الصحافة الاسرائيلية – الملف اليومي
افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات |
معاريف 20/1/2025
فشل مطلق لإسرائيل والصهيونية ..
بقلم: بن كسبيت
يفترض أن يحصل هذا اليوم (أمس). سيكون هذا رحلة طويلة ومضنية، مليئة بالصعود والهبوط، دموع عمر وحزن، ذرى انفعال وخيبات أمل مريرة.
ستمتزج السعادة بالحزن، وسيختلط أحدهما بالآخر دون قابلية للانفصال.
يبدؤون العودة من الجحيم. سينتظرهم هنا ملايين القلوب الدافقة، التي تدق بوتيرة واحدة. سنكون، ربما للحظة واحدة، مرة أخرى شعباً واحداً. أؤمن وآمل في أنه في هذه اللحظة المعينة، التي تصل فيها المخطوفات الثلاث الأُوَل عائدات إلى أحضان عائلاتهن، لن يكون هناك بيبيون ورافضون لبيبي، يساريون ويمينيون، متدينون وعلمانيون، محافظون وليبراليون. سنكون بشراً وسنتقاسم الفرحة ذاتها، سنذرف معاً الدمعة ذاتها، انزعوا القلق، بعد ذلك سنعود لأنفسنا.
“عندما تصمت الطبول الاحتفالية”، كما كتبت نوعامي شايمر في “عندي كل يوم عيد”، آمل بأنه في هذا اليوم ستصمت أيضاً.
آمل بأن كل شيء سيصمت. آمل بأن يغلفنا صمت كبير وصاخب حين يعدن.
صمت مطبق ولو دقيقة. دون احتفال، دون تهليل، دون صخب يصم الآذان.
دون تخمينات ودون شائعات ودون تلميحات ودون مبالغات. هدوء بداية جديدة. هدوء حساب نفس. هدوء مطلق، ولو لحظة قصيرة.
ليست الهتافات هي ما يجب أن تسمع، حين يعدن. لا حاجة للهتافات. علينا أن ننظر إلى العائدات، أن نمسح الدموع ونطأطئ الرأس.
علينا أن نعتذر، ونطلب المغفرة من أخواتنا اللواتي لم نفلح في إنقاذهن قبل ذلك.
الدولة كلها، من رأسها وحتى ذيلها، المؤيدون للصفقة والمعارضون لها، المطالبون باستئناف القتال والمعارضون له. كلنا علينا ببساطة أن نعتذر.
إذ إن دولة اليهود، التي أقيمت بعد الكارثة الأكثر جسامة التي وقعت للشعب اليهودي في ظل قسم “لن تتكرر أبداً” فشلت في مهمتها.
هذا فشل مطلق، ذريع، تاريخي، ليس فقط للجيش، “الشاباك”، الاستخبارات، هيئة الأمن القومي، وحكومة الإخفاق.
الفشل أكبر من مجموع أجزائه. كان هذا فشل الدولة، فشل الفكرة التي قبعت خلف إقامة الدولة، فشل الصهيونية التي يفترض بها أن تقيم لنا وطناً آمناً، ومكاناً يمكننا فيه أن ننام بهدوء في سريرنا صباح السبت.
من هذه الكارثة أيضاً نهضنا، استيقظنا، وتغلبنا. والآن يتعين علينا أن نغوص عائدين إلى الداخل ونجري الإصلاح.
إذ هيا نصمت لحظة، نتحد مع ضميرنا، نتعذب مع كارثتنا، نفكر بكل القتلى والمغدورين والمحروقين والمغتصبات والمخطوفات، بكل النفوس المعذبة التي يشملها مفهوم “7 تشرين الأول”.
جزء من الإصلاح اللازم هنا هو مساعدة الأخوات والإخوة العائدات والعائدين.
كان ينبغي لهذا أن يحصل قبل ذلك بكثير، لكن الحسابات تمت في مرة أخرى.
بانتظارهم طريق طويل، مضنٍ، كي يجدوا من جديد هدوء النفس، الحياة السابقة التي كانت لهم، الطبيعية النسبية التي عاشوها حتى ذاك الصباح اللعين.
علينا أن نكون هناك، إلى جانبهم، على طول الطريق مع كتف وأذن، ملاطفة ومساندة.
إذ رغم ذلك ورغم كل النزاعات والخلافات، والكوارث والشروخ، في الأسابيع القريبة القادمة متان تسنغوكرهو ابننا جميعنا.
شلومو منصور هو جدنا. أبناء عائلة بيبس هم أبناؤنا، ليبي الباغ هي مجندتنا للرقابة، 98 روحاً تائهة وضائعة هي أرواحنا. إلى أن يعودوا جميعاً إلى الديار.
——————————————-
معاريف 20/1/2025
يبيعوننا «الحكايات الحلوة»: الحقيقة المرّة وراء صفقة المخطوفين
بقلم: إيال عوفير وفيلدا أربيلي
ظاهرياً، يقولون لنا، إننا سنعود إلى القتال في غزة، بعد مرور فترة الهدنة، بعد 45 يوماً من المرحلة الأولى من صفقة المخطوفين. وقيل للمراسلين في إسرائيل، إن الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، “طمأن إسرائيل، وقال، إن الولايات المتحدة ستدعم العودة إلى القتال، إذا خرقت (حماس) الاتفاق”.
جرى تبليغ المراسلين السياسيين في إسرائيل من أطراف حضرت النقاشات في الحكومة، أنه “من الممكن العودة إلى القتال، بعد انتهاء المرحلة الأولى”. وهذا إنجاز دبلوماسي كبير، ففي البداية كان مكتوباً أن الوسطاء تعهدوا عدم تجدُّد القتال، والآن، مكتوب في الاتفاق أن الدول الوسيطة ستبذل جهدها من أجل عدم تجدُّد القتال.
وعلى الرغم من تنازُل إسرائيل عن رصيد أساسي للحرب، والسماح بعودة مليون غزّي إلى شمال القطاع، بدءاً من اليوم السابع للاتفاق، فإن الوزير سموتريتش قال، إنه توصل إلى تفاهمات كاملة مع نتنياهو بشأن العودة إلى القتال. هل يمكننا تخيُّل الجيش الإسرائيلي وهو يعيد احتلال شمال القطاع ومحور نتساريم، المنطقتين اللتين كلّف احتلالهما خسائر مؤلمة؟
أوضح نتنياهو في أحاديث داخلية التالي: “لقد حوّلنا الغزيين إلى بدو رحّل. وإذا أصدرنا الأمر فسينزحون مرة أُخرى، مثلما نزحوا إلى رفح”. ونسمع تقديرات مشابهة من مراسلين عسكريين يقولون لنا، إن شمال غزة تمت تسويته بالأرض بصورة كاملة، ومن غير الواضح على الإطلاق إلى أين سيعود الغزّيون. وأضاف أحد المعلّقين البارزين، إنه بسبب الدمار الكبير، “تواجه (حماس) مشكلات سياسية داخلية في ترويج إنجازها لجمهورها”.
كل هذه التقديرات ستتبدد، بعد أسبوع، عندما نرى التدفق الشعبي الحقيقي. لا يوجد شيء يتطلع إليه مليون غزّي أكثر من العودة إلى مدينتهم غزة. أعلنت حكومة السلطة الفلسطينية في رام الله أنها حصلت فعلاً على تبرعات مالية من المنظمة العربية الدولية لإعادة إعمار فلسطين (AICOP)، وستدخل الجرافات من معبر رفح، الأحد، وستكون مهمتها الأولى البدء برفع الأنقاض من مدينة غزة، ومن جباليا.
نشرت السلطة خريطة تفصيلية للبدء بالأشغال. في المقابل، أعلنت وزارة الداخلية في غزة (الخاضعة لحكم “حماس”) أن عناصر “القوى الأمنية” وشرطة “حماس” سينتشرون في القطاع للمحافظة على “الأمن العام”، ومن خلال هذين البيانَين نستطيع أن نرى التعاون بين السلطة و”حماس”. في الأيام الأخيرة من المفاوضات في الدوحة، جلس زاهر جبارين، المسؤول في “حماس” في الضفة الغربية، مع قدورة فارس، وزير الأسرى في السلطة الفلسطينية، ووضعا قائمة “القتلة” الذين سيُحرَّرون من السجون في إسرائيل.
أمّا في غزة، فإن تقاسُم المهمات بين السلطة الفلسطينية و”حماس” مختلف قليلاً: تجمع السلطة المال، وستضع عناصرها على معبر رفح (من دون زيّ رسمي)، بينما ستحرص شرطة “حماس” على المحافظة على الأمن في الشوارع. ومَن سمع بترتيب مؤقت لمدة 42 يوماً فقط، من الأجدى أن يتوقع رؤية مئات الشاحنات التي ستتدفق من مصر، عبر معبر رفح، المحمّلة، ليس فقط بالسلع الإنسانية والغذاء، بل أيضاً بعشرات الآلاف من الأكواخ الخشبية التي ستنتقل إلى شمال غزة لإيواء النازحين العائدين.
ليس هناك أيّ شك في أن “حماس” هي التي ستتولى إقامة هذه الأكواخ، فضلاً عن آلاف الخيام، في الأماكن القريبة من الحدود مع إسرائيل، على الأراضي الاستراتيجية في شمال القطاع: في بيت حانون وبيت لاهيا، وفي العطاطرة. وخلال 3 أسابيع، ستمتلئ المنطقة بدروع بشرية، مهمتها منع الجيش الإسرائيلي من إعادة احتلال شمال القطاع ومدينة غزة، أو جعل ذلك صعباً عليه.
كل ذلك يجري تحضيراً للمفاوضات بشأن المرحلة الثانية. لقد احتفظت “حماس” بالرجال الإسرائيليين الذين تسميهم “جنوداً” (على الرغم من وجود 4 جنود فقط)، ونُقل عن مبعوث ترامب ويتكوف أنه وعد “حماس”، إذا التزمت وقف إطلاق النار، فإنه سيشجع على إجراء مفاوضات مهمة بشأن المرحلة الثانية.
يحاول زعماؤنا تهدئة الجمهور الإسرائيلي برسائل، مثل “في المرحلة الأولى، لن يُطلق سراح عناصر من النخبة، بل فقط الذين اعتُقلوا في غزة بعد 8/10، ولن يُطلق سراح “مخربين” من العيار الثقيل، مثل قائد “حماس” في الضفة، إبراهيم حامد، أو عباس السيد، وهو من الذين خططوا للهجوم على بارك أوتيل. لكن أصحاب الأسماع الدقيقة يمكنهم معرفة ما يختبئ بين السطور في هذه الرسالة: إذا كان مهماً التشديد على عدم إطلاق هؤلاء في المرحلة الأولى، ماذا عن المرحلة الثانية؟
كل هذه الحقائق على الأرض تطرح مخاوف كبيرة من أنهم يبيعون الجمهور الإسرائيلي حكايات يتم من خلالها إخفاء الحقيقة المرّة التي تختبئ تحتها، وربما من الأفضل تسميتها حكايات حلوة ومرّة: من ناحية، سيبدأ المخطوفون بالعودة إلى البلد، ومن جهة أُخرى، هم يقومون بتضييعنا بصورة كاملة.
الدليل على ذلك يمكن العثور عليه، تحديداً، في قرار الحكومة الذي جاء فيه أن “الحكومة قررت السماح بمخطط المخطوفين الذي يتضمن شروطاً إضافية تظهر في الملحق (ب)… يبدأ الأطراف بالمفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الصفقة، وفقاً للملحق (ب).. المرحلة الثالثة من الصفقة ستتحقق، وفقاً لما جاء في الملحق (ب)”.
ما الذي احتوى عليه الملحق “ب” الغامض؟ سؤال جيد. هو موجود في أدراج مكتب رئيس الحكومة، وليس لدى الجمهور سوى أن يتساءل، وأن ينتظر 42 يوماً لمعرفة ما إذا كنا سنعود مجدداً إلى القتال؟
——————————————-
هآرتس 20/1/2025
مصالحهم الاستيطانية لا توجد على رأس سلم أولوياته
ترامب ليس الصديق المخلص جداً الذي تخيلوه في أوهامهم
بقلم: ايريس ليعال
هذا تقريبا يتجاوز ما يمكن للنفس استيعابه ولكن كما عرف الجميع، ورفضوا التصديق، فان صفقة التبادل الحالية تشبه الخطة التي وضعت على طاولة نتنياهو في آذار وأيار 2024. هي لم تخرج الى حيز التنفيذ لأسباب سياسية تتعلق بأمور صغيرة ، وستة من المحتجزين نجحوا في اجتياز أشهر من المعاناة، وقتلوا لأن الجيش الاسرائيلي اقترب منهم وأسروهم أصيبوا بالرعب.
قبل لحظة على عودة المحتجزين الأوائل فانه محظور علينا نسيان أن کرمل غات وعيدان يروشالمي، كان يمكن أن يتحررا أمس. جلد وعظام، لكنهم أحياء، وهيرش غولدبرغ – بولن يمكن أن يتحرر في الاسبوع القادم، تمت التضحية بهم على مذبح الابقاء على الائتلاف. محظور ايضا نسيان أن رد محيط نتنياهو على موتهم الصعب والزائد كان تسريب وثيقة لصحيفة “بيلد”، التي كما يبدو كتبها يحيى السنوار وكأنها تكشف تكتيك التلاعب بعائلات المحتجزين وممارسة الضغط النفسي عليها من اجل ازدياد ضغط الجمهور على الحكومة.
حتى امكانية أن هذه الصفقة رفضت منذ تشرين الثاني من اجل اعطاء الرئيس الامريكي المنتخب هدية، هي أمر مخيف. ستون جنديا قتلوا في هذه الفترة، ومن يعرف ما هو مصير عدد من المحتجزين. ولكن عندما يدور الحديث عن اشخاص مثل نتنياهو وترامب فان أي شيء ممكن. فالاول لا يمكنه الشعور بالتعاطف، الذنب والندم. والثاني هو شخص اناني مثل الطفل في الحضانة، مع “الأنا” لخمسة نابليون لا أحد منهم سيتعذب ويقلق في الليل وهو يعرف أن المحتجزين سيتناقص عددهم في الاشهر التي مرت منذ انتهاء الانتخابات الامريكية.
في نهاية المطاف هذه ليست قصة لي الأذرع التي فاز فيها زعيم الدولة العظمى، بل قصة الاواني المستطرقة. فقط ترامب، الذي يقدره اليمين هنا، يمكن أن يسمح لنتنياهو بتنفيذ صفقة التي قادته يعتبرونها هزيمة مهينة. هو فقط يمكنه الحفاظ على الائتلاف من اجل نتنياهو في المياه الهائجة ويسير الى الامام. لا يوجد وضع كان يمكن لنتنياهو أن يقنع فيه الشركاء المسيحانيين بأن جو بایدن فرض عليه الاتفاق، رغم الوقوف الحازم الى جانب اسرائیل والمساعدات العسكرية امام ايران، إلا أنه كان شخصا لا يتمتع بالشعبية، وتم اعتباره شخصا ضعيفا ويساري” تقدمي بايدن لم يكن باستطاعته مساعدة نتنياهو على تجاوز هذه العقبة ترامب الازعر، استطاع ذلك.
خلافا لبايدن وترامب فان مصير المحتجزين أزعج بايدن، لكن كل ولايته تم تلطيخها بالضعف الذي اظهره امام نتنياهو بحقيقة أنه كرئيس للدولة العظمى في العالم لم يكن قادر على فرض ارادته عليه، وحتى أنه أيده عندما قام نتنياهو باهانته علنا في الغد سينهي حياته السياسية الطويلة ولقب جو الذي ارتكب الابادة الجماعية ملتصق به وعشرات آلاف القتلى في غزة والعائلات التي محيت بالكامل تثقل على ضميره المرء بحاجة الى مؤهلات استثنائية كي ينزل عن المنصة السياسية، كمهزوم في الانتخابات، وكمن سمح بحدوث الابادة الجماعية.
يمكن الحصول على متعة قليلة من صدمة اليمين البيبي المتطرف ازاء الاعتراف الزاحف، أن ترامب ربما ليس الصديق المخلص جدا مثلما كانوا يتوهمون. لأنه كما يبدو مصالحهم الاستيطانية لا توجد على رأس سلم اولوياته. الآن هم اكتشفوا أن ترامب يحب السعودية ودول الخليج. نحن سنرى كيف سيردون اذا تبين أن الرئيس الامريكي لا ينوي دفع فاتورة التكلفة السياسية لحروب طويلة.
مع ذلك، لا يجب الاسراع الى استخلاص الاستنتاجات. الحقيقة سنكتشفها فقط قبل المرحلة الثانية للصفقة، عندما سيحصل نتنياهو على وجع في ركبتيه ويخضع لضغط قاعدته والجبهة الاصولية في حكومته، ويصمم على استئناف القتال من اجل أن يوفر لهم النصر المطلق الذي وعد به. في هذه الاثناء تنتظرنا ايام وليال كاملة من القلق حول سؤال أي من بين المصالح السياسية ستنتصر. لأن الانسانية البسيطة لم تعد توجد في المنطقة.
——————————————-
إسرائيل اليوم 20/1/2025
وقف إطلاق النار هو فرصة لحساب نفس عميق
بقلم: يوآف ليمور
اتفاق تحرير المخطوفين وقف النار هو حقيقة ناجزة، حاليا على الأقل: المخطوفون سيعودون الى الديار، السجناء الفلسطينيون سيتحررون، مواطنون غزيون سيعودون الى شمال القطاع وحماس ستتعزز وستحافظ على حكمها.
ينبغي الامل في أن ينفذ الاتفاق بكامله. هذا ليس مضمونا مسبقا. حماس هي عدو وحشي، متلاعب، ستضع المصاعب وستحاول التراجع عن التوافقات كما فعلت في الماضي. التأخير في نقل أسماء المخطوفات اللواتي سيتحررن اليوم هو عينة أولى لما ينتظرنا لاحقا. سنحتاج لاعصاب من حديد كي نتجاوز هذه الأسابيع وما سيأتي معها – الاشباح التي ستعود من غزة، استفزاز المخربين الذين سيتحررون والقول المرتقب من حماس بانها انتصرت في المعركة.
هذا نصر اشبه بالهزيمة بالطبع. غزة خربة وغير مناسبة في معظمها لسكن الانسان. نحو 45 الف فلسطيني قتلوا في الحرب ونحو 100 الف أصيبوا. امل يحيى السنوار في وحدة جبهات تخنق إسرائيل انقلب عليه وعلى اسياده الإيرانيين، الذين فقدوا مقدرات وحلفاء كثيرين في المنطقة. ولا يزال، حماس لم تنهار: خير تفعل إسرائيل اذا ما استغلت الفترة القريبة القادمة كي تفهم ما فشلت في عمله حتى الان.
الطريق الى هناك اكثر تعقيدا من الوعود العليلة بـ “استئناف الحرب”. أولا، لانه ليس مؤكدا انها ستستأنف: الإدارة المنصرفة والوافدة في واشنطن تتحدثان صراحة عن ان الحرب انتهت، وستكون حاجة الى أسباب استثنائية كي يعطى إسرائيل ضوء اخضر لاستئنافها.
ثانيا، لانه اذا ما استؤنفت الحرب، فلن تكون لإسرائيل طريق لتحرير المخطوفين الاحياء والاموات المتبقين في غزة: على أي حال يوجد أيضا اخفاق منطقي واضح بين مطلب الجناح اليميني في الحكومة لاعادة “الجميع” وبين طلبه الموازي للعودة للقتال بين المراحل – وضمنا للتخلي عن باقي المخطوفين.
وثالثا، لانه حتى اذا ما استؤنف القتال فليس فيه بحد ذاته ما يقوض حكم حماس. لقد هزم الجيش الإسرائيلي حماس عسكريا قبل نحو نصف سنة لكن المنظمة عادت ورممت نفسها لان إسرائيل تفشل في العثور وعلى الدفع قدما ببديل سلطوي في غزة.
ماذا ستريد إسرائيل
هذا فشل مدوٍ، أسبابه سياسية صرفة. نتيجته الفورية هي ان السكان الفلسطينيين الذين سيعودون الى بيوتهم سيلتقون حكم حماس إياه الذي ادار حياتهم. النتيجة بعيدة المدى لحماس إياها ستبدأ فورا بتعاظمها العسكري المتجدد كي تحصن نفسها لمواصلة الكفاح. من سيرغب في كسر شوكتها في المستقبل سيحتاج الى اكثر من الطائرات، الدبابات والوية المشاة: سيحتاج الى خطة مرتبة بقيادة أمريكية ومع اسناد غربي – عربي يمكن أن تتضمن أيضا صفقة أوسع من التطبيع مع السعودية ورزمة مساعدات عسكرية واقتصادية سخية.
إدارة ترامب تطلق إشارات بانها مستعدة لمثل هذه الخطوة. حماس ستعارض بالطبع والسؤال هو ما الذي تريده إسرائيل. نتنياهو اطلق في الأيام الأخيرة تلميحات متضاربة، يخيل أنه يعتقد انه سينجح كما هو دوما في أن يتمتع بكل العوالم – ان ينفذ الصفقة وان يحافظ على حكومته في نفس الوقت. كي يفعل هذا سيحتاج لان يرضي شركاءه فيما ان على جدول الاعمال موضوعين فوريين: قانون الاعفاء من التجنيد وتغيير رئيس الأركان وقيادة الجيش. مردودات إضافية أعطيت منذ الان بما فيها تحرير خمسة المعتقلين الإداريين اليهود. وحقيقة أنهم تحرروا خطفا، بلا تشاور مع الشباك، تدل على كم هي الحكومة مستعدة لان تضحي بشؤون الامن لاجل مواصلة وجودها.
معارك الشارع هذه داخل الحكومة وبين أطرافها المختلفة وبين الجيش، الشباك، جهاز القضاء، وسائل الاعلام والجمهور ستتسع جدا في الفترة القادمة. ومع كل أهميتها ستكون ثانوية امام الموضوع الهام الحقيقي: العودة الى الديار لـ 33 مخطوفا، معظمهم احياء، تخلت عنهم اسرائيل في 7 أكتوبر وفي كل يوم مر منذئذ.
السير على الخط مع الواقع
في الأيام الأخيرة يجري جدال هل كان ممكنا الوصول الى اتفاق في شهر أيار من العام الماضي. معارضو نتنياهو يدعون أن نعم، مؤيدوه يدعون أن لا. من حيث الحقائق، الأساس للاتفاق الحالي هو “وثيقة نتنياهو في 27 أيار 2024 التي لم تنضح حتى الان لمفاوضات جدية. معارضو نتنياهو يدعون بان السبب في ذلك هو ما ادخله نتنياهو من شروط للعملية. مؤيدوه يدعون بان حماس لم تكن ابدا شريكا لما كان مكتوبا في الاتفاق.
لقد نجحت إسرائيل في الأيام الأخيرة في أن تدخل الى الاتفاق تحسينات هامة واساسا في عدد المخطوفين الاحياء الذين سيعودون في المرحلة الأولى. بالمقابل لم تنجح في منع عودة الفلسطينيين الى شمال القطاع او انسحاب الجيش من محور نتساريم (فورا) ومن محور فيلادلفيا (لاحقا). كما أن المنطقة العازلة الأمنية ستكون اضيق مما ارادتها إسرائيل. وبين السجناء الأمنيين الذين سيتحرروا يوجد قتلة سفلة على نحو خاص.
هذه طبيعة المفاوضات. الطرفان يحاولان تعظيمها في صالحهما. من وعد بضربة قاضية (او نصر مطلق) مطالب ان يسير على الخط مع الواقع. وقف النار هو زمن جيد لحساب نفس عميق، لشد المنظمات وتشكيل لجنة تحقيق رسمية التي الى جانب استكمال التحقيقات في الجيش ستستوضح ملابسات الإخفاق الأكبر في تاريخ الدولة – قصور جراحه لن تشفى حتى عودة عموم المخطوفين الى الديار – الطريق الى هناك تبدأ اليوم.
——————————————-
هآرتس/ ذي ماركر 20/1/2025
هل ستؤثر سياسات ترامب سلباً على تطلعات إسرائيل الاقتصادية بشأن صناعة السلاح؟
بقلم: حجاي عميت
وقف إطلاق النار في قطاع غزة، إضافة إلى وقف إطلاق النار الذي تحقق في المنطقة الشمالية، ربما يؤدي في الأسابيع القريبة القادمة إلى تقليص تجنيد الاحتياط بعشرات آلاف الجنود، وإخلاء محور فيلادلفيا ومعبر رفح وممر نتساريم. إضافة إلى ذلك، سيصادف الأحد القادم اليوم الستين ليوم وقف إطلاق النار في الشمال، موعد انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من لبنان.
معنى الانسحاب من غزة ولبنان هو أن حوالي خمس فرق للجيش الإسرائيلي، الموجودة خارج حدود الدولة في الجنوب والشمال، ستعود إلى إسرائيل. إعادتها ستجعل الاحتفاظ بعشرات آلاف رجال الاحتياط أمراً لا حاجة إليه. جندي الاحتياط يكلف الدولة 30 ألف شيكل بالمتوسط في الشهر. والتوفير من تسريح جنود الاحتياط قد يبلغ مليار شيكل في الشهر. ويضاف إلى ذلك التوفير في تكلفة الذخيرة والصواريخ الاعتراضية التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي للدفاع عن الدولة.
على فرض أننا لن نستأنف القتال، فإن تسريح جنود الاحتياط هو الخطوة الأولى في الواقع الجديد الذي تسير إليه إسرائيل، وفي كل ما يتعلق بتكاليف أمنها. ولكن انخفاض تكاليف الحرب الجارية لن يرافقه استبدال القرص في قيادة جهاز الأمن. رغم تعرض حماس وحزب الله للضرب، وخروج الجيش السوري من الصورة، وتكبد إيران ضربات قاسية، فإن سباق تسلح إسرائيل يبدو في بدايته.
في بداية كانون الثاني، أعلنت وزارة الدفاع وشركة “البت” للمنظومات، بأنها وقعت على صفقات بمبلغ مليار شيكل لإنتاج آلاف القنابل الجوية الثقيلة وإقامة “مصنع وطني للمواد الخام”. قبل أربعة أشهر من ذلك، تم التوقيع على اتفاق بحسبه تشتري وزارة الدفاع من “البت” ذخيرة بمبلغ 1.5 مليار شيكل. تنفذ إسرائيل عدداً غير قليل من العمليات الأخرى مع شركات مختلفة رغبة في الوصول إلى استقلالية في التسلح.
الاعتماد على الصناعات الأمريكية
هذا التسلح يحدث رغم أن أوساطاً كثيرة في جهاز الأمن، تعتبر الرؤية القائلة بأن على إسرائيل ويمكنها الوصول إلى الاستقلالية في إنتاج السلاح “أسطورة حضرية”. أحد المبررات هو هيكلية ميزانية الدفاع، التي تعتمد على المساعدات الأمريكية، والتي يجب أن يكون معظمها موجهاً لشراء المنتجات الأمريكية. هذه القاعدة تؤدي بالجيش الإسرائيلي أن يكون ملزماً بتفضيل الصناعات الأمريكية على الصناعات الإسرائيلية في لحظة الحقيقة.
وثمة مبرر آخر، وهو أنه إذا ما أخذ في الحسبان أنواع الذخيرة التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي، فليس لدى إسرائيل موارد كافية للوصول إلى وضع يتم فيه إنتاج كل شيء في إسرائيل.
ويدرك جهاز الأمن بأن الجدال حول التسلح في السنتين الأخيرتين لن يكون وضعاً دائماً للجيش الإسرائيلي. المعضلة أمام وزارة الدفاع، قال ضابط رفيع في الجهاز، هي “ما الذي سيحدث بعد تلبية الطلب الإسرائيلي والدولي للسلاح في السنتين أو الخمس سنوات القادمة؟”.
التسلح الهستيري أمر لا قيمة له
لا يقتصر هذا التخبط على الإسرائيليين. فحسب مصادر على اتصال مع وزارة الدفاع الأمريكية، ثمة نقاش ساخن في الخارج أيضاً الآن حول حجم مخزون الذخيرة الذي تحتاجه أمريكا – وقدرة الإنتاج المطلوبة لصناعة السلاح الأمريكية.
أظهرت الصناعات الأمريكية قفزة حادة في إنتاج ذخيرة للدبابات والطائرات في السنتين الأخيرتين. تم توسيع الخطوط، وازداد الإنتاج، ومعه كمية الإنتاج للاحتياط. جهات رفيعة في وزارة الدفاع تطرح سؤالاً الآن: أي ذخيرة يجب الاستمرار في إنتاجها وما هو عددها؟
الوثيقة التي نشرتها وزارة الدفاع الأمريكية في 10 كانون الثاني، تدل على أن الولايات المتحدة استثمرت منذ بداية العام 2022 نحو 5.5 مليار دولار لتوسيع إنتاج عدد كبير من أنواع الذخيرة لتزويد أوكرانيا باحتياجات حربها. وأدى هذا الاستثمار مثلاً إلى أن عدد قذائف المدفعية بقطر 155 ملم، التي تنتج في الولايات المتحدة شهرياً، قفز من 14.500 إلى 40.000. وارتفع إنتاج العبوات الناسفة لهذه القذائف في الولايات المتحدة من 14.500 إلى 18.000 عبوة في الشهر. في موازاة ذلك، باتت مواقع الإنتاج في ألمانيا وإسبانيا وهنغاريا وجنوب إفريقيا وأستراليا، في ذروة عملية زيادة إنتاج القذائف، 700 ألف قذيفة في السنة تقريباً. وإنتاج أكثر من 10 آلاف طن من مسحوق الاشتعال في السنة. وبدأت القفزة أيضاً بوتيرة إنتاج عدد كبير من أنواع مختلفة للذخيرة، ومن صواريخ ام.ال.آر.اس (منصات إطلاق متعددة الفوهات) وحتى صواريخ الباتريوت.
السبب الرئيسي لهذه القفزة هو الحرب بين أوكرانيا وروسيا، التي أحدثت نقصاً في الذخيرة. وأدخلت جيوش العالم إلى خوف عميق من عدم الاكتفاء بالطائرات والمسيرات، وأننا سنعود إلى الوراء، إلى عهد الحروب البرية الطويلة، التي تحتاج احتياطي ذخيرة لا ينفد. ولكن عندما أصبحت عملية التسلح في ذروتها، يتوقع اليوم دخول رئيس جديد إلى البيت الأبيض، مصمم على إنهاء الحروب في الشرق الأوسط، بل ويعلن تصميمه على وقف الحرب في أوكرانيا فوراً. معنى ذلك أن الإدارة الأمريكية الجديدة قد تتوقف عن تمويل ضخ الذخيرة للجيش الأوكراني. في هذا السيناريو، مع دعم أوروبي فقط، ستجد أوكرانيا صعوبة في الاستمرار في القتال، وسيتلاشى طلب الذخيرة الممول في السنتين الأخيرتين بالدولارات.
الذخيرة لن تخدم إلى الأبد. حسب الدكتور يهوشع كليسكي، الباحث في معهد آي.ان.اس.اس، فإن “التسلح المتسارع أمر مهم لاستكمال الاحتياطي الذي نفد في المعركة الطويلة. وثمة حاجة إلى الاستقلالية في الأمور الرئيسية، أي ذخيرة للدبابات والمدافع، وذخيرة مختلفة لسلاح الجو والسيطرة على إنتاج المواد المتفجرة وزيادة احتياطي صواريخ الاعتراض المختلفة.
لكن التسلح الهستيري أمر لا قيمة له، لأن للذخيرة تاريخ انتهاء. وعلى فرض وضع ساده الهدوء النسبي، فتكلفة إنتاج الذخيرة أكبر من الفائدة المقرونة بتحويل الموارد. والأمر المهم هو ابتكار تكنولوجي وفكري.
أسعار السلاح قد تنخفض
حتى لو أصر ترامب على إنهاء الحرب، وحتى لو نجح في ذلك، فلن يحدث هذا بين عشية وضحاها. وعملية تسلح الجيوش في العالم لن تتوقف على الفور. التحليلات التي أجريت في صناعات إسرائيل الأمنية تفترض استكمال احتياطي الذخيرة وستستمر خطط زيادتها لسبع سنوات أخرى. لا تأخذ هذه الخطط في الحسبان إمكانية معقولة باندلاع حروب جديدة في مناطق أخرى في العالم. في موازاة ذلك، ثمة طلب على منظومات تسلح وأسلحة خاصة ذات أفضلية تنافسية دائمة. والدرس فيما يتعلق بحاجة كل دولة إلى امتلاك قدرة إنتاج مستقلة استعداداً لوضع يصعب فيه الحصول على السلاح، لن ينسى بسرعة كما يبدو.
مع ذلك، عندما يدور الحديث عن سلاح أساسي، فالقفزة التي تحدث في هذه الأثناء على القدرة الإنتاجية في العالم، ربما تؤدي إلى انخفاض أسعار القذائف مثلاً، التي قفزت في السنتين الأخيرتين. ووفقاً لهذا السيناريو، فإن من استثمر مليارات الدولارات في تطوير خطوط الإنتاج سيكتشف أن هذا يمثل فيلاً أبيض من ناحية اقتصادية، وربما منح الأمن، ولكن ليس لإنتاجه طلب في العالم.
قد تجد إسرائيل نفسها في وضع يشبه وضع المزارعين الذين يلاحظون وجود موضة عالمية، مثل الطلب على الفلفل أو الأفوكادو، ويسارعون لزراعة آلاف الدونمات على فرض أن الطلب سيستمر. وبعد بضع سنوات، عندما يبدأ الحقل في إعطاء الثمار، يكتشفون أن العالم زرعوا نفس المزروعات، وأن السوق أغرقت بالبضاعة.
——————————————
هآرتس 20/1/2025
صحيفة عبرية.. لنعترف: خسرنا الحرب منذ 7 أكتوبر.. وطموحات نتنياهو واليمين قد تصطدم بترتيبات ترامب
بقلم: عاموس هرئيل
عند مشاهدة صور الفوضى في غزة أمس، حيث الجمهور الفلسطيني الهائج أحاط بالسيارة التي تقل المخطوفات الإسرائيليات الثلاث، وردت فكرة أننا نشاهد بداية النهاية. من خلال الحرب الملعونة، التي هزت حياة الإسرائيليين والفلسطينيين منذ 7 أكتوبر، تظهر الآن طريق خروج محتملة. المرحلة الأولى في صفقة التبادل انطلقت، وربما تنتهي بنجاح بعد ستة أسابيع. من الواضح أن الانتقال إلى المرحلة الثانية سيكون أصعب. من غير الواضح إذا كان لزعماء الطرفين مصلحة في ذلك. وحتى الآن، صعدنا أمس على مسار استكمال الصفقة وإنهاء الحرب، بتشجيع كبير من ترامب، الذي سيؤدي اليمين هذا المساء رئيساً للولايات المتحدة.
خرجت حماس أمس في عملية استعراض قوة على خلفية انسحاب الجيش الإسرائيلي من بؤر الاحتكاك في القطاع، وتسليم المخطوفات الثلاث الأوائل – دورون شتاينبرغر وايميلي دماري (كيبوتس كفار عزة)، وروني غونين من حفلة “نوفا” – للصليب الأحمر في مركز مدينة غزة. على بعد بضعة كيلومترات من المكان الذي عملت فيه قوات الجيش الإسرائيلي قبل بضعة أيام، ظهر أمس مئات النشطاء المسلحين. يبدو أن حماس عرضت بذلك أيضاً قوة عسكرية وعلامات سيطرة مدنية. ولكن ما زال هذا حقيقة غير ثابتة حتى الآن؛ يجب أن تكون ترتيبات أخرى لمستقبل القطاع خلال بضعة أشهر على الأجندة.
من اللحظة التي سيتم فيها إخلاء ممر نتساريم نهائياً، سيبدأ تدفق الجمهور نحو الشمال؛ أي أكثر من مليون شخص، حسب التقديرات. بعد ذلك، سيجد الجيش صعوبة في استئناف القتال في الأسابيع الستة القادمة، حتى لو انهار الاتفاق.
الأعصاب المشدودة استمرت أمس حتى اللحظة الأخيرة. لا سبب للافتراض بأن تكون الأمور مختلفة في الأسابيع القادمة، سواء بسبب صعوبات إعلامية داخلية نابعة من القتال أو لرغبة في الاستمرار بالتنكيل النفسي لعائلات المخطوفين، حماس لم تلتزم بالجدول الزمني المحدد، ولم ترسل السبت أسماء المخطوفات اللواتي يتوقع إطلاق سراحهن. عندما استمر التأخير حتى صباح أمس، أعلنت إسرائيل بأنها لن تحترم وقف إطلاق النار الذي كان يمكن أن يدخل إلى حيز التنفيذ عند الساعة 8:30. في نهاية المطاف، أرسلت الأسماء بعد ساعتين، وأوقف الجيش الإسرائيلي إطلاق النار بعد ذلك بقليل. حتى ذلك الحين، قصف سلاح الجو عدة قوافل انتصار لرجال الذراع العسكري في أرجاء القطاع، وأبلغ عن 14 قتيلاً على الأقل.
ظهرت قوافل المسلحين في البداية جنوبي القطاع. ركب رجال حماس سيارات “تيوتا” التي اشتهرت يوم المذبحة، وأطلقوا النار في الهواء كعلامة على السرور. تبذل حماس الكثير من الجهود لترسيخ رواية النصر في نظر سكان القطاع رغم المعاناة التي مرت عليهم في الـ 15 شهراً الأخيرة. في هذه المرحلة، لم تبدأ حركة جماهيرية للسكان في مناطق اللجوء في المواصي على الشاطئ الجنوبي باتجاه شمال القطاع؛ لأن الجيش الإسرائيلي لم يخل بعد ممر نتساريم بصورة كاملة، مثلما هو مخطط له.
في المقابل، يتم الشعور الآن بحركة داخلية في شمال القطاع، بين مدينة غزة وجباليا وبيت حانون، وهي الأحياء التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي في نهاية الأسبوع. ومن اللحظة التي سيتم فيها إخلاء ممر نتساريم نهائياً، سيبدأ تدفق الجمهور نحو الشمال؛ أي أكثر من مليون شخص، حسب التقديرات. بعد ذلك، سيجد الجيش صعوبة في استئناف القتال في الأسابيع الستة القادمة، حتى لو انهار الاتفاق.
النقاشات حول استئناف الحرب، التي قد تجري بعد انتهاء النبضة الأولى للصفقة بعد ستة أسابيع، تبدو الآن نظرية في أساسها. والمفتاح في يد ترامب. الوعود الكثيرة التي وعد بها نتنياهو الوزير سموتريتش لضمان بقاء حزب “الصهيونية الدينية” في الحكومة حتى انتهاء المرحلة الأولى، ستصطدم بطلبات ترامب لاحقاً. إذا صمم الرئيس على إنهاء الحرب في غزة، فسيجد نتنياهو صعوبة في فرض إرادته.
في غضون ذلك، تفاصيل التنازلات التي قدمتها إسرائيل في الصفقة بدأت تظهر. إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين الكثيف يثير ردوداً عامة شديدة، على الأقل بسبب العدد الكبير، والأكثر بسبب هوية بعض المحررين (المخربون المشاركون في عمليات قاسية قتل فيها الكثير من الإسرائيليين في التسعينيات وفي الانتفاضة الثانية).
لكن كل من تابع الوضع في القطاع ولم تخدعه تصريحات نتنياهو وألاعيب أقواله، كان يمكنه التخمين من فترة طويلة بأنها نتيجة الحرب. الحقيقة البائسة هي أن إسرائيل خسرت الحرب في 7 أكتوبر بدرجة كبيرة. وكل ما فعلته منذ ذلك الحين كان تقليص الأضرار ولو قليلاً. ولاستكمال صفقة تحرير جميع المخطوفين، كان مطلوباً منها تقديم تنازلات كبيرة، وسيشمل القسم الثاني في الصفقة سجناء أثقل، أكثر قتلاً، من المحررين في القسم الأول من الصفقة.
السبب الرئيسي للوضع الذي وصلنا إليه ينبع من رفض نتنياهو المستمر لمناقشة أي حل يتناول اليوم التالي لحماس في قطاع غزة، لا سيما تدخل للسلطة الفلسطينية في غزة. ربما تؤدي خطط ترامب، التي تندمج بصفقة أمريكية – سعودية – إسرائيلية، إلى محاولة فرض اتفاق آخر على نتنياهو. لأنه بالنسبة لاتباعه، غير متهم أو مسؤول عن أي شيء، لذا يتم بذل جهود كبيرة لحرف الانتباه، الذي يهدف إلى جسر الهوة بين وعوده والوضع الفعلي. عندما يذكرون السجناء الذين سيطلق سراحهم، يتهم اليمين يتهمون على الفور اليسار و”احتجاج كابلان”، وكأنهم هم الذين يمسكون هذا التأثير بأيديهم.
المفتاح في يد ترامب. الوعود الكثيرة التي وعد بها نتنياهو الوزير سموتريتش لضمان بقاء حزب “الصهيونية الدينية” في الحكومة حتى انتهاء المرحلة الأولى، ستصطدم بطلبات ترامب لاحقاً. إذا صمم الرئيس على إنهاء الحرب في غزة، فسيجد نتنياهو صعوبة في فرض إرادته.
ويرى اليمين أن الجيش الإسرائيلي يفشل الحكومة في طريقها إلى النصر المطلق. تم طرح تسريع إقالة رئيس الأركان هرتسي هاليفي مؤخراً في محادثات بين أعضاء الليكود وسموتريتش والوزير بن غفير، في إطار محاولة إقناعهم بالبقاء في الائتلاف. سموتريتش وصف هاليفي في مقابلة مع وسائل الإعلام بأنه “رئيس أركان تقدمي” وضابط دفاعي. يبدو أن الرسالة الموجهة للجمهور هي: سنستغل وقف إطلاق النار لتطهير قيادة الجيش الإسرائيلي من الانهزاميين، ثم استئناف الحرب بقيادة جديدة. عملياً، هذه جهود لتشويش المواطنين. إذا كان الضباط في الجيش هم المذنبون بما حدث، حينئذ يمكن للحكومة التي بلورت استراتيجية غبية واستخفت بالخطر الذي تشكله حماس، الاستمرار في جهود الكبح ضد المبادرة المطلوبة لتشكيل لجنة تحقيق رسمية.
كان أمس يوماً جيداً مقارنة مع أيام أخرى في السنتين الأخيرتين. وقف إطلاق النار في غزة، وثلاث مخطوفات يلتقين مع عائلاتهن بعد معاناة كبيرة، واستقالة وزير الأمن الداخلي – هذا محصول معقول إذا أخذنا في الحسبان ما تعودنا عليه مؤخراً. الأمر الأهم والأساسي، الذي تصدع في يوم المذبحة وفي معالجة الحكومة الفاشلة لأزمة المخطوفين فيما بعد، هو شعور التضامن بين الدولة والمواطنين، الذين تم التخلي عنهم ليموتوا في غلاف غزة. ربما بدأت أمس عملية الإصلاح، ولكن بتأخير واضح.
——————————————
إسرائيل اليوم 20/1/2025
تذكير لنتنياهو: إدارة ترامب الجديدة ليست عادية.. وويتكوف: لو أفشلتم الصفقة لزرت غزة
بقلم: داني زاكن
إدارة ترامب والمسؤولون الذين عينهم الرئيس الوافد ليسوا “عاديين”. اللغة أكثر فظاظة ومباشرة، والتهديدات على الطاولة وليست دبلوماسية، لكن البادرات الطيبة والمردودات سخية.
هذا تذكير تلقاه نتنياهو مباشرة من ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب الجديد إلى الشرق الأوسط، في لقاء في بيته. نفى ويتكوف تقريراً يفيد بأنه طلب اللقاء بنتنياهو رغم السبت، لكن روى أنه قال لرئيس الوزراء “إذا كنت غير معني بالصفقة فقل ذلك وسأعود إلى واشنطن لأطلع الرئيس الوافد”.
وقال مصدر في الإدارة الوافدة لشبكة “ان.بي.سي” إن التعليمات التي تلقاها ويتكوف من ترامب كانت: اعتنِ بالمخطوفين، وإلا عد لتبين سبب الفشل. بين تقرير “ان.بي.سي” صباح الأحد، أن ويتكوف لا يريد للصفقة أن تفشل، ولهذا سيأتي مرة أخرى إلى المنطقة في الأسابيع القادمة، بل ويفكر بزيارة قطاع غزة. لم يرد من سيستضيفه أو إذا كان نسق مع إسرائيل. وأظهر استيضاحنا أن طلباً كهذا لم يحدث بعد، ولم يعرف قادة إسرائيل ببنية ذلك إلا من وسائل الإعلام. وتقول مصادر أمريكية إنه إذا قرر ويتكوف المجيء فسينسق الأمر مع إسرائيل، لكنه سيزور أيضاً المنطقة التي ليست تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي. والنية هي زيارة مراكز الإغاثة الإنسانية التي تديرها منظمات دولية. ستكون ترتيبات الحراسة هناك معقدة للغاية، لكن إشارة ويتكوف هي: سآتي لأرى بعيني لا أن أسمع ما يحصل فقط من الطرف الفلسطيني أو من الطرف الإسرائيلي.
النهج المباشر “يحتاج تنسيقاً”
شدد مصدر سياسي إسرائيلي كبير على أن إدارة ترامب ترى أهداف الحرب بانسجام مع إسرائيل، بما في ذلك إعادة كل المخطوفين ووقف حكم حماس في قطاع غزة. واعترف المصدر بأن النهج المباشر لويتكوف “يحتاج تنسيقاً” على حد قوله، لكن ادعى بأن العلاقة التي نشأت مع الوزير رون ديرمر ومع نتنياهو نفسه جيدة جداً. لكن واضح أن في “القدس” قلقاً، مثلاً من اقتباس لأحد رجال طاقم ويتكوف لشبكة “ان.بي.سي”: “يجدر بالذكر أن هناك أناساً كثراً، متطرفين، متزمتين، ليس من جانب حماس فقط، بل في اليمين الإسرائيلي أيضاً، مصممون على تفجير الصفقة كلها”. مقايسة بشعة، كما ينبغي القول، بين حماس واليمين الإسرائيلي، فيما يمكن التخمين بأن المقصود هما حزبا “عظمة يهودية” و”الصهيونية الدينية”. يأمل الإسرائيليون بأن اللقاء بين نتنياهو وترامب الذي سينعقد في بداية الشهر القادم، وعلى ما يبدو قبل انتهاء المرحلة الأولى من الصفقة، سيؤدي إلى السير على الخط بينهما، وسيركز أساساً على إسقاط حكم حماس.
بالمناسبة، في تقرير “ان.بي.سي” يقول المسؤول الأمريكي من طاقم ويتكوف، إن هناك إمكانية لخروج مئات الآلاف من سكان قطاع غزة مؤقتاً إلى دول أخرى، إحداها إندونيسيا، وذلك في إطار إعمار غزة.
وعودة إلى الصفقة؛ الخلاف المتوقع هو تنفيذ المرحلة الثانية. سينتهي القتال في نهاية هذه المرحلة، ويعاد كل المخطوفين. المشكلة أن إسرائيل وإدارة ترامب على حد سواء، أعلنتا رسمياً بأن شرطاً لهذا هو وقف حكم حماس في القطاع وتجريده من السلاح. حماس تعارض ذلك، وتريد البقاء في الحكم. ولا طريق لتربيع الدائرة يلوح في الأفق. في جانب الدول العربية، فالسعودية والإمارات تؤيدان هذا الطلب الإسرائيلي أيضاً، وسمع ويتكوف حسب مصادر أمريكية –هذا مباشرة من محمد بن سلمان، ولي العهد، في الشهر الماضي.
كيف ينسجم هذا مع الرغبة في تنفيذ الصفقة بكاملها؟ لا ينسجم. وعليه، هناك إمكانيتان: الأولى استسلام حماس مقابل العرض الذي يبنى هذه الأيام، وسنطرح تفاصيله في سياق الأسبوع؛ والإمكانية الثانية أن يفرض ترامب على نتنياهو التنازل بإعادة المخطوفين دون إسقاط حماس، على الأقل ليس في هذه المرحلة. يصعب رؤية كيف سيتمكن نتنياهو من قبول الإمكانية الثانية التي سيكون معناها ثمناً أمنياً وسياسياً وحزبياً ثقيلاً على الحمل.
——————————————
يديعوت أحرونوت 20/1/2025
تخلي حماس عن الحكم وتجريد غزة من السلاح: هل تتفجر الصفقة في مرحلتها الثانية؟
بقلم: رون بن يشاي
ينبغي مطالبة الوسطاء بألا تكون حماس في الحكم، وتجريد القطاع من السلاح، وبالمدى الفوري عدم السماح بتحرير مخطوفين في ظل جمهور معربد. الصفقة تخرج إلى حيز التنفيذ، لكن لا يمكن لإسرائيل أن تسمح لنفسها بوجود منظمات وجيوش جهادية على حدود غزة.
الفرحة التي جرفت مواطني إسرائيل لمشهد تحرير دورون وإميلي ورومي من أسر حماس تشكل إشارة واضحة للحكومة ولرؤساء جهاز الأمن: يجب إعادتهم جميعاً، حتى آخر المخطوفين وأساساً أولئك الذين لا يزالون على قيد الحياة. وإلا فسيبقى الجرح مفتوحاً وستكون لذلك معان هدامة على وحدة المجتمع في إسرائيل ودوافعه. لا يمكن لأي نصر عسكري أن يكون كاملاً، وسيتضرر أمن الدولة إذا لم يعاد كل المخطوفين والمخطوفات. وذلك رغم فهم بأن الحديث يدور عن أخذ مخاطرة ستجبي ثمناً باهظاً باحتمالية عالية بسبب تحرير مخربين بالجملة. وعليه ينبغي الاستعداد بجدية للمفاوضات على المرحلة الثانية من الصفقة، مع العلم أنها كفيلة بأن تؤدي إلى هدنة متواصلة. واضح أن إسرائيل لن تسمح لنفسها بأن تواصل منظمات وجيوش الإرهاب الجهادية وجودها المسلح في قطاع غزة. ينبغي الاعتراف بحقيقة أن حماس ليست جسماً دينياً متزمتاً وخارجياً فرض نفسه على السكان، بل تعبير تنظيمي أصيل على أماني أغلبية أكثر من مليوني نسمة في القطاع. في الثقافة والتطلعات والأيديولوجيا، حماس هي غزة وغزة هي حماس. لضمان أمن مواطني دولة إسرائيل، وبخاصة سكان النقب الغربي، ثمة حاجة لصياغة مطالب وقف الحرب. اصطلاحات مثل “تقويض حماس” و”نصر مطلق” هي اصطلاحات غامضة من مجال الأدب والشعر، وليست مطالب تضعها حكومة مسؤولة على عدو أيديولوجي وحشي.
لن تستطيع إسرائيل ولن تنجح في طرد آخر رجال حماس بمسؤوليها، لكن يمكنها أن تطلب أن يكون قطاع غزة مجرداً من كل بنى الإرهاب التحتية بما في ذلك الأنفاق ومنصات إطلاق الصواريخ وقاذفات الهاون والعبوات الناسفة. إذا لم يتوفر جسم دولي يفرض هذا، فسيتعين على الجيش الإسرائيلي أن يفعل هذا بنفسه، حتى لو استغرق هذا أكثر من سنة.
ثمة طلب عملي ثانٍ، وهو ألا تكون حماس في الحكم في غزة. لا تحتاج إسرائيل لتجتهد كثيراً في هذا الشأن. فقد أعلنت حماس عدة مرات، بأنها لا تريد أن تحكم القطاع مدنياً، بل البقاء كجسم سياسي مسلح على نمط حزب الله. أي العمل بدون عبء تلبية الاحتياجات والتخفيف من أزمة السكان، لكن مواصلة وجودها كجسم “مقاوم”. على إسرائيل أن ترحب بتنازل حماس عن الحكم، لكن عليها أن تعارض كل شكل مسلح ترغب في أن تحتفظ به بموافقة ضمنية من الأسرة الدولية.
هذان المطلبان –تخلي حماس عن السيطرة المادية والمدنية، وتجريد القطاع– يجب أن يكونا في قلب الموقف الإسرائيلي قبيل المرحلة الثانية. وستقبلهما الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب، ولن تعارض الأسرة الدولية هي الأخرى طلب إسرائيل تجريد القطاع من السلاح.
وأخيراً، بعد الساعات الصادمة التي مرت على مواطني إسرائيل في ترقب ممزق للأعصاب لتحرير النساء الثلاث، ينبغي الطلب من حماس ألا يتم تحرير المخطوفين التالين في قلب جمهور معربد. لقد استخدمت حماس تحرير الثلاثة كفرصة لإجراء استعراض قوة – بالمناسبة، غير مبهر على نحو خاص – في مدينة غزة. كان هناك بضع عشرات من المسلحين فقط، ويبدو أنهم لم يكونوا منظمين أو بقيادة كما ينبغي، ما شكل خطراً على حياة المخطوفات الإسرائيليات. هذا طلب يجب طرحه على الوسطاء ليطرحوه على حماس والصليب الأحمر: يجب نقل المخطوفين والمخطوفات في مكان خفي، وليس في قلب جمهور معربد. في هذه الساعات الفرحة من تحريرهن، محظور أن نقول شكراً للأشخاص الذين يفضلهم عادت البنات إلى حدودهن. لجنود الجيش الإسرائيلي الذين بدون قتالهم العنيد وبطولتهم، ما كانت حماس لتوافق على منحى الحل الوسط.
——————————————
يديعوت احرونوت 20/1/2025
بين النصر والهزيمة
بقلم: افي يسخاروف
صور المخطوفات الثلاثة وهن ينقلن الى مركبات الصليب الأحمر في قلب غزة محوطات بالاف الفلسطينيين، بينهم مئات المسلحين مع ربطات رأس خضراء تجسد نصر الروح الإنسانية: ثلاثة نساء، بطلات، ليس اقل من هذا، نجحن في النجاة على مدى فترة 471 يوما، ومعهن شعب كامل أراد جدا ان يراهن محررات وتأثر حتى الدموع ليراهن بالبيت. لكن هذه الصور تجسد أيضا حجم الهزيمة السياسية لدولة وحكومة اختارتا عن وعي تخليد حكم حماس في غزة حتى بعد 15 شهرا من الحرب. حماس بقيت على حالها.
كان هذا الهدف الأعلى لحماس فور بدء الحرب، ورغم ان الحكومة برئاسة نتنياهو أعلنت بانها ستعمل على تصفيتها، إذ ان المنظمة لم تنجو عسكريا فقط – بل حكمها بقي على حاله، وهذا بقدر غير قليل بفضل حكومة إسرائيل. على مدى اشهر نتنياهو ووزراؤه رفضوا بحزم خوض نقاش معمق على إقامة بديل سلطوي لحماس وذلك رغم أنه يوجد عدد لا يحصى من محافل الامن الذين حذروا من أنه من الواجب عمل ذلك والا فان هذه الحرب ستكون عبثا، عدد لا يحصى من المحللين والخبراء حذروا لكن نتنياهو لم يرغب في ذلك. لقد فهم رئيس الوزراء بان كل نقاش سيؤدي في نهاية الامر الى استنتاج واضح – بديل سلطوي لا يمكنه أن يقوم في غزة الا مع السلطة الفلسطينية وحركة فتح.
كان يمكن لهذا ان يتم بمشاركة قوات عسكرية من الامارات، من السعودية بل وربما من مصر لكنهم جميعهم طالبوا بتواجد فتح والسلطة في غزة. نتنياهو رفض ذلك لاعتبارات سياسية والخوف الأكبر لديه كان من الثنائي سموتريتش وبن غفير. الشعارات الفارغة عن أن السلطة الفلسطينية سيئة مثل حماس ومحظور “السماح للنازيين ان يحلوا محل النازيين” انكشفت عندما بدلا من جسم فلسطيني يمكنه أن يعمل الى جانب إسرائيل ويساعدها مثلما يحصل في الضفة الغربية، تلقينا أمس دليلا آخر على أنه لا توجد خيارات جيدة في الشرق الأوسط – فقط سيئة واسوأ. وحكومة إسرائيل اختارت عن وعي الخيار الأسوأ – استمرار حكم حماس.
السلطة الفلسطينية ليست خرقة ناصعة البياض، بل هي ابعد من هذا. فهي تدفع رواتب المخربين وبعض من مسؤوليها حتى مجدوا 7 أكتوبر. غير انها تعمل في الضفة ضد شبكات حماس والجهاد الإسلامي بما في ذلك في مخيم اللاجئين جنين وان لم يكن بنجاح فائق. في الأشهر الطويلة التي انقضت منذ 7 أكتوبر كان يمكن اعداد التعربة لدخول السلطة الى غزة بمرافقة قوات عربية أخرى كي تشكل بديلا لحماس. كي تشكل حتى تهديدا سياسيا. غير ان الحكومة منعت كما أسلفنا كل نقاش او إمكانية للتعاون مع السلطة لاعتبارات سياسية.
واذا كانت السلطة الفلسطينية سيئة بالفعل مثل حماس، كما ادعى بعض من وزراء الحكومة الحالية يطرح السؤال لماذا حتى حكومة اليمين على المليء مليء تسمح لها بمواصلة الوجود بل وتساعدها اقتصاديا وامنيا. لماذا نتنياهو يتولى رئاسة الوزراء على نحو شبه متواصل منذ 2009 لا يعمل على تصفية السلطة او تفكيكها اذا كانت هذه كيانا خطيرا بهذا القدر؟ ولماذا قوات الامن الإسرائيلية، الجيش والشباك، يرون في السلطة وفي أجهزتها شريكا مناسبا يساعد على احباط الإرهاب.
يدور الحديث عن القصور الأكبر لهذه الحرب، قصور 2024. القصور الاستخباري لـ 7 أكتوبر بات معروفا، لكن القصور السياسي الأكبر هو الإهمال المجرم والواعي من جانب الحكومة في كل ما يتعلق باليوم التالي للحرب. إذن ها هو ، وصلنا الى اليوم التالي، حتى وان كان مؤقتا ودولة إسرائيل تستيقظ من كابوس لتدخل الى الكابوس ذاته – في الجانب الاخر من الحدود ستواصل حماس الحكم، بناء انفاق وتجنيد مزيد من الناس، دون أن يقوم لها بديل محلي. يبدو أن من رأى في حماس ذخرا ذات مرة لم يعد يمكنه ان يشفى من هذا.
——————————————-
هآرتس 20/1/2025
في اليمين يخافون من يئير غولان، وهم على حق
بقلم: ديمتري شومسكي
هذا كان نصر مطلق بصورة مصغرة. نصر صغير ومهذب لزعيم اليسار الصهيوني، الذي بُعث الى الحياة. رئيس حزب الديمقراطيين يئير غولان، ضرب الضربة القاضية لقناة الشر المقطر. في احتفال قسري آخر لتشويه غولان في القناة 14 قالت عنه عضوة الكنيست السابقة استرينا تيرتمان: “إن ابنته حسب معرفتي هي داعية سلام. وهي غير مستعدة للجند للجيش الاسرائيلي”.
غولان، الذي هو أب لخمسة أولاد ذكور وليس له أي بنت، قام بمشاركة كذبة تيرتمان وارفق معها رد قصير جاء في محله: “خمسة اولاد، اربعة منهم في الخدمة العسكرية، اثنان ضباط وواحد تجند للجيش رغم أنه يوجد له اعفاء، وصفر من البنات المتهربات من الخدمة”. بعد ذلك نشر منشور فيه صورة ظهر فيها عدد من الملابس العسكرية معلقة بجانب بعضها وكتب عليها “هكذا يبدو حبل غسيل الخائن الذي لديه بنت تتهرب من الخدمة”.
لكن ليس كل الذين في معسكر غولان اعجبوا بالنصر الصغير، حتى الآن، لحقيقة اليسار على كذب اليمين. يوعنا غونين (“هآرتس”، 31/12/2024) وراعيا يارون كرمئيلي (“هآرتس”، 8/1)، اللتان تمثلان تقريبا موقف عدد كبير من اليسار، تعتقدان أن غولان يتبنى عبثا عسكرية اليمين، بدلا من طرح بديل لها على شكل صورة جديدة لليسار.
حتى أن غونين انتقدت بأن غولان قام باستبدال سلمية تيرتمان بالتهرب، وصف الابنة غير الموجودة، وهكذا حولها من ناشطة لها ضمير الى شيء حقير هابط اجتماعيا. من غير المؤكد أن غونين كانت ستكون راضية لو أن غولان كتب “صفر بنات داعيات للسلام” بدلا من “صفر بنات يتهربن من الخدمة”. ومن غير المستبعد أنه في مثل هذه الحالة كانت ستقول إن غولان يهاجم سلمية الضمير من اجل ارضاء اليمين.
لكن المشكلة الكامنة في موقف غونين وكرمئيلي ويساريين آخرين تجاه الخطاب الوطني – الامني لغولان اعمق بكثير. يظهر من مواقفهم بأن القيم والمباديء مثل الوطنية، القومية والصهيونية، التي اراد غولان تمثيلها في الهجوم المضاد على من يكرهون اسرائيل الحقيقية في القناة 14، مسجلة في الطابو على اسم اليمين الفاشي.
حسب هذا المنطق الانهزامي فانه من الافضل أن يرفع غولان يده عما هو في الاصل لا ينتمي لليسار بشكل مسلم به – جميع المفاهيم الاساسية للقومية والوطنية الاسرائيلية – وتركها في يد الكهانيين – البيبيين.
لا شك أن غونين ستجد شركاء مخلصين لهذه الرؤية في اوساط اليمين القومي المتطرف. لأنه في نهاية المطاف هذا هو بالضبط جوهر الادعاء المحبب عليه منذ سنوات، الذي بواسطته يقوم البيبيون والكهانيون بنزع الشرعية القومية بشكل متواصل عن اليسار: القوميون والوطنيون هم اليمين. في حين في اليسار ستجدون فقط اشخاص عالميين وكوزموبولوتانيين – المتحركون للدكتور غادي تاوب – المقطوعين عن الواقع وعن الخطاب القومي الاصيل.
لكن غولان يرفض التسليم بالسيطرة المعادية للمفهوم الجميل، الوطني المدني في اساسه، “القوميون”، التي نفذتها فرقة كلاب حراسة البيبيقراطية بمساعدة اموال الملياردير المتدين القومي المتطرف، من منطقة ما بعد الاتحاد السوفييتي.
غولان يحارب بدون خوف من اجل المطالبة مرة اخرى بملكية اليسار الصهيوني للقيم الاساسية ولغة الخطاب للقومية، وهو ينجح في ذلك مرة تلو الاخرى. كل ذلك لأنه يجسد في شخصيته، بشكل طبيعي وحقيقي واصيل، الارتباط المتأصل بين الوطنية القومية الامنية الاسرائيلية وبين كراهية المسيحانية الاستيطانية الانتحارية.
هذا الارتباط يصيب بالهستيريا البيبيين والبن غفيريين، مثل عميت سيغل ويانون ميغل، لأنه يدمر لهم مرة تلو الاخرى فرضيتهم الكاذبة التي تفصل بين اليسار السياسي والوطنية الاسرائيلية.
هم يخافون، يخافون لأنهم يعرفون أن غولان صعد الى الطريق الصحيحة، التي في نهايتها سيتم بناء هنا مرة اخرى بيت سياسي كبير وواسع لكل الاسرائيليين الوطنيين، اتباع الديمقراطية الليبرالية، الذين بقوا حتى الآن بدون بيت سياسي بسبب ميل اليسار السياسي لفترة طويلة الى التنكر لكل خطاب قومي وطني، والانفصال عنه.
في اللحظة التي يقف فيها هذا البيت على الاساسات، عندها البؤر الاستيطانية غير القانونية للوطنية الكاذبة والمزيفة، التي اقامها بالخداع في الفضاء السياسي في اسرائيل بن غفير وسموتريتش وامثالهما – “الوطنية”، التي باسمها مسموح التضحية بحياة مواطني اسرائيل على مذبح ارض اسرائيل وديكتاتور اسرائيل – ستبدأ بالانهيار واحدة تلو الاخرى كما انهارت بمرة واحدة اكاذيب تيرتمان. كل المطلوب من اجل الوصول الى هذا الهدف المأمول هو تشجيع غولان على الاستمرار في هذه الطريق بتصميم. والأمل بأن يرافقه غونين ويانون كرمئيلي وغيرهما من اعضاء البؤرة الفكرية لليسار في رحلته هذه، وهم مزودون بطول النفس، لأن الحديث يدور عن طريق طويلة وصعبة.
——————————————-
وقف إطلاق النار في غزّة ليس نهاية للحرب
إنّ بداية الهدنة الهشّة في غزة تقدّم الراحة والفرح ولكنها ليست نهاية الحرب بعد.
مجلة “ذا إيكونوميست” البريطانية تنشر مقالاً تتحدّث فيه عن احتمال خرق وقف إطلاق النار في قطاع غزّة، وتعدّد الأسباب التي قد تدفع قادة “إسرائيل” إلى ذلك.
احتفلت غزة و”إسرائيل” ببدء وقف إطلاق النار وتحرير 3 أسيرات لدى حماس، مقابل 90 أسيراً فلسيطينياً من السجون الإسرائيلية. ولا يبدو أنّ هذه الحرب ستنتهي بوقف إطلاق نار بسيط. وأفضل ما يمكن أن نأمله هو هدنة طويلة الأمد، تسحب خلالها “إسرائيل” قواتها تدريجياً من الشريط الساحلي المدمّر.
ومن المرجّح أن تحدث تأخيرات وأزمات في الأسابيع المقبلة. وبموجب شروط الاتفاق الذي تمّ توقيعه في 15 كانون الثاني/يناير، سوف تكون هناك مرحلتان أخريان تؤدّيان إلى وقف إطلاق النار الكامل. وسوف تتضمّن المرحلة التالية انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة بالكامل، بما في ذلك من الممرات التي تقسم القطاع وتقطعه عن مصر، ومن المناطق العازلة على محيطه. وتتضمّن هذه المرحلة أيضاً إطلاق سراح كلّ الأسرى الأحياء المتبقّين. وفي المرحلة الثالثة ستتمّ إعادة الجثث والبدء في إعادة إعمار غزة المدمّرة.
ومن المقرّر أن تبدأ المحادثات لوضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل المرحلة التالية في 4 شباط/فبراير. وقد تمّ الاتفاق على المعايير الأساسية للصفقة، ولكنّ التفاصيل الصعبة لا تزال بحاجة إلى حلّ. ومن المتوقّع أن يتوصّل الجانبان إلى صفقة صعبة بشأن جدول الانسحاب وقوائم المئات من السجناء الذين تطالب بهم حماس في مقابل الأسرى الإسرائيليين المتبقّين.
وهناك سبب آخر لهشاشة وقف إطلاق النار يتمثّل في غياب سلطة حاكمة في غزة يمكن أن تكون مقبولة لدى “إسرائيل”. فقد فقدت حماس كلّ قياداتها العليا هناك تقريباً بسبب الضربات الإسرائيلية، ولكن جيلاً أصغر سناً من القادة برز إلى الواجهة ولا توجد قوة بديلة لتحدّيهم. وقد قالت السلطة الفلسطينية التي تتخذ من رام الله مقراً لها، إنها مستعدة لتحمّل المسؤولية عن القطاع، ولكنها تفتقر إلى القدرة على حكم وتأمين المنطقة.
وخلال الحرب رفض نتنياهو كلّ الالتماسات من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، ومن الحكومات الأخرى، للتحضير لقوة بديلة لتأمين غزة. وكان عذره أنّ حماس لا بدّ أن تهزم بالكامل أولاً. مع انسحاب “إسرائيل” من غزة، بدأت حماس، على الرغم من الضربات التي تلقّتها، في استعادة السيطرة على القطاع.
إنّ غزة ليست المكان الوحيد الذي قد ينتهك فيه وقف إطلاق النار. فأكبر عدد من السكان الفلسطينيين موجود في الضفة الغربية، حيث يعيش ثلاثة ملايين فلسطيني في ظل تعاون غير مستقر بين السلطة الفلسطينية وقوات الدفاع الإسرائيلية. ولم يخفِ المستوطنون اليهود رغبتهم في ضمّ الضفة الغربية وغزة، وسوف يعرقلون وقف إطلاق النار بكلّ سرور من خلال إثارة انتفاضة فلسطينية. وقد بدأ “الجيش” الإسرائيلي في تعزيز قواته في الضفة الغربية. وفي لفتة للأحزاب القومية المتطرّفة التي تدعم حكومته الائتلافية، تعهّد نتنياهو بتقليص قدرات ما يسمّيه “المنظّمات الإرهابية” في الضفة الغربية.
كان هذا أحد مطالب وزير المالية وزعيم حزب الصهيونية الدينية اليميني المتشدّد بتسلئيل سموتريتش، الذي يعارض الاتفاق. وبعد أن أقرّته الحكومة، زعم سموتريتش أنّه تلقّى “ضمانات” من نتنياهو بأنّ “إسرائيل” ستواصل الحرب بمجرّد انتهاء المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار. وتهدّد الصهيونية الدينية بالانسحاب من الائتلاف إذا لم يفِ نتنياهو بهذا الوعد. وهذا من شأنه أن يحرم نتنياهو من أغلبيته في الكنيست، البرلمان الإسرائيلي، وقد يجبره على الدعوة إلى انتخابات مبكرة. وقد أعلن حزب القوة اليهودية، وهو عضو آخر في الائتلاف، بقيادة وزير الأمن القومي المتعصّب إيتمار بن غفير، استقالته بالفعل.
وبأغلبية ضئيلة للغاية، أصبح لدى نتنياهو حافزاً واضحاً للتخلّي عن اتفاق وقف إطلاق النار إذا حصل على عذر للقيام بذلك. وفي خطابه الذي أعلن فيه الاتفاق، لم يقبل بأنّ الحرب انتهت وقال: “إذا كنّا بحاجة إلى العودة إلى القتال، فسوف نفعل ذلك بطرق جديدة وبقوة كبيرة”.
ولكن نتنياهو لا يزال عالقاً بين مطالب أعضاء ائتلافه اليميني ورغبة أغلبية الإسرائيليين في السلام مقابل عودة جميع الأسرى إلى ديارهم. وما يزيد الأمور تعقيداً بالنسبة له هو إصرار إدارة الرئيس دونالد ترامب المقبلة على أن تنهي “إسرائيل” الحرب. وسوف يتوقّف الكثير على ما إذا كان الأميركيون سيواصلون ضغوطهم.
——————————————-
استعراضات حماس في غزة رسالة عن سيطرتها على الأرض ودورها في “اليوم التالي”
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا لمراسلها آدم راسغون، قال فيه إن استعراض حماس في غزة أثناء تسليم الأسيرات الإسرائيليات الثلاث في أول دفعة من تبادل الأسرى بين الحركة وإسرائيل، قُصد منه إرسال رسالة أنها تسيطر على الوضع في غزة.
ففي مشاهد لم ترَ أثناء الحرب، انتشر مقاتلو حماس الملثمون والمسلحون في استعراض للقوة بمعظم مدن غزة. وقالت الصحيفة إنه عندما دخل اتفاق وقف النار حيز التنفيذ يوم الأحد، جاب مسلحون ملثمون، يستقلون شاحنات صغيرة بيضاء، شوارع غزة، بينما كان أنصارهم يهتفون باسم الجناح العسكري لحماس.
ومن خلال إرسال مقاتليها في استعراض واضح للقوة، كانت حماس تحاول توصيل رسالة لا لبس فيها إلى الفلسطينيين في غزة، وإلى إسرائيل والمجتمع الدولي، مفادها أنه على الرغم من الخسائر الفادحة التي تكبدتها خلال الحرب بين مقاتليها وضباط الشرطة والقادة السياسيين ومسؤولي الحكومة، فإنها تظل القوة الفلسطينية المهيمنة في القطاع.
ونقل الكاتب عن إبراهيم المدهون، وهو محلل سياسي يقيم في تركيا قوله إن “الرسالة هي أن حماس نفسها اليوم التالي للحرب”. وأضاف: “إنهم يرسلون رسالة مفادها أن حماس يجب أن تكون جزءا من أي ترتيبات مستقبلية، أو على الأقل، يجب التنسيق معها”.
وأشارت الصحيفة إلى أن مكتب الإعلام الحكومي في غزة، أعلن عن نشر آلاف من عناصر وضباط الشرطة في أنحاء القطاع، لـ”الحفاظ على الأمن والنظام”. وقال المكتب إن الوزارات والمؤسسات الحكومية مستعدة لبدء العمل “وفقا لخطة الحكومة لتنفيذ جميع التدابير التي تضمن إعادة الحياة الطبيعية”.
وفي مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوبي القطاع، كان هناك ما لا يقل عن ثلاثة ضباط شرطة يرتدون الزي الرسمي بينما كان النشيد الوطني الفلسطيني يعزف في الخلفية، وفقا لمقطع فيديو نشر على وسائل التواصل الاجتماعي، وتأكدت صحيفة “نيويورك تايمز” من صحته.
وأشارت الصحيفة إلى أن عشرات المقاتلين بزيّهم الرسمي وأسلحتهم كانوا وسط الحشود مساء الأحد، حيث حاولوا التحكم بالجماهير أثناء مرور السيارات التي كانت تقل الأسيرات الإسرائيليات وتسلميهن إلى الصليب الأحمر الدولي، قبل نقلهن إلى إسرائيل.
ويعلق راسغون أنه في الوقت الذي حاولت فيه حماس استعراض القوة والتخطيط للعب دور في إدارة غزة، إلا أن مستقبلها لا يزال غير واضح.
وقال مسؤولون إسرائيليون إنهم لم يتخلوا عن هدف الحرب المعلن المتمثل في تفكيك الجناح العسكري لحماس وحكومتها، مما يشير بقوة إلى أنهم قد يستأنفون الحرب بعد تحرير بعض الرهائن. وأكد جدعون ساعر، وزير الخارجية الإسرائيلي، يوم الأحد، أن حكم حماس يشكل خطرا على أمن إسرائيل وأنها لم توافق على وقف إطلاق نار دائم يترك حماس في السلطة، وأضاف: “نحن عازمون على تحقيق أهداف الحرب”.
وفي الوقت الذي يقول فيه بعض المحللين إن إسرائيل قد تتمكن في نهاية المطاف من إزاحة حماس عن السلطة، يقول آخرون إنها ستواجه صعوبة في استئناف الحرب بمواجهة الضغوط الدولية. وحتى لو فعلت هذا، يقول هؤلاء المحللون إن القوات الإسرائيلية ستواجه تحديات هائلة في اقتلاع حماس من غزة دون احتلال مباشر للقطاع.
ونقلت الصحيفة عن علي الجرباوي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت، قوله إن مسيرات حماس في غزة يوم الأحد، كانت أكثر من مجرد رسالة إلى المجتمع الدولي بأنها تسيطر على الأرض. معتبرا أنها تعكس أيضا الواقع: “كانت حماس هنا قبل الحرب وهي الآن هنا أيضا”.
—————–انتهت النشرة—————–