تحليل عبري – هآرتس | بقلم: مايا مارك
المسار :في مقال نقدي حاد نشرته صحيفة هآرتس، هاجمت الكاتبة مايا مارك ما تصفه بـ”الوهم السياسي” الذي يقدّم نفتالي بينيت كمنقذ للمعسكر الليبرالي الإسرائيلي، مؤكدة أن بينيت ليس الحل لإزاحة نتنياهو، بل المشكلة التي تُعمّق الانقسام وتخدم اليمين الديني المتطرف.
مارك توضح أن بينيت بنى رواية تقول إن الصراع الحقيقي هو بينه وبين نتنياهو، وأن إسقاط الأخير يمر عبره، وقد نجح في تسويق نفسه داخل الأوساط الليبرالية والإعلامية على هذا الأساس. غير أن صعوده في استطلاعات الرأي لا يأتي من معسكر نتنياهو، بل من أصوات ليبرالية ضائعة، وهو ما تعتبره الكاتبة “فخًا انتخابيًا” يضعف فرص تشكيل بديل ديمقراطي فعلي.
وترى الكاتبة أن بينيت يسحب الأصوات من المعسكر المعارض بدلًا من جذبها من اليمين، ما يؤدي إلى تفتيت الجبهة الليبرالية وإضعاف أي إمكانية لتغيير حقيقي. وتؤكد أن تزايد شعبيته مؤقت، وسيتراجع بمجرد أن يُضطر إلى إعلان مواقفه السياسية بوضوح.
وتحذّر مارك من سيناريو تعتبره “عبثيًا”: أن يقود بينيت — بفضل أصوات ليبرالية — ائتلافًا دينيًا-يمينيًا برئاسة شخصية قومية متشددة، ليكون بذلك أول تحالف ديني-حريدي يصل إلى الحكم بأصوات خصومه السياسيين أنفسهم.
كما تنتقد الكاتبة محاولات ضم الجنرال غادي آيزنكوت إلى بينيت، معتبرة أنها تجهز على مشروع بديل ديمقراطي واسع يمكن أن يقوده آيزنكوت نفسه إلى جانب حزب “يوجد مستقبل” وشخصيات من قيادة الاحتجاجات المدنية والأمنية. هذا التكتل، برأيها، قد يشكل للمرة الأولى منذ سنوات قاعدة مستقرة لحكومة تغيير حقيقية.
خلاصة المقال:
بينيت، وفق مايا مارك، ليس طريق الخلاص من نتنياهو، بل عودة إلى الحكم الديني القومي وتعميق للأزمة الديمقراطية في إسرائيل. والحل، كما تختم، يكمن في بناء جبهة ليبرالية واسعة مستقلة عن مشاريع اليمين المتخفية بلباس التغيير.

