الصحافة العبرية… الملف اليومي الصادر عن المكتب الصحافي التابع للجبهة الديمقرطية

  افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

يديعوت 7/6/2024

لا توجد تسوية مع نصرالله ولا يوجد حسم مع نصرالله

بقلم: ناحوم برنياع

أحد أصحاب القرار المركزيين في إسرائيل سُئل عن الحرب في الشمال. فشبه الوضع هناك بساعة خربت. “نحن نحرك عقرب الدقائق”، قال. “عقرب الساعات لا ننجح في تحريكه”. تشبيه مشوق: هاجم أيضا بالنسبة للوضع في القطاع بعد ثمانية أشهر من بدء الحرب. الجيش الإسرائيلي يتعلم ويتحسن؛ حزب الله أيضا يتعلم ويتحسن؛ وكذا حماس. الواقع الفوضوي، الذي لا يطاق، الذي لا ينتهي، هذا لا يغير فيه شيء.

المقاتلون في الشمال هم مثل رفاص مشدود. صبرهم ينفد: فإما ان يدخلوهم الى لبنان او يعيدوهم الى بيوتهم – كله الا حالة الدفاع التي لا تنتهي في أمر التجنيد 8. في 1967 استمر الانتظار ثلاثة أسابيع. وقد بدا هذا كالابد. ماذا يفكر الجنود الان، بعد ثمانية أشهر من المناوشات العقيمة مع نصرالله؛ ماذا يفكر النازحون.

حتى الأسبوع الأخير حرص نتنياهو على أن يشطب عن جدول الاعمال كل اقتراح لتغيير قواعد اللعب مع لبنان. المشاركون في المداولات وجدوا صعوبة في أن يفهموا ما الذي يقلقه اكثر- الخراب الذي ستجلبه الصواريخ من لبنان على مركز البلاد، الرد الإيراني، الرد الأمريكي او نقل القوات من غزة. فهو لم يحتل رفح بعد، لكن رفح احتلته. وعليه فلا توجد تسوية مع نصرالله ولا يوجد حسم مع نصرالله.

هذا الأسبوع، بعد أن جسدت صور الحرائق من الجليل للاسرائيليين جميعا انعدام الوسيلة تغير الخطاب. في هذه الاثناء لم يتغير الا الخطاب. فقد هبط نتنياهو في كريات شمونا، التقطت له الصور وطار عائدا. من عدد سكان يبلغ 23 الف نسمة تبقى في المدينة 2500. نتنياهو اكتفى بنشيط ليكودي محلي وتجاهل كل الباقين.

يئير غولان، الرئيس المنتخب لحزب العمل، زار يوم الثلاثاء مسغاف عام وكفار جلعاد. في نهاية الزيارة قال لي انه في الأسبوع الأول من الحرب كان سيسيطر على خط التلال، خط الدفاع الأول لحزب الله. وذكر أسماء كل الاودية وكل القرى التي كان سيحتلها. فهي محفورة في عقله منذ ان كان قائد المنطقة. عندما سألت محافل في الجيش قالوا ان حزب الله اليوم ليس المنظمة التي كان غولاني يعرفها. مطلوب الان فرق لاجل احتلال خط التلال.

اللواء 796 في فرقة 91 مسؤول عن اصبع الجليل. منذ بداية الحرب قتل مقاتلو اللواء 40 من رجال حزب الله. من ناحية عسكرية هذا انجاز. لكنه لم يدفع نصرالله للتراجع. بمعنى ما فان الجيش الإسرائيلي هو قسم القوى البشرية لدى حزب الله. كل تصفية ناجحة تسمح بتقدم مخرب آخر، طازجا اكثر. رئيس مجلس المطلة دافيد ازولاي يعود ويسأل لماذا لا تقصف البيوت في الخيام من حيث تطلق صواريخ مضادات الدروع على المطلة. لماذا لا تدمر بنى تحتية. تقنين الذخائر، هكذا يجيبون في الجيش. رفح تأتي أولا. إضافة الى ذلك فقد قرر المستوى السياسي الا يدمر في لبنان بنى تحتية مدنية.

الجواب القاطع هو ان الحل لن يكون الا عندما يجتاز الجيش الإسرائيلي الحدود الى داخل لبنان. المناورة ستحل مشكلة واحدة لكنها ستولد سلسلة من المشاكل الأخرى، التي لا تقل صعوبة. دمروا دولة لبنان، يقترح اللواء المتقاعد غيورا آيلند؛ جوعوا سكان غزة. هذه الأفكار المريضة تثير اشواقا لدولة بحثت عن حلول جراحية، إبداعية، وكانت تحذر من انتصارات مطلقة كما تحذر من النار.

ضعفت قوته

مرتان اعلن رئيس الأركان هرتسي هليفي بانه يأخذ على نفسه المسؤولية عن القصورات التي أدت الى كارثة 7 أكتوبر. هذا الأسبوع كرر القول للمرة الثالثة. تحدث بصدق – ليس لاحد شك في ذلك. لكن اخذ المسؤولية لا يمكنه ان يبقى في الهواء. نهايته أن يرتبط بالأرض، باستخلاص الاستنتاجات.

يوجد ثمن لاستبدال رئيس اركان في ذروة حرب. عندما يكون لمن يقرروا هوية رئيس الأركان طن زبدة على الرأس وطن مصالح شخصية، يكون الثمن مضاعفا.

من جهة أخرى، المشكلة في استمرار الوضع القائم آخذة في التفاقم. في الجيش مثلما في الجيش: عندما تكون هيئة الأركان عالقة، تكون المستويات تحتها عالقة هي الأخرى. لقد بلور رئيس الأركان سياسة تقول ان ضابطا يؤدي مهامه جيدا لا ينحى ولا يستبدل. اذا فشل في 7 أكتوبر، فستستخلص حوله الاستنتاجات بعد التحقيقات. رئيس الأركان هو رجل مستقيم. لا يمكنه أن يبحث في مصير ضابط كهذا حين يكون دوره هو نفسه في التقصير موضع البحث.

الثمن هو أيضا في الاضطراب داخل صفوف القيادة، في تسريب مداولات مغلقة وفي التهجمات منفلتة العقال على رئيس الاركان في جلسات الكابنت وآلة السم في الشبكة. لرئيس الأركان يوجد تأثير هام على القرارات، واساسا الأحاديث الثنائية مع نتنياهو، لكن قوته ضعفت.

في تموز سترفع لعناية رئيس الأركان التحقيقات الداخلية التي تجرى في الجيش. وسيتعين عليه أن يحسم مصير الحياة المهنية لبعض من زملائه. هذا سيكون الوقت الصائب لحسم مصيره هو نفسه.

——————————————–

  

هآرتس 7/6/2024

يلعبون بالنار؛ على مسافة خطوة عن الفشل

بقلم: عاموس هرئيلِ

مع بداية الشهر التاسع للحرب فانه يصعب الابلاغ عن أنباء جيدة تلوح في الأفق. سلسلة المحادثات التي جرت في الاسابيع الاخيرة مع شخصيات رفيعة في جهاز الامن تظهر المزيد من الاشارات التي بحسبها فان وجهة اسرائيل هي نحو فشل ذريع متعدد الابعاد. استراتيجيا نحن عالقون في كل الساحات. الاكثر والاهم من بينها (امام حزب الله في لبنان) تقف اسرائيل امام خطر اشتعال شامل، اذا تحقق سيغطي على كل ما حدث في السابق. الاتصالات حول صفقة التبادل مع حماس يبدو أنها عالقة في ازمة مرة اخرى بعد أن ظهر للحظة أن خطاب الرئيس الامريكي ربما ينجح في تخليص العربة من الوحل، والعمليات العسكرية في القطاع، التي تتركز الآن في رفح ومخيمات اللاجئين في وسط القطاع، تجبي ثمن من حماس لكنها لا تدفع قدما بالانتصار في الحرب على المدى المنظور.

الايام الاخيرة تميزت بالتصعيد في الشمال. في يوم الاثنين اندلع حريق ضخم في كريات شمونة وفي محيط الكيبوتسات القريبة بعد أن اطلق حزب الله الصواريخ والمسيرات على جنوب الحدود. بعد يومين بادر حزب الله الى هجوم ناجع بالمسيرات على قوة للاحتياط انتشرت في منطقة مفتوحة قرب قرية حورفيش الدرزية. جندي قتل واصيب عشرة جنود. في غضون ذلك قنوات التلفاز الاسرائيلية ذهبت الى منطقة الحدود وبثت من هناك من ستوديوهات خاصة تحت عنوان “نحن نفقد الشمال” (القناة 14 غير السخية في النفقات وفي الأنباء السيئة، اختارت اخطار المذيعين في مركز البلاد).

مثلما في الافلام الامريكية القديمة فان اسرائيل وحزب الله يلعبان لعبة “الدجاجة” على حافة الجرف. ربما أن الشعار القديم الذي يقول إنه لا يوجد لهما أي مصلحة في حرب شاملة، ما زال صحيحا. ولكنهما يمكن أن يصلا الى هناك، بالاساس نتيجة خطأ في الحسابات. مثلما في غزة اسرائيل لا تنجح في ترجمة تراكم انجازات تكتيكية الى نصر استراتيجي. رئيس حزب الله، حسن نصر الله، اتخذ في بداية الحرب قرار عدم بذل جهود مشاركة في الشمال، بحيث يسحب الى حدود لبنان قوات كبيرة من الجيش ويبقيها هناك وبذلك يساعد حماس في غزة دون الانجرار الى مواجهة شاملة. بعد انهيار وقف اطلاق النار الاول في بداية كانون الاول الماضي اعلن بأنه سيعود الى المواجهة، وأنه سيوقف النار فقط عند انتهاء الحرب في غزة.

يكفي ما يفعله حزب الله – ابعاد 60 ألف اسرائيلي من بيوتهم على طول الحدود والتنقيط المستمر لخسائر في الشمال واطلاق عشرات الصواريخ والمسيرات كل يوم – من اجل زيادة احباط الجمهور والضغط على الحكومة من اجل أن تعمل. هنا ولدت الفكرة التي ما زالت تعلم في القيادة السياسية والامنية، زيادة الهجمات بشكل كبير على حزب الله على أمل اجباره على وقف النيران، لكن الامتناع عن الحرب الشاملة. عندما يوجد لديك مطرقة وزنها 5 كغم فان أي مشكلة ستظهر وكأنها مسمار. لكن من يؤيدون ذلك حتى الآن لا ينجحون في شرح لماذا يعتقدون أن حزب الله سيرتدع بالضرورة، ولن يستنتج بالذات أن اسرائيل ما زالت تخادع، لذلك فانه يمكن الاستمرار في مهاجمتها دون أن يؤدي ذلك الى حرب.

عدد من وزراء الليكود واليمين المتطرف يريدون الذهاب ابعد من ذلك، وشن هجوم شامل على حزب الله. في الاسبوع الذي تم فيه احياء الذكرى الـ 42 لحرب لبنان الاولى الفاشلة، ظهر أن هؤلاء الاشخاص لم يتعلموا أي شيء من تجربة اسرائيل الاولى في فرض نظام جديد في لبنان. بعضهم كان قصف ايران بالنسبة له ملح، ووضع حد للتهديد النووي الآخذ في التطور هناك. من الواضح أنه لا يوجد لديهم أي فكرة عن الوضع وعن القدرات الحقيقية للجيش الاسرائيلي.

اسرائيل يمكن أن تجد نفسها في حرب بدون شرعية دولية (التي تبددت بعد مذبحة 7 اكتوبر ازاء ابعاد الدمار والقتل التي ارتكبت في غزة)، وبدون دعم امريكي قاطع ومع جيش متآكل ومتعب، يناضل على توفير منتظم للسلاح وقطع الغيار. وفد برئاسة مدير عام وزارة الدفاع، الجنرال احتياط ايال زمير، قامت في هذا الاسبوع بزيارة واشنطن لمناقشة مع البنتاغون ووزارة الخارجية الامريكية الازمة التي حدثت حول قرار الرئيس الامريكي، قبل نحو شهر، تأخير ارسالية تشمل 3500 قذيفة دقيقة لسلاح الجو. في وزارة الدفاع يتحدثون عن تقدم ايجابي، لكن المشكلة لم يتم حلها حتى الآن.

فوق كل ذلك ورغم الاشارات الآخذة في الازدياد، التي ينثرها المحللون في الاستوديوهات، يبدو أن الجمهور لم يستوعب حتى الآن الفرق الذي سيتم الشعور به في الجبهة الداخلية، بين اضرار صواريخ حزب الله واضرار صواريخ حماس. في الوقت الذي قتل فيه 20 اسرائيلي بنار الصواريخ التي اطلقت من القطاع في الايام الاولى للحرب، الكارثة التي تم ابعادها عن الوعي على قاعدة المشاهد غير المسبوقة للمذبحة في بلدات الغلاف ومواقع الجيش الاسرائيلي. ولكن عدد الصواريخ التي اطلقتها حماس، 5 آلاف صاروخ تقريبا في اليوم الاول، فان حزب الله يمكنه تقليدها خلال شهر واكثر، وكثير منها هي اثقل وذات مدى اطول وبعضها اكثر دقة.

يحتمل أن من يتحدث عن عشرات آلاف الضحايا في الجبهة الداخلية في الحرب مع حزب الله يبالغ في التقدير (الكثير يتعلق بدرجة امتثال المواطنين لتعليمات الحماية لقيادة الجبهة الداخلية). ولكن في كل الحالات فان مدن الشمال والوسط ستشهد تهديد بحجم وقوة غير مسبوقة. يجب الأمل بأنهم في حزب الله ايضا يدركون حجم المخاطرة وحجم الضرر الذي سيلحق بلبنان والبنى التحتية والمدنيين. وأن هذه الامور ستكبح سلوك قيادته. خلافا للانطباع الذي تولد من بعض التقارير الاخيرة فانه يصعب القول بأن القيادة في اسرائيل متحمسة للحرب في الشمال. مع ذلك، يوجد خطر من أن يؤدي الاستعراض الفعال جدا لقدرات الجيش الاسرائيلي الى عكس النتيجة المأمولة، التي ستؤدي الى الحرب الشاملة.

دفع الثمن

لقد مر اسبوع على خطاب الرئيس الامريكي، وحتى أمس لم يتم تسلم رد رسمي من رئيس حماس في القطاع، يحيى السنوار، على الاقتراح الاسرائيلي – الامريكي لوقف اطلاق النار وعقد صفقة تبادل اخرى. كبار القادة في الادارة الامريكية يؤكدون على أن اسرائيل ردت بالايجاب على الاقتراح (رغم التحفظات التي طرحتها منذ القاء الخطاب). والآن الكرة توجد في ملعب حماس.

السنوار يتوقع أن يركز تحفظاته على النقطة الحاسمة التي تفشل الاتفاق منذ بضعة اشهر. هنا الحد الادنى لاسرائيل لا يلتقي مع الحد الاعلى للفلسطينيين. الفجوة بين الطرفين ترتكز على الانتقال بين المرحلة الاولى والمرحلة الثانية في الصفقة القادمة. بعد انتهاء الـ 42 يوم التي خلالها سيعاد بالتدريج المخطوفين المصنفين في مجموعة “الانسانية” (النساء وكبار السن والمرضى والجرحى)، وسيتم الحفاظ على وقف اطلاق النار، سيتم اجراء مفاوضات سريعة حول اعادة باقي المخطوفين والجثامين، مقابل الوقف الشامل للحرب وانسحاب الجيش الاسرائيلي بشكل كامل من القطاع.

حماس تخشى، بدرجة من المنطق، من أن اسرائيل تعد لها شرك: المفاوضات ستفشل ورئيس الحكومة نتنياهو سيستأنف الحرب كما فعل في كانون الاول الماضي. الرئيس الامريكي في الواقع يقول للسنوار ورجاله: ثقوا بي، القتال لن يستأنف. ولكن حماس معنية بضمانات ملموسة اكثر، التي ستضمن انهاء الحرب، وفي الواقع انتصارها (استنادا لحقيقة أن حكمها ما زال قائما). هذا سيجد نتنياهو صعوبة كبيرة في توفيره طالما أنه يريد البقاء في الحكم. حتى الآن انهارت كل محاولات الالتفاف على هذا العائق بواسطة صياغات قانونية ابداعية.

قبل شهرين – ثلاثة عندما ظهر أن وضع اسرائيل في القتال افضل، فوتت فرصة لعقد صفقة بسبب تصميم نتنياهو على التملص من اتخاذ قرار حاسم. الآن الوضع معقد اكثر، ايضا بسبب أنهم في حماس يعتقدون أن الوقت يعمل في صالحهم وأن نشاطات الجيش الاسرائيلي على الارض تتعقد. ازاء هذه الظروف فانه يبدو أن الامر الصحيح الذي يجب فعله الآن هو السعي بكل القوة الى صفقة التبادل، حتى بثمن وقف الحرب. الخطر الاكبر يكمن في لبنان. فاسرائيل يجب عليها كسب الوقت لتهدئة النفوس في الشمال واستنفاد الفرصة (المحدودة) من اجل التوصل الى اتفاق سياسي يبعد قوة الرضوان عن الحدود والاستعداد لاحتمالية اندلاع حرب شاملة هناك. ايضا الوحدات نفسها بحاجة الى هذه الهدنة.

وزير الدفاع يوآف غالنت يحاول الدفع قدما بفكرة ايجاد بديل سلطوي لحماس، الذي ربما سيندمج بعد ذلك في الجهود الامريكية للدفع قدما بصفقة اسرائيلية – سعودية. ايضا هنا فرصة النجاح في خلق “جزر سلطوية” لكيان فلسطيني، غير حماس، (الذي سيكون مرتبط بشكل متعرج بالسلطة الفلسطينية)، غير مرتفعة. الاحتمالات الاخرى مثل استمرار حكم حماس، حكم عسكري اسرائيلي، فوضى مستمرة على شاكلة الصومال، هي احتمالات اسوأ.

——————————————–

إسرائيل اليوم 7/6/2024

المعركة ضد تهريب السلاح من الاردن

بقلم: حنان غرينوود

المعركة لمنع تهريب السلاح الفتاك من الأردن تصعد درجة. بعد القبض على نحو 200 قطعة سلاح في نصف السنة الأخيرة، ومع تشخيص محاولات محددة لتهريب أسلحة محطمة للتعادل الى داخل الضفة، تضاعف شرطة “شاي” الجهود بما في ذلك تشكيل وحدة خاصة جديدة.

“كل قطعة سلاح تدور هنا من شأنها في نهاية الامر ان تجد طريقها الى العمليات المضادة”، هكذا يحذر العقيد نيسوا غواتا قائد منطقة يهودا.

المعطيات التي تكشف النقاب عنها محافل رفيعة المستوى في لواء يهودا في شرطة “شاي”، المسؤول عن وضع اليد على الأسلحة، تجسد شدة التهديد: في 2023 وضعت اليد على 381 قطعة سلاح في منطقة يهودا، وهو المعطى الأعلى بين كل الالوية في شرطة إسرائيل. 153 منها هرب عبر الحدود مع الأردن واحبطتها في 16 محاولة تهريب قوات الامن. في النصف الأول من العام 2024 وضعت اليد على 179 قطعىة سلاح. ومع كتابة هذا التقرير وضعت اليد على رشاشين إضافيين في منطقة الخليل.

“نحن نرى العبوات تتفجر كل مرة في جنين وفي طولكرم”، يقول الرائد ينيف اوحنا، قائد وحدة مكافحة الجريمة في منطقة يهودا، المسؤولة عن وضع اليد على الأسلحة غير القانونية في المناطق. “هذه الأسلحة لا تأتي من الفراغ. هي تأتي من التهريبات عبر الحدود مع الأردن. كما توجد محاولات لتهريب أسلحة محطمة التعادل. في 2023 وحدها وضعت اليد على 12 عبوة ناسفة كانت مخصصة لاهداف الإرهاب وفقا للمباحث في الشرطة”.

الأسواق المركزية للسلاح الذي يتدفق هي منظمات الجريمة الفلسطينية، البيع لمنظمات الجريمة الإسرائيلية، الدفاع عن النفس، وبالطبع – العمليات المضادة.

التحدي الذي تقف امامه الشرطة عظيم. “ضمن أمور أخرى لان الحديث لا يدور فقط عن محاولة منظمات الإرهاب وايران ادخال الأسلحة الى إسرائيل بل وأيضا لان هذه صفقة مجدية للتجار في المناطق. من خلف التهريبات يقف حافز اقتصادي هائل.

“السلاح هو مصلحة تجارية مجزية للغاية. توجد هنا مبالغ مالية طائلة. لهذا السبب ليس سهلا هزيمة هذه الظاهرة”، يشرح اوحنا الدينامية. “مسدس يشترى في الأرض بكلفة 5 الاف شيكل يباع في إسرائيل بـ 35 الف شيكل. بندقية ام 16 ثمنها 17 الف شيكل في الأردن، يصل ثمنها الى 80 الف شيكل هناك”. بندقية كلاشينكوف تكلف في الأردن 13 الف شيكل وتباع في البلاد بـ 50 الف شيكل. والسبب في تفاوت السعر بين البندقية الامريكية والكلاشينكوف هو النقص في الرصاص.

التركيز على التجار

لهذا السبب يضعون في الشرطة تشديدا خاصا على القبض على تجار السلاح. في كل قرية او مدينة يوجد أناس كل حياتهم تدور حول بيع السلاح. “نحن نحاول ليس فقط القبض على الأسلحة نفسها بل أيضا تحييد مصدر القوة والأجهزة التي تدفقها”، يقول غواتا. “توجد لنا مئات لوائح الاتهام وعشرات الاعتقالات الإدارية للتجار، الوجهاء المسؤولين ورؤساء هذه الخلايا.

المشكلة المركزية والاهم هي تهريب السلاح من حدود الأردن السائبة الى داخل إسرائيل. “رغم كل جهودنا المركزية، نحن نعرف أننا لا ننجح في ان نضع يدنا الا على حفنة من جبل التهريب الكبير”، يعترف اوحنا.

لاجل التصدي للتهديد المتزايد قررت الشرطة تشكيل وحدة مباحث وعمليات جديدة، تكشف “اسرائيل اليوم” النقاب عنها لأول مرة وستخصص حصريا لاجل احباط والقضاء على التهريب عبر حدود الأردن. وستنضم هذه الوحدة الى وحدة مكافحة الجريمة “التي وصلت الى إنجازات مذهلة”، كما يصف غواتا ذلك وستعمل مثلما تعمل وحدة “مغين” في الجنوب و”يغيل” في الشمال لمنع التهريب.

“حرب مشتركة”

في الشرطة مصممون على منع ظاهرة تهريب السلاح وتسريب السلاح الى الضفة. “هذه الحرب هي حرب مشتركة مع الجيش الإسرائيلي، الشباك والأجهزة الأخرى”، يشدد غواتا. “يوجد لنا فهم بان تهريبات السلاح هي الأخطر على الامن”.

اوحنا: “هذه معركة نحن ملزمون بالانتصار فيها. كل قطعة سلاح تنجح في اجتياز الحدود من شأنها ان تكون غدا في انتفاضة جديدة او في عملية فتاكة. نحن في الميدان ونرى مدى الخطر. هذه حرب حياة وموت ولا يمكننا ان نخسر فيها”.

———————————————

هآرتس 7/6/2024

نصر الله خلق للولايات المتحدة ولايران مصلحة مشتركة: انهاء الحرب

بقلم: تسفي برئيل

“من الافضل للكيان الصهيوني أن لا يواجه حزب الله بالصورة التي يغرق فيها في قطاع غزة”، هذا ما أوصى به وزير الخارجية في ايران، علي بكر قاني، اثناء زيارته في لبنان في هذا الاسبوع. في نفس المناسبة كشف أن بلاده تواصل المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة، التي حسب قوله “لم تتوقف في أي وقت”، دون تفسير حول ماذا. الى جانب قضية المشروع النووي وصد هجمات الحوثيين في البحر الاحمر فان واشنطن وطهران الآن توجد لهما مصلحة مشتركة ملحة أكثر: منع اندلاع حرب واسعة بين اسرائيل ولبنان.

بكر قاني، كان نائب وزير الخارجية حسين امير عبد اللهيان الذي قتل في حادثة المروحية في الشهر الماضي مع الرئيس ابراهيم رئيسي، وتم تعيينه بشكل مستعجل لتولي المنصب الجديد. هو ترأس الوفد الايراني للمحادثات النووية في فيينا قبل ثلاث سنوات، وكان مشاركا في المحادثات مع الولايات المتحدة حول تبادل الأسرى، واجرى المفاوضات امامهم في سلطنة عمان في كانون الثاني الماضي لصد هجمات الحوثيين (التي لم تثمر).

باقري قآني هو صاحب تجربة كبيرة ومعرفة عميقة بالمتفاوضين معه من الامريكيين. هذا ذخر حيوي للطرفين الذين يناقشان كبح المواجهة الواسعة في لبنان، لكن توجد له ميزة اخرى، ربما هي اكثر اهمية. شقيقة هو صهر المرشد الاعلى علي خامنئي، لذلك فانه محسوب على الدائرة القريبة لمتخذي القرارات في ايران. المهمة الاولى له هي “معالجة” الازمة في لبنان. بعد بضعة ايام على اللقاء في هذا الاسبوع مع حسن نصر الله، اعلن نائب الاخير، نعيم قاسم، بأن الحزب لا يتطلع الى حرب واسعة، “لكنه مستعد لها اذا اقتضى الامر ذلك”.

يمكن الاستنتاج بأن ايران ما زالت حتى الآن لم تغير استراتيجيتها منذ بداية الحرب، التي تحدد “معادلة الرد”، للمواجهة بين اسرائيل وحزب الله بدون التدهور الى حرب اقليمية. يبدو أن هجوم ايران بالصواريخ والمسيرات على اسرائيل في منتصف نيسان ردا على تصفية قائد قوة القدس في سوريا ولبنان محمد رضا زاهدي، يمكن تفسيره بأنه انحراف عن هذه المعادلة. ولكن طهران حاولت التوضيح بأن الامر يتعلق بـ “رد محسوب” غير مرتبط بالمواجهة بين اسرائيل وحزب الله، بل بـ “حساب منفصل” معها، الامر الذي يبرر حسب رأيها، الرد المباشر على مس اسرائيل بقنصليتها في دمشق، التي تعتبر كأرض ايرانية. وبالتالي، تعتبر مس بسيادتها.

التحذيرات والتهديدات من جهة اسرائيل؛ التقارير التي بحسبها هي تنوي شن “حرب كبيرة” في منتصف شهر حزيران؛ زيادة حصة تجنيد الاحتياط بخمسين ألف جندي؛ المناورات للجيش التي تشبه الحرب في لبنان؛ الادراك في بيروت بأن تهجير عشرات آلاف الاسرائيليين من بيوتهم في الجليل، الذي يعرضه حزب الله كانجاز كبير له، كل ذلك يمكن أن يعمل كالسهم المرتد ضدها، كل ذلك يضع ايران وحزب الله في نقطة حسم معقدة. في مركزها يقف سؤال الى أي درجة يمكن لهذه المنظمة الشيعية التي تمط حدود المواجهة مع اسرائيل دون أن تعرض للخطر مصالح طهران، ودون أن تظهر وكأنها تراجعت امام التهديدات.

كل ذلك على خلفية ازدياد الانتقاد العام والانتقاد السياسي في لبنان من اجل اجبار اكثر من 100 ألف مواطن على اخلاء بيوتهم في المناطق على الحدود مع اسرائيل. الحقول تم تركها، وفرع السياحة يعمل فقط بشكل رمزي، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قدر أن الاقتصاد تكبد خسائر بمليارات الدولارات. حزب الله يستمر في تكبد الخسائر الواضحة في منشآته ويحصي اكثر من 330 قتيل في صفوفه. محرر صحيفة “الاخبار” ابراهيم الامين، المقرب من حسن نصر الله، حاول الاجابة على سؤال ما الذي يوجه حزب الله، وهل عليه أن يشعر أنه مهدد من خطوات اسرائيل.

شرعية حزب الله

المقال الذي نشره أمس تحت عنوان “هل اسرائيل حقا مستعدة لحرب واسعة ضد لبنان”، وصف فيه الامين العيوب التي توجد في سياسة وسلوك اسرائيل، بشكل وكأنها أخذت من الصحف الاسرائيلية. لقد عرض ذلك كدليل على عدم قدرة اسرائيل على تجسيد تهديدها، وقال إنه لا يوجد للبنان ما يخشى منه. الامين، الذي يتم اقتباسه بشكل دائم من قبل المحللين الاسرائيليين يعرف جيدا مكانته كـ “أبو المحللين”. المقال الذي نشره لا يعكس بالضرورة اتجاه التفكير الحقيقي لقيادة حزب الله. في المقابل، الموقف الرسمي اللبناني لا يقتضي مراوغات اكثر.

في مؤتمر صحفي الى جانب باقري قآني، وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب اعلن “لقد أكدت على موقفنا المعارض للحرب، وشرحت للوزير رؤية لبنان لايجاد حلول قابلة للتحقق، التي ستعيد الهدوء والاستقرار الى جنوب لبنان بواسطة سلة مشتركة تشمل تطبيق كامل للقرار 1701”. في اقواله تطرق بوحبيب الى “خطة المراحل” التي طرحتها فرنسا، والخطة الامريكية، اللتان بحسبهما سينسحب حزب الله مسافة 10 – 15 كم عن الحدود مع اسرائيل. بعد ذلك، تم الاقتراح، الجيش اللبناني سينتشر في المنطقة التي سيتم اخلاءها، وستبدأ المفاوضات على ترسيم نهائي للحدود البرية بين الدولتين، التي يتوقع أن تشمل تنازلات جغرافية من جانب اسرائيل.

هدف كل العملية هو الغاء ذريعة حزب الله لمواصلة المواجهة، وبالاساس وقف فوري لاطلاق النار. على اقوال بوحبيب رد باقري قآني باقتضاب: “دائما كانت هناك مشاورات وتعاون بين المسؤولين في الدولتين. ايران دائما تسعى الى دعم الاستقرار والامن وتقدم لبنان. ولم توفر في أي يوم الجهد للعمل على زيادة تقدم ورفاهية الشعب اللبناني.

هذه ليست اقوال فارغة استهدفت ارضاء أذن المواطنين في لبنان. بالنسبة لايران هي لها تداعيات استراتيجية لأنه بهذا “الرفاه” ترتبط شرعية حزب الله. الحزب يمتلك هو وشركاءه السياسيين 62 من بين 128 مقعد في البرلمان، وحقيبتين وزاريتين في الحكومة. هكذا فانه شريك كامل في الازمة الاقتصادية الآخذة في التفاقم منذ العام 2019 قبل الاعلان عن الافلاس؛ ومنع تعيين رئيس جديد للبنان منذ تشرين الاول 2022.

هكذا يطيل حزب الله حكم الحكومة الانتقالية الضعيفة، التي لها صلاحيات محدودة. تغيير مكانتها الى حكومة دائمة مرتبط بانتخاب رئيس، الذي حسب الدستور هو الذي يقوم بتعيين رئيس الحكومة. بدون حكومة لها صلاحيات ويمكنها تطبيق الاصلاحات الاقتصادية، أو على الاقل التعهد بتنفيذها، فانه لا يوجد للبنان في هذه الاثناء أي فرصة للحصول على المساعدات الدولية التي ستنقذه من الازمة.

ميزة حسن نصر الله

الادعاء الرئيسي لمنتقدي وخصوم حزب الله هي أن هذا الحزب يستخدم المواجهة مع اسرائيل كأداة لاجبار القوى السياسية على الموافقة على تعيين مرشحه للرئاسة سليمان فرنجية، وهو التعيين الذي سيضمن أن رئيس الحكومة القادم والوزراء سيعطون له الدعم والميزانيات التي ستمكنه من املاء سياسته. هكذا يستطيع حزب الله الدفع قدما بمصالح ايران، وبالاساس التهرب من المطالبة بنزع سلاحه. حسن نصر الله بالطبع ينفي هذا الادعاء. فهو امام خصومه يستطيع في الواقع هز الكتف، لكن يجب عليه مواجهة حقيقة أن الحرب في غزة اضافت الى كل الاعتبارات عامل غير متوقع وهو الذي يملي الخطوات السياسية في لبنان بشكل يمكن أن يعرض للخطر مصالح ايران.

مبدأ “وحدة الساحات” بين وكلاء ايران في المنطقة، الذي هو من ابداع قائد قوة القدس السابق قاسم سليماني الذي تمت تصفيته في كانون الثاني 2020 من قبل الولايات المتحدة، لم يستهدف تحرير فلسطين أو تدمير اسرائيل. هدفه كان خلق عمق استراتيجي لحماية ايران. هذا من خلال الافتراض أن طهران يمكنها تجسيد طموحاتها الاقليمية بواسطة “قوى مساعدة” محلية تجري المواجهات على الارض دون أن تضطر الى أن تكون شريكة مباشرة في العمليات التي يمكن أن تضعها على قائمة الاهداف للولايات المتحدة أو اسرائيل أو دول المنطقة. ولكن من استبدل سليمان، اسماعيل قآني، تبين أنه قائد باهت مع قدرة تخطيط وتفكير محدودة. وهو حتى لا يتكلم اللغة العربية، وهذا نقص كبير عندما يكون مركز ساحة التأثير التي تسعى اليها ايران هي الدول العربية.

هذه الصفات لقآني وفرت ميزة كبيرة لحسن نصر الله، الذي اصبح رجل ايران القوي في المنطقة وتقدم الى مكانة منسق عمليات منظمات الامتداد. ايران نفسها لم تنضم بشكل مباشر لـ “وحدة الساحات”، وتركت لحزب الله وللمليشيات الشيعية في العراق وللحوثيين في اليمن تطبيق نظرية القتال هذه. ولكن في الوقت الذي فيه الفروع الاخرى رفعت راية التضامن مع حماس، فان حسن نصر الله اعلن بأن المواجهة مع اسرائيل استهدفت الدفاع عن لبنان، وأنه بدونه فان اسرائيل كانت ستحقق حلمها وتحتل الدولة وتزرع فيها الدمار كما فعلت في غزة. هذا المبرر يصدقه قلائل في لبنان. عندما أوجد حسن نصر الله العلاقة بين وقف الحرب في غزة ووقف النار في لبنان فان شرعية، الضعيفة اصلا، ادعاءه تحطمت.

ليس فقط خصوم حزب الله هم الذين وقفوا على الارجل واتهموا الحزب بأنه حول لبنان الى رهينة لغزة، بل ايضا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اوضح بأن المواجهة تعرض الدولة للخطر. مشكلة حسن نصر الله هي أن ايران يمكن أن تعترف بأنه سوية مع لبنان جرها ايضا الى مكانة مشابهة؛ وأن مواجهة واسعة بين حزب الله واسرائيل يمكن أن تجبرها على التدخل بشكل مباشر، خلافا للاستراتيجية التي دافعت عنها حتى الآن. خلافا لموقف المراقب الذي اتخذته في غزة بذريعة أن حماس لم تنسق معها خطتها أو موعد الهجوم، فان ايران ستجد صعوبة في التنصل من التزامها تجاه حزب الله. وهي العملية التي يمكن تضعها في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة. هذا ليس فقط قلق ايراني، بل ايضا واشنطن تلقي بكل ثقلها لتجنب الحاجة الى المواجهة مع ايران.

هذا يبدو أنه الاعتبار الرئيسي الذي يحركها الآن كي تضغط على اسرائيل لتبني خطة انهاء الحرب في غزة، التي يمكن أن توقف النار في الشمال وتمنع فتح جبهة اقليمية. جبهة التي حجمها، وبالتأكيد نتائجها، يصعب تخيله. السؤال هو هل ستنجح ايران والولايات المتحدة في ترجمة هذه المصالح المشتركة الى نتائج سياسية تلزم زبائنهما.

——————————————–

معاريف 7/6/2024

مشكوك ان تكون للجيش الاسرائيلي قدرة لحرب في لبنان أيضا

بقلم: جاكي خوجي

في الأسبوعين الأخيرين شدد الذراع العسكري لحزب الله هجماته على طول حدودنا الشمالية. طائراتهم المهاجمة اكثر دقة، النار اكثر كثافة، وكان لهم حظ أيضا. الصواريخ التي اطلقوها أحرقت حقولا على مقربة من الحدود. من لا يرى اللهيب الهائل الذي أكل هذا الأسبوع بيوت البلدات في جبال نفتالي ويهدد بافنائها.

اذا كان هذا يواسي أحدا ما، فان الوضع في الجانب الاخر من الجدار اصعب بكثير. نحو 200 الف من السكان اللبنانيين فروا من بيوتهم، وصوت احتجاجهم على حزب الله عال جدا، وان كان لا يصل الينا. حجم الدمار الذي الحقه بهم الجيش الإسرائيلي اعظم بكثير. في لبنان لا توجد ضريبة أملاك، وليس ثمة من يدفع تعويضا. ليس في هذا ما يحفز حسن نصرالله لانهاء الحرب. فمنذ بدايتها وهو يعلن بان حربه تستهدف مساعدة حماس، وهو لن يضع سلاحه الا بعد أن تنتهي الحرب في غزة. هو لا يحتاج الى حرب واسعة ولا يريدها. وعليه فان رجاله يحرصون على إبقاء القتال على مقربة من الحدود ولا يخرجون عن ذلك الا في احايين بعيدة، في الغالب ردا على هجوم إسرائيلي عميق او هجوم جبى منهم ثمنا باهظا. تصعيد الأسبوعين الأخيرين استثنائي. نصرالله يعرف بان هذه الايام حرجة في المفاوضات في قطاع غزة ويشدد الضغط على إسرائيل كي يقنعها بالرغبة في الاتفاق. واعلن بان وقف القتال في غزة سيؤدي به أيضا الى وقف النار.

هذا الأسبوع تداخلت الواحدة بالاخرى الازمة في لبنان مع وفاة دافيد ليفي. في شباط 2000 حين كنا لا نزال غارقين هناك، فعل لنا حزب الله ما يفعله لنا الان. سفك دمنا واخرج جهاز الامن عن صوابه. ليفي، الذي كان في حينه وزير الخارجية، وقف على منصة الكنيست واطلق رسالة الى بيروت. “اذا احترقت كريات شمونا، فان ارض لبنان ستحترق”، قال وأضاف الكلمات التي بسببها نتذكر الخطابية: “الدم مقابل الدم، الروح مقابل الروح، الطفل مقابل الطفل”.

اذن ها هو دافيد ليفي يتوفاه الموت، كريات شمونا اشتعلت وارض لبنان لا تشتعل. حزب الله هو حزب الله ذاته، والتهديدات هي التهديدات ذاتها. أول أمس زار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كريات شمونا وفي ختام زيارته قال ان إسرائيل جاهزة لعملية قوية جدا في الشمال. قبل يوم من ذلك في مقابلة مع صوت الجيش قال الوزير ايتمار بن غفير معربا عن امنية إذ قال: “كنت جد جد اريد أن تحول كل معالجة للشمال اليّ. لو اعطوني المسؤولية عن الاسراب، عن الطائرات، عن الصواريخ، عن كل ما يحصل في الشمال، صدقني – حزب الله كان سيتعلم كيف ترد دولة إسرائيل”. بعده بساعة تحدث رئيس الموساد السابق يوسي كوهن في الإذاعة وقال ان إسرائيل تعرف اين نصرالله، وان شئنا يمكننا أن ننزله، هكذا بكلماته. وزير الثقافة ميكي زوهر دعا في جلسة الحكومة أول امس للخروج الى هجوم قوي مبادر اليه، يعطل قدرات حزب الله ويزيل تهديد النووي الإيراني أيضا. بمعنى، اذا كنت فهمت على نحو صائب، فان زوهر دعا إسرائيل الى مهاجمة ايران.

بالفعل كلمات قوية، لكن من الواجب الاعتراف بالحقيقة. ليس للجيش الإسرائيلي قدرة كافية للهجوم على ايران، وبالتأكيد ليس اليوم بعد ثمانية اشهر حرب في القطاع. مشكوك ان تكون له قدرة لحرب في لبنان أيضا. بمعنى، ان تفتح حربا ممكن بالتأكيد. اما ان تنتصر فيها- فمؤكد أقل. او لنقل هذا بالشكل التالي: من لا ينجح في هزيمة حماس على مدى ثمانية اشهر، كيف سينتصر على حزب الله وكيف سيهاجم ايران. كيف يمكن لإسرائيل في وضعها الحالي ان تخرج الى حرب ضد عدو أمر من حماس، حتى قبل ان تنهي مهامها في غزة؟ مع جيش متآكل، عدد محدود من الجنود، دافعية متدنية للمجتمع الإسرائيلي، والركود المحتدم. ولم نتحدث بعد عن العلاقات الباردة بين القدس والبيت الأبيض، وعن بضعة دوافع أخرى الصمت فيها جميل.

هذه التهديدات التي تتكرر منذ 25 سنة فأكثر، هي كلمات فارغة. نحن نتكلم كثيرا ونفعل اقل. وعندما نتكلم فقط، فان الصورة الناشئة في الطرف الاخر هي الضعف. نصرالله يعرف اننا لسنا في ذروتنا. “كما أن علي خامينئي يعرف، يحيى السنوار قرأ مظاهر الضعف هذه جيدا. ولهذا فقد استغلنا لاغراضه في ذاك السبت.

الدرس لم يستوعب

لو كان بوسع الجيش الإسرائيلي ان يحرق لبنان كله او يحتل بيروت او يدمرها لكان فعل هذا منذ بداية الحرب. واذا كان لم يفعل هذا، فيحتمل أنه لا يستطيع او انه لا يوجد مبرر لذلك. واذا لم يكن يستطيع، او لا يريد – فمن الأفضل أن يسقط. فكم يمكن الصراخ “ذئب ذئب”. فالعدو يشخص جيدا الترددات والخلافات، ويفهم بانه بعد كل هذه السنين، لو كنا نستطيع لكنا نفذنا التهديدات. ولما كنا لم ننفذها، فيبدو اننا لا نستطيع.

هذه التصريحات مقلقة. فهي تبين بان زعماءنا لم يتعلموا دروس 7 أكتوبر. في ذاك السبت انكشف أن إسرائيل ليست قوية بالقدر الذي روى لنا عنه قادتها. فقد انهارت في غضون ساعات امام فرقة مقاتلين غير مدربين في الجنوب وامسك بها غير جاهزة في الشمال أيضا. حظ عظيم كان لنا ان حزب الله لم يبعث برجاله الى أراضي إسرائيل لانه كان سيحتل الجليل.  نسينا انه دون الدعم الأمريكي، وبخاصة القطار الجوي للسلاح والذخيرة، كنا سنكون في خطر وجودي.

ان الوعد للجمهور بانه يمكن تدمير لبنان والخروج من هذا بسلام ليس الوهم الوحيد الذي يخرج على لسان زعمائنا هذه الأيام. توجد تصريحات اكثر بؤسا منه. مثلا، الوعد بتحرير المخطوفين من خلال الضغط العسكري. ها هي ثمانية اشهر منذ نشوب الحرب. والجيش الإسرائيلي رغم الجهد العظيم قتل مخطوفين بالخطأ اكثر مما حرر.  وبشائر قاسية أخرى امامنا في هذا الموضوع، وكذا أسى وكرب.

منذ نهاية تشرين الثاني 2023 لم ينجح الضغط العسكري في اجبار السنوار على الانثناء او التنازل. قبل ذلك ايضا، حرر المخطوفون بصفقة ليس بسبب الضغط العسكري بل لان هذا ما أراده السنوار. احتجاز أطفال، نساء ورضع لم يجديه نفعا، وفي المقابل تحريرهم المغطى إعلاميا يوما بعد يوم ساعده في الساحة الدولية في بناء الصورة الأفضل. أتاح له التفرغ للمرحلة التالية، التي سيجعل فيها قطاع غزة الضحية وإسرائيل المعتدي.

وهم آخر تنشره القيادة هو الاحتمال للنصر المطلق. نصر مشكوك ان نحظى برؤيته، اذ اننا هزمنا منذ ذاك السبت. نصر مطلق – مشكوك أكثر باضعاف. كل ما نفعله الان هو تقليل شدة الهزيمة. مقاصة اضرار. ليس فقط في القتلى هزمنا. بل في عمق الإهانة والعار. السنوار، بالمقابل لنا، سجل سلسلة إنجازات. حتى لو مات قريبا – فانه لا يزال خرج مع حفنة انتصارات. من قبله اعد لنا هزيمة عسكرية كهذه؟ من ورطنا في توتر مع أمريكا وشق هكذا المجتمع الإسرائيلي؟ من اخلى سكانا في قاطعي حدود معا؟ أي زعيم عربي قبله خرب مسيرة سلام كانت تنسج مع دولة عربية؟ من رفع المسألة الفلسطينية الى مركز الطاولة بين ليلة وضحاها؟ ومن كشف ان قدراتنا العسكرية محدودة واننا غير مبنيين لحرب بهذا الطول دون تعلق بالامريكيين؟ وهذا دون أن نتحدث عن الضحايا وعن المخطوفين الذين يدنا قصيرة عن اعادتهم. هذا لا يعني ان ليس بوسعنا ترميم وضعنا وكسب تفوق على حماس. لكن هذا ليس نصرا مطلقا.

——————————————–

هآرتس 7/6/2024

بن غفير يقرع طبول الحرب الدينية.. ونهاية إسرائيل مسألة وقت

بقلم: أسرة التحرير

يتعذر النظر إلى التوثيق المصور لمظاهر العنف البشعة في أثناء مسيرة التفوق اليهودي في شوارع القدس التي جرت أول أمس دون سماع تحذير البروفيسور يهوشع ليفوفيتش يصدح في الخلفية. “العزة الوطنية والنشوة في أعقاب الأيام الستة مؤقتة، وستحملنا من نزعة قومية صاعدة وعزيزة إلى قومجية متطرفة مسيحانية. المرحلة الثالثة ستكون البهيمية، والمرحلة الأخيرة نهاية الصهيونية”، قال من يرى بعيداً.

البهيمية في ذروتها. “الروح العامة كانت روح ثأر. الرمز البارز على القمصان كان القبضة الكهانية، وكان النشيد الشعبي نشيد الثأر “ثأر واحد من عيني” إلى جانب “الموت للعرب” و “فلتحرق قريتكم”. الوزير الأكثر محبة هو بن غفير، وكانت الأجواء العامة مخيفة”، شهد صحافي “هآرتس” نير حسون الذي هو نفسه تعرض للاعتداء من عصبة فتيان أوقعوه أرضاً وركلوه. لم يُعتدَ على حسون فقط، فالمشاغبون هددوا وشتموا ودفعوا واعتدوا على مارة فلسطينيين وعلى كل من شُخص كصحافي أو حاول تصويرهم. إن سبب اعتدائهم على الصحافيين هو عدم وجود ما يكفي من الضحايا الفلسطينيين، فقد أغلقت العائلات الفلسطينية بيوتها على نفسها. لقد تعلمت: عندما يحتفل اليهود بيوم القدس، من الأفضل تنظيف المنطقة كي لا يغرى المحتفلون بتنفيذ أعمال فتك بهم.

لا يدور الحديث عن حفنة من أعشاب ضارة، أو أي تعبير آخر من مخزون الكلمات المغسولة التي تستخدمها أجزاء في “الصهيونية الدينية” في صيغتها ككهانية بالكامل. فالبهيمية لم تعد محصورة بالهوامش أو بالمستوطنات أو البؤر الاستيطانية، فقد استشرت إلى كل نحو وصوب. ولشدة الرعب، تسللت إلى صفوف الجيش الإسرائيلي، والكنيست والحكومة؟ وزراء ونواب انضموا إلى آلاف السائرين بل إن بعضهم طرب على نغمات “الثأر”. الوزيران سموتريتش وميري ريغف، والنواب تسفي سوكوت، وسمحا روتمن، والموغ كوهن، وملك الكهانيين بن غفير الذي استغل الفرصة لتهديد الوضع الراهن في جبل البيت (الأقصى) ولدق طبول الحرب الدينية.

إذا لم يعمل الوسط الإسرائيلي كي يعيد المتطرفين إلى هوامش المجتمع، ويقضي على الكهانية ويمحو وباء الاحتلال الخبيث من جسم الدولة، فلم تعد سوى مسألة وقت حتى الانهيار التام لإسرائيل. العد التنازلي بدأ.

——————————————–

“هآرتس”: المقاطعة العالمية لـ “إسرائيل” تزداد زخماً وتأثيرها سيكون طويلاً

لقد بدأ صبر العالم ينفد إزاء سلوك “إسرائيل” في حرب غزة، ويتخذ خطوات مثل تقييد الصادرات، وإلغاء الاجتماعات المهنية، والتراجع عن المعاملات التجارية المخطط لها، وما إلى ذلك.

 

الكاتب: صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية

ليس للحكومة الإسرائيلية الحالية إنجاز واحد يُحسَب لها، بل هناك سلسلة طويلة من الإخفاقات والأضرار التي ألحقتها في كل الجبهات الممكنة: الدبلوماسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية.

في آذار/مارس 2023، عندما وافقت الحكومة على الإصلاح والشعار المصاحب له، لم يتخيل الوزراء أنّه بعد عام ستواجه “إسرائيل” موجة عارمة من القرارات الأوروبية، التي من شأنها الإضرار باقتصاد البلاد ومكانتها، في أعقاب الحرب في قطاع غزة.

في الأسابيع الأخيرة، تعرّضت “إسرائيل” لضربات شبه يومية بسبب القرار الذي تم اتخاذه في الخارج، والذي أدّى إلى تأكُّل ما كان يُعرف، حتى وقت قريب، باسم “دولة الشركات الناشئة”، وهي نقطة جذب للاستثمارات العالمية.

ويأتي كل إعلان من هذا القبيل في أعقاب إعلانات أخرى، الأمر الذي يخلق شعوراً بأنّ الشركات متعددة الجنسيات والدول الأوروبية في حاجة إلى معاقبة “إسرائيل”، أو على الأقل الابتعاد عنها.

في الصعيد الدبلوماسي، أعلنت إسبانيا والنرويج وآيرلندا، الأسبوع الماضي، اعترافها بالدولة الفلسطينية. وتدرس دول أوروبية أخرى تحركاتها، ويمكن أن تحذو حذوها. وفي إجراء مثير للغضب، على نحو خاص، أعلنت حكومة المالديف أنه لن يُسمح للإسرائيليين بدخول البلاد بعد الآن، على خلفية الحرب في غزة.

أما اقتصادياً، ففرض الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، مقاطعة لتصدير البضائع والمواد الخام إلى “إسرائيل”. ولم يكن ذلك مفاجئاً، في ظل عدائه لـ “إسرائيل”، لكن ما كان مفاجئاً هو القرار الذي اتخذته فرنسا بشأن إلغاء مشاركة “إسرائيل” في معرض الأسلحة والدفاع الأوروبي عام 2024، والمقرَّر عقده في باريس، في وقت لاحق من هذا الشهر، احتجاجاً على العملية التي يقوم بها “الجيش” الإسرائيلي في رفح.

يُعَدّ هذا الحدث واحداً من الأكبر من نوعه في أوروبا. ولدى شركات الأمن الإسرائيلية الكثير لتتباهى به هناك في هذا الوقت، بحيث تدفع الحرب الروسية – الأوكرانية عدداً من الدول الأوروبية إلى الحصول على أسلحة متقدمة. وسيكون لدى هذه الدول الأوروبية أيضاً ميزة كبيرة تنبع من حقيقة، مفادها أنّ منتوجاتها تُستخدم في الحرب الحالية في غزة، الأمر الذي يمكّنها من إظهار ما يمكن أن تفعله الذخائر في الوقت الفعلي. وحثّ وزير الأمن، بيني غانتس، رئيسَ الوزراء الفرنسي غابرييل أتال على إلغاء القرار الذي وصفه بأنه “جائزة للإرهاب”.

وفي قطاع الأعمال، اتُّخذت مؤخراً عدة قرارات بسبب طول أمد الحرب، بينها القرار الذي اتخذته سلسلة المقاهي ومطاعم الفاست فود البريطانية “Pret a Manger” عبر الانسحاب من اتفاقية امتياز مع مجموعة التجزئة الإسرائيلية، “Fox”، من أجل فتح عشرات الفروع في “إسرائيل”. وقالت “فوكس” إنّ السلسلة البريطانية أوضحت أنّ الحرب هي “قوة قاهرة”، من شأنها أن تؤثر في قدرتها على تنفيذ الإجراءات الأولية المطلوبة لبدء النشاط بناءً على اتفاقية الترخيص”. ويبدو ذلك كأنه طريقة ملتوية للقول: لقد نجحنا في الاستمرار من دون أي نشاط في “إسرائيل” حتى الآن، وليس هناك سبب في إثارة غضب عملائنا المسلمين في أوروبا. وواجهت السلسلة بالفعل انتقادات من الجماعات المؤيدة للفلسطينيين، والتي تظاهرت خارج فروعها في لندن، وجمعت التواقيع على الالتماسات التي تطالب بمقاطعتها.

وتواجه شركة “ماكدونالدز” أيضاً مقاطعة عالمية أدّت إلى خفض مبيعاتها في جميع أنحاء العالم، وفقاً لتقاريرها.

كما واجه قطاع “الهايتك” (التكنولوجيا المتقدمة)، وهي المحرك الرئيس للاقتصاد الإسرائيلي صعوبات ناجمة عن الحرب، منها عدم القدرة على جلب الاستثمارات، بسبب الرأي العام الدولي نحو “إسرائيل”.

سيكون للمقاطعة تأثير طويل المدى في تكاليف المعيشة والقدرة التنافسية. لقد شهدنا بالفعل ارتفاعات في الأسعار في الأشهر الأخيرة، كرد فعل على الحرب، بحيث قامت شركة “العال” رفع تكاليف التذاكر عندما توقفت شركات الطيران الأجنبية عن السفر إلى “إسرائيل”، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الشحن بسبب التهديد الصاروخي اليمني، وارتفاع أسعار العقارات وازدياد تكلفة الإنتاج بسبب نقص عمال البناء والزراعة.

تفاقم كل ما سبق بسبب الحكومة المشتتة التي فشلت في معالجة قضية تكلفة المعيشة. وإذا توسعت المقاطعة، فإنّ المستهلكين الإسرائيليين سوف يشعرون بها بصورة أعمق… انطلاقاً من جيوبهم.

——————————————–

العد التنازلي لانهيار إسرائيل بدأ

علقت صحيفة هآرتس بشكل لافت على ما جرى في ما تسمى بمسيرة الأعلام قبل يومين، مستشهدة بما قاله المفكر والمؤلف والناقد للمجتمع الإسرائيلي يهوشع ليبوفيتش (1903-1994).

ووصفت الصحيفة المرحلة التي تعيشها إسرائيل بالوحشية، قائلة في افتتاحيتها -اليوم الجمعة- إنه “يتعذر النظر إلى التصوير الموثق للمتظاهرين العنيفين القبيحين في أثناء مسيرة التفوق اليهودي (مسيرة الأعلام) في شوارع القدس أول أمس دون سماع تحذير البروفيسور يهوشع ليفوفيتش يصدح في الخلفية”.

ووفق ما أوردته هآرتس، فإن ليفوفيتش قال سابقا إن “العزة الوطنية والنشوة في أعقاب حرب الأيام الستة (عام 1967) مؤقتة، وستحملنا من نزعة قومية صاعدة إلى القومجية المتطرفة، والمرحلة الثالثة ستكون الوحشية، بينما المرحلة الأخيرة ستكون نهاية الصهيونية”. ووصفت الصحيفة الفيلسوف بأنه كان بعيد النظر.

وأضافت الصحيفة واصفة ما جرى في المسيرة بأن “الروح العامة كانت روح الانتقام.. الرمز البارز على قمصان المشاركين كان القبضة الكاهانية.. الهتاف الشعبي عبارة عن أغنية انتقامية بشكل خاص، إلى جانب شعارات الموت للعرب ولتحترق قريتهم”.

وقالت هآرتس إن الأكثر شعبية كان وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير والأجواء العامة كانت “مخيفة”، مشيرة إلى أن مراسلها نير حسون تعرض للاعتداء من عصبة فتيان أوقعوه أرضا وركلوه.

وأضافت أنه لم يتم الاعتداء فقط على المراسل، بل إن من وصفتهم بالمشاغبين هددوا وشتموا ودفعوا واعتدوا على مارة فلسطينيين، وعلى كل شخص يتعرفون عليه كونه صحفيا أو يحاول تصويرهم.

وأوضحت أن “سبب اعتدائهم على الصحفيين هو أنه لم يوجد ما يكفي من الضحايا الفلسطينيين، فقد أغلقت العائلات الفلسطينية على نفسها أبواب بيوتها”.

وأعادت الصحيفة سبب غياب حركة الفلسطينيين في القدس، “لأنهم تعلموا بالفعل أنه عندما يحتفل اليهود بيوم القدس، فمن الأفضل إخلاء الساحة حتى لا يقوم المحتفلون بالفتك بهم”.

واعتبرت هآرتس أن “الوحشية” لم تعد محصورة بالهوامش أو بالمستوطنات أو البؤر الاستيطانية، بل تسللت إلى صفوف الجيش الإسرائيلي والكنيست والحكومة، ووزراء ونواب، منهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزيرة المواصلات ميري ريغف وبن غفير وغيرهم.

وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالتحذير أنه “إذا لم يعمل الوسط الإسرائيلي كي يعيد المتطرفين إلى هوامش المجتمع، ويقضي على الكاهانية ويمحو وباء الاحتلال الخبيث من جسم الدولة، فإنها ليست سوى مسألة وقت حتى الانهيار التام لإسرائيل. العد التنازلي بدأ”، وفق تعبيرها.

——————————————–

الأمم المتحدة تقرر إدراج إسرائيل في القائمة السوداء

لإلحاقها الأذى بالأطفال، بحسب يديعوت أحرونوت

القدس/ عبد الرؤوف أرناؤوط

أفاد إعلام عبري بأن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أبلغ ملحق الجيش الإسرائيلي في الولايات المتحدة، هيدي زيلبرمان، بقراره ادراج إسرائيل في القائمة السوداء للدول والمنظمات التي تلحق الأذى بالأطفال.

وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، الجمعة: “أبلغ غوتيريش ملحق الجيش الإسرائيلي في الولايات المتحدة، هيدي زيلبرمان، أنه اتخذ القرار النهائي بإدراج إسرائيل في القائمة السوداء للدول والمنظمات التي تضر بالأطفال في مناطق النزاع، إلى جانب روسيا ومنظمات داعش والقاعدة وبوكو حرام”.

وأضافت: “جميع الجهود الإسرائيلية لإقناع غوتيريش بالامتناع عن هذه الخطوة باءت بالفشل، وستظهر إسرائيل على قائمة سوداء ستنشر الأسبوع المقبل كجزء من تقرير يوزع على أعضاء مجلس الأمن”.

وتابعت: “على الرغم من أن بيانا رسميا للأمين العام للأمم المتحدة لم ينشر بعد، إلا أن إسرائيل فهمت أن القرار قد اتخذ، وستجري مناقشة التقرير في 26 يونيو/حزيران”.

ولفتت الى ان “التقرير، الذي ينشر مرة واحدة في السنة ويغطي العام السابق، كتبته مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بالأطفال ومناطق الحرب فرجينيا غامبا”.

وقالت: “سيغطي التقرير الحالي عام 2023 بأكمله، حيث شهد الربع الأخير قفزة في البيانات بسبب أحداث 7 أكتوبر/ تشرين أول”.

وأضافت: “في العام الماضي، كانت القائمة السوداء تضم أفغانستان وكولومبيا والكونغو والعراق ومالي وميانمار والصومال والسودان واليمن وسوريا ومنظمات القاعدة وداعش والشباب وبوكو حرام، والتغيير الدراماتيكي في العام الماضي هو أن القوات المسلحة الروسية أدرجت أيضا في التقرير”.

وتابعت: “لن يذكر غوتيريش صراحة إسرائيل أو الجيش الإسرائيلي – بل، على سبيل المثال، سيذكر قوات الأمن الإسرائيلية”.

وأشارت إلى أنه “حتى هذا العام، كان هناك فصل في التقرير مخصص لإسرائيل والفلسطينيين، لكن إسرائيل لم تدرج بعد في القائمة السوداء، بعنوان “الأطراف التي لم تتخذ خطوات كافية لتحسين حماية الطفل””.

ولفتت الى ان التقرير يشير الى “إن إسرائيل قتلت وجرحت آلاف الأطفال، وقصفت منشآت مدنية، ومنعت المساعدات الإنسانية”.

وقالت: “مصدر البيانات الواردة في التقرير هو منظمات الأمم المتحدة والجهات الفاعلة على الأرض، لكن المنظمة لا تتغذى على البيانات المقدمة من الأطراف”.

وأضافت: “عواقب الإدراج في القائمة السوداء هي ضرر بالسمعة لأن التقرير يتمتع بسمعة دولية كبيرة وسيتم الاستشهاد به في جميع هيئات الأمم المتحدة، بما في ذلك الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية في لاهاي”.

وتابعت: “من الناحية العملية، بمجرد إضافة بلد أو كيان إلى القائمة، تنشأ آلية تصدر تقارير مخصصة فيما يتعلق بها. وبعبارة أخرى، سيتعين على مكتب المبعوث الخاص إعداد تقارير خاصة بشأن إسرائيل. وفي وقت لاحق، ستقدم تقارير إلى الفريق العامل التابع لمجلس الأمن المعني بالأطفال في مناطق الصراع”.

وأردفت: “ويمكن لمجموعة العمل نفسها أن تصدر توصيات يمكن لمجلس الأمن أن يقرر قبولها أو عدم قبولها – على سبيل المثال، عن طريق قرار من المجلس بشأن ما هو متوقع من إسرائيل”.

وأشارت الصحيفة إلى ان الخطوة “ستعطي رياحا خلفية سلبية لمبادرات المقاطعة ونزع الشرعية والإضرار بالتجارة وحظر الأسلحة”.

ولم يصدر تعليق فوري من أمين عام الأمم المتحدة بشأن ما أوردته الصحيفة العبرية حتى الساعة 09:15 تغ.

دعت حركة “حماس”، الثلاثاء، الأمم المتحدة إلى إدراج إسرائيل ضمن “القائمة السوداء للكيانات المجرمة بحق الأطفال”.

وذكرت الحركة، في بيان، أنه “حسب تقارير أممية، فإنَّ طفلاً واحداً يصاب أو يموت كل 10 دقائق في غزة”.

وقالت إن “14 ألف طفل استشهدوا خلال العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة وهذا العدد يفوق عدد الأطفال القتلى المسجل على مدار 4 أعوام من النزاعات في العالم”.

وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي مطلق، خلفت أكثر من 119 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرارا من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فورا، وأوامر من محكمة العدل بوقف هجومها على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، و”تحسين الوضع الإنساني” بغزة.

——————————————–

“إيلات” و” إيزنهاور”.. خبير يتحدث عن نقاط ضعف كشفها المصريون والحوثيون في أقوى أسلحة أمريكا وإسرائيل

علق الخبير العسكري المصري اللواء محمد عبد الواحد على نجاح الحوثيين في استهداف حاملة الطائرات الأمريكية أيزنهاور، مشيرا إلى أن هذا الاستهداف هو الثاني خلال أربع وعشرين ساعة.

وأضاف أن هناك ست ضربات واستهدافات للقوات الأمريكية في البحر الأحمر تنوعت ما بين السفن الحربية الأمريكية التي انتهكت الحظر المفروض على البحر الأحمر.

ونوه بأنه “تم الاستهداف من خلال صواريخ ومسيرات منوها بأن هذه الطفرة الهائلة في هذا الأسلحة غيرت بدون أدنى شك موازين القوى العسكرية ليس في المنطقة فحسب بل في العالم بأسره”.

وتابع اللواء عبد الواحد: “يكفي هنا الإشارة إلى أن المسيرات الإيرانية  مثلا وصلت إلى أماكن حساسة جدا في العمق الاستراتيجي الإسرائيلي وهذا كانت نقطة فارقة، موضحا أن الأمر هنا يجعلنا ندرس إمكانيات كل طرف على حدة”.

وأكد أن حاملات الطائرات موجودة فقط لدى الدول العظمى التي لها أطماع خارج حدودها ولو نظرنا إلى حاملة الطائرات الأمريكية “أيزنهاور” نجد أن تكلفة إنشائها هائلة تقريبا 4.7 مليار دولار ودشنت عام 1971 ودخلت الخدمة عام 1975 وتحمل على متنها قوة عسكرية هائلة من أفراد ومعدات وبالتالي فهى رمز للقوة الأمريكية وأي إصابة تلحق بها مؤلمة وموجعة وبالتالي فإن استهدافها يعد بلا شك ضربة للأمن القومي الأمريكي.

وتداول ناشطون مؤخرا صورا قالوا إنها لآثار الضربة الحوثية لحاملة الطائرات الأمريكية تظهر بوضوح ثقبا ضخما على مدرج الحاملة إيزنهاور.

وأشار الخبير العسكري المصري أن حاملة الطائرات على متنها صواريخ ورادرات الإنذار المبكر ومن ثم استهدافها خرق واضح للأمن القومي الأمريكي مشيرا أن تكلفة حماية حاملة الطائرات باهظة للغاية خاصة أن ضمن المنظومة التي تحمى حاملة الطائرات عدد من القطع البحرية.

وأشار الخبير المصري إلى أن هناك دائما نقاط ضعف في حاملات الطائرات والمدمرات الضخمة، مشيرا إلى أن حرب أكتوبر 1973 وقبلها نجاح القوات المصرية في ضرب المدمرة إيلات أكد على وجود نقاط ضعف كما أكدت أيضا على أن وجود وحدات بحرية صغيرة الحجم أفضل من القطع الكبرى.

ونوه الخبير العسكري المصري أن اقتراب حاملات الطائرات من الأماكن الضيقة يسهل عملية استهدافها كما يفقدها القدرة على المناورة.

وأكد اللواء محمد عبد الواحد أنه ربما يكون الأثر العسكري لاستهداف حاملة الطائرات الأمريكية أيزنهاور محدود نظرا لقوة التدريع بمعنى أنها مدرعة بشكل جيد لكن الأثر الكبير هو نجاح الحوثيين في الاستهداف بحد ذاته، مشيرا إلى أن إغراق حاملة الطائرات يتطلب إمكانيات صاروخية كبيرة لا تتوافر بالطبع للحوثيين لكن يجب النظر أن الصاروخ الذي استهدف حاملة الطائرات هو أرخص صاروخ في العالم حيث أن تكلفة الصاروخ الواحد من 2000 حتى 20000 ألف دولار.

واختتم الخبير المصري تصريحاته قائلا إن ما حدث يعد نجاحا كبيرا بكل المقاييس سوف يغير من العقيدة العسكرية في المنطقة والعالم بأسره.

——————انتهت النشرة—————-