إسرائيلياتالصحافة العبرية

الصحافة العبرية .. الملف اليومي الصادر عن المكتب الصحافي التابع للجبهة الديمقراطية

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

هآرتس ذي ماركر 24/4/2025

خفض توقعات النمو: التعافي يتوقع أن يكون ابطأ، والمصداقية ستتضرر

بقلم: ناتي توكر

خفض توقعات النمو في إسرائيل 2025 – 2026، سواء من قبل بنك إسرائيل في بداية هذا الشهر، أو في هذا الأسبوع أيضا من قبل صندوق النقد الدولي، يمكن أن يستدعي تداعيات بعيدة المدى واكثر خطرا على اقتصاد إسرائيل. خفض التوقعات يأتي بعد نمو منخفض في السنتين الأخيرتين. في 2024، حسب التحديث الأخير للمكتب المركزي للإحصاء فقد بلغ النمو 1 في المئة فقط. هذا الرقم، رغم أنه متفائل بالنسبة لتوقعات سابقة، يعكس نمو سلبي للفرد: اذا قمنا بقياس التغيير في الاقتصاد الإسرائيلي وفقا لعدد السكان فان النشاط الاقتصادي بالتحديد انخفض 0.4 في المئة. 

هذا الرقم يأتي في الوقت الذي فيه أيضا في 2023 سجل نمو معتدل بلغ 2 في المئة، أي انه خلال سنتين النمو في إسرائيل كان منخفض بدرجة اكبر من التوقعات المسبقة. للمقارنة، في كانون الثاني 2023 قدروا في قسم الأبحاث في بنك إسرائيل أن الناتج المحلي سينمو 2.8 في المئة في 2023، و3.5 في المئة في 2024.

بسبب هذه الفجوة نشأت في إسرائيل في السنتين الأخيرتين فجوة كبيرة بين الناتج الفعلي والناتج المتوقع، أي الذي كان يمكن أن يكون في إسرائيل في حالة طبيعية. تقرير بنك إسرائيل في 2024 ذكر أيضا ما هي بالضبط الفجوة بين الناتج المحلي المحتمل والممكن والناتج الفعلي. البنك فحص ماذا كان يجب أن يكون الناتج في الفترة الزمنية الحالية طبقا لمنحى نمو إسرائيل حتى الان وبين المعطيات الفعلية. 

من تحليل المعطيات يظهر أن الفجوة بينها اقتربت في نهاية 2024 من 5 في المئة. أي ان الناتج في السنة الماضية كان اقل 5 في المئة مقارنة مع الرقم الذي كان يجب ان يكون في الفترة الزمنية الحالية.

اذا فحصنا الناتج المحلي الخام التجاري فقط (الناتج المحلي الخام بدون الناتج العام، الذي كان اعلى نسبيا بسبب نفقات الحرب والدفعات للاحتياط) – فان الفجوة تكون اعلى.

سد الفجوة سيستغرق الكثير من الوقت

هذه ليست المرة الأولى التي وجدت فيها فجوة بين منحى النمو للناتج وبين الناتج الفعلي. في فترة الكورونا، بعد النمو السلبي في 2020 والنمو المتدني في 2021، كانت الفجوة اعمق وبلغت 10 في المئة.

لكن الفجوة في فترة الكورونا ليس فقط أنها محيت بسرعة، بل بصورة استثنائية النمو الحاد في 2022 (6.5 في المئة) رفع الناتج فوق خط المنحى بعيد المدى. “الانتعاش” – التصحيح بعد الانحدار – كان حاد بشكل خاص. 

التوقع كان أنه أيضا في إسرائيل بعد الحرب سيكون مثل هذا الانتعاش، والفجوة في الناتج التي كانت بسبب النمو المتدني في 2023 – 2024 سيتم تصحيحها بسرعة مع نمو حاد في 2025 وما بعدها. وزير المالية سموتريتش الذي حاول التهرب من الانتقاد الحاد بسبب غياب أي اصلاح هيكلي في الميزانيات التي اجازها، قال مرة تلو الأخرى بأن 2025 – 2026 سيكون فيها نمو حاد، التي ستغطي الانخفاض في السنوات السابقة.

التوقعات كان وبحق عالية. في بداية 2024 قدر قسم الأبحاث في بنك إسرائيل أن الناتج في 2025 سيقفز 5 في المئة. هذا النمو مع تصحيح يستمر في 2026 أيضا كان سيساعد على اغلاق الفجوة بين الناتج الفعلي والناتج المتوقع.

لكن التحديث الحالي للتوقعات في السنتين القريبتين يقلص احتمالية حدوث انتعاش كهذا. التوقع الحالي في إسرائيل وفي صندوق النقد الدولي هو على الأكثر نمو في هذه السنة بنسبة تشبه كثيرا المنحى في السنوات السابقة. في هذا الوضع فان اقتصاد إسرائيل في لحقيقة نما، لكن سيستغرق وقت أطول لاغلاق الفجوة التي حدثت في سنوات الدفع قدما بالانقلاب النظامي والحرب – وإسرائيل ستعاني من ناتج متدن اكثر من التوقعات للمدى البعيد.

تنبؤ متشائم

خفض التوقعات يضر الآن بحجم الإنتاج. هذا هو الرقم الذي يعكس مستوى حياة المواطنين. ولكن الناتج هو أيضا الأساس لحسابات مؤشرات مالية مهمة مثل العجز، العلاقة بين الدين والإنتاج.

هكذا فان العجز في نشاطات الحكومة (الفجوة بين المداخيل والنفقات) يعرض في كل دولة مقارنة بحجم الاقتصاد، أي مقارنة بالناتج. التنبؤ الحالي لبنك إسرائيل هو أن يكون عجز يبلغ 4.2 في المئة من الناتج في 2025 – هذا توقع متفائل اكثر، بالأساس بسبب فائض المداخيل من الضرائب.

أيضا حجم الدين العام، الذي في إسرائيل اصبح اكثر من 1.2 تريليون شيكل، معروض مقارنة بالناتج. في بداية 2024 قدر بنك إسرائيل أن العلاقة بين الدين والناتج ستستقر في 2025 عند 66 في المئة فقط. 

لكن الآن، بعد توقعات نمو ابطأ للناتج، وفي المقابل استمرار النفقات العامة المرتفعة، بالأساس على الامن، الذي ينتج دين عام – العلاقة بين الدين والإنتاج يتوقع أن تقفز في هذه السنة حسب بنك إسرائيل الى 69 في المئة من الناتج. في البنك يقدرون الآن بانه فقط في 2026 هذه العلاقة ستتراجع لتصبح 68 في المئة. 

ان تقليل توقعات النمو في السنوات القريبة، الى جانب استمرار نفقات عالية على الامن، يمكن أن تصعب اكثر على الحكومة في إسرائيل بلورة خطة لتخفيض حاد في النسبة بين الدين والإنتاج. وتقلص الناتج بعشرات مليارات الشواقل مقارنة مع التوقعات ستحتاج أيضا تقليص الدين، بالأساس من خلال تقليص النفقات أو زيادة مداخيل الحكومة.

اذا لم تهبط هذه النسبة فان المصداقية النقدية لإسرائيل ستتضرر. والحكومة ستضطر الى تجنيد الأموال مع مستوى مخاطرة مرتفع اكثر، أي باثمان اعلى. 

——————————————-

معاريف 24/4/2025 

إسرائيل ترتكب جرائم بحق السكان المدنيين في غزة

بقلم: طل بشان

“ماذا سيكون عندما لا نكون؟”، سألت في حينه أمي، الكاتبة والمترجمة روت بوندي، ناجية اوشفيتس ومعسكرات أخرى، عن الأيام (التي جاءت بالفعل)، التي لا تكون هي ورفاقها الناجون من الكارثة هنا. على طريقتها المفعمة بالمفارقة اجابت: “العالم سيواصل طريقه، بل انه سيخف الحال على البعض”. لكن الحقيقة هي لنا، أبناء الجيل الثاني للمحرقة، لم تخف الا في امر واحد – في حقيقة أن اهالينا ليسوا على قيد الحياة كي يروا ما حصل للدولة التي اقاموها. 

احد الواجبات التي نتحملها نحن، أبناء وبنات الناجين من المحرقة، منذ شاخ اهالينا هو أن نروي قصتهم. فنحن نحمل الذكرى. إذ سمعناها من مصدرها الأول من الأهالي، عما حصل هناك، او في الحالات التي لم يتحدثوا فيها – كشفوا لانفسهم الحقائق بالتدريج. 

كل سنة، منذ سنوات عديدة، ونحن نقف في يوم الذكرى للمحرقة باحساس بالواجب – في الذكرى في الصالون، في المداس وفي المنظمات ونروي قصة خروج اوشفيتس وبركناو وبيرغن – بلزان عن عائلاتنا التي اندثرت، عن اهالينا الذين يمعجزة قاموا من الرماد. تعلمت كيف اتحدث بصوت ثابت عن جدتي برتسيكا بوندي، التي توفيت في غيتو ترزين بعمر 50 بالتلوث في اعقاب طعنة حديدية. عن جدي، يوسف بوندي، المخول بالتوقيع في بنك في براغ، اخذ الى معسكرات العمل وصمد تقريبا حتى النهاية. عن عائلتي الصغيرة.

تذكرت دوما أيضا مفاهيم البقاء لدى امس، والتي تضمنت ضمن أمور أخرى التشديد على البطولة الشخصية لمن ساروا الى الموت مع أبنائهم او مع أهاليهم، رغم انه كان بوسعهم ان ينجوا، وكذا الفريضة الاخلاقية القومية التي خلفها لنا الأهالي الناجون: ان نستغل كل يوم وكأنه هدية، وان نحاول قدر استطاعتنا فعل الخير في العالم. وهذا نجح على ما يرام الى هذا الحد أو ذاك حتى 7 أكتوبر. منذئذ، سرقت كل الأوراق: من جهة، رأينا وسمعنا أمورا رهيبة جدا، لم نسمع عنها الا في المحرقة. من جهة أخرى، لا يمكن تفادي حقيقة أن في هذه الأيام، في غزة، إسرائيل ترتكب جرائم بحق سكان مدنيين – قصف يتسبب بقتل أطفال، نساء وشيوخ، سبي، حياة بلا الحد الادنى من شروط النظافة، منع المساعدة الطبية، القصص موثقة. 

نعم، واضح لنا جميعا كيف بدأت الأمور ومن هو المذنب، وما هو الفريق بين منظومة الإبادة النازية الشيطانية وكل جريمة أخرى. لكن بالذات من اهالينا، الذين عاشوا كل ما عاشوه، ولا يمكن اتهامهم بالسذاجة، خرجت الدعوة لان نكون حساسين اكثر من الجميع للمظالم، للعنصرية، للطغيان وللعنف، والا فماذا تعلمنا؟ لاي عالم سنربي ابناءنا؟ 

في “منشور الناجين من المحرقة” النص التأسيسي للفريضة الأخلاقية عن الناجين (الذي تلاه لأول مرة ناجي الكارثة الراحل تسفي غيل في “يد واسم” في العام 2002) قيل: “عندما نأتي نحن، الناجين من الكارثة التي تحترق الذكرى في جلدتنا، لان ننقل شعلة الذكرى للأجيال التالية، فاننا ننقل معها أيضا الرسالة اليهودية التي ينبغي للذكرى أن تولدها الى فعل والتزام أخلاقي… كجزء من ذكرى المحرقة، نحن ندعو الى السعي بلا كلل للحفاظ الحريص على حياة الانسان والامتناع عن سفك الدماء… دروس المحرقة يجب أن تكون  الرمز الثقافي للتعليم على القيم الإنسانية، الديمقراطية، حقوق الانسان، التسامح والصبر  وضد العنصرية والأيديولوجية الاستبدادية”.

بكلمات امي الأكثر حدة (في مقال ليوم المحرقة في العام 2024): “يجب ان نتصدى للماضي، لكن قبل كل شيء يجب ان نهتم بالمستقبل. للغرور، انعدام التسامح تجاه الاخر والمختلف، العنف تحت غطاء الوطنية، انعدام الحس لضائقة طالبي اللجوء، كراهية العرب والتعليم على التفوق لا تبشر بغرس معنى الإبادة – الشر والوحشية لا يتجاوزان أيضا شعبا حضاريا مهما كان متطورا من ناحية علمية واقتصادية”. 

هذه اقوال اهالينا الذين اجتازوا المحرقة، وهذه هي الفريضة والأخلاق التي سنذكرها انا ورفاقي في يوم المحرقة هذا أيضا. 

 ——————————————

يديعوت احرونوت 24/4/2025

الجيش يفضل  عملا تدريجيا في غزة

بقلم: رون بن يشاي

في الجيش الإسرائيلي وفي جهاز الأمن لم يسارعوا الى الرد على الاتهامات والاهانات التي وجهت في جلسة الكابنت الأخيرة لرئيس الأركان ايال زمير من قبل الوزيرين بتسلئيل سموتريتش ويريف لفين. في جهاز الامن يحاولون الإبقاء على خط موضوعي ونهج مهني في كل ما يتعلق بالاستراتيجية لتحرير المخطوفين وتقويض حكم حماس. 

الإمكانيات التي امام إسرائيل

في الجيش يشخصون طريق العمل الممكنة التالية، التي لكل واحد منها فضائل ونواقص. 

الخيار الأول هو وقف القتال، كما تطالب حماس، مقابل تحرير كل المخطوفين. هذا يسمح لمنظمة الإرهاب بالبقاء، حتى وان لم تكن في الحكم، لكن هذا سيشكل من ناحيتها نصرا معنويا سيدوي لزمن طويل في العالم العربي والإسلامي – ما من شأنه أن يمنح حافزا لهجمات أخرى على إسرائيل على نمط 7 أكتوبر واستراتيجية اختطاف تجبر إسرائيل ليس فقط على تحرير مخربين بل وأيضا على تقديم تنازلات سياسية وإقليمية.

إضافة الى ذلك، معقول التقدير ان حماس والجهاد لن يحرروا كل المخطوفين بل سيبقون بعضهم لديهم كـ “بوليصة تأمين” لحالة استئناف إسرائيل القتال ضدهم. 

طريق العمل الثاني – تحرير مخطوفين ووقف نار على دفعات – مرغوب فيه في إسرائيل، لكن حماس لا توافق على ذلك وتعاند لانها تفهم بان الزمن يعمل في غير صالحها حين يخرج سكان القطاع للاحتجاج ويبدي استعدادا للتمرد. 

الخيار الثالث – “الحسم” – سيتطلب تجنيدا واسعا للاحتياط ومناورة برية كبرى لبضع فرق لاجل تحقيق الحسم ضد حماس والسيطرة على أراضي القطاع. الجيش الإسرائيلي سيبقى ليسيطر فوق الأرض في معظم أراضي القطاع حسب هذه الخطة، لكن القتال سيستمر لاجل تدمير بنية الانفاق الكبرى التي يختبيء بها الان المخربون ويعملون باساليب حرب العصابات ضد الجيش الإسرائيلي. هذا سيستغرق زمنا طويلا سيضطر فيه الجيش الإسرائيلي لان يقيم حكما عسكريا وعلى ما يبدو أيضا لتوزيع المساعدات الإنسانية على السكان. 

الفضل الكبير لمثل هذه الخطوة هو أنها ستخلق الظروف للحسم النهائي لحماس لكن من شأنها أن تكلف حياة قسم أو معظم المخطوفين. فضلا عن هذا سيضطر الجيش الإسرائيلي لان يوزع مساعدات إنسانية على السكان، في ظل المخاطرة بالمقاتلين الذين سيكونون في مواقع ثابتة عرضة لصواريخ الـ آر.بي.جي، العبوات والقنص. اذا لم يوزع الجيش الإسرائيلي المساعدات الإنسانية، فالامر سيدي الى الجوع والامراض، وآجلا أم عاجلا سنصل الى المحكمة الدولية في لاهاي. 

وعليه، ففي الجيش توصلوا الى الاستنتاج بان هجوما كبيرا لحسم حماس والسيطرة على القطاع هو إمكانية لكنها غير مرغوب فيها طالما لم تستنفد الامكانية الرابعة. 

هذه الامكانية، المفضلة حاليا لدى الجيش الإسرائيلي، هي استمرار منحى العمل الحالي في غزة، لكن تشديد النار ووتيرة الهجمات في ظل منع المساعدات، ومع الوقت، حين ينفد المخزون الضروري لحياة السكان – ادخال بالحد الأدنى للغذاء، الماء والأدوية الضرورية لمنع الجوع والامراض. 

وتشير مصادر امنية الى أنه لا يوجد أي يقين في أن يؤدي هذا الضغط بمواطني قطاع غزة لان يثوروا على حماس وتقرر المنظمة نزع سلاحها طوعا، لكن في الوضعية الحالية في هذه الأيام   يجب إعطاء هذا المنحى فرصة. 

توجد مؤشرات عديدة على أن السكان الغزيين غير المقاتلين لن يسلموا بمثل هذا الوضع على مدى الزمن، وحماس ستضطر للاستجابة الى مطالب إسرائيل والوسطاء. 

معضلة المساعدات الإنسانية

في الجيش يوافقون على أنه لاجل اخضاع حماس يجب حرمانها من إمكانية التحكم بإدخال وتوزيع المساعدات الإنسانية. “شاحنة واحدة تسمح لحماس لان تجند وتصون لواءاً كاملا من المجندين الجدد الذين يعملون لها”، يقول قائد ميداني كبير في الجيش الإسرائيلي يتابع الأمور عن كثب. 

حتى لو اخذ الجيش الإسرائيلي الى يديه مرافقة قوافل المساعدات الى المجالات التي يراقب الشباك الدخول اليها، يبقى خطر ان يتعرض المواطنون الذين يتلقون المساعدات للسلب والنهب من مسلحي حماس بعد أن يبتعدوا عن المجالات المرتبة مسبقا. لكن عندنا سيثرون ضدهم المواطنين الذين سيجوعون حين تؤخذ الوجبات المقننة منهم في صالح حماس. سيضطر الجيش الإسرائيلي لان يتصدى لمخربين انتحاريين تبعث بهم حماس الى داخل هذه المجالات وبالتالي من الأفضل بكل حال الا يوزع الجيش الاسرائيل المساعدات للسكان الغزيين بل ان يحرس فقط إدخالها الى المجالات، يراقب ما يحصل في داخلها من بعيد ويمنع السطو على المواطنين عند خروجهم من المجالات.

هذا ما قصده رئيس الأركان حين قال في الكابنت أول امس انه لا يريد ان ينشغل الجيش الإسرائيلي في توزيع المساعدات المدنية. لكن عمليا اعد الجيش الإسرائيلي خطط عمل أيضا لحالة أن ترفض المنظمات الدولية توزيع المساعدات الإنسانية بالحد الأدنى للسكان ويضطر الجيش الإسرائيلي لان يفعل ذلك بنفسه. “نحن سنفعل كل ما يلزم كي نحرر المخطوفين ونقوض حكم حماس”، يقول ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي إذ يتطرق أيضا لموضوع المساعدات الإنسانية. لكن واضح ان الجيش الإسرائيلي يفضل الا يعرض مقاتليه للخطر في توزيع مباشر للمساعدات وان تقوم بذلك منظمات دولية.

——————————————-

إسرائيل اليوم 24/4/2025  

على مفترق طرق: بين ضغط متدرج ومناورة قوية

بقلم: مئير بن شباط

على خلفية المأزق في الاتصالات لاعادة المخطوفين وبعد أن فشل الضغط باشكاله الحالية في اجبار حماس على الموافقة على “صفقة محدودة” تقف إسرائيل على مفترق طرق في الحرب في غزة.

 امام المستوى السياسي توجد ثلاثة بدائل مركزية: “صفقة شاملة” تؤدي الى إعادة المخطوفين في اطار التنازل عن تحقيق الاهداف الأخرى، تشديد كبير للقتال – رغم المخاطر التي تنطوي على ذلك لقواتنا وللمخطوفين، او مواصلة الضغط العسكري والاقتصادي المقنون، على أمل ان يؤدي تأثيره على مدى الزمن بحماس الى نقطة انكسار.

البديل الثالث، الذي اتخذته إسرائيل منذ استئناف القتال يشكل طريقا وسط. ضعفه الأساس يكمن في تأثير بعد الزمن على وضع المخطوفين وعلى الائتمان الذي اعطي لحل مشكلة غزة. التكيف السريع لحماس مع التغييرات في الواقع يسهل عليها مواجهتها. 

“قبول مطلب حماس – تخل عن اهداف الحرب”

كبار الناطقين بلسان حماس عادوا وأوضحوا بانهم “مستعدون فقط الى صفقة شاملة”، تؤدي الى انهاء الحرب وإعادة المخطوفين. من ناحية إسرائيل، فان قبول هذا الاقتراح معناه التخلي عن هدف مركزي للحرب – إبادة قدرات حماس. المعنى هو أن الجيش الإسرائيلي سيضطر الى الانسحاب من كل أراضي القطاع الى خطوط 6 أكتوبر وان يؤسس الدفاع عن إسرائيل على الممر الأمني ومجال الجدار – دون تواجد في عمق الأرض ودون سيطرة امنية فاعلة في محور فيلادلفيا وفي معبر رفح.

هذا البديل سيؤدي الى تعزيز مكانة حماس في المنطقة كلها وليس اقل أهمية من ذلك – في الضفة حيث تتمتع منذ اليوم في معدلات تأييد عالية في اعقاب تحرير المخربين من السجون في إسرائيل. انهاء الحرب بهذه الطريقة سيرفع في أوساط محافل الإرهاب الدافعية لعمليات اختطاف، او الى دمج مثل هذه العناصر في العمليات – كوسيلة تكبل ايادي إسرائيل وتضمن بقاء الإرهاب. 

ان اختيار هذا البديل هو أيضا عمليا قرار إسرائيلي بشطب خطة ترامب للهجرة الطوعية لسكان غزة. هذا ليس فقط تفويتا لفرصة تاريخية لتغيير جذري للواقع بل وأيضا تعزيز فكرة الصمود والتشبث بالأرض المتجذرة في الوعي الفلسطيني. 

عندما يكون هذا هو الحال يمكن فهم التقارير عن أن مداولات الكابنت تتركز في بديلين: استمرار الضغط المتدرج او الانتقال الى مناورة قوية تؤدي الى احتلال القطاع وفرض حكم عسكري. فضل البديل المعتدل هو في احتمالاته ليؤدي الى تحرير مخطوفين آخرين وكلفته المحدودة من حيث التأثير على الجبهة الداخلية. هذا البديل لا يلغي أيضا إمكانية المواصلة بعد ذلك الى مناورة قوية لتحرير المخطوفين المتبقين. لكن لاجل استنفاده، من الحيوي أن تندرج فيه خطوات تشدد الضغط، ضمن أمور أخرى – سيطرة كاملة على توزيع المساعدات الانسانية، الهجوم على مخزونات الوقود والغذاء لحماس، تشديد وتيرة التصفية للزعماء في المنطقة وفي الخارج والدفع قدما بمبادرة ترامب.

——————————————-

هآرتس 24/4/2025

علينا مواصلة ملاحقة نتنياهو ورفض المشاركة في حرب الاستنزاف العشوائية

بقلم: اوري مسغاف

في اوج الشرخ وفي بداية أيامنا الرهيبة، التي هي على شكل أيام احياء ذكرى الكارثة والجنود الإسرائيليين الذين سقطوا، ارغب في تقديم منظور للامل السياسي. اعتقد ان البيبية تقترب من نهاية الطريق وأنها تجاوزت الذروة، مثل مسيحها الكاذب والمخادع.

بنيامين نتنياهو لم يعد يجر خلفه الجموع، بل فقط من هم على شاكلته. بسبب كبر سنه ومرضه فان ظهوره امام الجمهور لم يعد يثير الاعجاب أبدا، ومقاطع الفيديو التي ينشرها تستهدف تقوية القاعدة المتقلصة، لكنها لا تجدد أي شيء للجمهور الواسع الذي تعب منه ومن الوضع. دعابته تذكرنا بدافيد ترخان (كذبة قطر). ان محاكمته تجري في الواقع على شكل مهزلة، لكن خطاباته هناك تنقل الصعوبة والضائقة.

مكانته الدولية في الحضيض. قليلة هي الأماكن التي يمكنه الهبوط فيها بدون أن يعتقل. ترامب لم يعد يحسب أي حساب له. وبوتين بالتأكيد كذلك. أوروبا الغربية تشمئز منه. نجله يقول للرئيس الفرنسي “اذهب الى الجحيم”، وقد انجر وراءه بصوت ضعيف. من شعار “دوري آخر” بقي فقط الهبوط درجة في الدوري.

ائتلاف الهراءات الموجود لديه ثبت الآن في الاستطلاعات عند 44 – 45 مقعد. هذه هي الابعاد الحالية للكتلة البيبية – الكهانية – الحريدية – المسيحانية. هي اقل بكثير من المطلوب، واقل بكثير من الـ 68 مقعد. لقد حان الوقت للتعامل معهم بهذه الروحية: حكومة اقلية عديمة الشرعية. هاكم على سبيل المثال بتسلئيل سموتريتش، الذي يفعل ضجة ويحصل على عناوين يوميا. في كل مرة يشرح فيها بأن إعادة المخطوفين ليست الامر الأكثر أهمية، ويصرخ على رئيس الأركان ويستخف برئيس الشباك، يجب القول في وجهه: أنت توجد عميقا تحت نسبة الحسم، والكنيست القادمة ستشاهدها في التلفزيون. أنت وزير فاشل ومتهرب ضليع، الذي ابنك البكر تمكن منذ 7 أكتوبر من القيام بخطوبة وزواج وجعلك جد في جيل الـ 44، والفوز بالقرعة بقطعة ارض بسعر منخفض جدا – فقط هو لم يتجند. من أنت لتقدم المواعظ لأي شخص عن أي شيء.

نحن نميل الى نسب لنتنياهو ومساعديه قوة غير محدودة. هذا طبيعي إزاء امساكهم بدفة السلطة، فقدان العنان والخجل وسجلهم في تدمير إسرائيل. القلق والخوف في محلهما. ومحظور علينا التوقف. ولكن مهم أيضا أن نتذكر نجاح الصد. الواقع الذي كشفه رونين بار في تصريحه المشفوع بالقسم يدل على عمق الخطر، ولكنه أيضا يدل على خلاصة فيها لم يتم اتخاذ حتى الآن أي من الطلبات غير الديمقراطية. رئيس الأركان ايال زمير يبدو أنه اصبح يدرك مع من يتعامل. حتى المفتش العام للشرطة داني ليفي أوضح مؤخرا، حيث كان الوزير المسؤول عنه بن غفير مذعور بجانبه في بث مباشر، بأنه سيمتثل للقانون وقرارات المحكمة.

التقدير الزائد لقوة الأشرار ينبع أيضا من التحيز الإعلامي. القناة الدعائية 14 ومجانينها يصرخون ويشتمون بقوة، لكن نسبة مشاهدتهم محدودة. والناشرون لا يسارعون الى استثمار الأموال لديهم. وسائل الاعلام الحرة مهذبة ورسمية جدا، واحيانا خائفة، وبعضها متملق. الشبكات تغرق بالحسابات الوهمية والمزيفة ومن المخيف تصفحها. ولكن عندما حاول يئير نتنياهو تحريك مظاهرة من ميامي، من خارج مقر الشباك، وصل الى هذه المظاهرة خمسة اشخاص فقط. المظاهرات ضد جهاز القضاء وصفقة المخطوفين وصل اليها عدد قليل. البيبية بصورتها الحالية تذكر بعرض قليل الميزانية برئاسة عائلة لا تقوم بعملها بشكل سليم، بعض مستشاري الاعلام الذين يدهم في كل شيء وغارقين حتى اعناقهم، ومحامي واحد ينشغل ويمثل الجميع.

الخسارة الفظيعة في حرب 7 أكتوبر لا يمكن استرجاعها. الغضب لا توجد له نهاية. نحن تدحرجنا منه أيضا الى كارثة ثانية على صورة قتل متواصل وعشوائي للمدنيين، والنساء والأطفال. ليس فقط غزة المهدمة، أيضا الصورة الإنسانية لاسرائيل وجيشها ستحتاج الى ترميم متواصل. قبل ذلك يجب علينا مواصلة ملاحقة نتنياهو ومساعديه في كل مكان، والوقوف امامهم بصلابة بكل الطرق. وأن نرفض المشاركة في حرب الاستنزاف العشوائية التي لا أساس لها، والتعلم من التاريخ بأن الظلام أيضا له تاريخ انتهاء صلاحية.

——————————————-

هآرتس 24/4/2025

سيتم قريبا تعريف زامير بأنه الدولة العميقة؛ ومن المرجح أن يجلس في السجن مع نتنياهو

بقلم: روغل ألفر

رئيس الأركان زامير محظوظ. وتمكن من مغادرة اجتماع مجلس الوزراء ومواصلة عمله كما هو مخطط له. وبافتراض أن إسرائيل ستتمسك بمسار الفاشية الذي تنتهجه، فإن هذا لن يكون الحال دائما. الوزير سموتريتش يشير إلى أمر لا مفر منه. وهدد زامير بأنه إذا لم ينفذ توجيهات الحكومة للجيش الإسرائيلي بتوزيع الغذاء على سكان غزة، فسوف يتم فصله واستبداله بشخص ينفذ ما يطلب منه دون جدال. وكان رئيس الوزراء صامتا.

إنه أمر مهم. كما أن لنتنياهو مصلحة وجودية في طاعة زامير. إن تحمل مسؤولية توزيع الغذاء أمر ضروري لإقامة حكم عسكري في قطاع غزة، وهو ما سيؤدي إلى ضم الأراضي، وتنفيذ الترانسفير للناس، وإقامة المستوطنات. وهو شرط ضروري لاستمرار الحرب الأبدية. لا يزال زامير يعيش في وهم أنه سيكون قادرًا على الحفاظ على استقلاليته كمحترف. ولا تزال أغلب وسائل الإعلام مخطئة في وهمها بأن ما فعله سموتريتش بزامير يسمى (زوبور) اذلال. يُسمى ذلك بالدكتاتورية. وهذا ما يسمى بالتهديد الصريح بالفصل إذا أصر على رفضه الاستسلام وتنفيذ سياسات النظام. التهديد حقيقي. انظر قضية رونين بار في جهاز الأمن العام (الشاباك). نتنياهو ليس مهتما بحماية زامير. لقد سمح صمته لسموتريتش فعليًا بإطلاق التهديد، أحبها كدعم. وبعد كل شيء، فإن نتنياهو هو الذي يطالب بالولاء الشخصي المطلق. وكان سموتريتش هو الأداة في هذه الحالة. كلام نتنياهو يمكن توضيحه في اليوم التالي، وكأن تهديده كان موجها إلى نتنياهو، هو مجرد هراء. يعمل الاثنان بتعاون كامل لإقامة دكتاتورية فاشية.

ولذلك هناك استمرارية. رئيس الأركان الذي لا يفعل ما يُطلب منه يُعرّف تلقائيًا بأنه دولة عميقة. وهذا يعني: خائنًا، عدوًا يسعى إلى قلب النظام وإحباط سياساته، خلافًا لإرادة الشعب. هذه هي الرواية التي ينشرها نتنياهو في أذهان الناس. هذا هو الغلاف الأيديولوجي، والسياق الأيديولوجي للانقلاب الذي ينفذه نظامه. حملة التحريض ضد بار تهدد صراحة بزجه في السجن. ويبين التاريخ أن هذا الخطاب يميل إلى أن ينتهي بالتطهير. في المحاكمة، في السجن. وأحياناً حتى في الاعتراف العلني، اعتراف بالخطيئة وطلب المغفرة. لا توجد حرب، ونتنياهو ليس لديه حكومة. ولا حرب بدون حكومة عسكرية.

إن حقيقة أن سموتريتش سمح لنفسه بتهديد زامير بعد شهرين فقط من تعيينه تشير إلى أن إقالة بار أدت إلى تطبيع سحق رؤساء المؤسسة الأمنية بتهمة عدم الولاء للحكومة. يجب على النظام الثوري أن يصبح أكثر تطرفًا باستمرار. وما كان يتم إنجازه في عامين سيتم إنجازه في شهرين وغداً في يومين.

على مقياس من 1 إلى 10، ما مدى خيالك في السيناريو الذي يقول أنه في أحد الأيام، في نهاية مثل هذا الاجتماع، يغادر زامير الحكومة ويتم اعتقاله من قبل رئيس الشاباك الذي حل محل بار، بتهمة تقويض الحكومة، والخيانة ضد الشعب وأمن الدولة، ومساعدة العدو في وقت الحرب؟ ومن المرجح أن ينتهي الأمر بزمير في السجن وليس نتنياهو. وسوف يدعم ترامب عمليات التسريح. الجملة الساحقة “أنت مطرود!” أطلق برنامجه الواقعي حملته الانتخابية نحو البيت الأبيض. ومنذ ذلك الحين أصبح هذا الشعار بمثابة شعار لأسلوب حكومة ترامب. استمرار المطالبة بالولاء الشخصي من خلال وسائل أخرى. زامير، أنت مفصول!

——————————————-

هآرتس 24/4/2025  

يجب علينا في ذكرى يوم الكارثة والبطولة تذكر ما يحدث الآن في قطاع غزة

بقلم: جدعون ليفي

إسرائيل لا ترتكب كارثة ضد الشعب الفلسطيني، في الـ 19 شهرا الأخيرة إسرائيل تقترب من ذلك بسرعة مدهشة. يجب قول ذلك وبصورة اقوى في هذا اليوم.

أنا اليوم ساقف عند سماع الصفارة مثلما في كل سنة، وافكاري ستتجول بين ذكرى جدتي وجدي، صوفي وهوغو، اللذين شاهدت اسماءهما محفورة على جدار الذكرى في المقبرة اليهودية القديمة في براغ، وبين مشاهد غزة التي لا تتركني. منذ كنت طفلا تخيلت دائما عند سماع السفارة نار كبيرة تلتهم كل شيء. حتى حرب غزة رأيت يهود يحرقون فيها. هذه السنة سأرى أيضا أطفال رضع احترقوا وهم احياء في الأسبوع الماضي في خيمة اللجوء في خانيونس، ومعهم آلاف الأطفال والنساء والرجال الذين قتلتهم إسرائيل بدون رحمة.

كيف يمكن أن نقف صامتين الآن بدون أن نفكر في التحقيق المخيف لينيف كوفوفيتش في “هآرتس” أمس عن اعدام عاملي الإغاثة الـ 15 على يد جنود الجيش الإسرائيلي، الذين اطلقوا عليهم النار بدم بارد، وبعد ذلك قاموا بتحطيم سيارات الإسعاف التي سافروا فيها ودفنوا جثثهم في الرمال. التفكير بالمواطن من سنجل في الضفة الغربية، الذي احرق المستوطنون بيته وبعد ذلك جاء الجنود واطلقوا عليه الغاز المسيل للدموع الى أن أصيب بنوبة قلبية ومات، مثلما كتبت عن ذلك أمس هاجر شيزاف. التفكير بتجمع الرعاة في أم الخير في جنوب جبل الخليل، الذي زرته في هذا الأسبوع، والتفكير بالمذابح اللانهائية والتي يشاهدها أعضاء السلام هؤلاء في القرى على يد الجيش والمستوطنين الذين يعملون معا على طردهم من أراضيهم.

أن تقرأ المقال الشجاع والصادم لاوريت كمير (“هآرتس”، 21/4) عن وقوف الإسرائيليين ضد هذه الحرب، الامر الذي ينفي حسب رأيها حقهم في التذمر من الالمان الذين فعلوا ذلك – والموافقة على كل كلمة كتبتها. أن تقرأ المقال الصادم بدرجة لا تقل عن ذلك لدانييل بيلتمان عن أطفال غزة وأطفال الكارثة (“هآرتس”، 22/4). يوم استئناف الحرب في غزة، قال بيلتمان، سيتم تذكره الى الأبد في التاريخ اليهودي. يمكن فقط الأمل بأن يكون الامر هكذا. “منذ أربعين سنة أنا انشغل في تحقيقات الكارثة”، كتب بيلتمان. “وقد قرأت عدد لا يحصى من الشهادات حول الإبادة الجماعية الأكثر فظاعة ضد الشعب اليهودي وضحايا آخرين. باختصار، الواقع الذي فيه ساقرأ الشهادات عن القتل الجماعي الذي تنفذه دولة اليهود، والذي يذكرني بشهادات من أرشيف “يد واسم”، لا استطيع تخيله حتى في كوابيسي الفظيعة.

هذه ليست مقارنة مع الكارثة، بل تحذير فظيع الى اين تتدهور الأمور. ان عدم التفكير بذلك الآن هو بمثابة خيانة لذكرى الكارثة وضحاياها. وعدم التفكير بغزة الآن هذا بمثابة فقدان الصورة الإنسانية وتدنيس ذكرى الكارثة. هذه إشارة “قف” امام الآتي. 

في إسرائيل يميلون الى الادعاء بأن 7 أكتوبر هو “الكارثة الأكثر فظاعة التي حدثت للشعب اليهودي منذ الكارثة”. هذه بالطبع مقارنة مبتذلة، تسيء لذكرى الكارثة. لا يوجد أي تشابه بين الهجوم القاتل الذي حدث لمرة واحدة في 7 أكتوبر وبين الكارثة، لكن ما جاء في اعقابها بالذات يثير ذكرى الكارثة.

لا توجد اوشفيتس ولا حتى ترابلنكا في قطاع غزة، لكن توجد فيها مخيمات تجميع. ويوجد فيها أيضا تجويع وتعطيش ونقل اشخاص من مكان الى آخر مثل البهائم، وحصار دوائي. هذا ما زال ليس كارثة، لكن احد حجارتها الأساسية موجود هنا منذ فترة: عملية نزع الإنسانية عن الضحايا التي بدأت لدى النازيين أصبحت الآن تحدث بكامل القوة في إسرائيل. منذ استئناف الحرب قتل في القطاع 1600 فلسطيني تقريبا. هذا حمام دماء وليس قتال. هذا يحدث ليس بعيدا عن بيوتنا على يد افضل أبنائنا. هذا يحدث امام صمت معظم الإسرائيليين ولامبالاتهم المرضية.

الحاصل على جائزة إسرائيل، اريئيل روبنشتاين، نشر في هذا الأسبوع مقال لاذع ولكنه مثير للتقدير (“هآرتس”، 22/4) شرح فيه لماذا لن يقف في هذه السنة عند اطلاق الصافرة. أنا اليوم ساقف ولكني سافكر بجدي وجدتي، لكن بالأساس سافكر بغزة.

——————————————-

هآرتس 24/4/2025

يتحدثون عن السلام وليس عن الإبادة الجماعية

بقلم: حنين مجادلة

قبل بضعة أسابيع حصلت على دعوة من أديبة وشاعرة وصحافية إسرائيلية، من اجل المشاركة في مختارات نصية حول موضوع السلام، تشمل نصوص أدبية لكُتاب، نشطاء ومفكرين، من المعسكر الإنساني، بالطبع على خلفية ما بعد 7 أكتوبر. أنا باركت هذه المبادرة، وقلت بأنني بالطبع مع السلام. مع ذلك، اعتقدت الآن أنه من الصحيح الآن التحدث عن الإبادة الجماعية يسبق في أهميته التحدث عن السلام – حتى لو كان من الواضح أن الموضوعين مرتبطان ببعضهما.

اجابتني: هذا صحيح، نحن لم نضمن مفهوم “الإبادة الجماعية” ولم نتطرق الى الحرب في نص الدعوة، وربما حقا كان هناك مكان لزيادة حدة اللغة. ولكن من الواضح أن الكلمة موضوعة على الطاوقة، وأنه يمكن التطرق اليها في متن النصوص. 

بسبب عدم القدرة على النفاق أنا لم أشارك. تقدم سريع: مؤخرا بدأت تظهر منشورات حول لجنة السلام الشعبية القريبة بقيادة ائتلاف السلام. لجنة تم عقدها أيضا في السنة الماضية: حدث مدته يومين في القدس، جميع حركات السلام الصهيونية وجمعيات المجتمع المدني والمعسكر الإنساني وشركاءه. خطة اللجنة مهمة، ويوجد فيها عدد غير قليل من المحاضرات والدوائر، نوع من اللقاءات الممتعة التي تتطرق بالأساس الى ما بعد الحرب – كيف سنرمم انفسنا ونسير نحو السلام، وأيضا حدث صغير عن النكبة. 

أنا لست من دعاة الحزب الشعبوي، ولا اريد اطلاق على هذا المؤتمر اسم مؤتمر الإبادة الجماعية أو مؤتمر الحرب. نحن بحاجة الى إعطاء الامل للناس. هذا واضح. ولكني لاحظت أن الكثير من الأشخاص الذين رفضوا، سواء لاسباب تكتيكية وغيرها مثل نفي الواقع وعدم التعاطف أو عدم القدرة على النظر الى “الجيران” وألمهم أو التعامل بشكل مباشر مع ما يحدث في قطاع غزة، تحدثوا باستمرار فقط عن المخطوفين، والذين عارضوا الحرب فقط لأنها “لا تعيد المخطوفين”، هم الآن من الأوائل الذين يعلنون بأنهم سيشاركون في مؤتمر السلام.

هذا السلام جميل جدا. فمن الذي لا يريد الحصول على واحد كهذا. هذا ليس بالامر السهل في دولة مثل إسرائيل، حيث تعتبر غالبية السكان فيها أن القتل الجماعي لاطفال غزة هو ضرر هامشي. وبالتأكيد هي لا تعترف بالشعب الفلسطيني وبحقه في الوجود.

أنا ادرك المكان الذي نعيش فيه، مع ذلك أتساءل عن منطق هذا المعسكر الذي يرفض مناقشة الاحتلال أو الإبادة، لكنه يقفز بكل القوة للتحدث عن السلام. هذا هو نفس منطق الذين أرادوا قبل 7 أكتوبر التحدث فقط عن “عنف المستوطنين” وليس عن الاحتلال والفصل العنصري، والتحدث فقط عن الاحتلال في العام 1967 وليس عن النكبة في 1948. هؤلاء هم نفس الأشخاص الذين يتحدثون بخوف مقدس عن حق دولة إسرائيل في الوجود عندما لا توجد فلسطين نفسها. المنطق الذي يغلف نفسه بالكلمات المعسولة عندما تسيل الدماء وينتشر الظلم. 

حتى لو كنت لا اعارض مجرد عقد مؤتمر للسلام، إلا أنه لا يمكنني المشاركة فيه (ليس لأنه تمت دعوتي للمشاركة فيه). لأن السلام الذي لا يمر بالاعتراف الفظائع التي تحدث الآن، ليس إلا وهم سياسي مهديء يخدم الضمير الإسرائيلي ومصالحه الضيقة. 

——————————————-

هآرتس 24/4/2025

في خلاصة.. الكابينت الإسرائيلي مناقشاً شكل “تجويع أطفال غزة”: هناك آراء متنوعة

بقلم: أسرة التحرير

هل قررت الحكومة بأن الحرب في قطاع غزة موجهة ضد الأطفال، ومن ثم تقاتلهم بالتجويع إلى جانب القذائف والصواريخ؟ للأسبوع السابع، تتبع إسرائيل سياسة تجويع القطاع وتحظر إدخال الغذاء أو المساعدات الإنسانية إليه.

أعلن وزير الدفاع إسرائيل كاتس، بفخار، أن ليس في نيته استئناف إدخال المساعدات إلى الغزيين قريباً. يدعي أعضاء الحكومة بأن وقف المساعدات الإنسانية يمس بحكم حماس. لكن هذا ليس دقيقاً. المخطوفون مجوعون أغلب الظن، والأطفال في القطاع بالتأكيد مجوعون. لكن حسب الشهادات، الأقل جوعاً هم أناس حماس وعصابات الجريمة الذين يضعون أيديهم على الغذاء القليل في القطاع.

قبل نحو أسبوعين، اضطر برنامج الغذاء التابع للأمم المتحدة إلى إغلاق المخابز المدعومة التي شغلها في القطاع بسبب نقص في الدقيق وغاز الطبخ. ومنذئذ، يعتمد السكان هناك أساساً على 175 مطبخاً مجتمعاً. العالم يرى الصور القاسية التي تجري داخل هذه المطابخ. فهل تكبد وزراء الحكومة أيضاً عناء النظر إلى الطفلات الجائعات، اللواتي يحملن دامعات أوعية فارغة بانتظار أحد ما يعطيهن كفة أرز وعدس، قبل اجتماعهم أمس للبحث في جلسة الكابنيت في تجويعهن؟ حتى لو اعتقدوا بأن ضائقة الطفلات هي التي ستقوض حكم حماس، فهذا خيار مجرم.

استدعى الوزراء إلى جلسة أمس رئيس الأركان ايال زامير، وطلبوا منه أن يوزع جنود الجيش الإسرائيلي الغذاء حين يوقفوا سياسة التجويع. رفض زامير أن ينشغل الجنود بالتوزيع. الأسباب واضحة للجميع باستثناء أعضاء الحكومة. إن رفض زامير أغضب وزير المالية سموتريتش: “نحدد للجيش مهامه، وإذا كنت غير قادر (على تنفيذها) فسنجلب أحداً يفعل”، قال. “وأيد موقف الوزير سموتريتش، وزير العدل يريف لفين أيضاً. وسيسجل اسمه هو الآخر بأنه مجوع أطفال”.

وأجاد كاتس إذ قال إنه لا حاجة للمساعدات الآن؛ لأن هناك ما يكفي من المؤن في غزة. فهل “ما يكفي من المؤن” حسب كاتس، معناه أن 4 في المئة من أطفال غزة يعانون من سوء تغذية حادة، وارتفاع 60 في المئة عن الشهر الماضي؟ هل “ما يكفي من المؤن”، حسب كاتس، معناه وضع ينخفض فيه عدد الأطفال الذين تلقوا إضافات تغذية حيوية بنحو 70 في المئة في آذار؟ نتنياهو أنهى الجلسة بجملته المغيظة “سمعت هنا آراء متنوعة، نجتمع الخميس كي نقرر”، وكأن بها وضعية عادية أن تسمع فيها “آراء متنوعة”، عن أشكال تجويع الأطفال. ناهيك عن أن 3696 طفلاً في القطاع يعانون الآن من سوء تغذية حادة ليس لهم وقت للانتظار حتى الخميس. هم يحتاجون إلى الغذاء الآن.

——————————————-

يديعوت 24/4/2025

الحديث  عن انهيار “حزب الله” سابق لأوانه

بقلم: يوسي يهوشواع

خلال الأيام الـ148 التي تلت التوصل إلى وقف إطلاق النار على الجبهة الشمالية، قتل الجيش الإسرائيلي نحو 140 عنصراً من «حزب الله» من رتب مختلفة، أي بمعدل عنصر واحد في اليوم. هذا الرقم، إلى جانب نظرة عامة إلى حجم النشاط العسكري في الجنوب اللبناني، يدل على أن إسرائيل تأخذ على محمل الجد السياسة التي تم تحديدها، عشية الاتفاق الذي تم توقيعه، بعد عام على تبادُل الضربات والدمار الواسع في بلدات خط التماس، وعملية برية أودت بحياة خيرة شبابنا: سيتم القضاء على أيّ محاولة للتعاظم من «حزب الله».

تميزت الأيام الأخيرة بهجمات مركزة على الجنوب اللبناني. ومن بين الذين تم قتلهم حسين علي ناصر، نائب قائد الوحدة 4400 في «حزب الله»، والذي عمل على تهريب الأسلحة والأموال إلى لبنان، بالتعاون مع عناصر إيرانية. كذلك، تم اغتيال حسن عزّت محمد عطوي، القيادي في «الجماعة الإسلامية» المرتبطة بـ»حماس» في لبنان، والذي خطط لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل، وكان ضالعاً بإطلاق صواريخ. بالإضافة إلى ذلك، هاجم الجيش الإسرائيلي عدداً من منصات إطلاق الصواريخ وبُنى تحتية تابعة لـ»حزب الله» في منطقة النبطية. أيضاً تم استهداف مسؤول الهندسة في الحزب في منطقة العديسة.

هذا كله يشير إلى أن الشائعات بشأن انهيار «حزب الله» كانت سابقة لأوانها. فالتنظيم الذي فقد قياداته العليا في سلسلة اغتيالات غيّرت ملامح المعركة، يعمل الآن على تهريب السلاح والأموال، بعضها عبر مطار بيروت الدولي. ولم يتخلَّ عن جهوده في تصنيع طائرات من دون طيار، وغيرها من القدرات العسكرية، محلياً أدرك «حزب الله» أنه سيواجه صعوبة في إخفاء تعاظُمه العسكري، لذلك، يحاول نقل السلاح من المناطق التي يخاف استهدافها مباشرة.

على المستوى الاستراتيجي، تشير التقديرات إلى أن التنظيم يحاول إعادة بناء منظومة القيادة والسيطرة، بما في ذلك إعادة هيكلة رتب القيادة والمقرات الإقليمية وقادة الألوية والميدان، كخطوة أولى لإعادة بناء القدرات العسكرية، ولا سيما في وحدة الرضوان، قوة النخبة التي كانت مخصصة لاحتلال بلدات إسرائيلية، وخرجت من الحرب مجروحة ومُنهكة. كذلك، يشغّل «حزب الله» بنى تحتية اقتصادية داخلية «مسارات تمويل» تتيح تدفُّق الموارد على الرغم من الضغوط الاقتصادية في لبنان والقيود التي فرضها المجتمع الدولي.

لا يكتفي الجيش الإسرائيلي برصد هذه التطورات، بل يتخذ إجراءات لمنع تحوُّلها إلى تهديد جديد. يضاف إلى ذلك التغيير الذي طرأ على موقف الدولة اللبنانية والجيش اللبناني. واستناداً إلى مصدر عسكري إسرائيلي رفيع: «فلا يزال الوضع في طور التشكّل، ويجب أن نتحرك باستمرار كي لا نسمح للوحش بأن يكبر من جديد»، مضيفاً، «هناك عدد غير قليل من المناطق التي يفرض فيها الجيش اللبناني سيطرة أكبر مما كنا نظن قبل وقف إطلاق النار، لكننا سنرغب دائماً في المزيد».

وعلى الرغم من أن الشهية الإسرائيلية لم تُشبع، فإن الأجواء في لبنان لم تعد مثلما كانت. لقد أثارت الهجمات الإسرائيلية الأخيرة ردات فعل غاضبة داخل لبنان – لكن ليس ضد الجيش الإسرائيلي؛ إذ اتّهم مدونون وصحافيون محليون «حزب الله» بجرّ البلد إلى مواجهات غير ضرورية، وأعربوا عن خشيتهم من تصعيد جديد.

الرئيس اللبناني جوزف عون يرغب في نزع سلاح «حزب الله» ودمج قواته في الجيش اللبناني، إلّا إن قيادات في الحزب تعارض هذا المطلب، لكنها تضطر إلى السير بين النقاط، وخصوصاً بعد تراجُع تأثير المحور الإيراني. وفي الوقت الراهن، يبدو كأن «حزب الله» يتطلع أيضاً إلى المحادثات بين الولايات المتحدة والنظام الإيراني، فإذا جرى التوصل إلى توقيع اتفاق نووي فإنه يمكن أن يعيد للحزب بعض الزخم الذي خسره على يد إسرائيل.

—————–انتهت النشرة—————–