
فؤاد الحسين: استعادة الوحدة الوطنية عبر الإسراع بعقد الإطار القيادي المؤقت والموحد، ووضع الآليات التنفيذية لتطبيق مخرجات مؤتمر بكين، وتشكيل حكومة الوفاق الوطني.
بحضور جماهيري كبير من ابناء شعبنا في مخيم الرشيدية اضاءت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين شعلة انطلاقتها السادسة والخميس، بحضور عضو المكتب السياسي للجبهة وأمين إقليم لبنان الرفيق يوسف أحمد وعضو المكتب السياسي للجبهة وأمين إقليم أوروبا الرفيق ابو بشار واعضاء اللجنة المركزية للجبهة الرفاق ابو المعتصم وفؤاد الحسين وقيادة وكوادر الجبهة في لبنان وفي مخيم الرشيدية ومشاركة كافة قطاعات الجبهة الشبابية والمهنية والعمال والمرأة.
افتتحت ايقاذ الشعلة الرفيقة هدى مرعي عضو قيادة ندى في مخيم الرشيدية بالوقوف دقيقة صمت إجلال واكبارا للشهداء مع النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني ونشيد الجبهة ورحبت بكافة الحضور من فصائل العمل الوطني الفلسطيني واللبناني واللجان الشعبية ومكاتب المرأة والجمعيات والاندية والمراكز الثقافية والاجتماعية والمنظمات الشبابية والمكاتب الطلابية وحشد كبير من الاهل في مخيم الرشيدية.
كلمة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ألقاها عضو لجنتها المركزية الرفيق فؤاد الحسين مرحبا بالحضور جميعا وبدأ كلامه بالسلام على الشهداء كل الشهداء، بالوعد والعهد والوفاء لكل قطرة دم سالت على درب المقاومة ودرب فلسطين ولبنان، ناقلا لشعبنا الفلسطيني تحيات وباقات الوفاء من رئيس الجبهة الديمقراطية القائد الكبير نايف حواتمة وامينها العام القائد الوطني الرفيق فهد سليمان.
عهد الوفاء لكم ان تبقى راية فلسطين خفاقة حتى الاستقلال والعودة.
من مخيم الرشيدية … مخيم أطفال الأربيجيه … من مكان هزيمة الإحتلال في معركة طوفان الأقصى … والشهداء على طريق القدس.
سلام لكم وانتم تحيون معنا اليوم هذا العرس الوطني الفلسطيني الذكرى السادسة والخمسين لانطلاقة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.
جبهة الشهداء والقادة والمناضلين الذين تمسكوا براية النضال وخاضوا دروب الكفاح وقدموا التضحيات في سبيل الوطن والقضية.
وتحدث الحسين تتزامن الذكرى السادسة والخمسين لإنطلاقة الجبهة، مع رضوخ الاحتلال الصهيوني وإعلان وقف إطلاق النار بعد 15 شهراً من صمود شعبنا وتضحياته، وبسالة مقاومتنا وتضحياتها الاسطورية، التي تحولت على الصعيد العالمي إلى رمزاً للكرامة الوطنية للشعوب، ورمزاً للإنسانية في تصديها وصمودها في وجه آلة الحرب الإرهابية الجبانة، التي أرغمت الإحتلال الصهيوني وحكومته العنصرية على الرضوخ لشروط المقاومة وأفشلت مخططاته وأطماعه بانهاء الوجود الفلسطيني من خلال الإبادة والمجازر والمحارق، وكبدته خسائر فادحة في صفوف جيشه المقهور وقطعان المستوطنين المدججين بالسلاح، إلى جانب الخسائر الاستراتيجية والاقتصادية والدولية، رغم التضحيات العظيمة التي قدمها شعبنا، بعشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين والاسرى، وتدمير البنى التحتية والمباني والمؤسسات.
وحيى الحسين الجناح العسكري لكتائب المقاومة الوطنية (قوات الشهيد عمر القاسم) لدورهم البارز والملموس الى جانب كل كتائب المقاومة الفلسطينية المقاتلة، وقدمت كوكبة كبيرة من الرفاق والرفيقات الشهداء والجرحى والمفقودين والأسرى، من قادة وكوادر واعضاء ومقاتلي الجبهة، يتقدمهم عضو مكتبها السياسي الرفيق القائد الشهيد طلال ابو ظريفة.
واكد الحسين هي لحظة أتبث فيها أبناء شعبنا في غزة جدارة الحياة وجدارة الحرية والكرامة، وقدموا بتضحياتهم الكبيرة صورةً مشرفة للإنسان الفلسطيني، واستعداده العالي للتضحية بكل غالٍ دفاعاً عن أرضه وشعبه وكرامته الوطنية، وجسدواً بصمودهم أسطورة وبطولة ستبقى محفورة لمستقبل الأجيال ونموذجاً لإرادة الشعوب وتحديها للظلم والاحتلال والإستعمار.
وقال ايضا أمام هذا الصمود الاسطوري، وإرغام الاحتلال على القبول بهذه الصفقة نكون قد قطعنا مرحلةً هامة ومفصلية، تضعنا أمام واجبات كبرى في مقدمها قطع الطريق على مشاريع العبث للمستقبل الوطني للقطاع، وتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته في لملمة جراح أبناء القطاع والاسراع في إطلاق مشروعٍ دوليٍ لإعادة إعمار ما دمره العدوان من بنية تحتية ومناطق سكنية ومنظوماتٍ صحيةٍ وتربويةٍ وغيرها.
كما اكد ايضا تفرض علينا التحديات والمخاطر التي تتعرض لها قضيتنا الوطنية، في ظل العدوان المتواصل على شعبنا في الضفة الفلسطينية والقدس واجراءات الاحتلال لتجسيد مشروع الضم، واستنهاض عناصر القوة لدى شعبنا الفلسطيني لمواجهة متطلبات هذه المرحلة الأشد خطورة في تاريخ نضالنا الوطني، من خلال استعادة الوحدة الوطنية عبر الإسراع بعقد الإطار القيادي المؤقت والموحد، ووضع الآليات التنفيذية لتطبيق مخرجات مؤتمر بكين، التي جاءت منسجمة مع مبادرة الجبهة، وتشكيل حكومة الوفاق الوطني، تكون معنية بإدارة الأوضاع في الضفة الغربية، كذلك في قطاع غزة، بما يضمن الربط الدائر بين الإقليمين، وعدم الفصل بينهما، واغلاق الطريق أمام المشاريع البديلة التي تهدد وحدة أراضي دولة فلسطين.
واكد الحسين في كلمته تملي هذه المخاطر على كافة القوى، أن تتحمل مسؤولياتها بتشكيل وتفعيل القيادة الوطنية الموحدة لتصعيد المقاومة الشعبية بكافة اشكالها ضد الاحتلال، ومقاومة المحتل وبناه التحتية بمختلف الأشكال النضالية المتاحة، وتوجيه كل البنادق إلى صدور الاحتلال جيشا ومستوطنين، وسد الطريق أمام الفتنة والتشردم والنزاع الداخلي من خلال الحوار والسياسة الوطنية الموحدة التي تحمي شعبنا ومقاومته، وتؤطر الحركة الشعبية وتعزز صمودها، وتمدها بكل وسائل الصمود والثبات. لمواجهة العدوان وسياسات التهويد والاستيطان على طريق إنتزاع الحقوق الوطنية المشروعة بالعودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس على كامل الأراضي المحتلة حتى حدود الرابع من حزيران عام ١٩٦٧.
تتزامن ذكرى الانطلاقة، مع تطورات محلية وإقليمية عاصفة، نتيجة العدوان على لبنان، وتسارع الاحداث الاقليمية، خاصة في سوريا، والجهود الاسرائيلية – الامريكية- الهادفة إلى فرض وقائع جديدة في المنطقة والاقليم وتشكيل شرق أوسط جديد، خال من المقاومة، على حساب دول وشعوب المنطقة وسرقة ثرواتها، واستئناف قطار التطبيع العربي، وتصفية القضية الفلسطينية بمختلف عناوينها، وفي القلب منها قضية اللاجئين الفلسطينيين التي تتعرض للمزيد من مخاطر التصفية، من مدخل استهداف وكالة الغوث، وتدمير مؤسساتها في غزة، وقرارات وقوانين الكنيست بحظر عملها وإغلاق مكاتبها في الضفة والقدس، وتجفيف الولايات المتحدة وعدد من الدول مواردها المالية، وتزايد الضغوط والابتزاز المالي وما يسمى بالحيادية.
وقال الحسين إن دعوة ترامب لتهجير شعبنا في قطاع غزة، تعتبر وفقا للقوانين الدولية تطهيرا عرقيا وجريمة حرب وانتهاكا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واعتداءً صارخا على حقوق شعبنا في أرضه، وعلى حقه المقدس في سيادته الوطنية، لذى نطالب الأمم المتحدة ومؤسساتها بما في ذلك الجمعية العامة ومجلس الأمن أن تتحمل مسؤولياتها السياسية والقانونية والأخلاقية والوقوف الى جانب شعبنا في قطاع غزة، في مواجهة الخطر الشديد الذي يتعرض له على يد المشروع الصهيو أمريكي.
كما نؤكد على ضرورة توحيد الجهود السياسية الفلسطينية واعادة تفعيل هيئة العمل الفلسطيني المشترك، وتفعيل دور اللجان والاتحادات الشعبية والاطر الفصائلية المشتركة، وتوحيد الجهود الفلسطينية من اجل التصدي لتقليصات وكالة الاونروا، وتحسين خدماتها وتقديم المساعدة لابناء شعبنا، الى جانب النضال من اجل اقرار الحقوق الانسانية والاجتماعية لشعبنا في لبنان وفي المقدمة حق العمل والتملك واستكمال اعمار مخيم نهر البارد، والسعي الدائم لزيادة تقديمات مؤسسات م.ت.ف. في إطار من الشراكة الوطنية.
كما اكد الحسين إن شعبنا الفلسطيني وكل فصائله ومكوناته السياسية والوطنية حريصون على بناء أفضل العلاقات الأخوية اللبنانية الفلسطينية وتقويتها بما يخدم ويصب في مصلحة الشعبين الشقيقين، مؤكدين بأن اللاجئين الفلسطينيين هم ضيوف في هذا البلد، وموجودون قسراً بفعل النكبة والتهجير، وهم أصحاب قضية عادلة، يخوضون النضال من اجل حقهم بالعودة، وهم شعب شقيق، يعيش على ارض شعب شقيق، يقدرون للبنان وشعبه إحتضانهم لللاجئين والتضحيات الكبرى التي قدمت دفاعا عن القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية.
وقد حيى الحسين العلاقة التاريخية العميقة بين الشعبين الشقيقين الفلسطيني واللبناني، والحاجة الملحة لتطويرها وتعزيزها في هذه المرحلة السياسية حيث يواجه الشعبين تحديات كبرى تتطلب الحوار والتنسيق المشترك، والتوافق على رؤية واستراتيجية موحدة تشكل أرضية لنضال مشترك ضد المخاطر التي تهدد مصلحة الشعبين الشقيقين، وخصوصا في هذه المرحلة وفي ظل المخطط الامريكي الصهيوني ومشروع التهجير الذي لا يستهدف الشعب الفلسطيني وحده بل يهدد كل دول المنطقة.
وختم الحسين كلامه إن جبهتنا الديمقراطية تعبر عاماً جديداً في مسيرتها النضالية, فصيلاً يسارياً ديمقراطياً، عمدت نضالها بالدماء الغالية للشهداء, تؤكد تصميمها على مواصلة النضال تحت راية برنامجها السياسي والكفاحي، وتتوجه بالتحية إلى الشهداء, والأسرى والجرحى, مجددة عهد الوفاء على طريق النضال طريق النصر والحرية. وفي الختام اضاءت قيادة وكوادر الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وكل القوى الوطنية الفلسطينية واللبنانية والفاعليات واللجان الشعبية والمؤسسات والاندية والمراكز الثقافية والاجتماعية شعلة الانطلاقة السادسة والخمسين.
14/02/2025





