
قال الباحث والاعلامي الفلسطيني فتحي كليب: ان العدوان على قطاع غزه بما حمله من استهداف متعمد للمدنيين والتدمير غير المبرر عسكريا للاحياء السكنية ولكافة المنشآت المدنية، إنما يعكس هشاشة النظام الدولي الذي اما اصبح عاجزا عن التدخل لوقف حرب الابادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، نتيجة تبعيته للولايات المتحدة الامريكية، او انه متواطئ في عمليات التطهير العرقي التي تحدث في غزه والضفة. لذلك وفي غياب القدرة الدولية على توفير الحماية للشعوب المحتلة ارضها والتي تتعرض للعدوان والارهاب، يصبح من حق بل واجب هذه الشعوب، خاصة الشعب الفلسطيني، حماية نفسها وارضها باللجوء الى كل اشكال المقاومة، مهما كانت نتائج ذلك..
جاء ذلك في محاضرة قدمها كليب في الجامعة اللبنانية الدولية في مدينة صيدا بدعوة من النادي الثقافي الفلسطيني ومكتب النشاطات في الجامعة، لمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وبحضور مدير الجامعة الدكتور خالد مراد وعدد من اعضاء الهيئة التدريسية والطلاب. وقد تحدث بداية مسؤول اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني في الجامعة الطالب وسيم عبد الهادي بكلمة ترحيبية ثم مسؤول النادي الثقافي حسن الخطيب اللذين اعتبروا ان ما يحدث في غزة هو عدوان بكل المعايير، لكن الرهان هو على المقاومة الفلسطينية القادرة على إفشال أهداف العدوان.
وقد اعتبر كليب بأن العدوان على قطاع غزة أماط اللثام بشكل كامل عن كذبة اسمها حقوق الانسان ومحاكم دولية باتت مسخرة لصالح الدول الغربية المتحالفة مع الحركة الصهيونية ومصالحهما، ما يتطلب تكاثف الشعوب والدول المقهورة والانتفاض على هذا الواقع الذي لا يخدم سوى الدول الاستعمارية وأطماعها..
واعتبر كليب بأن عدد واسع من الدول الغربية انساقت خلف الدعاية الكاذبة التي صاغتها الحركة الصهيونية وبالتعاون مع الدوائر الامريكية لتبرير العدوان على القطاع ومنح العدو المشروعية لقتله المدنيين من النساء والاطفال وقصف المنازل والمستشفيات والمراكز التي تأوي نازحين ومقار صحفية ودور عادة ومسعفين.. وكل هذا يؤكد بشكل واضح ان العدو يرتكب جرائم ابادة وعقاب جماعي وتطهير عرقي، ما يستوجب تحريك الآليات القانونية لمحاسبة الاحتلال على كل هذه الجرائم..
واكد كليب ان جيش العدو لم يتمكن من تحقيق الحد الادنى من أهدافه المعلنة، وان المقاومة ما زالت تمتلك الميدان وصامدة في أرضها وتوقع الخسائر اليومية في صفوف العدو، داعيا الى مواصلة التحركات الشعبية وتوسيع نطاقها خاصة في الدول الغربية لدفع الحكومات لتكون أكثر توازنا وعدالة في مواقفها وان تعمل على وقف العدوان، والضغط على الحكومات العربية من اجل مواقف أكثر جرأة وشجاعة خاصة بما يتعلق بقطع العلاقات مع المحتل وطرد السفراء من الدول العربية وسحب السفراء العرب من الكيان الإسرائيلي، ووقف سياسات التبعية للولايات المتحدة..