقيقي، ايتمار بن غفير. كما أنه رفض عرض المنحى عن الكابنت الموسع، رغم مناشدات متكررة من غانتس و آيزنكوت. هكذا أيضا منع كل تقدم في موضوع “اليوم التالي” خوفا من اثارة غضب شركائه المتطرفين، سمح لسموتريتش بان يمس بتحويل أموال المقصة الى السلطة ومنع دخول العمال الى إسرائيل، رغم أنه اقر استمرار عمل 25 الف عامل فلسطيني في المستوطنات. كل هذا، حتى قبل أن نصل الى مهزلة قانون التجنيد، الذي في اطاره تعمل الحكومة على قانون تملص جماعي من التجنيد، بينما يتوق الجيش للمقاتلين وإسرائيل تدفن موتاها كل يوم.

والان ينزلون باللائمة على غانتس وآيزنكوت لانسحابهما. فلو لم ينسحبا لكانوا اشتكوا لماذا لا ينسحبان. لكن بعد أن يتبدد غبار الانسحاب، سيستيقظ نتنياهو. سينظر يمينا ، ينظر يسارا ليجد نفسه محوطا بمن جمعهم حوله في حكومته مسيحانيين متطرفين، مؤيدين لـ “خطة الحسم” او “حرب جوج وماجوج”. من يصمون إسرائيل ويجرونها الى مكانة الدولة المنبوذة. بعضهم تقاطعه الإدارة الامريكية التي هي أنبوب التنفس الأمني الاقتصادي السياسي الوحيد المتبقي لنا.

نتنياهو سيحاول كعادته مواصلة المناورة. سيعرض على جدون ساعر حقيبة الدفاع في محيط نتنياهو من يعتقدون بان ساعر قادر على الاستجابة لهذا العرض. أما انا فلا أدري من يستمع الى ساعر يفهم رأيه في نتنياهو. وهذا على ما يبدو لم يتغير. السؤال كيف سيرد على اغراء حقيبة الدفاع زائد فرصة ترمیم مكانته في القاعدة البيبية من كل السياسيين الذين اكتووا من نتنياهو ساعر هو الأكثر خبرة وتجربة كان هو من حاكى الائتلاف الذي نجح في تنحية نتنياهو مؤقتا عن كرسي رئيس الوزراء. هو لن يعود الى حكومة تركها لتوه دون ضمانات حقيقية وبضاعة حقيقية في اليد يخيل لي ان نتنياهو في وضعه لم يعد قادرا على توفير هذه البضاعة. ومع ذلك، قريبا سنعرف.

——————————————–

إسرائيل اليوم 13/6/2024

إلى متى تستطيع إسرائيل شد الحبل مع “حزب الله”؟

بقلم: يوآف ليمور

كان عيداً قاسياً على نحو خاص. في الجنوب – أربعة مقاتلين من “جفعاتي” قتلوا في رفح يضاف إليهم رد حماس في مسألة المخطوفين؛ وفي الشمال اشتداد القتال والإحساس بأن الردع الإسرائيلي تآكل بشكل خطير؛ وفي الجبهة الداخلية – الإقرار الفضائحي في الكنيست لقانون الإعفاء من التجنيد.

بتنا مطالبين بقرارات حاسمة. ورفض حماس للصفقة يعطي إسرائيل نقاط استحقاق مهمة لم تكن في أيديها من قبل، في ضوء أنها أيدت الصفقة، وعملياً بادرت إليها. ريح الإسناد من بلينكن ليس مجرد كلام، بل يخدم إسرائيل في استمرار الجهد الحربي في غزة، بدعوى أنه بغياب صفقة فلا بديل آخر غير مواصلة الضغط العسكري لتحقيق إعادة المخطوفين وهزيمة حماس. وعلى إسرائيل أن تبحث عن صيغة تؤدي إلى تحرير مخطوفين وتجيب لنفسها ما في نيتها أن تفعله في اليوم التالي لرفح. يقدر الجيش انتهاء الحملة في فرح في غضون نحو أسبوعين – ثلاثة أسابيع، في نهايتها، تنتهي المرحلة الثانية من الحرب في غزة. بعدها ينتقل الجيش إلى اقتحامات بحجوم وتواتر متغير في القطاع، لكن مسألة السيطرة فيه تبقى مفتوحة وتتطلب جواباً.

أساس الانتباه سيتغير

النهاية المتوقعة للقتال في غزة ستسمح لإسرائيل بنقل الانتباه إلى الشمال، وإن مرت ثمانية أشهر منذ بداية الحرب، تعرض فيها الشمال إلى ضرب على نحو متواصل، إلا أن حكومة إسرائيل لم تحدد الأهداف تجاه حزب الله. عملياً، كما قررت الحكومة، المطلوب الآن من الجيش الإسرائيلي إلى جانب هزيمة حماس في القطاع وإعادة المخطوفين هو الامتناع عن فتح جبهة أخرى في الشمال، وهو هدف منقطع تماماً عن الواقع حيث يخلى إقليم من سكانه ويتعرض لضربات شديدة على أساس يومي.

أمس سجل مستوى جديد في التصعيد حين سمعت صافرات في طبريا لأول مرة منذ أكتوبر، ومرة أخرى في صفد وفي أثناء اليوم كان نحو 200 قذيفة من أنواع مختلفة، رداً على تصفية سامي طالب عبد الله قائد وحدة ناصر في حزب الله المسؤولة عن جزء من منطقة الحدود. يعتبر طالب نجماً في حزب الله، الذي رأى أن تصفيته ترفع الوتيرة – كان الرد عليها بارتفاع درجة.

بجولة قصيرة في الشمال نرى حجم ما ألحقته به الحرب، فالطرق خالية جراء الحرب وجراء العيد أيضاً. وانتشرت على الطرقات سيارات لإطفاء الحرائق التي بدت أضرارها ملموسة في كل المنطقة. من تبقى من السكان فضلوا إغلاق بيوتهم على أنفسهم، فالتجول قد يكون خطيراً جداً.

لن تستطيع حكومة إسرائيل شد هذا الحبل لزمن طويل آخر. وهي مطالبة بالحسم إذا كانت تتطلع إلى اتفاق يعيد السكان إلى بيوتهم دون إبعاد حزب الله والتهديد عن الجدار، أم البحث عن حل عسكري وإن كان جزئياً. بفضل الخيار الأول: ستوفر إسرائيل فيه حرباً قد تكون قاسية مع إصابات كثيرة وأضرار واسعة، استمراراً للحرب القاسية الحالية التي تجري في الجنوب. نقيصة هذا الخيار: المشكلة في لبنان لا تحل. إسرائيل تؤجلها فحسب، وقد تصطدم بها في المستقبل بحجوم أكبر وأخطر بأضعاف.

فضل الخيار الثاني: إسرائيل تعمل بفاعلية كي تغير الوضع في جنوب لبنان. ونتيجة لذلك، السماح للسكان بالعودة إلى بيوتهم بأمان. وستضطر بالطبع إلى إجراء توافقات إضافية وعلى رأسها تكيف الوجود العسكري في الحدود وبناء مجال دفاع مختلف تماماً – لكن إذا انتصرت عسكرياً فستصمم واقعاً جديداً مختلفاً عن ذاك القائم الآن. نقيصة هذا الخيار: حرب ضارية قد تنضم إليها جهات أخرى من سوريا والعراق واليمن، وحتى من إيران نفسها.

خطوة تستوجب الاستعداد

الجيش الإسرائيلي يؤيد خطوة عسكرية في الشمال، بإسناد من وزير الدفاع غالانت. رئيس الوزراء نتنياهو عارض في الماضي توسيع الحرب في لبنان، لكن تصعيد الأسابيع الأخيرة يستدعي منه أجوبة أوضح حول كيف يعتزم إعادة الهدوء إلى الجبهة. على سكان الشمال معرفة ما إذا كانوا سيبدأون السنة الدراسة القادمة في البيت أم في مكان آخر، وقد حان الوقت لإقامة مديرية تعالج جملة المشاكل الاقتصادية والتشغيلية والتعليمية وغيرها والتي تؤجلها الحكومة حتى الآن.

حرب واسعة في الشمال تستوجب استعداداً في جملة مجالات أخرى، من بلورة شرعية دولية، في فترة ترى إسرائيل مكانتها في درك أسفل غير مسبوق، وحتى إدارة أخرى لمخزون السلاح والذخيرة. كما أنها تستوجب حلولاً لمشكلة القوة البشرية في الجيش، التي تحتدم على خلفية العبء الثقيل، ومنظومة الاحتياط والجيش النظامي. ضباط كبار قالوا إن الكنيست وجهت “صفعة رنانة” حين صوتت إلى جانب تمديد إعفاء الحريديم.

معنى هذا التصويت أكثر بكثير من مجرد صفعة؛ فهو فقدان تام للقيم والأخلاق ومس مباشر بأمن الدولة. لقد صوت النواب إلى جانب مصالح سياسية ضيقة في ظل الإضرار بعموم الجمهور. يدعي بعضهم أنه تصويت فني فقط يعدل لاحقاً، هذه كلمات فارغة. لم يتغير شيء بعد 7 أكتوبر.

إذن، ما كان لن يكون بعد اليوم. ذات مرة قيل إن الإمعات لا يموتون بل يتغيرون. لكنه “كليشيه” لم يعد صحيحاً. في الحرب القاسية الجارية هنا والكفيلة بالاتساع، يموت الإمعات على أساس يومي، بل إنهم يعملون ويدفعون الضرائب نيابة عن كل أولئك الذين لا يفعلون. حقيقة أن 63 نائباً يعتقدون أن هذا يبعث على أحاسيس مؤلمة، مثل ابتسامة نتنياهو في نهاية التصويت.

——————————————–

هآرتس 13/6/2024

احتفلت بـ 4 وأنكرت قتلها 274 مدنياً: إسرائيل.. من مرض الضمير إلى موته

بقلم: جدعون ليفي

هل يمكن لمجتمع أن يعيش بدون ضمير؟ هل يمكن لدولة أن تعيش بعد أن قُطع ضميرها؟ هل الضمير عضو حيوي مثل القلب أو الدماغ؟ أو مثل الطحال أو كيس المرارة اللذين يمكن العيش بدونهما؟ أو ربما كغدة درقية يمكن العيش بدونها، ولكن هناك حاجة إلى بديل اصطناعي بدلاً منها؟ كل هذه الأسئلة يجب أن تقلق الجميع الآن بعد أن اجتازت بلادهم عملية استئصال لبقايا الضمير في 7 تشرين الأول 2023؛ منذ ذلك الحين وإسرائيل دولة مقطوعة الدماغ، لكنها على قيد الحياة.

لا طريقة لوصف العملية التي مرت بها إسرائيل في الأشهر الأخيرة إلا كعملية انفصال عن الضمير. هذا الضمير كان مريضاً منذ سنوات قبل ذلك، أما الآن فمات. ثمة تبريرات وتفسيرات لدى الأغلبية، لكن السؤال ما زال صالحاً بكل قوة: كيف يستطيع مجتمع العيش لفترة طويلة بدون ضمير؟ في 7 تشرين الأول مع كل الفظائع، قالت إسرائيل لنفسها: يجب تصفية الضمير. من الآن فصاعداً، لا أحد غيرنا. من الآن فصاعداً، ولا يوجد غير القوة؛ لا الأطفال الذين يقتلون بالآلاف أو الأمهات الموتى؛ لا الدمار الشامل أو التجويع؛ لا طرد المعوزين أو فرض الرعب المطلق. لا أمر يهم إسرائيل عدا ضحاياها وعقوبتها ومعاناتها وبطولتها.

الفرح الوطني الذي اندلع في إسرائيل عقب تحرير المخطوفين الأربعة كان مبرراً وإنسانياً وجارفاً ومثيراً للمشاعر. العمى الذي رافق ذلك كان دليلاً على نهاية الضمير القومي. قتل في مخيم النصيرات في يوم تحريرهم، حسب وزارة الصحة في غزة، 274 شخصاً، وأصيب 698 شخصاً. صور سيارات الإسعاف والسيارات الخاصة والعربات التي تجرها البهائم التي نقلت مئات القتلى والمصابين إلى المستشفى الذي يتفجر بسبب الازدحام في دير البلح، كانت هي الصور الأصعب من بين صور هذه الحرب. فضلت إسرائيل إخفاءها ومحوها وإنكار وجودها وكأنها إذا أخفتها وتجاهلتها لم تحدث. لقد تغلفت بالفرح، سمعت أغاني مديح بالعملية الجريئة، التي كانت وبحق جريئة، ولبطولة الجنود التي كانت وبحق بطولة، وللضابط الذي قتل، الذي ستسمى العملية الآن على اسمه – ولم تذكر ما حدث في النصيرات.

عندما قالت دفنه ليئيل في القناة 12 بأن العملية كانت “كاملة” ماذا كانت تقصد؟ هل الـ 300 قتيل من وصف “الكمال”؟ هل لو قتل ألف شخص أيضاً في حينه ستعتقد أن الأمر “كامل”؟ و10 آلاف جثة؟

هل كان يمكن اجتياز خط الكمال الي تقصده ليئيل؟ ما الذي كان سيتجاوز الخط الحدودي للإسرائيليين؟ لو سقطت ألف قنبلة على النصيرات، هل كانت ستثير الأسئلة؟ هذا مشكوك فيه.

عندما يقول قائد حرس الحدود، المفتش بريك إسحق، بطل الساعة الذي حررت قواته المخطوفين، إنهم قتلوا بـ “قيمية” وأن عمليتهم كانت “جراحية” – ماذا كان يقصد؟ هل القتل الجماعي أمر “قيمي”؟ إذا كان الأمر هكذا فكيف يبدو القتل غير القيمي؟ هل الـ 300 قتيل “عملية جراحية”؟ إذا كان كذلك، فكيف يبدو قتل الإبادة الجماعية؟ عندما لا يقول أحد خلاف ذلك، ولا يصححه، ولا يتحفظ، ولا حتى يضع نجمة صغيرة للتعليق، من أجل ألا يخرب نشوة الجمهور على شاطئ البحر، فثمة شيء مريض جداً.

بالطبع، كان يمكن ويجب الاحتفال بهذا التحرير المثير للانطباع. الإسرائيليون يستحقون لحظة من الفرح في جهنم الأشهر الأخيرة التي لا تنتهي. ولكن لا يمكن، لا يمكن، تجاهل الثمن الذي دفعه الفلسطينيون، حتى لو كان هناك من يعتقدون أن الثمن كان أمراً محتماً أو حتى مبرراً بطريقة لا مثيل لها.

إن المجتمع الذي يتجاهل بكل فظاظة ومطلق الثمن الذي دفعه عشرات آلاف الأشخاص بحياتهم وأجسادهم وممتلكاتهم مقابل تحرير أربعة مخطوفين وفرح لحظي لمواطنيه، هو مجتمع ينقصه عامل حيوي. مجتمع فقد الضمير.

———————————————

 هآرتس 13/6/2024

بعد رد حماس: خلاف حول “ضمانات” إنهاء الحرب وواشنطن في معضلة.. وحرب الشمال تقرع الأبواب

بقلم: عاموس هرئيل

بعد أسبوعين تقريباً، سلمت حماس ردها على الاقتراح الإسرائيلي – الأمريكي الأخير لعقد صفقة التبادل. لم يكن مفاجئاً أن تواصل حماس مطالبتها بوقف مطلق للحرب في قطاع غزة، وضمانات خارجية تضمن إيفاء إسرائيل بالتزاماتها، وهما الأمران اللذان يبدو أن حماس لن تحصل عليهما. الرد الذي جاء من غزة سيصعب التوصل إلى صفقة، حيث يجري الآن تسخين آخر في لبنان بعد اغتيال إسرائيل لقائد كبير في حزب الله. ورداً على ذلك فقد أطلق حزب الله أمس صلية ثقيلة على الجليل وبحيرة طبريا.

خلال الأيام الأخيرة، نثرت شخصيات أمريكية رفيعة، من بينها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان، تصريحات متفائلة حول اتصالات على عقد الصفقة. وأثنت هذه الشخصيات على مرونة إسرائيل في الاقتراح الأخير الذي عرضه الرئيس الأمريكي في 31 أيار الماضي. ولأن نتنياهو حاول منذ ذلك الحين التملص من بعض الصياغات فيه، ألقت على حماس المسؤولية عن تقدم الصفقة.

بعد ذلك، جاء الرد وجر خلفه الخلاف المعتاد. أعلنت إسرائيل سارعت بأن حماس ردت سلباً على خطاب بايدن. ورداً على ذلك، قالت حماس إنها ردت بالإيجاب بشكل عام، وأن المشكلة تكمن في رد إسرائيل. وحسب حماس، لم ترفض الاقتراح، بل أرادت توضيحات. يبدو أننا عالقون في نوع من الجداول الزمنية التي تكرر نفسها كل بضعة أشهر. بلينكن، الذي واصل الطريق إلى قطر، يميل إلى موقف إسرائيل. وقال أمس إن “حماس بدلاً من أن ترد بكلمة واحدة وهي “نعم”، انتظرت الكثير من الوقت، ثم طلبت تغييرات كثيرة. ويطرح سؤال: هل تعمل حماس بحسن نية وبصياغة مهذبة إزاء هذه الظروف”.

جوهر الخلاف، كحاله في نسخ سابقة من الاقتراحات، يتعلق بمطالبة حازمة لرئيس حماس في القطاع، يحيى السنوار، بأن إطلاق سراح المخطوفين على مرحلتين سيجلب معه إنهاء الحرب، وفي الواقع بقاء حكمه في القطاع. هذا طلب لا ينوي نتنياهو تحقيقه، لذلك يبدو أن القتال سيستمر، في الوقت الذي تشدد فيه حماس طلباتها بالتدريج، والانسحاب والحصول على ضمانات. مقابل إشارات إسرائيل الكثيرة بعدم صمود الاتفاق لفترة طويلة، فليس غريباً ألا تكتفي حماس بصياغات أمريكية غامضة بدرجة معينة.

يمكن شرح خلفية موقف السنوار فيما نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال”، أمس. فالمراسلون في الصحيفة، الذين اطلعوا على عشرات الرسائل بين السنوار وقيادة حماس الخارج (المقال لم يذكر الطريقة التي وصلت إليهم هذه المعلومات)، وصفوا رضا رئيس المنظمة الإرهابية في القطاع من وضع الحرب: “أوصلنا إسرائيل بالضبط إلى المكان الذي أردناه”، قال السنوار في رسالة للمفاوضين من قبل حماس. في مراسلات من الأنفاق، يظهر السنوار -حسب الصحيفة- “نظرة باردة ولا تبالي بحياة البشر”، حتى في الجانب الغزي.

يشبه السنوار موت عشرات آلاف المدنيين الفلسطينيين في الحرب (حسب بيانات حماس) بقتلى حرب الاستقلال في الجزائر ضد فرنسا في الخمسينيات. وقد وصف ذلك بـ “التضحية المطلوبة”. وبالنسبة له، فإن بقاءه وبقاء حماس على قيد الحياة بعد انتهاء الحرب سيعتبر انتصاراً على إسرائيل. نجاحات حماس تفوق كل أحلام السنوار في ساحة واحدة، وتحصل على دعم من حركات اليسار وتنظيمات طلابية في الغرب، في حين أن إسرائيل تهاجم بسبب الدمار والقتل الذي تلحقه بغزة. ربما تسير حسب الخطة كما رسمها.

تبدو الإدارة الأمريكية في وضع حرج بعد رد حماس. ثمة قناة تأثير أخرى في مجلس الأمن، الذي صادق الإثنين الماضي على مشروع قرار يؤيد الاقتراح الذي عرضه الرئيس الأمريكي. من هنا يمكن التقدم نحو فرض الاتفاق على الطرفين، بواسطة فرض العقوبات، ولكن هذه العقوبات تهدد الطرف الإسرائيلي بالضرورة. وإسرائيل تواجه مشكلة؛ ففي الأسابيع القريبة القادمة ستستنفد النشاطات العسكرية في رفح. ويبدو أن الولايات المتحدة ما زالت تعارض الاحتلال الكامل للمدينة، ونتنياهو وافق على طلبها في هذه الأثناء. والسؤال هو: ما الذي سيتم فعله بعد أن عمل الجيش الإسرائيلي بشكل عنيف، على الأرض وتقريباً في كل أجزاء القطاع ولكنه لم يهزم حماس، ودون صفقة تلوح في الأفق؟

مع غياب الصفقة، تستمر في الخلفية وعود نتنياهو العبثية بالنصر المطلق والضغط على الجيش لمواصلة الهجوم في القطاع بدون أي هدف استراتيجي منظور، وهذا الوضع سيعرض حياة المخطوفين المحتجزين في القطاع للخطر. في الحقيقة، لا احتمالية لإنقاذهم جميعهم كما حدث في عملية إنقاذ الأربعة في النصيرات السبت الماضي. من هنا يأتي أيضاً استمرار القتال في الشمال؛ لأن رئيس حزب الله، حسن نصر الله، أعلن بأنه لن يوقف إطلاق النار إلا بوقفه في القطاع.

على شفا تحطيم الأدوات

يتدهور الوضع في الشمال أيضاً في هذه الأثناء. أمس، اغتالت إسرائيل طالب عبد الله، قائد وحدة “ناصر”، الذي قتل في هجوم جوي، هو وثلاثة نشطاء آخرون في حزب الله في بلدة شرقي مدينة صور. عبد الله الذي رتبته تشبه رتبة قائد فرقة في الجيش الإسرائيلي، هو القتيل الأرفع مكانة في حزب الله في هذه الحرب، إلى جانب قائد وحدة “الرضوان”، وسام الطويل، الذي قتل في عملية مشابهة نسبت لإسرائيل في كانون الثاني الماضي.

رد حزب الله بإطلاق كثيف للصواريخ، أكثر من 200 صاروخ منذ الصباح، على منطقة الجليل والشاطئ الغربي لبحيرة طبريا، ولم يبلغ عن إصابات. يبدو أن هذا هو القصف الأشد منذ بداية الحرب. وقنوات الإعلام المقربة من حزب الله، هددت بأن هذا الهجوم لن يكون الأخير. هذا تجاوز لمقاربة “معادلة الرد” التي يتبعها حسن نصر الله منذ سنوات، لكنه حتى الآن لا يظهر تحطيم مطلق للأدوات من ناحية حزب الله. ربما أراد المس بجهة إسرائيلية رفيعة في عملية ثأر.

استراتيجية إسرائيل أمام حزب الله عالقة منذ فترة طويلة، حيث الإنجازات التكتيكية الكثيرة لن تصل إلى موقف تفوق حقيقي في القتال. اغتيال عبد الله يعكس نموذج عمل معروفاً: خلق فرصة عملياتية واستخبارية، ويتم اتخاذ قرار التصفية، لكن لا يتم بالضرورة فحص كل الجوانب الاستراتيجية. في بداية نيسان الماضي، كان اغتيال الجنرال الإيراني حسن مهداوي في دمشق قد جر إسرائيل إلى مواجهة غير مسبوقة مع إيران، التي أطلقت فيها الأخيرة على إسرائيل حوالي 330 صاروخاً ومسيرة. في هذه المرة، إيران ليست في الصورة، لكن حزب الله يبدو أنه أمام تجاوز آخر. من المهم معرفة إذا ما تم اتخاذ عملية تفكير استراتيجية قبل المصادقة على العملية، أو إذا لم تكن هناك حالة ذيل كلب مهتز مرة أخرى.

الجيش محبط ويتعرض للانتقاد، وبعد ذلك يقوم بعملية – ناجحة بحد ذاتها من ناحية عملية، لكنها قد تقربنا من شفا الحرب، دون أن يناقش المستوى السياسي نتائجها بجدية. في الوقت نفسه، نشأ ضغط جماهيري وإعلامي على الحكومة لتشديد خطواتها في الشمال إزاء الدمار الكبير هناك، وغياب حل لضائقة 60 ألفاً من المخلين من بيوتهم واستمرار القتال بدون أي نتائج واضحة للعيان. هذه ظروف قد تدهور الطرفين نحو حرب شاملة.

صورة النصر

يجب الإشارة، في نهاية المطاف، إلى فجوة محتملة بين الوضع المعقد للحرب والعبء الثقيل والخطير الملقى على جنود الخدمة النظامية والاحتياط، وبين سلوك أعضاء الائتلاف. فجر أمس، صادقت الكنيست بأغلبية 63 ضد 57 على المضي بمشروع قانون يهدف إلى تمكين نتنياهو من تهرب الحريديم من الخدمة العسكرية. من بين كل أعضاء الائتلاف، كان غالانت وحده هو المخلص لضميره وتجرأ على التصويت ضد موقف الليكود والحكومة.

ابتسامة نتنياهو العريضة في التصويت نهاية الفوز، ستذكر بأنها إحدى الصور المؤسسة للحرب. الغضب في أوساط الجمهور وفي الشبكات الاجتماعية كبير. ما لا يحدث في هذه الأثناء هو ترجمة هذا الغضب إلى احتجاج ناجع أو خطوات سياسية تحقق شيئاً ما. سلوك الحكومة يضر بالجهود الحربية دائماً. الكثير من المدنيين ولم يعد باستطاعة الجنود تحمل كذب قيادتهم عليهم والإضرار بهم، باستغلال خطوات في صالح جمهور لا يساهم على الإطلاق في تحمل العبء الأمني.

——————————————–

هآرتس 13/6/2024

نداء أخير لغانتس وآيزنكوت: أدركا الدولة.. فهي في عملية انهيار مروع وسريع

بقلم: أسرة التحرير

هذا الأسبوع، بتأخير أشهر طويلة، فعل غانتس وآيزنكوت الأمر الصائب: توقفا عن منح شرعية وأنبوب أوكسجين للحكومة الفاشلة، الأكثر خطورة وتطرفاً في تاريخ الدولة. مع انسحابهما، بانتظار غانتس وآيزنكوت تحد أكبر بكثير من الجلوس في الحكومة والكابنت الأمني، إذ كانت الدفة بيد نتنياهو حتى الآن، أما الآن فيجب أن تنتقل إليهما، من أجل وجود، مكانة، وأمن، واقتصاد، وطابع، وجوهر ومستقبل إسرائيل.

هذا الأسبوع، بتأخير أشهر طويلة فعل غانتس وآيزنكوت الأمر الصائب: توقفا عن منح شرعية وأنبوب أوكسجين للحكومة الفاشلة

الدولة في عملية انهيار مخيفة، سريعة وغير مسبوقة، في كل ساحة محلية ودولية، والتاريخ وضع غانتس وآيزنكوت في مركز هذه اللحظة. لكن قبل أن يتمكنا من طرح مستقبل آخر، عليهما أولاً أن يودعا تطلعهما إلى رسمية فارغة ولا معنى لها، غايتها غمز المجتمع الإسرائيلي في كل صوب وفي صيانة فقاعة المقاعد الوهمية. فالرسمية لا تخدم الكفاح عديم الأهمية في سبيل “مقاطع سوق” داخل الكتلة المعارضة لحكومة نتنياهو التدميرية. الديمقراطية والليبرالية قيمتان مهمتان تختبر فيهما دولة إسرائيل، وفي ضوئهما تستمر.

بداية، يختبر الزعيم في قدرته على قيادة رجاله إلى شاطئ أمان لا أن يستسلم لاعتبارات منفعية ضيقة. غير أن إسرائيل تبتعد منذ بضعة أشهر عن هذا الشاطئ بوتيرة مخيفة، ومصير المخطوفين يشطب عن جدول الأعمال باسم قدسية الموت لدى المسيحانيين.

ثانياً، على غانتس وآيزنكوت الخروج إلى الشوارع والبقاء فيها إلى حين استبدال الحكم وإبداء الحضور في أقاليم البلاد التي تركها نتنياهو لمصيرها. عليهم أن يقفا مع الجمهور أمام سيارات المياه العادمة والدفاع عن المواطنين في وجه ميليشيات بن غفير. ولوضع حد لحكومة 7 أكتوبر، على غانتس وآيزنكوت أن ينضما للكفاح في الميدان: على الشاطئ في قيساريا، على مسار الإقلاع أمام “جناح صهيوني”، حول الكنيست، حيث ميدان المعركة الحقيقي.

حانت ساعة رئيسي الأركان السابقين للإمساك بالخيوط وتطوير عمود فقري فكري واضح، بديل حقيقي لإسرائيل. مهمتهما الآن هي قيادة الشعب وليس مواصلة المناورات التكتيكية

وثالثاً، عليهما عرض رؤية لليوم التالي لنتنياهو وحكومته الرهيبة. حان الوقت للقيادة من الداخل، في رأس المعسكر وليس من خلفه. يجدر بهما وضع الخوف من الاستطلاعات والتوقف عن فحص تجاه الريح دائماً.

حانت ساعة رئيسي الأركان السابقين للإمساك بالخيوط وتطوير عمود فقري فكري واضح، بديل حقيقي لإسرائيل. مهمتهما الآن هي قيادة الشعب وليس مواصلة المناورات التكتيكية؛ لأن نتنياهو خبير في المعارك لكنه فاشل في قيادة الجمهور كله. الزمن قصير والأضرار كثيرة. إسرائيل تنزف قتلى في غزة، وتقف قفراء في أقاليم البلاد، وتآكلت مكانتها في العالم بسرعة. ينبغي إعادة المخطوفين، وإنهاء الحرب والسعي إلى تسوية مع الفلسطينيين حسب مقترح الولايات المتحدة، بما في ذلك التطبيع مع السعودية والعودة إلى مسار سياسي مع السلطة الفلسطينية حسب مخطط الدولتين. هذا هو وقت التسامي إلى عظمة الساعة، وقت الزعماء الحقيقيين.

——————————————–

إلى أي مدى كان اغتيال إسرائيل لطالب عبد الله مبرراً؟

بقلم: روغل الفر

مثل كثيرين من مواطني إسرائيل الذين استيقظوا مدركين أن احتمالية ارتفاع إطلاق حزب الله وتيرة الصواريخ. كان لدي سؤال واحد يتعلق باغتيال طالب عبد الله، أكبر قائد يصفي منذ 7 تشرين الأول: لماذا؟ أي فائدة استراتيجية ستأتي من ذلك؟ كيف سيضعف هذا الأمر حزب الله؟ كيف يساوي هذا الأمر المخاطرة بالجبهة الداخلية في إسرائيل؟ يبدو أن المحللين والمراسلين ومقدمي البرامج التلفزيونية قدمت لهم جهات رفيعة في جهاز الأمن إحاطات؛ وكان لدى جميعهم نفس الإجابة المعدة مسبقاً: تبين أن القتيل كان “مركز معلومات”. هذه الجهات الرفيعة، من أجل إزالة الشك وإثبات موثوقية التبرير، أضافت كلمة “التجربة”، أي أنه “مركز معلومات وتجربة”، باللقب الكامل.

نشطاء ومقاتلو حزب الله والشيعة في لبنان الذين يكرهون إسرائيل، سألوا عبد الله مرات: “أخبرنا، يا أبا طالب، كيف تستخدم السحر؟ ما سرك؟ كيف تلحق كل هذه المعاناة بالشيطان الصهيوني؟ كيف تلحق به كل هذه الإهانة؟”. كان عبد الله دائم الابتسامة ويجيب: “لا! لن أشرككم في سري!”. أبعدهم عنه بغطرسة. طرد كل الموجودين في الغرفة أكثر من مرة عندما كان يريد تنفيذ عملية مؤلمة بشكل خاص ضد الصهاينة. لم يسجل يوماً أي كلمة تخص عقيدته على الورق. لم يفتح أي مجموعة في الحاسوب. لم يترك خلفه أي بيانات. رفض التدريس في قواعد التدريب وفي دورات الضباط. نفذ أفعاله وحده تحت جنح الظلام، كان وحده دائماً. من اطلعوا على أساليب عمله بالخطأ اختفوا بطريقة غامضة أو ماتوا بوعكة في المعدة. عن وصفته السرية للتنكيل باليهود حافظ بشدة، مثل بؤبؤ عينه، مثلما حافظ كراف شومر على وصفته السرية لكعكة السلطعون في “سبونج بوب”.

الآن بعد موته، فقد “حزب الله” كل المعلومات الخاصة التي كان يحتفظ به في عقله: لم يبق منها أي شيء. لا يعرفون فعل شيء. هم مثل العميان. ولماذا الصليات الثقيلة على الجليل بعد التصفية؟ ليست عملية انتقام منظمة. لم يعد لحزب الله هذه المعرفة. هذا نتيجة خسارة مقاتليه الذين لا يعرفون ماذا يفعلون وهم ينحنون على روحات التحكم التي تحتوي على أزرار كثيرة والضغط عليها كلها مرة واحدة. هذا على مستوى الشمبانزي، وضعهم خطير من نقص المعرفة إلى هذه الدرجة. طالب عبد الله كان رجل أسرار، وأسراره ذهبت معه إلى القبر. أصدقاؤه سلموه للإسرائيليين بسبب المرارة التي شعروا بها لرفضه الشديد إشراكهم في معرفته. والآن بموته فقد حكم عليهم البدء من البداية: أين إسرائيل؟ في أي اتجاه؟ كيف يمكن خلط السكر في القهوة؟ اختفاؤه يشبه إحراق مكتبة الإسكندرية في العالم القديم. معارف كثيرة لا يمكن استعادتها، يتم التخلص منها ببساطة. صحيح، هذه إحدى التصفيات المبررة.

——————————————–

رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي التقى قادة 5 جيوش عربية في البحرين لبحث “التعاون الأمني” رغم مجازر غزة

كشف موقع “أكسيوس” أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي التقى  في وقت سابق من هذا الأسبوع في البحرين مع نظرائه من عدة جيوش عربية لمناقشة التعاون الأمني ​​الإقليمي، حسبما قال مصدران على دراية مباشرة بالاجتماع.

أكسيوس: حضر الاجتماع جنرالات كبار من البحرين والإمارات والسعودية والأردن ومصر مع جنرالات إسرائيل

وبحسب ما ورد،  لم يتم الكشف عن هذا الاجتماع الذي عقد تحت رعاية القيادة المركزية الأمريكية، بسبب الحساسيات السياسية الإقليمية حول الحرب في غزة.

وشارك في الاجتماع الجنرال هيرتسي هاليفي، رئيس الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، إلى جانب الجنرال الأمريكي ميشيل “إريك” كوريلا.

وكان الاجتماع بمثابة إشارة إلى أن الحوار العسكري والتطبيع بين إسرائيل والدول العربية مستمر في ظل القيادة المركزية الأمريكية على الرغم من الحرب الإسرائيلية الدموية على قطاع غزة.

وبالإضافة إلى كوريلا وهليفي، حضر اجتماع يوم الاثنين في المنامة جنرالات كبار من البحرين والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والأردن ومصر.

وأشار الموقع إلى أن القيادة المركزية الأمريكية لم ترد على الفور على الأسئلة المتعلقة بالاجتماع.

وفي السنوات الأخيرة، عملت القيادة المركزية الأمريكية والبنتاغون مع الجيوش في المنطقة على تعزيز التعاون والتطبيع في مجال الدفاع الجوي والصاروخي.

وتعتبر الولايات المتحدة هزيمة الهجوم الإيراني غير المسبوق بالصواريخ والطائرات بدون طيار ضد إسرائيل في 13 أبريل بمثابة إنجاز كبير ونتيجة لهذا العمل.

ويقول المسؤولون الأمريكيون إن التعاون مع إسرائيل والدول العربية في المنطقة سمح لهم بجمع المعلومات الاستخبارية والحصول على إنذار مبكر بشأن الهجوم.

وقال المسؤولون إن التعاون يشمل أيضًا المشاركة النشطة للأردن والسعودية في اعتراض الصواريخ والطائرات بدون طيار التي مرت عبر مجالهما الجوي بعد إطلاقها من إيران والعراق واليمن باتجاه إسرائيل.

——————————————–

ما النقاط الشائكة الرئيسية في محادثات وقف إطلاق النار بين “إسرائيل” وحماس؟

يحظى الاقتراح الأخير لوقف إطلاق النار في غزة بدعم الولايات المتحدة وغالبية المجتمع الدولي، ولكن حركة «حماس» لم تتبنه بشكل كامل، حيث أعلنت هذا الأسبوع أنها قبلت بالخطوط العريضة للاقتراح، لكنها طالبت بإجراء بعض التعديلات عليه، بينما اعترض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علناً على بعض جوانبه.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، للصحافيين في قطر أمس (الأربعاء)، إن «المفاوضات مستمرة».

وذكر بلينكن أن الولايات المتحدة راجعت الاقتراحات التي قدمتها «حماس» (الثلاثاء)، مضيفاً أن «بعض التغييرات قابلة للتنفيذ، والبعض الآخر ليس كذلك».

وتابع: «نحن مصممون على محاولة سد الفجوات. وأعتقد بأن هذه الفجوات قابلة للسد». وتشير التصريحات الأخيرة لمسؤولين تابعين لإسرائيل و«حماس» إلى أن الطرفين ما زالا منقسمَين حول عديد من القضايا نفسها التي يحاول الوسطاء التغلب عليها منذ أشهر.

وفيما يلي نظرة على النقاط الشائكة الرئيسية في محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس»، وفقاً لما ذكرته وكالة أنباء «أسوشييتد برس»:

إنهاء الحرب

تصر «حماس» على أنها لن تُطلق سراح الرهائن المتبقين ما لم يكن هناك وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة. وعندما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الاقتراح الأخير الشهر الماضي، قال إنه يشمل كليهما.

لكن نتنياهو يقول إن إسرائيل لا تزال مُصرّةً على تدمير القدرات العسكرية لـ«حماس»، وضمان عدم قدرتها على تنفيذ هجوم على غرار ما حدث في 7 أكتوبر (تشرين الأول).

وتسعى «حماس» أيضاً إلى إطلاق سراح مئات الفلسطينيين المسجونين لدى إسرائيل، بمَن في ذلك قادة سياسيون وأشخاص تقول إسرائيل إنهم من «كبار المسلحين المدانين بتدبير هجمات قاتلة على مدنيين إسرائيليين».

وقال قيادي كبير من حركة «حماس» لوكالة «رويترز» للأنباء، اليوم (الخميس)، إن التعديلات التي طلبت الحركة إجراءها على مقترح وقف إطلاق النار الذي قدّمته الولايات المتحدة «ليست كبيرة»، وتشمل الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.

وأضاف القيادي أن الحركة تطالب باختيار قائمة تضم 100 فلسطيني محكوم عليهم بالسجن لفترات طويلة ليتم إطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية.

وأوضح: «تحفظت حماس على استثناء الورقة الإسرائيلية لمائة أسير من الأسرى الفلسطينيين، من ذوي الأحكام العالية، تقوم هي بتحديدهم، فضلاً عن تقييدها المدة الزمنية للإفراج عن ذوي الأحكام العالية بألا تزيد المدة المتبقية من محكوميتهم على 15 عاماً».

الوصول إلى المرحلة الثانية من الخطة

تدعو خطة وقف إطلاق النار إلى مرحلة أولية مدتها 6 أسابيع، تقوم فيها «حماس» بإطلاق سراح بعض الرهائن – بمَن في ذلك النساء وكبار السن والجرحى – مقابل انسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة بالسكان، مع تمكين الفلسطينيين خلال هذه المرحلة من العودة إلى منازلهم وتكثيف المساعدات الإنسانية لغزة.

ومن المفترض أن يستخدم الجانبان فترة الـ6 أسابيع تلك للتفاوض على اتفاق بشأن المرحلة الثانية، التي قال بايدن إنها ستشمل إطلاق سراح الرهائن الأحياء المتبقين جميعاً، بمَن في ذلك الجنود الذكور، وانسحاب إسرائيل الكامل من غزة. وسيصبح وقف إطلاق النار المؤقت دائماً.

لكن هذا سيحدث فقط إذا اتفق الجانبان على جميع التفاصيل.

ويبدو أن «حماس» تشعر بالقلق من أن إسرائيل سوف تستأنف الحرب بمجرد إعادة رهائنها الأكثر ضعفاً (النساء وكبار السن والجرحى). وحتى لو لم يحدث ذلك، يمكن لإسرائيل أن تتقدم بمطالب في تلك المرحلة من المفاوضات لم تكن جزءاً من الصفقة الأولية وغير مقبولة بالنسبة لـ«حماس»، ثم تستأنف الحرب عندما ترفضها «حماس».

وقال مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، إن إسرائيل ستطالب في تلك المفاوضات بإزاحة «حماس» عن السلطة.

وقال إردان لشبكة «سي إن إن» يوم الاثنين الماضي: «لا يمكننا أن نوافق على استمرار حماس في السيطرة على غزة، لأن غزة حينها ستستمر في تشكيل تهديد لإسرائيل».

وتبدو إسرائيل أيضاً قلقة من بند الخطة الذي يقضي بتمديد وقف إطلاق النار الأولي ما دامت المفاوضات بشأن المرحلة الثانية مستمرة. وقال إردان إن ذلك سيسمح لحماس «بمواصلة المفاوضات التي لا نهاية لها، والتي لا معنى لها»، حسب وصفه.

أزمة عدم الثقة… وضغوط اليمين المتطرف

هناك افتقار تام للثقة بين إسرائيل و«حماس»، الأمر الذي يجعل من الصعب جداً اتخاذ خطوة تنفيذ الاتفاق.

ويواجه نتنياهو ضغوطاً متزايدة في بلاده، حيث تظاهر الآلاف من المواطنين وعائلات الرهائن في الأشهر الأخيرة لمطالبة الحكومة بإعادة الأسرى إلى وطنهم «حتى ولو بالقبول بصفقة غير متوازنة مع حماس».

لكن الشركاء اليمينيين المتطرفين في ائتلاف نتنياهو رفضوا الخطة المدعومة من الولايات المتحدة، وهددوا بإسقاط حكومته إذا أنهى الحرب دون تدمير «حماس».

ويريد أولئك اليمينيون المتطرفون إعادة احتلال غزة، وتشجيع «الهجرة الطوعية» للفلسطينيين من القطاع، وإعادة بناء المستوطنات اليهودية هناك.

ويتمتع حلفاء نتنياهو القوميون المتطرفون بنفوذ أكبر عليه من أي وقت مضى منذ بداية الحرب بعد استقالة بيني غانتس، المعارض السياسي الوسطي، يوم الأحد من حكومة الحرب الإسرائيلية.

ومن الصعب تصور تخلي إسرائيل أو «حماس» عن المحادثات بشكل كامل.

فبالنسبة لإسرائيل، من المرجح أن يعني ذلك التخلي عن عشرات الأسرى المحتجزين في غزة. وبالنسبة لـ«حماس» فإن ذلك من شأنه أن يطيل معاناة الفلسطينيين في غزة، ويمنح إسرائيل مزيداً من الوقت للقضاء على عناصر الحركة.

لكن بلينكن لمّح إلى أن المفاوضات لن تستمر إلى أجل غير مسمى

——————————————–

جنرال وبروفيسور إسرائيليان: نتنياهو مصاب باضطراب نفسي مثل هتلر.. ويقودنا لخراب الدولة وفقدانها

يحذّر جنرال في الاحتياط وبروفيسور إسرائيليان من أن رئيس حكومة إسرائيل نتنياهو مصابٌ باضطراب نفسي أصاب هتلر من قبل، وأنه يقودها للخراب، ومستعد لفقدانها بحال فَقَدَ حكمه عليها.

في مقال تنشره صحيفة “معاريف”، اليوم الخميس، يقول الجنرال في الاحتياط يتسحاق بريك ن أولادنا يقتلون ويصابون في حرب فقدت غايتها، ويعود فيها الجيش لمناطق احتلها، ثم يضطر لمغادرتها لعدم توفّر قوات كافية، مشدداً على أن القيادة الثلاثية، نتنياهو وغالانت وهليفي، فقدوا السيطرة على الوضع بشكل مطلق، وأن رئيس حكومة الاحتلال يدرك جيداً أن ما يجري في هذه الأيام من شأنه الدفع نحو انهيار الدولة.

بريك، الذي سبق أن تنبّأَ بالسابع من أكتوبر، ويحذّر، منذ سنوات، من ضعف وترهّل الجيش الإسرائيلي، ويعرف بـ “نبي الغضب”، يمضي في مقاربته بالعودة لتجارب أخرى في العالم: “ما يجري الآن يذكّرنا بحرب الخنادق في الحرب العالمية الأولى، عندما خرج الجنود منها بصدور عارية أمام آلات قذف النار القاتلة فسقط معظمهم بالجملة. صحيح أن جنودنا لا يتقدّمون مقابل آلات نار، ذلك لأن “حماس” تقاتل بطريقة حرب العصابات “الغريلا” بوضع الألغام ونصب الكمائن وتفخيخ المباني وإطلاق قذائف، ويسارع عناصرها للاختفاء داخل الأنفاق، بعدما يلحقون خسائر ثقيلة بالجيش الإسرائيلي”.

في هذا المقال الجديد، الذي يعتبر لائحة اتهام، يقول بريك إن الحديث يدور عن قادة تحوّلوا لطغاة، يفرضون على الآخرين سلطتهم ورغباتهم بقوة، فيفعلون ما يحلو لهم بدعم جوقة من المريدين الأبواق”.

محذراً من أن القيادة الإسرائيلية هذه تهدم الدولة على رؤوس الإسرائيليين، وتتسبّب بنزيف جنودها تحت شعارات فارغة دون غاية، مثل “تدمير حماس بشكل مطلق”، و”عدم إنهاء الحرب”، ويضيف، بحدّته المعهودة المباشرة: “في كل دولة ديموقراطية أخرى كانوا سيرسلون هذه القيادة في السجن”.

عمى مطلق

ويقول بريك أيضاً إنه في كل يوم يمرّ يقتل الجنود الإسرائيليون عند دخولهم المباني المفخخة، دون انضباط عملياتي، ودون تدريب وتعليمات أساسية واضحة، ودون استخلاص دروس، ودون مراقبة ومتابعة الضباط الكبار.

ويتابع: “ندخل هذه المباني بعمى مطلق، كما في لعبة الروليتا الروسية، يقتل الجنود من عبوات ناسفة، وتبقى حياتهم بيد الحظ”.

وينبّه بريك إلى أن هذه الحالة الاعتيادية باتت تتكرر، وبعدها نشهد جنازات تمزّق القلب، ويصاب كثيرون بحزن عميق مرعب، وأن أحداً لا يفتح فمه، وكل شيء يحدث دون غاية، ولا يساهم الجنود الذين يدخلون المباني المفخخة في دفع الحرب للأمام، معتبراً ذلك ضرباً من الجنون لا يمكن قبوله وفهمه والوقوف بلامبالاة حياله، وهذا مجرد رأس الجبل الجليدي مقابل الحرب الإقليمية التي تنتظرنا وتنطوي على تهديد وجودي حقيقي على إسرائيل، ونحن غير مستعدين لها بشكل مطلق”.

الكارثة الأعظم

ويوضح بريك أن القيادة التي جَلَبَت على إسرائيل الكارثة الأعظم في تاريخها في السابع من أكتوبر تُواصل إدارة شؤون الحرب، ولا تنشغل بِعِبَرها، ولا بتحضير الجيش والجبهة الداخلية لحرب إقليمية.

ويتابع: “كل ذلك يحدث لنا داخل القطاع، جنودنا يقتلون ويجرحون، والقيادات تفهم أنه مع انتهاء الحرب سيفقدون مناصبهم واحترامهم، وسيلقى بهم لمزبلة التاريخ، ولذا فهم يريدون مواصلة الحرب دون أجل، وبكل ثمن، حتى لو تسبّبت بخسائر باهظة وتهدم الدولة”.

  سؤال المليون دولار

بريك، الذي سبق أن حذّر، في سلسلة مقالات، من خطورة صمت الإسرائيليين، ونبّههم إلى أنهم يمتطون بصمتهم متن “تايتانيك” إسرائيلية، يقول اليوم إن سؤال المليون دولار هو “أين الشعب؟ لماذا لا يوقف الشعب جنون هذه العصبة ويسقطها ويرسلها للبيت؟ الشعب يفقد أولاده في حرب لم تحقق هدفاً؛ لا إسقاط “حماس”، ولا استعادة المخطوفين أحياء. نتنياهو لا يتخّذ قرارات تدفع إسرائيل حقاً لشاطئ الأمان والقرار الوحيد الذي اتخذه: إسقاط “حماس” بشكل مطلق، وعدم إنهاء الحرب، وهذا قرار كافٍ من أجل إسقاط إسرائيل”.

مشعلو الحرائق

وللتدليل على رؤيته، يقتبس بريك من أستاذ إسرائيلي خبير بإدارة التنظيمات البروفيسور يتسحاق أدجيس، الذي يتحدث عن ظاهرة “مشعلي النيران”، والحديث عن قادة يسيطرون على تنظيم أو دولة ولا يسمحون لأنفسهم من ناحية سيكولوجية فقدان سيطرتهم، فهم مستعدون لفعل كل شيء في سبيل ذلك: الكذب والتغطية والتعمية، بل تدمير ما بنوه بأنفسهم، هدم المنظمة، أو الدولة المسؤولين عنها في حال شعروا أنهم ذاهبون لفقدان سيطرتهم، ومن ناحيتهم “عليّ وعلى أصدقائي وأعدائي”، ومن ناحيتهم أيضاً لا مبرر لاستمرار المنظمة أو الدولة التي يسيطرون عليها بدونهم.

ويضيف: “هؤلاء نماذج من البشر يصغون فقط لاستمرار سيطرتهم، وفقدانها بالنسبة لهم يعميهم عن رؤية الواقع من حولهم”.

ويوضح بريك أنه “دون المقارنة، لا سمح الله، فإن يتسحاق أدجيس يقدّم مثلاً على ذلك بقوله إن هتلر أمَرَ، في نهاية الحرب العالمية الثانية، بتدمير ألمانيا عندما أدرك أنها خسرت الحرب، وأنه لن يقوى على مواصلة السيطرة عليها، فقال: لا تستحق ألمانيا البقاء بعد خسارتها الحرب، وعندما لا يستطيع هتلر مواصلة الحكم لا حق لألمانيا بالوجود”.

ويرى بريك أن توجّه “كل شيء أو لا شيء” هو الوعي السائد في عقل مثل هؤلاء القادة، فهم يكابدون اضطرابات نفسية كثيرة، والحديث يجري عن حالة نفسية صعبة لدى رؤساء يرون بالسيطرة على الآخرين غايتهم، وبدونها لا مبرر لبقاء المنظمة أو الدولة.

ويتابع بريك: “يتسحاق أدجيس يعتقد أن نتنياهو أصيب بهذا الاضطراب النفسي، وهو مستعد لفقدان الدولة بحال فقد السيطرة عليها، وهو يقودنا لخراب الهيكل الثالث”.

ويخلص بريك للقول إن الحل الوحيد لإنقاذ إسرائيل يكمن بطرد الثلاثية القائدة التي تزرع الخراب والدمار فينا: نتنياهو، غالانت، وهليفي وأتباعهم، لافتاً للحاجة إلى تشكيل طاقم قيادي سياسي وعسكري جديد يقبل بصفقة بايدن: وقف الحرب، استعادة المخطوفين بالاتفاق، ترميم الجيش، وإعداده لحرب إقليمية، ترميم اقتصاد إسرائيل وعلاقاتها الدولية، وإعادة عشرات آلاف النازحين الإسرائيليين لبيوتهم”.

——————————————–

موقع بريطاني: الحرب الإسرائيلية على غزة تعيد إلى الأذهان أهوال الإبادة الجماعية في البوسنة

في الوقت الذي تكشّفت فيه حقائق عن قيام صربيا بتزويد إسرائيل بالسلاح، نشر موقع “ميدل إيست أي” مقالاً يقارن بين حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على غزة، وتلك التي نفذها الصرب بحق المسلمين في البوسنة والهرسك .

وقال كاتب المقال رفيق هودزيتش إنه كان واضحاً منذ البداية أن عملية الإبادة في غزة، التي أطلقتها إسرائيل، كانت إبادة جماعية في نيّتها وسلوكها ونتائجها، رغم أنها حاولت التذرّع بما قامت به “حماس”، في السابع من أكتوبر /تشرين أول 2023 .

ويضيف الكاتب: “بالنسبة لي، كانت العناصر الرئيسية للإبادة الجماعية واضحة، بعد أسابيع فقط من حملة إسرائيل المدمرة. كان معظم خبراء القانون الدولي الذين أعرفهم، في ذلك الوقت، لا يزالون متردّدين في وصف تصرفات إسرائيل بأيّ شكل من الأشكال بأنها  أعمال خارجه عن حقها في الدفاع عن النفس، أما اليوم فإن معظمهم ليس لديهم مثل هذه الشكوك. فلقد قدمت جنوب أفريقيا وعدد من البلدان الأخرى قضية موثقة أمام “محكمة العدل الدولية” مفادها أن جرائم إسرائيل تشكّل بالفعل إبادة جماعية، في حين يواجه كبار المسؤولين الإسرائيليين محاكمة محتملة في “المحكمة الجنائية الدولية”.

الكاتب: لا تقتصر أوجه التشابه بين غزة والإبادة الجماعية في البوسنة على مسألة التجريد من الإنسانية، بل تشمل أيضاً إلحاق الضرر بالمجتمع (الفلسطيني) المستهدف، بحيث لا يمكنه التعافي منه أبداً

ويضيف الكاتب: لم تسترشد تقييماتي للحالة بأكثر من 25 عاماً من الخبرة في العمل، في سياقات مختلفة، معاناة من عنف الإبادة الجماعية فحسب، بل الأهم من ذلك، بمصير شعبي. فنحن بصفتنا بوسنيين، عانينا أيضاً، ونجونا من حملة سعت إلى إبادتنا من أراضينا  التي يطالب بها الآخرون.

ومن الواضح أن السياقات التي ارتكبت فيها هذه الجرائم مختلفة. وللصراعات أسباب تاريخية وجذرية مختلفة، ولكن هناك العديد من القواسم المشتركة، خاصة عندما يتعلق الأمر بعناصر الجرائم المرتكبة في كل من البوسنة وغزة.

ومنذ البداية، استُخدمت نفس الحجج لتبرير ممارسة العنف ضد الفلسطينيين في غزة. فقيل (من قبل إسرائيل): لم يعد الفلسطينيون بشراً. توقف الأطفال عن أن يكونوا أطفالاً؛ لقد أصبحوا جميعاً “حماس”، وعلى أقل تقدير، تم اعتبار الفلسطينيين تهديداً أمنياً يجب إزالتهم. وفي أسوأ الأحوال، كما عبّرَ بوضوح عن ذلك أمثال رئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسرائيلي، كانوا عماليق بشرية، ولن يكون هناك رحمة في التعامل معهم.

ويستعرض الكاتب ما حصل من مقابر جماعية للفلسطينيين، وقال: “بينما كان العالم يشاهد قتل الآلاف والآلاف من المدنيين بشكل عشوائي بأسلحة عالية التقنية ودقيقة، قدّمتها إلى حد كبير الولايات المتحدة وبلدان غربية أخرى، قُصفت العمارات السكنية ودُمرت بأكملها وحُوّلت إلى غبار، مع بقاء الناس تحت الأنقاض في الداخل. واكتشفت مقابر جماعية تحت أنقاض المستشفيات، ومات الأطفال من الجوع تحت حصار لا يرحم. كذلك انتشرت صور لعشرات الرجال الفلسطينيين الذين تم تجريدهم من ملابسهم تحت تهديدهم بالقتل بقوة السلاح، وأعادت هذه الصور إلى الأذهان ذكريات معسكرات الاعتقال في أومارسكا وكيراتيرم، حيث اقتيد رجالٌ من مسقط رأسي برييدور للتعذيب والقتل أثناء “الاستجوابات”، بعد أن اتهمتْهم قواتُ صرب البوسنة بأنهم “جهاديون وإرهابيون ومجاهدون”. وكذلك كان الأمر بالنسبة لمقاطع فيديو الاحتفالات البهيجة بالفظائع الجماعية التي صوّرَها الجنود الإسرائيليون في منازل الفلسطينيين قبيل هدمها، ممزوجة بما أعلنه القادة الإسرائيليون الذين يبرّرون المذبحة في غزة، بحجة أنه لم يكن هناك أبرياء، وأن الفلسطينيين صوّتوا لـ”حماس” للوصول إلى السلطة، لذلك كانوا جميعاً، برأيهم، إرهابيين، إن لم يكن اليوم، فغداً”.

ويدعو الكاتب إلى إعلاء الصرخة دفاعاً عن الفلسطينيين. وقال: “إذا لم يكن هناك شيء آخر يمكننا القيام به، فيجب على البوسنيين وجميع ضحايا الإبادة الجماعية في كل مكان، بعد كل ما عانيناه، أن يتحدثوا عن الضحايا في فلسطين، فنحن البوسنيين نعرف هذه اللغة جيداً. ومنذ تلك الأيام الأولى، ازدادت أوجه التشابه بين الإبادة الجماعية في البوسنة وغزة، وأصبحت أكثر وضوحاً، ومنها ترويع المدنيين لإجبارهم على الخضوع، وإنشاء “مناطق آمنة” تتحوّل فيما بعد إلى حقول قتل، ومهاجمة المستشفيات والمدارس والقوافل الإنسانية.. رأينا كل ذلك خلال تسعينيات القرن العشرين.

ويعطي الكاتب مثالاً ما حصل في سريبرينيتسا، التي كانت تحت الحصار خلال حرب البوسنة، ويقول: “برّرَ صرب البوسنة ارتكاب الإبادة الجماعية بزعم الانتقام من الهجمات التي شنّها الجيشُ البوسني من هناك. مثل هذه الأقوال كانت لتبرير الإبادة الجماعية، ولكن الاقتباس عن “حرب تهدف إلى إنقاذ الحضارة الغربية… من إمبراطورية الشر” لا ينتمي إلى كراديتش، بل إلى إسحاق هرتسوغ رئيس إسرائيل. ومن المثير للقلق أن هذه الرسالة لها جمهور كبير وقوي في الغرب اليوم، كما يتضح من كيفية التعامل مع الاحتجاجات ضد جرائم إسرائيل، من شوارع المدن الألمانية إلى حرم الجامعات الأمريكية “.

ويرى أنه لا تقتصر أوجه التشابه بين غزة والإبادة الجماعية في البوسنة على مسألة التجريد من الإنسانية، بل تشمل أيضاً إلحاق الضرر بالمجتمع (الفلسطيني) المستهدف، بحيث لا يمكنه التعافي منه أبداً، ما يتيح الاستيلاء الدائم على الأراضي المحتلة.

الكاتب: استغرقت هذه الإنسانية ما يقرب من 30 عاماً للاعتراف بضحايا الإبادة الجماعية في سربرنيتسا. الإنسانية نفسها غير قادرة على وقف الإبادة الجماعية الإسرائيلية

وبالعودة إلى المقارنة بين البوسنة وغزة، يقول إنه عند تحديد أن الإبادة الجماعية وقعت في سريبرينيتسا، حكم قضاة “المحكمة الجنائية الدولية” ليوغوسلافيا السابقة بأن “قوات صرب البوسنة كانت على علم، عندما شرعت في مغامرة الإبادة الجماعية هذه، وأن الضرر الذي تسبّبوا فيه سيستمر في حياة مسلمي البوسنة، وكذلك فإن القادة السياسيين الإسرائيليين وقطاعاً كبيراً من الجمهور الذي يؤيد أعمالهم في غزة لا يحاولون حتى إخفاء نفس النيّة لضمان أن يكون الضرر الذي يعاني منه الفلسطينيون في غزة من النوع الذي لا يمكنهم التعافي منه في المستقبل المنظور. ويشهد على ذلك مستوى الدمار؛ الجروح والصدمات التي لحقت بجميع سكان غزة، ويشهد على ذلك العنوان المشؤوم لتقرير مؤسسة كارنيغي، الذي جاء فيه: “قد لا يكون هناك يومٌ تالٍ في غزة”.

ويضيف الكاتب: “لا ترتكب أيّ إبادة جماعية دون الهدف النهائي المتمثّل في إبعاد مجموعة ما نهائياً عن منطقة معينة بجميع مظاهرها، السياسية والاقتصادية والثقافية، وفي نهاية المطاف، المادية والبيولوجية”.

ويختم الكاتب: “قد استغرقت هذه الإنسانية ما يقرب من 30 عاماً للاعتراف بضحايا الإبادة الجماعية في سربرنيتسا في قرار للأمم المتحدة تم تبنّيه في مايو. بينما أكتب هذه السطور، فإن الإنسانية نفسها غير قادرة على وقف الإبادة الجماعية الإسرائيلية، ناهيك عن الاعتراف بضحاياها الفلسطينيين، ومعالجة الضرر الذي لحق بهم، وتقديم الجناة إلى العدالة. هذا يجعل التضامن مع الضحايا أكثر أهمية.

وإذا لم يكن هناك شيء آخر يمكننا القيام به، يجب على البوسنيين وجميع ضحايا الإبادة الجماعية في كل مكان، بعد كل ما عانيناه، أن يرفعوا أصواتهم نيابة عن الضحايا في فلسطين. فنحن هم الإنسانية التي تكلم عنها قضاة “المحكمة الجنائية الدولية” ليوغوسلافيا السابقة.

——————انتهت النشرة—————-