أهم الاخبارإسرائيليات

منظمات «الهيكل» تدعو علانية لأداء الطقوس التوراتية في الأقصى بعد «مسيرة الأعلام»

القدس- «المسار » : أطلقت «مدرسة جبل المعبد الدينية»، التي تتخذ من المسجد الأقصى مركزا لها، دعوةً عامة لأداء الطقوس الدينية العلنية داخل الأقصى اليوم الإثنين، وذلك ضمن الاقتحام الرئيسي في الذكرى العبرية لاستكمال احتلال مدينة القدس في عام 1967 أو ما يعرف بـ»يوم توحيد القدس».

وأكدت الدعوة على إقامة «صلاة المساء» بشكل جماعي داخل المسجد الأقصى، في إعلان مفتوح، بات يتكرر مؤخراً، عن إقامة الطقوس الدينية في الأقصى، وذلك بقيادة الحاخام إليشع وولفسون، حاخام «مدرسة جبل المعبد الدينية».

ونشر اتحاد منظمات الهيكل مقطعاً تحريضياً لـ 13 من أبرز حاخامات الصهيونية الدينية وهم يدعون إلى اقتحام المسجد الأقصى بكثافة.

ووجهت الدعوة التحريضية إلى جمهور تيار الصهيونية الدينية إلى اقتحام الأقصى بكثافة صباح وظهر الإثنين في الذكرى العبرية للنكسة واحتلال الشطر الشرقي للقدس.

وقد نقل الفيديو نداءات من ثلاثة عشر حاخاماً يشكلون قيادة أبرز مدارس الصهيونية الدينية وأبرز مستوطناتها في الضفة الغربية كذلك، بما يشمل مستوطنات القدس والخليل وبيت لحم ونابلس وسلفيت، إضافة إلى حاخامات صفد وكريات شمونة شمالاً، وهي نداءات غطّت مناطق سكن الكتلة الأكبر من جمهور المقتحمين الدائمين للمسجد الأقصى.

وعقب الخبير في الشأن المقدسي الباحث زياد ابحيص على الإعلان بالقول إنه «لم يسبق لجماعات الهيكل المتطرفة أن نشرت مثل هذا النوع من التحريض المصور، إذ كانت اقتحامات شهر رمضان تسبق بـ «قمة روحية» لهؤلاء الحاخامات في المسجد الأقصى المبارك لتشجيع أتباعهم، إلا أنها بهذا الإنتاج والتوزيع المسبق تسعى، كما يبدو، إلى تحفيز مجموعات جديدة من اليمين وأتباع الصهيونية الدينية للانضمام إلى جمهور المقتحمين للأقصى، وفرض حجم وشكل أكبر من العدوان على الأقصى».

وتسعى منظمات «الهيكل» لاستغلال ما تسميه «يوم توحيد القدس» للمزيد من الاعتداءات على المسجد الأقصى ومحاولات فرض واقع تهويدي جديد فيه.

واقتحم مستوطنون المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.

وأفادت محافظة القدس، بأن 393 مستعمرا اقتحموا باحات المسجد الأقصى بشكل جماعي وعلني في المنطقة الشرقية، وأدوا طقوسا تلمودية، كـ»السجود الملحمي».

ويقتحم المستوطنون المسجد الأقصى طيلة أيام الأسبوع باستثناء يومي الجمعة والسبت من أجل تنفيذ مخططات تهويد المسجد الأقصى وتغيير الوضع القائم فيه.

وعلق خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري على دعوات المستوطنين لمسيرة الأعلام واقتحام الأقصى أنها دعوات من المستوطنين المتطرفين من أجل استفزاز مشاعر المسلمين، وهو ما لا يعطيهم الحق الشرعي في الأقصى.

المحامي والحقوقي المقدسي مدحت ديبه، وصف ممارسات المستوطنين أنها استفزاز بدعم من الشرطة والجيش الإسرائيلي، حيث تهدف الاقتحامات اليومية والتجوال في حارات البلدة القديمة وعمل الاستعراضات والرقص داخل الباحات إلى تكريس الخرق الصارخ والكبير للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية وتغيير في الأمر الواقع الذي اعتدنا عليه منذ عام 1967.

وتابع ديبه: «هناك سياسة جديدة لدى حكومة الاحتلال بتبني التغيير وقلب الأمر الواقع، حيث يتم تقديم الممارسات الجديدة على أنها سياسة جديدة ويجب التعامل معها».

واعتبر أن الممارسات الاستيطانية بمثابة خرق للمعاهدات الدولية التي تنص على عدم تغيير الوضع القائم.

وشدد أنه في مقابل ما يفعله الاحتلال مع المستوطنين يقوم الاحتلال بالاستفزاز والاعتداء على حق العبادة والحرية بالتجوال والعيش بكرامة، والهدف الواضح هو تهجير أهالي وابناء المدينة المقدسة ، وإن الدفع بالمستوطنين للأقصى والقدس يعتبر بمثابة إحدى الطرق لتعزيز التهجير».

ونشرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ظهر الأحد، حواجز حديدية في محيط باب العمود، عند مدخل البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة، استعداداً لتأمين «مسيرة الأعلام الاستفزازية» للمستعمرين، المقرر تنظيمها اليوم الاثنين.

ومن المقرر أن تنطلق «مسيرة الأعلام» من ساحة البراق، مرورا بباب العمود، وحي الواد داخل البلدة القديمة، وهي مناطق مكتظة بالسكان الفلسطينيين.

وقد حذرت محافظة القدس، من تصعيد خطير ستشهده المدينة المحتلة، في ظل مضي سلطات الاحتلال في تنظيم سلسلة فعاليات استعمارية تهويدية تستهدف فرض السيادة الإسرائيلية على مدينة القدس، وتكريس واقع الاحتلال بالقوة، في مخالفة صارخة للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

وأكدت المحافظة، في بيان صدر عنها مؤخرا، أن هذه المسيرة السنوية تأتي ضمن أجندة استفزازية ممنهجة، تُرافقها عادة اعتداءات على المواطنين المقدسيين، وترديد شعارات عنصرية بحق المسلمين والمسيحيين، في ظل حماية مشددة من شرطة الاحتلال التي ستفرض إغلاقا كاملا للمنطقة، ابتداءً من الساعة 12:30 ظهرًا.

يشار الى أن وتيرة اقتحامات المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى في القدس ازادت بشكل كبير، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، في السابع من تشرين أول/ أكتوبر الماضي.

ونظم مستوطنون مسيرات استفزازية في أنحاء متفرقة من القدس المحتلة في منطقة طريق الواد مدينة القدس، فيما نظمت مجموعة أخرى مسيرة انطلقت من باب الخليل واقتحمت أزقة البلدة القديمة، تخللها غناء ورقصات استفزازية، في ذكرى احتلال الجزء الشرقي من المدينة.

كما نظمت مجموعات من المستوطنين مسيرات استفزازية في بلدتي شعفاط وبيت حنينا شمال القدس المحتلة، تخللها غناء ورقصات استفزازية.

وذكرت المصادر أن شرطة الاحتلال نصبت حواجز وأعاقت حركة المواطنين الفلسطينيين، بالتزامن مع مسيرات المستوطنين.

اغلاق المسجد الابراهيمي

وفي الخليل، أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل، مانعة المصلين وموظفي الأوقاف من الدخول إليه.

وشددت قوات الاحتلال من إجراءاتها العسكرية في محيط المسجد، ومنعت رفع الأذان فيه، في إطار سياسة تهويد الحرم الإبراهيمي وفرض السيطرة عليه.

وتأتي هذه الإجراءات ضمن سلسلة من الاعتداءات التي تمارسها قوات الاحتلال بحق المقدسات الإسلامية، في محاولة لفرض واقع جديد على الأرض، وتقويض الوجود الفلسطيني في البلدة القديمة من الخليل.

يُذكر أن المسجد الإبراهيمي يتعرض منذ سنوات لاعتداءات متكررة من قبل سلطات الاحتلال والمستوطنين، حيث تم تقسيمه زمانياً ومكانياً، ومنع المسلمين من الوصول إليه في العديد من المناسبات الدينية.

ومنذ عام 1994، قسّم الاحتلال المسجد الإبراهيمي في البلدة القديمة من الخليل بواقع 63 في المئة للمستوطنين و37 في المئة للمسلمين، عقب مذبحة ارتكبها مستوطن أسفرت عن مقتل 29 مصلّيا.