
المسار الإخباري :كشفت مصادر استخباراتية أميركية عن مكالمة هاتفية سرية جرت بين مسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى، أقرّوا خلالها بأن الهجمات التي نفذتها الولايات المتحدة على منشآتهم النووية كانت “أقل تدميراً” مما كانوا يتوقعونه.
ووفقاً لما نقله أربعة مصادر مطلعة على تقارير استخباراتية سرية لصحيفة “واشنطن بوست”، فقد تضمنت المكالمة مناقشات تفصيلية حول برنامج إيران النووي، إلى جانب تقييم أولي لأثر الضربات الأميركية التي أمر بها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
وبالرغم من تأكيد البيت الأبيض آنذاك أن العملية “قضت بالكامل” على البنية التحتية للبرنامج النووي الإيراني، شكك المسؤولون الإيرانيون في هذا التقييم خلال المكالمة، مشيرين إلى أن الأضرار لم تكن بالحجم الكارثي الذي رُوّج له.
الهجوم الأميركي استخدم ترسانة ضخمة من القنابل الخارقة للتحصينات تزن أكثر من 13 طناً، وصواريخ توماهوك كروز، واستهدف منشآت نووية في نطنز وفوردو وأصفهان، ما أدى إلى إغلاق مداخل منشأتين رئيسيتين دون انهيار تام لهياكلها تحت الأرض، بحسب المصادر.
وفي حين تشير تقارير أميركية إلى أن الهجوم ألحق ضرراً بالغاً، تقول المعلومات المسرّبة إن إيران كانت قد نقلت جزءاً كبيراً من مخزونها من اليورانيوم المخصب قبيل الضربة، الأمر الذي يخفف من وطأة النتائج العسكرية للهجوم.
وفي ضوء هذه المعلومات، أصبح تقييم مدى تأثير الهجوم محط جدل بين الخبراء، وسط تساؤلات حول قدرة إيران على إعادة بناء منشآتها خلال فترة وجيزة، وفعالية الهجوم في كبح البرنامج النووي الإيراني بشكل دائم.