المسار الإخباري :يتجدد في غزة مشهد الوداع المفجع، حيث ترحل الأرواح إلى السماء وتبقى الأكفان شاهدة على جراح شعب يكابد حرب إبادة جماعية مستمرة منذ أكثر من شهر.
في مشهد يهز القلوب، وقف الصحفي أحمد عدوان من خانيونس يبكي طفله كنان (عام وثمانية شهور)، الذي جاء بعد انتظار دام 18 عاماً، لكن صاروخاً من طائرات الاحتلال حرمه من حضنه إلى الأبد.
وفي مشاهد أخرى، تبكي طفلة بحرقة فقدان شقيقتها وأطفالها بعد قصف خيمتهم، عاجزة حتى عن وداعهم كما يليق بالأحبة. وبينما يشيع بعض الشهداء بأجسادهم الكاملة، يكتفي آخرون بالوداع مع بقايا أشلاء ممزقة.
وعلى أكتاف الجرحى، ارتفعت جثامين الأطفال، مثلما حمل الأب الجريح عبد الحميد طافش ابنه الشهيد خالد خلال وداع أخير ملؤه الألم والفخر.
منذ ساعات الليل حتى صباح اليوم السبت، ارتقى 30 شهيداً في قطاع غزة، غالبيتهم من النساء والأطفال، جراء تصعيد الاحتلال الدموي على خانيونس ومنطقة المواصي.
وسط هذه المأساة المركّبة، يسجل المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان استشهاد 595 طفلاً و308 سيدات منذ 18 مارس/آذار، بينما يظل السؤال معلقًا: كم من الأرواح يجب أن تُزهق حتى يتحرك العالم لوقف جريمة الإبادة في غزة؟
