بيان مشترك لنتنياهو ـ غانتس ـ غالانت: لن نوقف الحرب على غزة

وديع عواودة ووكالات

 أجمعت ردود الفعل الرسمية الإسرائيلية أمس الثلاثاء على اعتبار مقتل 24 ضابطا وجنديا في قطاع غزة في يوم واحد، حدثا جللا في إسرائيل.
وأرخى العدد الكبير للقتلى والجرحى الإسرائيليين الذين سقطوا بظلاله على الخطاب السياسي المتشنج في إسرائيل، فحاولت رموز الصراع الداخلي في الحكومة الإسرائيلية وفي مقدمتهم رئيسها بنيامين نتنياهو تقديم صورة موحّدة عن الموقف الرسمي، وتزامن ذلك مع الإعلان عن تطويق مدينة خان يونس بالكامل من قبل الجيش الإسرائيلي.
وأصدر نتنياهو بيانا مشتركا مع وزير الدفاع يوآف غالانت، والوزير في مجلس الحرب بيني غانتس، أكّدوا فيه عزمهم على مواصلة الحرب على قطاع غزة.
وصدر البيان المشترك مع انعقاد اجتماع المجلس الوزاري الحربي شمال إسرائيل.
وجاء في البيان: «نحني رؤوسنا لذكرى جنودنا، ومع ذلك لا نتوقف للحظة عن السعي لتحقيق هدف لا بديل منه، وهو تحقيق النصر المطلق».
ونقل البيان عن نتنياهو قوله: «كان يوم أمس (الإثنين) أحد أصعب الأيام منذ اندلاع الحرب (في 7 تشرين أول / اكتوبر 2023) فقدنا 24 من خيرة أبنائنا الأبطال الذين سقطوا دفاعًا عن الوطن» وفق تعبيره.
وأضاف: «يقوم الجيش الإسرائيلي بإجراء فحص شامل للكارثة، وعلينا أن نتعلم الدروس ونفعل كل شيء من أجل سلامة جنودنا».
وتابع «في هذه الحرب هناك إنجازات كبيرة، بما فيها اليوم، في استكمال تطويق (مدينة) خان يونس (جنوب قطاع غزة) لكن هناك أيضاً أثمان باهظة جداً» حسب ما نقل البيان.
أما غالانت فقال إن «النبأ الأليم الذي تلقيناه بالأمس، عن وفاة 24 من مقاتلينا، خيرة أبنائنا (..) هو بمثابة ضربة موجعة».
وأضاف في البيان: «تعمل قواتنا في عمق أراضي العدو، في خان يونس».
وتابع: «نراقب كل ما يحدث في الشمال (على حدود لبنان) حزب الله مستمر في الاستفزاز، وقمت الآن بتقييم خاص للوضع بهذا الشأن».
وأردف: «نحن مستعدون، لا نريد الحرب، لكننا مستعدون لأي وضع قد يتطور في الشمال، لذلك يد واحدة نحو الجنوب (غزة) وعين ساهرة نحو الشمال».
بدوره، قال غانتس: «اليوم الأخير (الإثنين) مؤلم، هؤلاء هم جنود الاحتياط الذين تركوا كل شيء وتقدموا للدفاع عن دولة إسرائيل وحماية الرؤية الصهيونية» وفق المصدر ذاته.
وأضاف: «ليس لدي أدنى شك أنهم عندما انطلقوا في مهمّتهم بالأمس، كانوا يعتزمون أن نستمر (في الحرب) وهذا ما سنفعله».
ويأتي البيان المشترك بعد تقارير عدة وردت خلال الأسابيع الماضية حول وجود خلاف داخل الحكومة الإسرائيلية حول مسار الحرب ومدى تحقيقها لأهدافها، لا سيما في ظل كشف عدد من وسائل الإعلام العبرية والمسؤولين في تل أبيب عن انتقادات وجهها غانتس لنتنياهو، وسبل إعادة الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة.
وصباح أمس الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 21 جنديا وإصابة آخر بجروح خطيرة، في معركة مع عناصر حركة «حماس» وسط قطاع غزة، وقعت بعد ظهر الإثنين.
وذكرت هيئة البث العبرية أن الجنود قتلوا على خلفية «تفخيخهم لمبنيين في مخيم المغازي في قطاع غزة، أطلق على إثر هذه العملية عناصر حماس صواريخ مضادة للدروع، ما أدى لانفجار العبوات الناسفة وانهيار المبنيين فوقهم».
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن، الإثنين، مقتل 3 ضباط في معارك جنوب قطاع غزة، ما يرفع عدد قتلاه إلى 24 في يوم واحد.
وبذلك يرتفع عدد الضباط والجنود القتلى منذ بداية الحرب البرية على غزة في 27 أكتوبر، إلى 221، وفق هيئة البث العبرية.
وعبّر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي عن ألمه لخسارة جنوده، حسب تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية أمس الثلاثاء.
وقال إنه تفقد موقع المقتلة واطلع على مختصر عن التحقيق الأولي.

«صباح صعب لا يطاق»

وتعليقا على الحدث، قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، عبر منصة إكس: «صباح صعب لا يطاق، يضاف فيه المزيد والمزيد من أسماء خيرة أبنائنا».
وأضاف: «تدور المعارك العنيفة في منطقة صعبة للغاية (داخل قطاع غزة) ونحن نعمل على تعزيز جنود الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن، الذين يعملون بتصميم لا نهاية له من أجل تحقيق أهداف القتال».
أما وزير الأمن القومي اليميني إيتمار بن غفير، فجدد مطالبه المتكررة باستمرار الحرب على قطاع غزة.
وقال عبر حسابه على تليغرام: «صباح صعب ومؤلم، القلب منكسر ومحطم».
وأضاف: «لقد أصبح الأمر الآن أكثر وضوحا من أي وقت مضى: لا ينبغي وقف الحرب، ولا ينبغي وقف القتال. وعلينا أن نستمر في إخضاع وسحق العدو النازي في غزة بكل ما أوتينا من قوة» على حد تعبيره.
ومضى بالقول: «دماء المئات من خيرة أبنائنا لن تذهب سدى، ليتنا نكون أهلا لهم ونحقق وصيتهم المكتوبة بالدم، سحق وتدمير حماس وإعادة جميع المختطفين».
من ناحيته، قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش عبر منصة «إكس: «أخبار مفجعة، تعازي من أعماق قلبي لعائلات الأبطال، شعب إسرائيل بأسره يحتضنكم بقلب مكسور ومتألم» مشددا أيضا على أن مقتل الجنود «لن يذهب سدى».
وبذلك يرتفع عدد الضباط والجنود الإسرائيليين القتلى منذ بداية الحرب البرية في قطاع غزة منذ 27 تشرين الأول / أكتوبر الماضي، إلى 221، وفق هيئة البث العبرية.

رأس المال المعنوي

وكانت وسائل الإعلام العبرية قد تشابهت في عناوينها الرئيسة أمس وحاولت من خلالها الكشف عن أثمان الحرب ومحاولات الحفاظ على معنويات الجانب الإسرائيلي.
وتكررّ استخدام الكلمتين «بطولة الجنود» في هذه العناوين الى جانب الحديث عن «مكتسبات الجيش» أو «مكاسب الجيش والثمن الثقيل» مثلما تكرّر منذ عصر أمس الأول مصطلح «معارك ضارية في القطاع» وهو تلميح إسرائيلي مألوف يستخدم قبيّل الكشف عن خسائر إسرائيلية كبيرة كجزء من عملية التخدير والتمهيد وتحاشي إصابة الجمهور بالهلع وفقدان الثقة بالكامل بالمؤسسة الأمنية والمستوى السياسي.
وقال المحلل العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت» يوسي يهوشع إن أمس الأول هو اليوم الأصعب في الحرب، لافتا الى أنه «كلما تعمّق القتال في خان يونس صار القتال أصعب».
ونقل يهوشع عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها: «نقترب من أهداف حماس المهمة لكن القوات ليست قريبة من استنفاد القتال وطالما لا توجد صفقة سيستمر القتال».
وأضاف أن الجيش «موجود في ذروة عملية هجومية في خان يونس لتفكيك لواء خان يونس واستكمال محاصرة المنطقة تمهيدا للقيام لاحقا بـ «عمليات جراحية» عينية وصولا للأهداف».