إسرائيلياتفلسطيني

خارطة الانسحابات والجيوب الأمنية وآلية المساعدات أبرز نقاط الخلاف في محادثات التهدئة

المسار …

ترجح مصادر متعددة أن تتواصل مباحثات التهدئة “غير المباشرة” بين حماس وإسرائيل لعدة أيام، بعد أن ظهرت تعقيدات في أمور فنية خاصة بانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وكذلك عمليات وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، علاوة عن استمرار بحث مفتاح صفقة الأسرى، والأسماء التي تطالب المقاومة بإطلاق سراحها في الصفقة المقبلة.

وبالرغم من الأنباء التي أشارت قبل انطلاق جولة التفاوض الحالية في الدوحة، بأن الأمر ربما لا يحتاج إلا لعدة ساعات، بعد التوافق المبدئي على المقترح المقدم، ظهرت في اليوم الأول عدة عقبات “فنية” تعترض سبل التوصل إلى توافق حول التنفيذ، كان لها علاقة بموضوع الانسحاب الإسرائيلي من القطاع، والأماكن المفترض أن يعود جيش الاحتلال إليها، قرب المناطق الحدودية، حيث طالبت حماس انسحابا إسرائيليا من مدينة رفح بالكامل.

ووفق المعلومات المتوفرة، فإن خريطة انتشار الاحتلال التي أصر عليها في اليوم الأول، في حال التوصل لاتفاق، تشمل نقاط تواجد يزعم الاحتلال أنها “إنسانية في مدينة رفح، وتقع إلى جنوب “محور موراج”، الفاصل بين مدينتي خان يونس ورفح، وتمتد حتى “محور فيلادلفيا” الفاصل بين مدينة رفح والأراضي المصرية، على شكل حزام أمني مغلق، يدار من قبل جيش الاحتلال.

ورفضت حركة حماس الخارطة الإسرائيلية المقدمة، وفكرة بقاء مراكز التوزيع الإسرائيلية التي أنشأت بعد 18 مارس الماضي، وهي أربع مراكز توزيع تشرف عليها شركة أمريكية، وقد قتل على أعتابها خلال الفترة الماضية مئات الفلسطينيين، خلال محاولتهم الوصول إلى الطعام الذي توزعه الشركة الأمريكية، بعد تشديد الحصار على غزة.

وطلبت حماس بأن يجري إنهاء عمل هذه المراكز، وأن ينسحب جيش الاحتلال من رفح، وأن يعود العمل بآلية توزيع المساعدات السابقة التي كانت تشرف عليها الهيئات الأممية، وأن يجري السماح بإدخال كميات كبيرة من المساعدات الغذائية لسكان غزة، خاصة وأن مصادر في الحركة رأت أن المخطط الإسرائيلي يهدف إلى إبقاء الاحتلال، وتقسيم القطاع إلى “كنتونات”، ضمن المخطط الرامي لعودة الحرب من جديد، وتنفيذ مخطط التهجير القسري لاحقا، والإبقاء كذلك على حماية المجموعة المسلحة التي تحارب حركة حماس وتتلقى دعما من قبل إسرائيل.

كما تطلب حماس وفقا لتفاهماتها مع الفصائل قبل هذه الجولة، بضمانات قوية باستمرار التهدئة في غزة، وعدم عودة إسرائيل لاستئناف الحرب او نكث باقي بنود الاتفاق بعد تسلم أسراها الثمانية في بدايات التهدئة، وأن تستمر عملية الهدوء وفقا للاتفاق طوال المدة المتفق عليها.

وهناك ترجيحات قوية بأن تبحث الضمانات الخاصة بتطبيق بنود الاتفاق، مع وصول المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إلى الدوجة للمشاركة في إدارة هذه الجولة الهامة من التفاوض.

وفي حال انجاز الأمور الفنية الخاصة بخارطة الانسحاب وبروتوكول المساعدات الإنسانية، سيسار إلى بحث مفتاح صفقة التبادل، وعدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم مقابل كل أسير إسرائيلي حي وميت، علاوة عن أسماء الأسرى الذين سيطلق سراحهم من ذوي الأحكان العالية.

وستركز المفاوضات الحالية كذلك على بحث “اليوم التالي” للحرب، والجهة التي ستحكم قطاع غزة، حيث ترفض إسرائيل أي وجود لحركة حماس في قيادة القطاع، علاوة عن رفضها السابق لتسليم القطاع إلى السلطة الفلسطينية.

وتجدر الإشارة إلى أن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، قال إن المفاوضات الجارية “ستحتاج إلى وقت”، وأوضح أنها تبحث “إطارا أوليا” لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وسط “انخراط إيجابي” من وفدي حركة حماس وإسرائيل، وقال في مؤتمر صحفي “لا أعتقد أن بإمكاني تحديد إطار زمني في الوقت الحالي، لكن يمكنني القول إن الأمر سيستغرق وقتا”، لافتا إلى أن المفاوضات تبحث “إطارا تفاوضيا” قبل بدء المرحلة النهائية لوقف الحرب، مشيرا إلى أن جهود الوسطاء تنصب على الوصول إلى مرحلة لإنهاء الحرب في غزة.

وأكد أن ما يجري الحديث عنه هو ورقة إطار عامة، والمحادثات المفصلة لم تبدأ بعد، مشيرا إلى سعي الوسطاء لجسر الهوّة للإطار التفاوضي ولإيجاد بيئة مناسبة، وقال “جهود الوسطاء تنصبّ على الوصول إلى مرحلة لإنهاء الحرب في غزة”.

وفي السياق، نقلت قناة ” i24news” عن مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع المستوى، قوله إنه من الممكن التوصل إلى اتفاق “في غضون أيام قليلة”، لافتا إلى ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عقد اجتماعًا لمدة ساعتين مع مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي كان يتفاوض بشأن قضية غزة، بالإضافة إلى اجتماع منفصل لمدة ساعتين مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، وذلك قبل اللقاء مع ترمب.

وقال إن هناك تنسيقًا كاملًا ومطلقًا بين نتنياهو وترامب، بما في ذلك بشأن صفقة الأسرى، لافتا إلى أن الخلافات مع حماس “ضئيلة” والمفاوضات مستمرة، وقال “قد يستغرق الأمر أكثر من بضعة أيام”، مؤكدًا أيضًا أن إسرائيل ترى أن أحد العناصر الأساسية للاتفاق يجب أن يكون “حرمان حماس من سلطة توزيع المساعدات الإنسانية”.

وبخصوص مسألة إنهاء الحرب في قطاع غزة، قال المصدر “إن موقف رئيس الحكومة واضح: النهاية هي غزة بدون حماس”. وعندما سُئل عمن سيحكم القطاع بعد ذلك، أجاب: “ربما تحكم إسرائيل غزة لفترة معينة”، وأضاف “رئيس الوزراء لا يخشى ذلك”.

يشار إلى أن حركة حماس أصدرت بيانا في خضم مفاوضات الدوحة، أكدت فيه ان شعارات “الهزيمة الساحقة” و”الاجتثاث الكامل” سقطت على أعتاب الأنفاق وكمائن المقاومة، وقالت أيضا “وهم تحرير الأسرى بالقوة تحطّم تحت وقع ضربات المقاومة المتلاحقة وتفوّقها الميداني”.