المسار الإخباري :مرة جديدة يرتكب العدو الصهيوني جريمة مروعة تضاف إلى سجلّه الدموي الحافل بالقتل والإبادة، حيث أقدم على قصف مستشفى ناصر في خان يونس، مستهدفًا المدنيين والجرحى والطواقم الطبية، ومُنفّذًا مجزرة بشعة بحق الصحفيين الفلسطينيين الذين كانوا يؤدون واجبهم المهني والوطني في فضح جرائم الاحتلال ونقل الحقيقة إلى العالم. لقد ارتقى في هذا العدوان الغادر ثلة من فرسان الكلمة والصورة، من بينهم مريم أبو دقّة، حسام المصري، محمد سلامة، معاذ أبو طه، وأحمد أبو عزيز، فيما أصيب زميلهم المصور حاتم خالد إصابة بالغة، ليؤكد الاحتلال مجددًا أنه لا يتررد عن استهداف الإعلاميين كما يستهدف الأطفال والنساء والأبرياء، وأنه يعتبر الحقيقة عدوًا يجب اغتياله تمامًا كما يغتال البشر والحجر والشجر.
إن ما جرى اليوم ليس حادثًا عابرًا، بل هو جريمة حرب مكتملة الأركان وجريمة ضد الإنسانية، تُظهر بوضوح أن الاحتلال يتعمد تصفية الصحفيين الفلسطينيين لمنعهم من القيام بدورهم وكسر الحصار الإعلامي عن المجازر اليومية في غزة. لقد تجاوز العدو كل القوانين الدولية والأعراف الإنسانية، واستهتر بدماء الشهداء وبكل ما تمثله الصحافة من رسالة سامية في الدفاع عن الحق والعدالة، فيما يواصل العالم صمته المخزي وتواطؤه المشين، الأمر الذي يجعله شريكًا كاملًا في هذه الجرائم.
إننا في سكرتاريا اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني – “أشد” إذ ندين بأشد العبارات هذه المجزرة البشعة، فاننا تعتبر أن دماء الصحفيين الشهداء ستبقى أمانة في أعناقنا جميعًا، وستظل منارة تضيء درب الحقيقة في وجه آلة التزوير والتضليل. كما نؤكد أن الاحتلال لن ينجح مهما بلغت جرائمه في إسكات صوت فلسطين، ولن يستطيع بالصواريخ والاغتيالات أن يطمس الصورة الحقيقية لمعاناة شعبنا وصموده الأسطوري.
كما اننا نتوجه بالتحية والإجلال إلى أرواح الشهداء الصحفيين وإلى عائلاتهم ورفاقهم في ميادين الكلمة الحرة، ونؤكد أن الواجب يفرض على كل الاتحادات الشبابية والطلابية والصحفية والحقوقية في العالم أن تتحرك فورًا وبلا تأجيل لتشكيل جبهة ضغط واسعة من أجل ملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة في المحاكم الدولية، والعمل على فرض العزلة الكاملة على هذا الكيان المجرم، وفضح كل من يتواطأ معه أو يغطي جرائمه.
إن الاحتلال الذي فشل في كسر إرادة شعبنا عبر الإبادة والحصار والتجويع، يحاول اليوم أن يحطم أعين العالم وآذانه باغتيال الصحفيين، لكن الحقيقة ستبقى أقوى من رصاصه، وستبقى دماء الشهداء تصرخ في وجه كل المتخاذلين بأن فلسطين لا تُروّض ولا تُسكت، وأن صوت غزة سيبقى يهزّ الضمائر الحية حتى تتحقق العدالة والحرية والاستقلال.
المجد والخلود للشهداء الأبرار، الحرية لأسرانا الأبطال، والنصر لشعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة.
الاعلام المركزي – أشد
25/8/2025