إسرائيلياتالصحافة العبرية

الصحافة العبرية .. الملف اليومي الصادر عن المكتب الصحافي التابع للجبهة الديمقراطية

 افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

هآرتس 8/5/2025

لم يعد بالإمكان توفير الاحتياجات الطبية لقطاع غزة

بقلم: جدعون ليفي

الحامض الكيتوتي السكري هو احد مضاعفات مرض السكري التي تهدد الحياة بالخطر، والذي فيه عدم وجود الانسولين ومستوى مرتفع لهرمون التوتر، تؤدي الى زيادة انتاج اجسام الكيتون والاحماض. م. اوشك نفاد الانسولين لديه. على خط الهاتف من بيته المحترق في بيت لاهيا، الذي عاد اليه مؤخرا، قال إنه لم يبق لديه إلا نقطتين من الانسولين، ثم قال 2 سم، ربما هو قصد وحدتين للانسولين. على أي حال الانسولين الخاص به على وشك النفاد. حتى وقت قريب كان يمكنه الحصول على الانسولين من صيدلية الاونروا، ولكن منذ أوقفت إسرائيل المساعدات الإنسانية لم يعد يوجد انسولين. 

على الفور هو يحاول التهدئة: الآن هو ليس بحاجة الى الانسولين لأنه لا يوجد خبز. الانسولين هو يأخذه فقط عندما يأكل الخبز، والآن لا يوجد خبز. وجبة الانسولين الأخيرة لديه يحتفظ بها الى أن يتواجد له ولعائلته رغيف من الخبز. أمس ابنه قال إنه سيخرج للبحث عن الفوشار لتهدئة المعدة. الابن تجول بضع ساعات ولكنه لم يجد. الأب قال له أنت لن تجد.

“أنا جائع، أنا بحق جائع”، قال لي أمس. منذ بداية الحرب لم يقل لي هذه الكلمات بشكل حاد كهذا. دائما يحاول تلطيف الامر والتقليل من وصف صعوباته حتى لا يثير الشفقة ويحافظ على كرامته. حتى أمس. أمس اعترف بأنه جائع للخبز، جائع حقا.

اول امس كان يوم صعب بشكل خاص لأن الجيش الإسرائيلي قصف شمال القطاع بدون توقف. الأطفال ركضوا لاخلاء المنطقة، لكن م. سألهم: الى اين سنذهب؟ هم جلسوا داخل هيكل البيت تحت القذائف التي تهدر، واملوا الخير. لقد قرروا بأنه اذا لم تتوقف النار حتى الخامسة بعد الظهر سيغادرون. لحسن حظهم النيران توقفت قبل ذلك، وامس صمتت المدافع. م. قال انه لا يوجد مخطوفون في بيت لاهيا ولا توجد حماس، فقط اكوام من الأنقاض. فلماذا يواصلون القصف؟.

م. عاد الى انقاض بيته بعد اشهر مكث فيها في معسكر الخيام في المنطقة الإنسانية في المواصي قرب خانيونس، التي كانت في السابق مستوطنة نفيه دكاليم. عمر م. 63 سنة وهو مريض بالسكري، وأصيب بجلطة دماغية. العودة من هناك الى البيت المحروق كلفت 1200 شيكل. اربع عائلات تقاسمت هذا المبلغ. محشورون في تندر السيارة التجارية فوق الفرشات والبطانيات وكل اغراضهم. 

عندما وصلوا الى ما كان بيتهم شاهدوا هيكل محروق، حتى الأبواب لم تعد موجودة. قاموا بتنظيفه ووضعوا الفرشات واقاموا البيت في ذلك الدمار. الآن هم يشعرون أنه في القريب سيضطرون الى الهرب من اجل النجاة بحياتهم، ولا يوجد مكان ليذهبوا اليه. امس مرت على الحرب 19 شهر. إسرائيل تقول بأنها ستستأنفها بكامل الزخم، أي انباء سارة هذه وتبعث على الامل.

المكالمة مع م. تبعث على اليأس الى درجة الرعب. عدم القدرة على مساعدته بأي شيء، والعجز، يبعث على الجنون. خلال سنوات سافرنا معا في شوارع قطاع غزة، وكان يقودنا وحافظ علينا من كل سوء. امس جلس على مدخل بيته امام هيكل سيارة المرسيدس التي فيها سبعة مقاعد والتي سافرنا فيها لسنين، احيانا بالوقود عندما كان متوفر، واحيانا بالزيت المستخدم في بسطات الفلافل عندما كان ينفد الوقود. 

سيارة المرسيدس الصفراء سافرت تقريبا 3 ملايين كيلومتر. والآن هي هيكل محروق. م. يبكي عليها اكثر مما يبكي على بيته. لقد قضى فيها وقت اكثر مما قضى في بيته. أحيانا هو يداعب هيكلها، كما قال لي أمس بحنجرة مختنقة، يفتح صندوق السيارة المحروق ويتذكر، يفتح غطاء المحرك ويرى مكانه المحروق، قبل بضعة أيام على اندلاع الحرب اشترى أربعة إطارات جديدة ولكنه لم يتمكن من السفر عليها. الآن أصبحت هيكل، بالضبط مثل صاحبها الجائع. 

اول امس تناول القليل من العدس، أمس لم يأكل أي شيء. عندما سينجح في الحصول على الطحين أو الخبز سيقوم بحقن نفسه بقطرات الانسولين الأخيرة التي بقيت لديه.

——————————————-

هآرتس 8/5/2025 

ترامب يمكن أن يعلن عن اتفاق مع طهران يكون مشابه للاتفاق السابق

بقلم: عاموس هرئيلِ

لم يكن لدى حكومة إسرائيل وقت طويل للتفاخر أول أمس بالهجوم الجوي الثاني في اليمن في غضون يومين. عشرات الطائرات الحربية في الواقع حلقت مسافة حوالي 2000 كيلومتر وخلفت وراءها اضرار كبيرة في مطار صنعاء العاصمة ردا على الصاروخ الذي سقط في ارض مطار بن غوريون في يوم الاحد الماضي. ولكن حتى صور الحرائق الكبيرة هناك التي اثارت النشوة الخفيفة في بعض القنوات هنا لم تستمر لفترة طويلة في العناوين. هذا حدث بسبب التصريح المناوب للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي اعلن بعد بضع ساعات عن وقف الهجمات الامريكية ضد الحوثيين.

ترامب برر هذا قرار وقف الحملة الجوية التي في اطارها تكبدت اليمن عمليات قصف جوية شديدة بشكل خاص، وبهذا “استسلم” الحوثيون. حسب قوله هم طلبوا من الأمريكيين وقف الهجمات مقابل وقف اطلاق النار على السفن في البحر الأحمر وفي خليج عدن. رواية الحوثيين مختلفة، لكن المهم هو أن القتال توقف وإسرائيل ليست جزء من الاتفاق. الحوثيون اعلنوا بأنهم سيستمرون في اطلاق الصواريخ والمسيرات نحوها “الى أن يتم ادخال المساعدات الى غزة”. أيضا هذا يعكس تغيير في موقفهم. الحوثيون استأنفوا اطلاق النار على إسرائيل في نهاية آذار بعد أن خرقت الأخيرة اتفاق وقف اطلاق النار مع حماس واستأنفت القتال في غزة. الآن ربما هم يلمحون الى الاستعداد لتبني تسوية أخرى، التي لا تشترط انهاء مطلق للقتال في القطاع. 

هذه هي المرة الثانية في غضون شهر، التي يسقط ترامب على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بشرى سيئة بالنسبة له مع إعطائه انذار لفترة قصيرة. في بداية شهر نيسان استدعى ترامب نتنياهو بشكل مستعجل الى البيت الأبيض، فقط من اجل أن يشكل رئيس الحكومة متفرج صامت على اعلان الرئيس استئناف المفاوضات مع ايران بشأن الحد من مشروعها النووي. المتحدثون بلسان الحكومة يصفون ترامب بأنه صديق حقيقي لإسرائيل، لكن يبدو أنه في كل مرة يتخذ قراراته بناء على اعتبارات أمريكية فقط، وأنه يغير مواقفه بشكل متقلب وبدون أي تنسيق تقريبا مع نتنياهو. 

البيان الأخير لترامب يكشف الصعوبة الموجودة في اعتماد إسرائيل على دعمه، الذي يبدو مائع جدا ويعتمد على ما هو مناسب للرئيس في تلك اللحظة. الحملة الهجومية ضد الحوثيين بدأت بتهديد ترامب باخضاعهم وتعليمهم درس لن ينسوه. ولكن عندما لم ينفع ذلك – لأنه كما هو متوقع يصعب ردع قيادة دولة هي في الأصل من افقر دول العالم – قرر ترامب ببساطة المضي قدما، في حين يبيع للجمهور الأمريكي (الذي تقريبا لا يهتم في كل الحالات) كذبة أخرى حول النصر الساحق الذي كان من المفروض أن يتحقق في ساحة بعيدة. 

المخاطرة والضرر من اليمن يمكن لإسرائيل استيعابها، رغم أن إصابة الصاروخ لمطار بن غوريون اضرت كثيرا برحلات الطيران لشركات اجنبية التي تأتي الى هنا. ما يجب أن يقلق نتنياهو اكثر هو الاحتمالية المتزايدة لترامب للتوقيع على اتفاق جديد مع ايران في القريب. الرئيس الأمريكي وعد بـ “انباء كبيرة” في القريب، ربما حتى قبل زيارته في دول الخليج في الأسبوع القادم. ربما سيكرر مناورة مشابهة في القضية الإيرانية. سيعلن عن اتفاق رائع نجح في تحقيقه مع النظام في طهران، الذي هو بالفعل لن يكون مختلف جدا عن الاتفاق الذي بلورته إدارة أوباما في 2015، وهو نفس الاتفاق الذي دأب ترامب ونتنياهو على التشهير به خلال العقد الماضي.

اذا حدث ذلك فان نتنياهو سيتعين عليه قبول الاتفاق مع صك الاسنان. ولكن خلافا للتهديد من اليمن هنا يدور الحديث عن مسألة استراتيجية حاسمة التي ينشغل رئيس الحكومة فيها منذ ثلاثين سنة تقريبا، من اجل أن يقوم بتغيير كهذا في مواقفه فانه سيحتاج الى التحدث بشكل منفتح اكثر ومفصل اكثر مع الجمهور الإسرائيلي. من جهة أخرى، اذا تم التوقيع على الاتفاق بالفعل فان اختيار نتنياهو لعملية عسكرية إسرائيلية ضد المنشآت النووية سيكون مصحوب بخطر مزدوج: إسرائيل ستجد صعوبة في تعطيل المنشآت التي بعضها متناثر تحت الأرض، بدون مساعدة أمريكية؛ ومثل هذه الخطوة ستؤدي الى احتكاك شديد مع الإدارة الامريكية.

رحلة ترامب يمكن أن تثمر إنجازات في مجال واحد (صفقات صخمة مع دول الخليج)، وربما مجالين (أمس لمح بأنه يحتمل حدوث تقدم قريب في عقد الصفقة في غزة). ربما ان تلميحات ترامب تستهدف الموضوع الأول، والسعوديون يظهر أنهم متحمسون بشكل خاص لدمج الاتفاقات مع الأمريكيين برفع خطر ايران من جدول الاعمال. يمكن أن تنشأ هنا ديناميكية مثيرة للاهتمام بين ترامب ونتنياهو: بعد ان أوقع عليه وقف الهجمات الامريكية في اليمن، وعلى فرض ان الرئيس يسعى الى اتفاق مع ايران، هل ترامب سيجمد تطلعات التطبيع بين إسرائيل والسعودية أم سيربط ذلك بوقف اطلاق النار في قطاع غزة؟ من جهة أخرى، هل يمكن أن يكون ترامب ينوي السماح لنتنياهو بفعل ما يريد في غزة كجائزة ترضية عن الضرر الذي لحق بمكانة نتنياهو في قضايا أخرى؟.

في جهاز الامن، الذي هو أيضا يجد صعوبة في تحليل التطورات إزاء السلوك غير المتوقع لترامب، يوجد شعور بأن الأمور بدأت تتحرك. اذا نشرت في القريب بيانات عن اتفاقات إنسانية جديدة في القطاع مثل استئناف تزويد الوقود أو الدفع قدما باتفاقات مع شركات أمريكية لتوزيع الغذاء على السكان الفلسطينيين، فان هذا الامر يمكن أن يدل على تفاهمات اعمق من خلف الكواليس، في الوقت الذي يجند فيه الجيش الإسرائيلي عشرات آلاف جنود الاحتياط ويهدد بتوسيع العملية البرية في القطاع، بعد انتهاء زيارة ترامب في المنطقة.

ليس خاتم مطاطي

رئيس الأركان ايال زمير، القى اول امس قنبلة خاصة به، عندما اعلن بأنه اصدر تعليماته لقسم القوة البشرية في هيئة الأركان بأن يعرض عليه بشكل فوري خطة “لتوسيع وزيادة اصدار أوامر التجنيد للحريديين”، القصد هو ارسال امر اول لكل شاب بلغ 16.5 سنة، بما في ذلك الحريديين. ومن لا يمتثل سيتم الإعلان عنه كمتهرب من الخدمة. هذه العملية تم تمريرها بـ “الوضع العملياتي وتطور المعركة”، أي النقص في المقاتلين. مصدر رفيع في قسم القوة البشرية قال أول أمس في الكنيست بأنه ينقص الجيش تقريبا 7 آلاف مقاتل.

ان خطوة زمير لن توصل الى الجيش شباب حريديين لديهم دافعية للقتال. وهي أيضا لن تحل مشكلة القوة البشرية في الجيش الإسرائيلي قبل الدخول الى الهجوم الموسع المخطط له في غزة. ولكن يوجد لها تداعيات أخرى. أمس جرى نقاش لدى المستشارة القانونية للحكومة، غالي بهراف ميارا، حول ازمة قانون التجنيد. زمير المح للمستشارة القانونية والمحكمة العليا بأنه يدرك خطورة الازمة وأنه لا يتساوق مع توقعات الحكومة منه، أي أن يكون خاتم مطاطي لها في القضية التي تهز الائتلاف.

هذه أيضا رسالة لرجال الاحتياط الذين يتم استدعاءهم مرة أخرى والغاضبون بسبب عدم المساواة في تحمل العبء. رئيس الأركان يدرك ضائقتهم ويتماهى معها. هناك شك اذا كان يوجد تطور سيؤثر مباشرة على الحرب أو على ازمة التجنيد. مع ذلك، يبدو ان زمير يزيد بشكل متعمد الاحتكاك العلني مع الحكومة بشكل يتجاوز الخلاف مع نتنياهو في مسالة ماذا يسبق ماذا في اهداف الحرب: تحرير المخطوفين أم هزيمة حماس.

——————————————-

إسرائيل اليوم 8/5/2025 

على إسرائيل ان تستغل وضع سوريا لتثبيت مصالحها وتهجير اهالي غزة

بقلم: مئير بن شباط

تقرير وكالة “رويترز” عن وجود قناة محادثات سرية بين سوريا وإسرائيل بوساطة اتحاد الامارات امسك بالرئيس السوري احمد الشرع بالضبط في الوقت الذي هبط فيه في باريس للزيارة الرسمية الأولى التي يجريها في دولة أوروبية. 

قائمة المواضيع التي أراد البحث فيها مع مضيفه، الرئيس عمانويل ماكرون تضمنت اعمار سوريا، التعاون الاقتصادي بين الدولتين في مجالات الطاقة والطيران، العلاقات مع لبنان ودول مجاورة أخرى، وكذا تحديات الامن للحكم السوري الجديد، ضمن أمور أخرى أيضا على خلفية النشاط العسكري لإسرائيل. 

زيارة الرئيس السوري الى فرنسا بعد خمسة اشهر فقط من استيلائه بالقوة على الحكم تجسد السرعة التي تغير فيه الاسرة الدولة موقفها منه. الشرع، الذي قضى معظم حياته الراشدة في صفوف منظمات الجهاد، من مدرسة القاعدة لا يزال يحتل مكانا في قائمة الإرهابيين المطلوبين للولايات المتحدة وعلى رأسه جائزة بمبلغ 10 مليون دولار.

ساعة الرمل النافدة حتى اللحظة التي يحظى بها باعتراف دولي واسع، تخفيض للعقوبات التي فرضت على سوريا في عهد نظام الأسد والدعم لاعمارها تعكس أيضا نافذة الفرص التي فتحت لتصميم واقع جديد من جانب من يسعى الى ذلك. في كل حال، ومن فوق كل تسوية تتبلور، يجب أن يحوم التحذير التنبؤي – “هل يغير النمر جلدته”. 

المصلحة السورية

تقرير وكالة “رويترز” عن الاتصالات السرية بين إسرائيل وسوريا بوساطة اتحاد الامارات لا ينبغي أن يفاجيء من يتابع سلوك الرئيس السوري. فقبل شهر نشر الصحافي البريطاني كريج ماري بان الشرع تعهد للحكومة البريطانية بتطبيع علاقات سوريا مع إسرائيل حتى نهاية السنة القادمة.

 وحسب ذاك التقرير فان الرئيس السوري ابدى استعدادا لتسوية تتضمن إقامة علاقات دبلوماسية، حتى بدون ان يطرح انسحابا إسرائيليا في رأس مطالبه. المقابل الأساس الذي يتوقع ان يحصل عليه لقاء ذلك هو إزالة العقوبات ودعم مالي ذي مغزى من الغرب. 

 وحتى اللغة التي اتخذها الناطقون بلسان النظام السوري الجديد فاجأت باعتدالها النسبي. واضح ان النظام لا يريد أن يتورط في مغامرات عسكرية مع إسرائيل، على الأقل ليس في بداية طريقه. 

ولكن النهج العام لإسرائيل تجاهه تميز، بحق كبير بالاشتباه وبالحذر. وذلك سواء في ضوء التخوف من ان الشرع يموه على مواقفه الحقيقية أم لدور اردوغان في سوريا الذي اخذت مواقفه تجاه إسرائيل بالتطرف. 

اذا نجحت تركيا في تثبيت هيمنة في سوريا، فيمكنها أن توسع نفوذها الى اكثر من ذلك وسيكون من شأنها أن تجد نفسها في مواجهة، حتى وان لم تكن عسكرية في المدى الفوري، مع لاعبين اقليميين مثل إسرائيل، السعودية واتحاد الامارات. تهديد ذو مغزى على نحو خاص يحدق باستقرار الأردن في ضوء التعزيز التركي الذي يحصل عليه الاخوان المسلمون في المملكة الهاشمية من جانب جارتهم. 

المصلحة الإسرائيلية

لقد فهم ترامب جيدا بان المفتاح لتحقيق الاستقرار في سوريا يوجد عمليا في ايدي إسرائيل وتركيا. تصريحه المسلي في هذا الموضوع في المؤتمر الصحفي الذي عقده الى جانب نتنياهو انطوى في داخله على فكر كامل. خطوات الوساطة من جانب اتحاد الامارات بمباركته، جاءت لتسوي توزيع النفوس في الساحة السورية بشكل يضمن المصالح الحيوية ليس فقط لتركيا وإسرائيل بل وأيضا مصالح باقي الدول التي قد تتأثر بذلك: الاردن، السعودية، اتحاد الامارات وحتى مصر. في نظره، ستكون لمثل هذه التسوية مساهمة إضافية باضعاف ايران وليس اقل أهمية من ذلك – في التقدم قدما برؤياه لشرق أوسط جديد.

النهج الذي يتعين على إسرائيل أن تبديه بالنسبة للخطوات مع سوريا يفترض به قبل كل شيء ان يعطي جوابا لمخاوفها. وعليه فلا مكان للأحاديث عن انسحابات، تقييد النشاط العسكري او الموافقة على وجود قدرات عسكرية تتحدى إسرائيل في الأراضي السورية وعن تحالفات واتفاقات عسكرية مع دول معادية لإسرائيل. على إسرائيل أن تتمسك بسياستها التي تقول اننا “سندافع بانفسنا عن مصالحنا”. وتنطبق الأمور أيضا على المناطق ذات الصلة في جنوب غرب سوريا. كما أن على إسرائيل أن تبقي على إجراءات واليات تضمن سلامة الدروز. على إسرائيل ان تطالب بان يطرد من سوريا ممثلو منظمات الإرهاب التي تعلم ضدها. 

اذا ما بذلت على أي حال جهود عظيمة لاعمار سوريا وإعادة ملايين اللاجئين الذين غادروها في اعقاب الحرب الاهلية فسيكون ممكنا أن تدمج في ذلك أيضا حلول لسكان غزة المعنيين بالهجرة. مزايا سوريا في عصر الاعمار يمكنها ان تجعلها هدفا كذابا لذلك.

——————————————-

يديعوت احرونوت 8/5/2025 

سياسة المفاجآت، ترامب يبقي إسرائيل في الهواء

بقلم: ايتمار آيخنر

العارفون بالامور يقولون انه عندما كانت الانتخابات للرئاسة بين بايدن وترامب نتنياهو فضل بايدن بافتراض انه صهيوني جدا ومؤيد لإسرائيل، ونتنياهو يعرف منذ الان كيف يناور في الساحة من أجل المصلحة الإسرائيلية.  عندما شطب بايدن عن جدول الاعمال ودخلت كمالا هاريس الى الصورة اصبح الوضع أكثر تعقيدا. على مدى كل الطريق عرفوا في إسرائيل الدعم غير المتحفظ من الحزب الجمهوري، لكن ترامب ليس جمهوريا نموذجيا. ففوق كل شيء هو يؤمن بعظمة أمريكا وفكره يتشكل من إدارة النزاعات وتعظيم المرابح لامريكا. 

زيارته القريبة الى الشرق الأوسط ستتركز على جوانب اقتصادية، صفقات كبرى ستعقد بين الدول واستثمارات تقرب الولايات المتحدة من الدول العربية لسنوات الى الامام. زيارة الى إسرائيل في هذه اللحظة ليست في الخطة، رغم الجهود مما يمكنه أن يلمح بسلم الأولويات. في حينه بدأ الرئيس أوباما ولايته الأولى بزيارة الى القاهرة وإسطنبول وتجاوز إسرائيل وهكذا بدأ العلاقات مع إسرائيل بالقدم اليسرى. 

في الحزب الجمهور توجد خلافات رأي في موضوع السياسة الخارجية. من جهة، جمهوريون كلاسيكيون منذ الولادة مثل مايك فالتس ممن يؤيدون إسرائيل ويريدون مهاجمة ايران. ومن جهة أخرى محافظون جدد مثل دون جونير (نجل الرئيس ترامب) ونائب الرئيس دي جي فانس ممن يفضلون الامتناع عن الهجوم يريدون التركيز على أمريكا ويتخذون خطا انعزاليا. صحيح حتى الان، وفي اعقاب ابعاد فالتس عن منصب مستشار الامن القومي، يبدو أن يدهم هي العليا – ورغم ان اغلبية من تبوأوا مناصب عليا في مواضيع الخارجية والامن يعتبرون مؤيدين لإسرائيل، بقيت إسرائيل في الخلف.

سياسة “أمريكا أولا” ليست بالضرورة ضد إسرائيل بل هي مع تحقيق المصالح الامريكية، عندما بدأت الهجمات الامريكية في اليمن اعتقد نائب الرئيس فانس بانهم لا ينبغي لهم أن يهاجموا كون هذه ليست مشكلتهم. مصالح إسرائيل ذات صلة اقل بمصالح أمريكا، وهذا هو الأكثر اقلاقا حيال ايران. 

تندفع الولايات المتحدة الى اتفاق نووي وتتحدث علنا عن السماح لإيران بطاقة نووية. اطلعت إسرائيل على هذه المفاوضات في اللحظة الأخيرة وكانت في صدمة: الولايات المتحدة نسيت فجأة ان الإيرانيين يخدعون الجميع، نسيت أن ايران هذه خططت لاغتيال ترامب وبومبيو وانها هي راس الاخطبوط الذي يفعل كل اذرعه ويمولها. كما فوجئوا في إسرائيل عندما كشف ترامب النقاب عن أنه اقنع نتنياهو الا يهاجم ايران. 

لقد بات صعبا إخفاء الإحباط في القدس من سلوك ترامب.  في قرار ترامب التوقف عن مهاجمة الحوثيين لم تعلم إسرائيل على الاطلاق وعرفت بذلك من التلفزيون. وهذه باتت خطوة واحدة اكثر مما ينبغي، والرسالة التي وصلت الى الشرق الأوسط هي ان إسرائيل ليست حقا في راس سلم أولويات الولايات المتحدة. واذا كان الحوثيون والايرانيون يمكنهم ان يصلوا الى اتفاقات مع الولايات المتحدة من خلف ظهر إسرائيل – فبالتالي يمكن مواصلة مهاجمتها. 

نرى هذا في سوريا أيضا حيث تلملم الولايات المتحدة قواتها وتخطط لاخراجها. نرى هذا أيضا مع تركيا، في تسكع ترامب مع اردوغان الذي لا يلجم تصريحاته اللاسامية وتهديداته الاخذة في التصعيد فقط. وحتى بيع طائرات اف 35 عادت الى الطاولة مع تركيا. نرى هذا أيضا في السعودية، في الصفقات الاقتصادية التي يعمل ترامب عليها. التطبيع لم يعد في رأس سلم أولوياته. ربما لانه يعرف ان نتنياهو لا يسارع الى انهاء الحرب في غزة وليس مستعدا لان يسمع عن أي صيغة تلمح باستعداد لحل الدولتين – وهو الحد الأدنى الضروري من ناحية الرياض. نرى هذا أيضا في خطة إعادة التموضع السكاني الذي طرحها ترامب في غزة والتي توقف عن الترويج لها. 

فهل هجر ترامب إسرائيل؟ هذا منوط بمن تسأل. ثمة من يدعي انه منذ البداية لم يكن معنا حقا. ترامب ليس عاشقا حقا لسياسته نفسه ولهذا فهو يغيرها كل الوقت، وفي إسرائيل يحاولون التأثير لكن بلا جدوى. لو كان بايدن يفعل ما يفعله ترامب في الأسابيع الأخيرة لكان من المعقول الافتراض بان نتنياهو كان سيصعد الى الطائرة ويطلب ان يخطب في الكونغرس. لكن يديه هنا مقيدتان، واساسا لان ترامب يعرف أنه يعتبر الرئيس الأكثر تأييدا لإسرائيل.

تحتاج إسرائيل لان تحطم الرأس لتفهم كيف تصبح ذات صلة بالفكر الأمريكي. ظاهرا لا يزال هناك أناس طيبون يحبون إسرائيل حقا: ماركو روبيو، ستيف ويتكوف والسفير الأمريكي الجديد مايك هكابي الذي اجرى امس زيارة رسمية تاريخية في شيلو القديمة والتقى بشكل رسمي مع رؤساء مجلس “يشع” للمستوطنين. يمكن فقط الامل في أن ينجح في اقناع ترامب في السير نحو إسرائيل في المواضيع المصيرية لها. 

ثمة في إسرائيل من ينظرون الى نصف الكأس المليئة ويحاولون التهدئة: في الموضوع الحوثي لا يوجد أي هجر من ترامب. فقد أوضح من اليوم الأول ان هدف العملية هو إعادة حرية الملاحة في البحر الأحمر وهذا  هو ما اتفق عليه في الوساطة العُمانية. وهو لم يتعهد ابدا بالعمل   في موضوع النار الحوثية على إسرائيل، ويواصل مساعدة إسرائيل في الدفاع. عن الهجرة من غزة يقول المتفائلون في القدس ان رؤيا ترامب حية ترزق ومتعلقة بوجود دول مستوعبة. والمفاوضات مع ايران؟ من الصعب توقع ما يكون مصير الاتصالات، لكن بدون مفاوضات حقيقية ليس لترامب طريق لتبرير خطوة عسكرية. وبالفعل، في إسرائيل يصلون لان تفشل المفاوضات – وعندها سيعود الخيار العسكري الى الطاولة.

——————————————-

يديعوت احرونوت 8/5/2025 

الحكومة الاسرائيلية لا تؤمن بأي مصالحة مستقبلية مع الفلسطينين

بقلم: آفي شيلون

قرار الحوثيين وقف الهجمات على السفن بعد العملية العسكرية التي خاضتها الولايات المتحدة ضدهم يعد كدليل على أن القوة وحدها هي التي تنتصر. ظاهرا، هذه هي الحقيقة: الولايات المتحدة ضربتهم بلا رحمة الى أن فضلوا التوقف. عمليا، هذه زاوية نظر ضيقة وذلك لان الاتفاق غير الموقع يثبت ان أحيانا هناك حاجة للاخذ بالقوة، لكن بحكمة، والى جانب الدبلوماسية. وذلك لان هذا ليس لان الحوثيين استسلموا بل لان الولايات المتحدة اختارت أيضا ان تكف عن الهجوم بل وتنازلت حتى عن المطلب في أن يتضمن وقف النار إسرائيل أيضا. ناهيك انه معقول الافتراض، والأمور ستنكشف قريبا، بان التسوية مع الحوثيين ترتبط بالاتفاق الذي ينسج مع ايران. بمعنى انه توجد هنا خطوات دبلوماسية وتنازلات متبادلة – وان كانت جاءت بعد استخدام القوة. لكن هذه القوة لا تكفي وحدها. 

الدرس مما حصل بين الولايات المتحدة والحوثيين هو بالضبط ما لا تفعله إسرائيل في غزة. فبدلا من الإعلان بان من ناحية عسكرية حماس هزمت واستغلال الضربة الشديدة لمنظمة الإرهاب في صالح تسوية سياسية في غزة تعيد أيضا المخطوفين – إسرائيل تعاند لان تحسم بقوة إضافية حتى النهاية وبذلك فانها تستدعي فقط مشاكل ستنشأ: مثل النار التي تلقيناها منذ الان من اليمن وستشتد، إيقاع الأذى بالمخطوفين وبمزيد من الجنود الذين سيقتلون لشدة الأسف. عمليا، القرار بحملة كبرى أخرى في غزة هو بلا أساس لدرجة أنه من الصعب الا نشتبه بان هذه مناورة في اطار المفاوضات على شروط انهاء الحرب. إذ ما الذي يمكن عمله اكثر في غزة لم نعمله في السنة والنصف الأخيرتين؟ واذا كان ثمة شيء ما، فلماذا لم يتم عمله حتى الان؟

كما أن الادعاء بان الجيش الإسرائيلي سيحرص على الا يدخل الى المناطق التي يتواجد فيها المخطوفون هو ادعاء غريب. اذا كان واضحا مسبقا اننا لم ندخل الى مناطق يتواجد فيها مخطوفون، فمعقول ان قادة حماس المتبقين على قيد الحياة هم أيضا سيختبئون هناك. وبعامة، اذا كان هاما الحفاظ على المخطوفين على قيد الحياة لهذه الدرجة، أي اذا افترضنا ان في النهاية ستكون صفقة لتحريرهم – فلماذا ليس الان؟ منطق بلا أساس. 

وعليه، فان التفسير الوحيد لحملة كبرى وأخرى في غزة هو أن هدفها الاحتلال ربما لاجل الاستيطان هناك من جديد في المستقبل. واذا كان هذا هو الهدف فخير أن تكون سياسة الحكومة قد انكشفت. حتى الان تعلق الخطاب حول غزة بمسائل الامن والمخطوفين. لكن اذا كان السبب الحقيقي لمواصلة الحرب هو احتلال القطاع – فيمكن إعادة الساحة السياسية والخطاب الجماهيري الى مكان حقيقي اكثر: الى مسألة مستقبل المناطق والتسوية مع الفلسطينيين. هذه المسألة دحرت الى هوامش النقاش منذ 7 أكتوبر، في صالح النقاش على الامن والمفهوم. وبالفعل، كلنا نتفق على أن المفهوم الأمني تجاه حماس انهار. لكن من خلف المفهوم كان يكمن فكر سياسي، وهذا الفكر كان يعتقد انه يمكننا ان نعيش بامان في الشرق الاوسط حتى بدون حل النزاع. بل ان نتنياهو تباهى بكتابه بان “اتفاقات إبراهيم” اثبتت بان الادعاء بانه من اجل الاندماج في الشرق الأوسط تحتاج إسرائيل الى المصالحة مع الفلسطينيين دحض. اما الحقيقة فمعاكسة. ما انهار في أكتوبر هو الفكر في أنه يمكن تجاوز التسوية مع الفلسطينيين – المفهوم الأمني الذي تفجر هو نتيجة له فقط. 

حين تكشف الحكومة مواقفها من احتلال غزة فانها في واقع الامر تعلن بانها متمسكة بفكرة انها لا تؤمن باي مصالح مستقبلية مع الفلسطينيين، ولا ترى فيها حاجة أيضا. حيال هذا الموقف يجب أن يقوم بديل شجاع يقول للجمهور انه حتى وان كان السلام غير واقعي في المدى القريب ويجب التركيز على الامن فان الهدف المستقبلي لا يزال هو تسوية الأرض مقابل السلام. ليس فقط لان الاتفاقات وحدها هي التي تجلب الامن – ولهذا فان التطلع الى التسوية ليست مسألة يسار او يمين – بل أيضا لاعتبارات أخلاقية ومنفعية على حد سواء في كل ما يتعلق بعلاقاتنا وصورتنا في العالم.

——————————————-

معاريف 8/5/2025

إسرائيل لا تبني جيشها على أساس التهديدات والمهام

بقلم: افي اشكنازي

بعد بضعة أيام، بعد نحو أربعة أشهر من القتال العنيد سينسحب مقاتلو كتيبة نحشون من لواء كفير من الشوارع المهجورة والمدمرة لمخيم اللاجئين جنين لينتشروا في خطوط هجومية – تمهيدا للمناورة في قطاع غزة. 

مئات جنود الاحتياط ينهون منذ الان تدريبات الاستعدادات لتموضع المقاتلين الجدد في مخيم اللاجئين. مهمة رجال الاحتياط هي أن يستولوا بقوة على المنطقة ومواصلة تنفيذ العمليات في المجال القروي الذي حول مخيم اللاجئين في شمال السامرة لاجل العثور على جيوب كتائب الإرهاب التي فرت من المخيم. 

امس تلقينا نموذجا أليما عن أنه حتى عندما نكون نفذنا فوق السطح “قص عشب” مبهر بل واساسي، فان البذور تعرف كيف تنتشر من تحت وجه الأرض وتطل بشكل مفاجيء في مكان آخر. 

مقاتلو نحشون كانوا في أكتوبر في حدود الشمال، في الجبهة المركزية. على مدى أسابيع قادوا معركة دفاعية تجاه حزب الله بل وتعرضوا للاصابات. بعد ذلك نزلوا الى العمليات في الضفة، وسقط مقاتلان في هذا النشاط. 

لاحقا كانوا مطالبين بان يشاركوا في المناورة في غزة، ومن هناك نقلوا لان يقاتلوا، يحتلوا ويطهروا مخيم اللاجئين في جنين – عش افاعي الإرهاب في الضفة. انجاز الجيش الإسرائيلي في القتال في شمال السامرة مبهر بكل مقياس. 

مقاتلو النظامي في الجيش الإسرائيلي ينجحون في الاذهال في قدراتهم القتالية وتمسكهم بالمهمة. هذا في الوقت الذي ينتقلون فيه من ساحة قتالية واحدة الى أخرى – من غزة الى لبنان، الى سوريا، الى الضفة وهلمجرا. 

هؤلاء المقاتلون يحملون على ظهرهم دولة كاملة. دولة مستواها السياسي – قباطنة السفينة – لا يعرفون كيف يوجهونها الى ميناء الوطن. المستوى السياسي غارق حتى الرقبة في معركة تفعيل سياسي ضيقة، تنشغل فقط وحصريا في البحث عن الطرق لارضاء ذوي المصلحة بشكل موضعي وفوري. 

وهكذا لا تنجح إسرائيل في ان تبلور خطة حقيقية مع افق لليوم التالي في غزة. هكذا لا تبني إسرائيل جيشها للمدى القريب، المتوسط والبعيد على أساس التهديدات والمهام. هنا بالضبط مشكلة المستوى السياسي غير القادر على أن يضرب على الطاولة ويعلن لكل الأحزاب في الائتلاف بان هناك شيء ما اكبر من كل شيء آخر في اللعبة السياسية التهكمية – أمن إسرائيل. واذا كان أمر الساعة هو أن كل القطاعات يجب ان تتكرس للمهمة – فهيا الى الامام: كل فتى ابن 18 ملزم ومطالب بان يتجند ويشارك في التحدي. 

رئيس الأركان الفريق ايال زمير ليس هو من ينبغي أن يطرق على الطاولة أن يصرخ بهذا المطلب. هذا يجب أن ينفذه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إسرائيل كاتس. عليهما أن يحرصا على أن الاف الحريديم المطالبين بان يتجندوا ان يمتثلوا في بوابات مكتب التجنيد. 

——————————————-

يديعوت احرونوت 8/5/2025 

يا غزة نعود اليك ثانية

بقلم: ارئيلا رينغل هوفمن

أيها الرفاق هذه ليست غزة – هذه “المحاذية الشمالية”. من الان فصاعدا لا نقول “نستوطن غزة”، نقول نستوطن المحاذية الشمالية. المنطقة من شمال مدينة غزة التي كانت فيها ذات مرة ثلاث مستوطنات اخليت في فك الارتباط. نستعيد المجد ونجدد الاصطلاحات. نلتف على المفاهيم المعيقة ونختار تعابير مواسية، شبه عسكرية، شبه عبرية. في المرحلة الأولى على الأقل.

في البداية اعتقدت، ربما لجهلي بان هذه هي فقط دانييلا فايس. اعتقدت ان رئيسة، مؤسسة وقائدة حركة “نحلا” التي تعمل على “الاستيطان في كل مجالات بلاد إسرائيل” – هي الوحيدة التي توضح منذ اشهر طويلة بان ها هي بعد لحظة ستستوطن 800 عائلة غزة، تُخضر غزة، تبني حقولا جميلة في قلب الأنقاض. 

إذن لدانييلا فايس توجد أجندة وللاجندة يوجد تفسير، والاستيطان على حد قولها ليس نظرية بل فعل أيضا. وهي تؤمن ايمانا عميقا بانه لعله لا حاجة للتوجه الى الخطر لكن واضح أنه محظور الهرب منه، والمحاذية الشمالية هي بالتأكيد مكان تتحقق فيه الفكرة. في البداية. بعد ذلك الرب كبير. 

لكن يتبين أنها لا تسير وحدها ولن تسير وحدها أيضا. معها يسير أيضا رئيس المعسكر الرسمي بيني غانتس من قادة كتلة الوسط – اليسار الذي يتبين بانه منذ سنين حسب شهادته يعتقد أن “فك الارتباط كان خطوة مع الكثير من المشاكل. الخطأ الأكبر برأيه كان “اخلاء المحاذية الشمالية، دوغيت، نيسانيت وايلي سيناي”. وها هي عادت الينا المحاذية الشمالية أيضا على لسان وزير كبير سابق ورئيس اركان متقاعد – من الباب الرئيس: “كان ينبغي البقاء هناك وذلك أيضا لاجل الاعلان للعالم بان خطوط 67 ليست ذات صلة”. بل انه أوضح بان “موقفي منذ سنوات طويلة”. 

كل هذه الاقوال الجميلة، مع المحاذية الشمالية التي بعد لحظة سنعود اليها، قيلت امس في مؤتمر الاستيطان لمكور ريشون ومستوطنة عوفرا التي تحتفل بيوم ميلاد ما. هذا بالطبع، بلا أي صلة بحقيقة ان الحزب الذي يقف على رأسه غانتس هبط في الاستطلاعات في نصف السنة الأخيرة.

وكل هذا يحصل حين تخرج إسرائيل الى معركة قديمة مع أساس جديد – عربات جدعون. بالمناسبة، كيف حصل انهم لم يسمونها عربات شمشون؟ ذاك الذي قال “حين فعلوا ليس، فعلت لهم”؟ هذه العربات على أي حال ستعمل في ثلاث مراحل حسب ما نشره هنا هذا الأسبوع رون بن يشاي. أولا استعداد وتجنيد، بعد ذلك نار قوية وتحريك السكان وفي المرحلة الثالة احتلال وبقاء طويل الذي هو إضافة العربات بالخرائب. هذا بقاء طويل حسب الخطة سيقضم فيه المخربون الذين يكونوا قد تبقوا. وفي اثنائه، حسب فايس، واغلب الظن حسب غانتس أيضا، ستدخل المحاذية الشمالية الى التنفيذ. اذا حصل كل هذا حقا. 

وعن هذا يمكن القول ان ما اعتبر متعذرا في المعركة الأولى – كخطأ جسيم في المعركة الثانية، كهاذٍ في الثالثة، كغير متعذر في الرابعة، من شأنه أن يتبين كامكانية ليست بلا أساس على الاطلاق في المعركة الخامسة، او السادسة (منوط كم من الوقت سيستغرق هذا).  وفي المعركة بعد ذلك سيعد الامر الصحيح الذي ينبغي عمله. على الطريق سيجند عشرات الاف آخرون من رجال الاحتياط الذين مع انتهاء المعارك سينقلون الى مهام الامن الجاري ليحرسوا المستوطنات التي ستقام، ويسيروا الدوريات على طول المحاور وعلى الطريق ستجد إسرائيل نفسها منشغلة في تقديم حلول لشبكة المجاري الغزية.

كل هذا يحصل بينما في انفاق حماس لا يزال يحتجز 59 مخطوفا، عندما لا تعرف العائلات ما هي آخر اعداد الاحياء والاموات عندما تنكشف على معلومات تصدرها عقيلة رئيس الوزراء بل تخويل او مسؤولية. هي وترامب. كل هذا يحصل عندما يواصل عدد القتلى في المعركة حتى قبل أن ندخل الى مرحلتها القوية، بالارتفاع، ومئات الاف أبناء العائلات لا يعرفون أنفسهم جراء الرعب من طرق الباب. كل هذا يحصل في الوقت الذي باتت فيه آلة السم تعمل ساعات إضافية ضد رئيس الأركان ايال زمير الذي اعلن عن القرار بارسال أوامر تجنيد لكل شاب بلغ عمر التجنيد. هذا، حين يكون يعمل حسب القانون – القانون الذي يحاول أصحاب القرار، المسؤولين عن ارسال الأبناء الى العربات، ان يذوبوه.

——————————————-

هآرتس 8/5/2025 

في المرحلة الحالية هذه حرب خدع سياسية لحكومة اقلية هستيرية

بقلم: اوري مسغاف

مثل الماموث الصوفي أو الشاحنة التي نام سائقها الثمل اثناء السفر، فان إسرائيل تنحدر ببطء، لكن بثبات، الى الهاوية. بقيادة حكومة هنيبعل التي قررت بشكل متعمد قتل الرهائن الذين نجوا بطريقة معينة حتى الآن، والتضحية بالمزيد من الجنود والقادة الذين سيموتون في الكمائن وبسبب العبوات الناسفة والقنص من مسافة بعيدة والحوادث العملياتية؛ وقتل مئات الآلاف من سكان غزة بالقصف الجوي الوحشي. كل ذلك في اطار “استئناف القتال العنيف” و”هزيمة حماس” – عناوين مغسولة لاعادة احتلال القطاع والتواجد بشكل دائم في أراضيه. 

فقط تيار واحد في المجتمع الإسرائيلي يهتم من اعماقه بهذه الهستيريا، وهو يملي الآن السياسة. ممثله في الكابنت وفي وزارة الدفاع بتسلئيل سموتريتش صاغ من مسافة بعيدة عن نسبة الحسم الأهداف: “في غضون بضعة اشهر سنستطيع الإعلان بأننا انتصرنا. غزة ستكون مدمرة، السكان فيها سيكونون مجمعين في جنوب محور موراغ، ومن هناك سيخرجون باعداد كبيرة الى دول ثالثة”. في تصريح آخر اكد على أن المناطق التي ستحتل لن يتم اخلاءها، حتى لو مقابل إعادة المخطوفين.

الاستراتيجي المعروف حنان عميئور أوضح في “مصدر اول”، “التوجه الذي يقف على بابنا”، ووسع حدود القطاع: أيضا في غزة، في لبنان وفي سوريا، “اخلاء المنطقة من رعايا العدو، عملية برية عنيفة، سيطرة واحتفاظ لفترة غير محدودة”. هذا احتلال، تدمير، طرد، ترانسفير واستيطان. بما في ذلك انشاء مساحة للعيش. هذا هو المكان الذي نحن ذاهبون اليه.

في الجيش اصبحوا الآن يدركون الحقيقة. في مبنى هيئة المخطوفين في بني براك، وفي قيادة الجنرال احتياط نيتسان الون، ساد في هذا الأسبوع جو من الاكتئاب، والوية الاحتياط حاولت انجاز ما لا يقل عن 75 في المئة من اهداف التجنيد، التي كانت محدودة في البداية بسبب تقليص الأطر (الفصيل الذي دخل غزة في بداية الحرب كان فيه 30 مقاتل، الآن فيه 15 مقاتل). 

رجال الاحتياط الذين ابلغوا مسبقا القادة بأنهم لن يصلوا الى الجولة الحالية، لم يتم ارسال أوامر لهم، من اجل طمس ازمة الثقة والدافعية والتآكل الكبير في أوساط الإسرائيليين العقلانيين. يوجد لمن يخدمون في الخدمة النظامية هامش مناورة ضئيل، لذلك فانه منذ خرق اتفاق وقف اطلاق النار تم ادخال الى القطاع بالأساس جنود الخدمة الإلزامية، بما في ذلك المستجدين في غولاني والمظليين الذين تم ارسالهم لتأمين محور موراغ بعد أربعة اشهر في الخدمة العسكرية.

والدة مجندة كتبت لي في هذا الأسبوع: “ابنتي تخدم كمقاتلة في سلاح المدفعية، وهي في بداية طريقها. لقد قالوا لهم بأنهم سينزلون الى غزة. هي توجهت الي وقالت: قادتنا، من رئيس الأركان وحتى قائد الفصيل، قالوا لنا بأن العمليات التي تجري في غزة تعرض حياة المخطوفين للخطر، الى درجة خطر حقيقي وفوري على الحياة. اذا كنت اعرف أنه نتيجة اطلاقي للنار سيقتل أو يصاب احد المخطوفين فانني لن استطيع العيش مع هذا الوضع”.

لا يجب على احد العيش مع هذا الامر، سواء مجندة شابة أو قائد كبير. أيضا ليس الطيارين الذين يوم واحد يهاجمون اهداف إرهابية في مطار صنعاء وفي اليوم التالي يدمرون مستشفى لأنه يعالج فيه المدير المالي لحماس، أو هدم مبان فوق رؤوس عائلات كاملة بدون المعرفة حقا هل يوجد في محيطها مخطوفين في الانفاق.

لا يجب تأدية التحية لكل أمر عسكري. أيضا لا يجب الامتثال لكل عملية، ليس في جيش دولة ديمقراطية يقوم على التجنيد الالزامي والاحتياط.

اين عميرام متسناع وايلي غيفع، اللذان قالا “حتى هنا” في حرب لبنان الأولى؟ اين دافيد عبري، الذي كقائد لسلاح الجو في تلك الحرب، رفض التعليمات لتسوية مدينة صور بالأرض بدون الحصول على اهداف محددة ومبررة في داخل المدينة؟ في المرحلة الحالية هذه بشكل واضح هي حرب خدع سياسية لحكومة اقلية هستيرية. لا يجب علينا التضحية باسم “الضمانات المتبادلة” بالمخطوفين والجنود والقيم، بل بالعكس.

——————————————-

هآرتس 8/5/2025 

التهديد المستمر للحريديين بالانسحاب من الحكومة لا يوجد له أي غطاء

بقلم: رفيت هيخت

هذا النموذج اصبح ثابتا: بين حين وآخر الانباء تجلب للقوائم الحريدية حدث معين (بشكل عام ارسال أوامر التجنيد التي هي في الأصل لا احد يطبقها)، بعد ذلك الوزراء وأعضاء الكنيست يبدأون بالتحدث. يهددون بعدم التصويت على مشاريع القوانين لاعضاء آخرين في الائتلاف – الامر الذي أدى امس الى الغاء كل مشاريع القوانين للحكومة من جدول الاعمال – مهددين باسقاط الحكومة وواضعين خطوط نهاية جديدة ومقسمين بأنها في هذه المرة هي حقيقية.

هذا الضغط هو في العادة يكون نتيجة موجات اضطراب في قاعدة الحريديين، التي تخضع بالفعل لعقوبتين اقتصاديتين تسببان لها قلق كبير: الغاء الدعم لطلاب المدارس الدينية والمدارس العامة، وإلغاء الدعم لرياض الأطفال التي يتم الاشراف عليها لاولاد الحريديين الذين هم في جيل التجنيد. الحريديون يخافون من توسعها أو من استمرار تطبيقها على الذين لن يتجندوا في حالة انطبقت الشروط عليهم. مع ذلك، سيكون من الجيد تطوع بعضهم، الذين ليسوا من طلاب المدارس الدينية، لكنهم يرفضون التطوع حتى الآن. 

بين حين وآخر، عندما تعود أوامر التجنيد الى العناوين، الحريديون يتذكرون أنه قبل سنتين ونصف تم وعدهم بصورة قانون تاريخي للاعفاء من التجنيد. الإهانة والغضب تغرقهم، وحينئذ تأتي نوبة الغضب الائتلافية من النوع الذي شاهدناه في الفترة الأخيرة. مصدر في القوائم الحريدية قال: “نحن كنا على ما يرام فيما يتعلق بالميزانية، وتنازلنا عن أشياء كثيرة. مع ذلك، يماطلون. نحن محبطون جدا”. في العادة في مثل هذه المواقف الطارئة يجمع نتنياهو السياسيين الحريديين، وفي مرات كثيرة أيضا يعمل من فوق رأسهم ويتحدث مباشرة الى المحاكم والحاخامات والجهات المؤثرة في المجتمع، ويقنعهم بأن الحل يوجد هنا على مرمى حجر، وأنه مع القليل من الصبر فان كل شيء سينجح. ان اقالة يوآف غالنت واستبداله بيسرائيل كاتس مثلا، كانت بادرة حسن نية كبيرة نسبيا في هذا السياق، التي كان يمكن تفسيرها بأنها دليل على الجدية. وفي الواقع هذا اكسب نتنياهو المزيد من الوقت الثمين في الحكم. ولكن رئيس الوزراء لا يمكنه توفير هذه البضاعة، سواء الآن أو في المستقبل.

الموقف الثابت لرئيس لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست، يولي ادلشتاين، ووزير الصهيونية الدينية اوفير سوفير، والأعضاء الثلاثة في الكنيست من الليكود (موشيه سعادة ودان ايلوز وايلي دلال) رافقه واقع ناشيء يتشكل من قبل شركاء نتنياهو في الصهيونية الدينية. عشية غزو متجدد لغزة بهدف واضح هو احتلال القطاع وإقامة حكم عسكري هناك، فان اعفاء الحريديين من التجنيد هو سيناريو سخيف.

على خلفية الاضطرابات المتجددة تسربت امس انباء عن اجتماع دراماتيكي مزعوم يضم نتنياهو ويسرائيل كاتس ويولي ادلشتاين وآريه درعي، الذي تم تسويقه لاعضاء الكنيست الحريديين بأنه لقاء مصيري سيحسم الأمر. ولكن في الحقيقة اللقاء تم تسريبه، فضلا عن غياب أي ممثل عن حزب يهدوت هتوراة (فوق كل شيء تاريخ الخداع المجيد لرئيس الحكومة) يدل على أن ما كان هو ما سيكون. لا يوجد قانون أو تجنيد. مجرد تضييع الوقت وإبقاء اكبر عدد ممكن من الكرات في الهواء. 

حسب تقديرات مصادر سياسية كثيرة فان الحريديين ربما سيمتنعون عن تأييد مشاريع قوانين لاعضاء الائتلاف في الفترة القديمة القادمة، ولكنهم لن يسقطوا الحكومة. قبل سنة تقريبا تلمسوا خطواتهم في مناطق بني غانتس في محاولة لخلق رافعة ضغط على نتنياهو. حسب مصدر مطلع فان التلمس لم يكن حقا اكثر من تلمس. وغانتس أوضح لهم أيضا بأنه لا ينوي تزويد بضاعة التهرب من الخدمة. 

لا يوجد للحريديين بديل عن نتنياهو، الذي حكومته تخرق قرارات المحكمة العليا في هذا الشأن، وتمد النقاشات في الالتماسات المختلفة حول هذا الموضوع بقدر الإمكان.

مع ذلك، الهزة الحالية يوجد لها ثمن، وقضية تجنيد الحريديين تجثم على الائتلاف. “توجد ديناميكية غير جيدة في داخل الائتلاف”، قال كبير في الائتلاف. “الآن شاس ويهدوت هتوراة لا تصوت لصالح قوانين الحكومة، وفي الغد سيأتي سموتريتش ويقول بأنه لا يناسبه التصويت اذا لم يفعلوا كذا وكذا. هذه الدورة نحن سنجتازها، لكن كما يبدو، في بداية الدورة القادمة توجد احتمالية كبيرة لحل الائتلاف”.

——————————————-

هآرتس 8/5/2025

صحيفة عبرية.. للإسرائيليين: أتكذّبون عيونكم التي ترى أشلاء الأطفال وتصدقون دولتكم؟

بقلم: أسرة التحرير

الطفلة التي في هذه الصورة لا نريد أن نراها. إذا ما رأيناها، سنشعر بالذنب. لا نريد أن نشعر بالذنب لأن 7 أكتوبر حصلت لنا وليس لهم. ولسنا مستعدين للتخلي عن هذا الإحساس حتى ونحن نقتل آلاف الأطفال باسمها.

أول أمس، قتل سلاح الجو 9 أطفال أبناء 3 حتى 14. هجومان بفارق بضع ساعات أصابا مدرسة كانت تؤوي نازحين في مخيم البريج وسط القطاع. وحسب الجيش الإسرائيلي، كان الهدف “مجال قيادة وتحكم لحماس” وقيل إنه “اتخذت إجراءات لمنع إصابة المدنيين”. اتخذت أم لم تتخذ – 32 فلسطينياً قتلوا بينهم 9 أطفال و4 نساء على الأقل.

مرة أخرى، امتلأت الشبكات بالصور وبالأشرطة المسجلة: أشلاء أطفال، وأهال يحملون أبناءهم الجرحى، وآخرون يودعون أبناءهم الموتى. الصور التي نشيح عنها أبصارنا حتى لا نرى ما فعلناه. “هم فعلوا هذا لأنفسهم”، نقول لأنفسنا ونواصل تبرير حرب أصبحت منذ زمن بعيد نوبة ثأر عديمة التحكم.

الإسرائيليون يمكنهم الاستمرار في إشاحة نظرهم عن كل توثيق يواجههم بمشاهد القتل في قطاع غزة. ويمكن لوسائل الإعلام الاستمرار في خيانة وظيفتها فلا تكشف للجمهور ما يجري باسمه وبواسطة أبنائه وبناته. يمكن مواصلة التجاهل لعدد القتلى، الذي تجاوز 52 ألفاً منهم 18 ألف طفل، والاستخفاف بمصداقية المعطيات، وتفعيل كل آليات الكبت، والنفي، وانغلاق الأحاسيس، والإبعاد، والتطبيع والتبرير. لكن شيئاً من كل هذا لن يغير الحقيقة المرة: إسرائيل قتلتهم. أيادينا فعلت هذا. محظور إبعاد العين. يجب أن نستيقظ ونصرخ بصوت عال: كفى للحرب.

—————–انتهت النشرة—————–