
المسار الإخباري :اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك حكومة بنيامين نتنياهو بشن حرب سياسية عبثية في غزة، هدفها الحفاظ على الائتلاف الحاكم لا أكثر، محذرًا من أنها لن تحقق أي انتصار على حركة حماس، بل ستزيد من عزلة “إسرائيل” وتُفاقم خسائرها.
وفي تصريحات صحفية، شدد باراك على أن استمرار العدوان العسكري على قطاع غزة يحمل أوهامًا خطيرة، أبرزها تهجير مليوني فلسطيني وتوطين مستوطنين مكانهم، معتبرًا أن هذا “لن يحدث إلا في خيال البعض وسيرتد على إسرائيل بتكلفة باهظة”.
كما اعتبر أن العملية العسكرية الجارية ستؤدي إلى مقتل المزيد من الأسرى الإسرائيليين ولن تسفر عن نتائج تختلف عن الحملات السابقة.
وفي سياق متصل، وجّه باراك انتقادات شديدة لتصرفات نتنياهو الأخيرة، خاصة تعيينه رئيسًا جديدًا لجهاز “الشاباك” متجاوزًا قرارات الجهات الرسمية، واصفًا ذلك بـ “سابقة دستورية خطيرة” تمثل تمردًا على القانون، وإعلان حرب على النظام الديمقراطي.
دعوة لعصيان مدني شامل
باراك دعا إلى عصيان مدني “غير عنيف” وشل مؤسسات الدولة باستخدام الوسائل المشروعة، مؤكدًا أن على المواطنين التحرك عندما تنتهك الحكومة ثقتهم وتخرق التفويض الممنوح لها.
وتأتي تصريحاته في ظل توافق متزايد داخل المعارضة الإسرائيلية، حيث وصف رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت الحرب بأنها “بلا أهداف وعبثية”، فيما صرح يائير غولان بأن الحكومة الحالية “فاقدة للأخلاق وتشكل خطرًا وجوديًا على إسرائيل”.
انقسام داخلي عميق
تشير هذه التصريحات إلى شرخ غير مسبوق في النخبة السياسية الإسرائيلية، وسط حرب دموية متواصلة في غزة دخلت يومها الـ593، وخلفت عشرات الآلاف من الشهداء والضحايا المدنيين الفلسطينيين، دون تحقيق “إسرائيل” أي إنجازات ميدانية حقيقية.