“مكة” تموت جوعًا في غزة.. الرضيعة التي كشفت جريمة التجويع الصامت

صالح شوكة
2 Min Read

المسار الإخباري :في مشهد يُجسد وحشية الحصار وجريمة التجويع التي تُرتكب بحق أطفال غزة، فارقت الرضيعة مكة صلاح الغرابلي (عام واحد) الحياة، بعد معاناة أليمة مع سوء التغذية الحاد ونقص الحليب العلاجي، وسط انهيار شبه كامل للقطاع الصحي في القطاع المحاصر.

الطفلة مكة لفظت أنفاسها الأخيرة داخل مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع، بعد أن فشلت محاولات إنقاذها في ظل غياب الحليب العلاجي والأدوية الأساسية نتيجة الحصار الذي تفرضه دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ أشهر، ومنعها دخول المساعدات الإغاثية والطبية عبر المعابر المغلقة منذ مارس الماضي

ووفق مصادر طبية، كانت مكة بحاجة ماسة لحليب علاجي لا يتوفر في غزة، ما أدى لتفاقم حالتها ووفاتها، لتصبح واحدة من عشرات الأطفال الذين يقضون يوميًا بسبب الجوع.

مشاهد مكة المؤلمة، التي ظهر فيها جسدها وقد نحل تمامًا، وعيناها الغائرتان وبطنها المنتفخ، تحولت إلى رمز صارخ لجريمة التجويع الممنهج التي تُرتكب بصمت بحق أطفال القطاع.

والد الطفلة، صلاح الغرابلي، روى بحرقة: “كانت تبكي من الجوع وأنا عاجز، لا حليب ولا أدوية.. جربنا البطاطا والعدس لكن حالتها ساءت”.

المكتب الإعلامي الحكومي حذر من خطر محدق يهدد حياة 40 ألف رضيع فلسطيني بسبب منع إدخال حليب الأطفال منذ أكثر من 150 يومًا، واصفًا ذلك بأنه “جريمة إبادة صامتة”.

في المقابل، وصفت “أونروا” الوضع في غزة بـ”أسوأ سيناريو للمجاعة”، مؤكدة أن الحل الوحيد هو إدخال كميات ضخمة من المساعدات بشكل عاجل، بينما تستمر دولة الاحتلال في إغلاق المعابر والترويج لما وصفته منظمات أممية بـ”وهم الإغاثة”.

بحسب وزارة الصحة، ارتفع عدد ضحايا المجاعة وسوء التغذية في غزة إلى 147 شهيدًا، بينهم 88 طفلًا، منذ بدء الحرب المستمرة على القطاع في 7 أكتوبر 2023.

رحلت مكة، لكن قصتها لن تكون الأخيرة ما دام الحصار والتجويع سلاحًا يستخدم ضد المدنيين في قطاع غزة، في ظل صمت دولي وعجز إنساني مخجل.

 

 

Share This Article