عيون على حافة العمى في غزة.. شظايا الحرب ونقص العلاج يهددان آلاف الجرحى

المسار : لا تكتفي شظايا القصف الإسرائيلي في قطاع غزة بتمزيق الأجساد، بل تمتد لتسرق البصر، تاركة آلاف المواطنين على حافة العمى، في ظل انهيار شبه كامل للقدرة الطبية ونقص حاد في الأدوية والمستلزمات الجراحية الخاصة بإصابات العيون.

وبحسب تقارير حقوقية حديثة، فقد نحو 1700 مواطن أبصارهم بشكل كامل خلال الحرب، فيما يواجه ما يقارب 5 آلاف آخرين خطر العمى الجزئي أو الكلي، وسط عجز المستشفيات عن التدخل الجراحي اللازم بسبب شح الإمكانات وإغلاق المعابر.

وتروي إصابات ميدانية قصصًا موجعة، من بينها الشابة أمل إسماعيل (28 عامًا) التي فقدت البصر في إحدى عينيها بعد إصابتها بشظية خلال خرق التهدئة، فيما لا تزال عينها الأخرى مهددة بفقدان النظر نتيجة عدم توفر عملية جراحية عاجلة. ويعيش مصابون آخرون ظروفًا مشابهة، يرافقها خوف دائم من تحول الظلام المؤقت إلى عتمة دائمة.

وفي شهادة طبية، أوضح مختصون في مستشفى العيون بغزة أن إصابات العيون تشكل ما بين 7 إلى 9% من مجمل جرحى الحرب، مع تسجيل نسب مرتفعة بين الأطفال والنساء. وأكدوا أن نحو 2400 مريض يقبعون على قوائم انتظار عمليات جراحية عاجلة لا يمكن إجراؤها داخل القطاع حاليًا.

وحذّر الأطباء من أن نقص الأجهزة الأساسية وأدوية أمراض العيون أدى إلى تفاقم حالات خطيرة، مثل ارتفاع ضغط العين، وتلف الشبكية والقرنية، والمياه البيضاء، ما ينذر بفقدان دائم للبصر لدى عدد كبير من المرضى.

ومع استمرار الحصار ومنع الإجلاء الطبي، تبقى عيون آلاف الغزيين معلقة على أمل ضئيل بفتح المعابر وتوفير العلاج، في معركة يومية لا تقل قسوة عن الحرب نفسها، حيث يصبح الانتظار رفاهية لا يملكها من يوشك على فقدان النور.

Share This Article