المسار الإخباري : – أعلنت جامعة كولومبيا الأمريكية، الأربعاء، عن التوصل إلى تسوية مالية ضخمة بقيمة 221 مليون دولار لإغلاق تحقيقات فيدرالية متعلقة باتهامات بالتقصير في مكافحة معاداة السامية داخل حرمها الجامعي، لا سيما عقب احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين شهدتها العام الماضي.
وأفادت الجامعة في بيان رسمي أن الاتفاق سيمكنها من استعادة الغالبية العظمى من المنح الفدرالية التي تم تعليقها أو إلغاؤها في مارس 2025، كما يفتح الباب أمام الحصول على مليارات الدولارات من تمويلات حكومية حالية ومستقبلية.
الاتفاق، الذي أبرم دون اعتراف الجامعة بارتكاب أي مخالفة، يتضمن التزام كولومبيا بجملة تعهدات، أبرزها الامتثال التام لقوانين مكافحة التمييز، والامتناع عن النظر في العرق عند قبول الطلاب أو تعيين الموظفين.
وبحسب البيان، ستدفع الجامعة 200 مليون دولار خلال ثلاث سنوات، إضافة إلى 21 مليون دولار لإغلاق تحقيقات لجنة تكافؤ فرص العمل.
وتأتي هذه التسوية بعد فترة من التدقيق الفيدرالي المكثف على الجامعة بسبب مزاعم تفشي خطاب معادٍ للسامية خلال المظاهرات المناهضة للحرب على غزة، حيث اشتبك طلاب مؤيدون للفلسطينيين مع قوات الأمن واحتلوا مباني جامعية.
ومن بين شروط التسوية أيضًا، تشكيل قوة أمنية لمنع المظاهرات في الحرم الأكاديمي، وفرض رقابة مشددة على الطلاب الأجانب، بما يشمل مشاركة معلومات شخصية مع السلطات الأمريكية.
وتعليقاً على الاتفاق، قالت القائم بأعمال رئيس الجامعة، كلير شيبمان، إن التسوية تمثل “خطوة مهمة إلى الأمام” وتحافظ على استقلال الجامعة، وتعيد الشراكة مع الحكومة الفيدرالية إلى مسارها الطبيعي.
وتواجه جامعات أمريكية أخرى، مثل هارفرد، ضغوطًا مشابهة من إدارة ترامب التي تتهمها بتبنّي أجندة يسارية مناهضة للقيم القومية، وتهدد بقطع التمويل عنها في حال استمرارها على هذا النهج.
