الشرق الأوسط بعد الحرب.. تغيّر في الملامح لا في الجوهر

تحليل عبري – القناة N12 بقلم: إيلي فودي

المسار :يؤكد الكاتب إيلي فودي في تحليله عبر القناة الإسرائيلية N12 أن الحرب الأخيرة غيّرت كل شيء في المنطقة، لكنها لم تحلّ أياً من أزماتها المزمنة. فعلى الرغم من التحولات الدراماتيكية التي تلت أحداث السابع من تشرين الأول، إلا أن جوهر الصراعات القديمة ما زال قائماً، وبعضها ازداد تعقيداً.

يشير فودي إلى أن ما يُسمّى بـ “الشرق الأوسط الجديد” لا يزال بعيد المنال، موضحاً أن المنطقة تعيش مخاضاً مركّباً تتداخل فيه الحروب والأنظمة والتحالفات. ومن أبرز ملامح التحول التي رصدها الكاتب ما يلي:

أولاً: تجدّد بؤر الصراع التقليدية في غزة وسورية ولبنان، مع استمرار التنافس على النفوذ أمام الولايات المتحدة.

ثانياً: تبدّل الاصطفافات الإقليمية، حيث تراجع محور إيران مقابل صعود أدوار قطر وتركيا، واستمرار التعاون الأمني مع بعض الدول العربية رغم التوتر السياسي.

ثالثاً: عودة سورية إلى موقعها كساحة صراع مفتوحة بعد تراجع تحالفها الوثيق مع طهران.

رابعاً: سباق جديد على زعامة الإقليم بين قطر وتركيا ومصر، فيما تبرز السعودية كمرشح قوي للقيادة بفضل ثقلها الاقتصادي والسياسي.

خامساً: عودة القضية الفلسطينية إلى الواجهة الدولية بعد اعتراف 157 دولة بدولة فلسطين، ما جعل تجاوزها أمراً مستحيلاً.

سادساً: استمرار الانقسام الفلسطيني بين السلطة وحماس، وهو ما يعقّد فرص أي تقدم سياسي.

سابعاً: تصاعد الدور الأمريكي مجدداً مع سعي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لتقديم نفسه كصانع سلام عالمي، في ظل تناقضات متزايدة في علاقات واشنطن الإقليمية.

ثامناً: تغيّر موقع إسرائيل إقليمياً وداخلياً؛ فعلى الرغم من تعزيز قوتها العسكرية، تخشى الدول المجاورة من هيمنتها، بينما تواجه داخلياً أزمات سياسية واجتماعية متصاعدة.

خلاصة التحليل:

الشرق الأوسط بعد الحرب ليس جديداً تماماً ولا قديماً بالكامل. التغييرات العميقة جارية، لكن المشكلات البنيوية لم تُحلّ بعد. ويرى فودي أن المنطقة تقف على أعتاب نظام إقليمي جديد، إلا أن نجاحه مشروط بقدرة القوى الفاعلة على معالجة جذور الأزمات المتراكمة.

Share This Article