
المسار : أنهى وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الثلاثاء، زيارته الأولى بصفته الرسمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية على وقع هتاف “فلسطين حرة” أطلقها مؤيدون لفلسطين من داخل مبنى الكونغرس بالعاصمة واشنطن أثناء وجوده فيه.
وأظهر مقطع فيديو تداوله ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي مثل “إكس”، عددا من المؤيدين للقضية الفلسطينية وهم يهتفون بوجه بن غفير “فلسطين حرة” لدى وجوده داخل مبنى الكونغرس الأمريكي.
وقال بن غفير في منشور على “إكس”: “اختتمت زيارتي الدبلوماسية إلى الولايات المتحدة، في مبنى الكونغرس، بلقاءات مهمة مع عدد من كبار أعضاء الكونغرس، وقد أعربوا لي عن دعمهم الكامل لإسرائيل”.
وأضاف مستغلا الهتافات المناهضة التي واجهها بالقول: “بين الاجتماعات، بدأ العديد من المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في الهتاف بشعارات مؤيدة لحماس وغزة في وجهي”، وفق تعبيره.
دعوات بالطرد
من جانبه، دعا مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية “كير” إلى طرد بن غفير من الولايات المتحدة، بعد أمره حراسه بإخافة امرأة مؤيدة للفلسطينيين.
وفي بيان بشأن الحادثة أصدره المجلس، الاثنين، أدان مدير الشؤون الحكومية في “كير” روبرت مكاو محاولات بن غفير وحراسه الشخصيين إخافة المرأة التي ترتدي كوفية.
وقال ماكاو: “لا منطق في ممارسة مجرم الحرب هذا مضايقة الأمريكيين بحرية بينما يُحتجز طلاب الجامعات الذين يحتجون سلميا على جرائمه في مراكز الهجرة”.
ونقل البيان عن المواطنة الأمريكية الفلسطينية صابرين عودة، قولها إنه بينما كانت تنتظر في ممر مبنى رايبورن في الكونغرس، اقترب منها بن غفير وحراسه، قبل أن يشير إليهم طالبا تدخلهم ضدها.
وذكرت عودة أن أحد الحراس سار بعد ذلك بسرعة نحوها ومر بجانبها “كأنه ينوي الهجوم” بهدف ترهيبها.
وكان بن غفير وصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية قبل أكثر من أسبوع، في أول زيارة له منذ تسلّمه منصبه نهاية العام 2022، ومنذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهامه في يناير/كانون الثاني الماضي.
وخلال زيارته، قوبل بن غفير بهتافات مؤيدة للفلسطينيين في العديد من المواقع، وفقا لما أظهرته مقاطع فيديو منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي.
كما واجه بن غفير انتقادات من قبل مؤيدين لعائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة لحظة وصوله إلى مطار فلوريدا في الولايات المتحدة الأمريكية، وفق مقاطع فيديو متداولة أيضا عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وكان ذكر في منشوراته على “إكس” أثناء الزيارة، أنه التقى أعضاء من الكونغرس الأمريكي، لكنه لم يشر إلى أي لقاء مع مسؤولين من الإدارة الأمريكية.
فيما قال مكتب بن غفير في بيان عند بدء الزيارة إنه سيلتقي مسؤولين في الحكومة الأمريكية.
وخلال العامين الماضيين من توليه منصبه، أفادت تقارير بأن إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن كانت تعتزم وضع بن غفير ووزير المالية زعيم حزب “الصهيونية الدينية” اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، على قوائم العقوبات الأمريكية.
وكان سموتريتش أجرى زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة للمرة الأولى في فبراير/شباط الماضي، بعد أن قاطعته إدارة بايدن، والتقى آنذاك مع سكوت بيسنت وزير الخزانة في إدارة ترامب.
ويواصل كل من بن غفير وسموتريتش الدعوات المتطرفة لتوسيع الاستيطان وضمّ الضفة الغربية واحتلال قطاع غزة، وقطع المساعدات الإنسانية عن القطاع وإقامة مستوطنات فيه وتهجير سكانه منه.
وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية في غزة صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما في ذلك الشطر الشرقي من القدس المحتلة، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 954 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف، إضافة إلى تسجيل 16 ألفا و400 حالة اعتقال، وفق معطيات فلسطينية.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 170 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
(عن الأناضول)