الصحافة العبرية… الملف اليومي الصادر عن المكتب الصحافي التابع للجبهة الديمقراطية

قسم العناوين                                       

 صحيفة هآرتس:

– توماس فريدمان: بكيت عندما شاهدت فشل بايدن في المناظرة.. عليه أن يغادر الحزب فورا

– سموتريتش ألغى قراره بحجز أموال المقاصة وقرر تحويلها للسلطة خشية إنهيارها

– المواجهة الحقيقية ليست في غزة أو الشمال بل في الجبهة الداخلية

– نتنياهو فقد السيطرة على مفاصل حكومته وسقوطها ليس أمرا مستبعدا

 

يديعوت أحرونوت

– ‏”الكابينيت” يقرر تشريع خمس بؤر استيطانية ومواصلة البناء في المستوطنات القائمة وفرض عقوبات على السلطة

– ‏صدمة في الحزب الديمقراطي.. بايدن أصبح عبئا ومشكلة بعد أن تبين تفوق ترمب في المناظرة

– مقتل جندي من وحدة “ناحال” في معارك جنوب غزة

‏- مصادر لبنانية تقول أن إسرائيل قصفت عدة أهداف في جنوب لبنان

– ‏مسلح يطلق النار على رئيس مجلس محلي عرعرة النقب ونجليه

 معاريف

– دفعة السلاح التي كانت معطلة سيتم إرسالها لإسرائيل قريبا من الولايات المتحدة

– إزدياد الأصوات في الحزب الديمقراطي لاستبدال بايدن بعد فشله في المناظرة

– اقتراب المرحلة الثالثة من الحرب في غزة

– تخريج 180 طيار عسكري في معسكر “حتسريم” لترميم هيبة الردع الجوي

– المخابرات الأميركية تكشف عن الموعد المتوقع لاندلاع الحرب مع لبنان

– الآلاف سيهربون من الشمال عند اندلاع الحرب ومراقب الدولة يطلب من نتنياهو توضيح كيفية احتواء ذلك

 

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

هآرتس 28/6/2024

سموتريتش يسرق الميزانيات للمستوطنين

هل وصلت البطة العرجاء الى النهاية التي تستحقها؟

تريد تدمير حماس وضم الضفة واحتلال لبنان…

بقلم: يوسي كلاين

كل جندي سيقتل من الآن فصاعدا فانه سيقتل عبثا. الجنود يذهبون الى المكان الذي يرسلونهم اليه، حتى دون معرفة لماذا ، لكن الآباء، القادة والمحللين، يعرفون : هم يقتلون الآن عبثا في حرب زائدة بوعظ من شخص واحد. هم ايضا مسؤولون مسؤولون بسبب الصمت، اللامبالاة والتسليم. الآباء يجب عليهم سؤال انفسهم اذا كانوا فعلوا كل ما في وسعهم من اجل الحفاظ على حياة ابنائهم. الأب الذي ينسب موت ابنه ل “النصر المطلق” يتهرب من المسؤولية.

المسؤولية تقع ايضا على صاحب البيت البيت الذي يضحي الجنود بحياتهم من اجله تم هجره لا يوجد صاحب بيت في الشرطة، لذلك فان رجال الشرطة عنيفين. لا يوجد صاحب بيت في وزارة التعليم واولاد الشمال يتم التخلي عنهم. لا يوجد صاحب بيت ايضا في وزارة المالية، وبالتأكيد في وزارة المواصلات. عندما يغيب صاحب البيت فان الخدم يحتفلون سموتريتش يسرق الميزانيات للمستوطنين. درعي يوزع الاموال على الحاخامات وامسالم للاصدقاء الوزراء يتجولون في الاروقة بجيوب منتفخة، يقتحمون الخزينة ويفرغونها. رحلة اخرى الى الخارج، فندق فاخر آخر، المزيد من الوظائف للاصدقاء وتذكارات للاولاد كل واشرب ففي الغد سنموت. “اذا لم آكل اليوم فمن الذي سيطعمني في الغد؟”، تتساءل سلمان. ومن سيطعم كاتس؟ ومن الذي يريده دودي امسالم في الوزارة؟

الوزراء يسرقون، وفي القصور يتمترسون الجنود يحرسون البطة العرجاء، نتنياهو. لا توجد أي فائدة من البطة العرجاء. نهايته السياسية واضحة رغم أنه حتى الآن لا يوجد موعد لذلك. كراهيته كبيرة جدا. الحرب هي الملاذ الاخير له كل حرب، ومرغوب فيه أن تكون طويلة ودموية وثابتة. ضد من لن يكون ايران السلطة الفلسطينية، امريكا . الحرب كاسلوب حياة. حرب ستجعل الجميع يركضون الى الملاجيء. حرب تبعد عنه النار وتذهب الى جهات اخرى حرب اعلنها على الدولة.

هو يغلق على نفسه، يعزل نفسه محاط بالدروع الواقية، هو مستعد للخروج، الحقائب قرب الباب حسابه في بنك في بنما تم تحديثه، الاولاد محميون في اماكن بعيدة، لكن الردع تم فقدانه المعجبون به يديرون له الظهر، رجاله الصغار يزدادون وقاحة وفاسرلاوف؟ حتى أنت يا فاسرلاوف. “انقضت عليه عجوز مدمرة لا توجد قوة في اظافرها، أو قوة في فكها. لكن اشد الاضرار هو أنه حاكم عظيم الزئير اصبح محط احتقار وسخرية، كل كائن حي يذكره بالآثام. كل كائن حي يوجه اليه الاهانات”، حسب ما كتب كاريلوف في “أسد عجوز”.

كيف يرد شعب ترسل البطة العرجاء ابناءه الى الموت.

شخص ينهض في الصباح ويشعر أنه الشعب ويبدأ في الذهاب، هذا فقط في القصيدة. في الواقع هو يجلس امام التلفزيون متجمد وكأنه تعرض للاغتصاب الآن هو لم ينهض بعد من الفجوة بين الواقع الذي ظهر له في ٧ تشرين الاول واوهام 1967. هو يتصرف مثل ابنة الـ 77 التي تصمم على ارتداء تنورة قصيرة كانت ترتديها عندما كان عمرها 16 سنة. يشيرون اليها بلطف، يأخذونها جانبا ويشرحون لها بأنها لم تعد صغيرة، وأنه ليس كل ما تريده يمكنها أن تفعله. ابنة الـ 77 ترفض الاستماع هي تريد المزيد تريد احتلال لبنان، تدمير حماس وضم الضفة. ما الذي يمكنها فعله؟ القليل جدا. يوجد لها جيش صغير وضعيف وجبهة داخلية مفككة. ولكن لتشرح ذلك للجنة التي تجلس على المنصة لدى ايالا حسون الذين يجلسون على المنصة ما زالوا يعيشون في العام 1967 هم لا يعرفون لماذا لا يقوم الجيش الاسرائيلي بالتدمير والقصف والتصفية. هو كان يريد رجال احتياط لعشرة اشهر خدمة وشهرين للانتعاش.

الضعف غير لطيف للعين. هو محرج ومخجل. من الجدير ويجب تجاهله. يجب رفع المعنويات وليس خفضها. يقولون في القناة 14. يجب التحدث عن البطولة وليس عن الهزيمة المحللون يمكنهم التحدث عن عدم استعداد الجيش للقتال حتى بعد غد، هذا لن يساعد اللجنة التي توجد على المنصة تطلب من الحكومة العمل، التردد يعتبر خيانة.

فقط ائتلاف المصالح قادر على اسكاته الاحتجاج اوقف (لم ينه) الانقلاب النظامي. الاحتجاج سيوقف الحرب اذا اجتمعت مجموعات مختلفة في تركيبتها ولكنها موحدة في هدفها “رجال” الهايتيك” و”رجال الاحتياط” والمحامين كان لهم في حينه هدف واحد وهو وقف الانقلاب عائلات المخطوفين والمخلين والعائلات الثكلى القادمة يوجد لها هدف مشترك وهو وقف الحرب.

اذا تم وقفها فان المخطوفين سيعودون، ولن يُقتل الجنود والمخلين سيعودون الى بيوتهم والاكثر اهمية هو وصول البطة العرجاء الى النهاية التي تستحقها.

——————————————–

 هآرتس 28/6/2024

تجنيد الحريديين ولغم سموتريتش

بقلم: الوف بن

لقد قام من أسسوا “حكومة اليمين المطلق” بتخبئة فيها جهاز تدمير ذاتي: تناوب بين الصهيونية الدينية وشاس في منتصف الفترة. من المفترض أن يغادر بتسلئيل سموتريتش بعد نصف سنة وزارة المالية، وأن ينتقل الى وزارة الداخلية. حسب الاتفاقات الائتلافية سيستبدله موشيه أربيل أو اريئيل بوسو، لكن من الواضح أنه في حالة تحقق التناوب فان الحاكم الحقيقي في وزارة المالية سيكون آريه درعي، الذي تم رفض تعيينه في منصب وزير. بدلا من العنصري من التلال سنحصل على درعي الذي يرتدي قناع.

على فرض أن الحكومة ستبقى على قيد الحياة حتى الدورة الشتوية للكنيست فان سموتريتش سيقف امام معضلة. اذا ترك وزارة المالية، كما تعهد، فهو سيفقد معظم قوته وتأثيره. صحيح أنه أيضا من وزارة الداخلية يمكنه تقديم الملذات للمستوطنين ويزعج العرب، لكن هذا بصعوبة هو هدية مقارنة مع مطبعة الأموال العظيمة في وزارة المالية. واذا رفض التناوب وتم حل الحكومة فان سموتريتش سيتهم بتخريب الانقلاب اليميني، لكنه سيواصل العمل كوزير للمالية في الحكومة الانتقالية، بتحرر من خطر الاستبدال أو الإقالة، مع الكثير جدا من الميزانيات لتوزيعها في الحملة.

هذه الاعتبارات كانت معروفة لرؤساء الائتلاف حتى قبل انطلاق حكومة الفظائع، وقبل محاولة الانقلاب النظامي ومذبحة 7 أكتوبر والحرب التي لم تنته حتى الآن. بنيامين نتنياهو وشركاؤه فضلوا الانطلاق ودحرجة المشكلة الى الامام. العلاقة الأيديولوجية والنضال المشترك ضد “النخبة” الصقتها قوائم الائتلاف بالصمغ القوي، الذي فقط تعزز بسبب المسؤولية المشتركة لهم عن الكارثة والرغبة في اتهام قادة الجيش. العداء الداخلي في كتلة بيبي تم ابعاده الى هامش الوعي العام.

لكن بعد ذلك سقطت على الائتلاف ضربة تجنيد الحريديين. عندما تم تشكيل الحكومة كان الافتراض مثل سابقاتها بأن هذه مشكلة بسيطة. الحريديون لم يرغبوا في التجند، والجيش لم يتحمس لتجنيدهم، وكان المطلوب فقط صياغة قانون يسمح بتجاوز المحكمة العليا واستمرار الوضع القائم. الاقوال بدلا من الصواريخ. القتال الطويل في غزة وفي الشمال، آلاف القتلى، المعاقون والجرحى، آلاف رجال الاحتياط الذين تم استدعاءهم الى الجبهة والاستعداد لحرب اكثر صعوبة بكثير ضد حزب الله وايران، كل ذلك عمل على تغيير سلم الأولويات العسكرية. الجيش الإسرائيلي يريد الآن الشباب الحريديين وهم يرتدون الزي العسكري ويحملون السلاح، ليس بعيدا عن العيون في المدارس الدينية.

هذا الواقع لا يوجد لنتنياهو أي رد عليه. هو غير قادر على تبرير تهرب الحريديين اثناء الحرب التي وصفها بأنها صراع وجودي، أو الادعاء بأن تعلم التوراة مهم مثل الخدمة العسكرية. وهو أيضا لا يحاول. رده على قرار المحكمة العليا، الذي وحد القضاة الليبراليين ومن يرتدون القبعات، رفض اتفاق “توراته هي مهنته” ركز على الإجراءات. لماذا لم ينتظرونا، نحن اوشكنا على سن قانون، وبترجمة البيبية السائدة فان القضاة أرادوا اسقاطه. هذه الادعاءات هدفت الى تجميع خلفه المخلصين جدا له، كارهي النخبة والمحكمة العليا. لكن ما الذي سيقوله نتنياهو لمن يرتدون القبعات، الذين يقدسون الخدمة في الجيش، وأبناءهم يُقتلون باستمرار أما الحريديون فلا. المبرر الذي يضمن فيه الحريديون بقاء حكومة اليمين والتهرب من الخدمة في الجيش هو ثمن معقول لبقاء الائتلاف. وهذا المبرر بدأ يضعف إزاء التمييز بين دم ودم.

هنا تكمن أيضا فرصة سموتريتش في رفض التناوب، ليس بدافع سياسي من التمترس في موقع قوة في وزارة المالية، بل بتبرير قيمي لتجنيد الجميع. هكذا سيحافظ على قوته وسيرفع راية الأيديولوجيا المقبولة على الجمهور، وسيعطي أيضا الإشارة بأنه شريك مستقبلي في حكومة يمينية غير بيبية. هكذا سينفجر اللغم الذي تم زرعه عند تشكيل الحكومة، وهذا هو التهديد الأكبر لنتنياهو.

——————————————–

هآرتس 28/6/2024

نحن في لحظة حسم امام طهران، يجب على إسرائيل فحص استخدام السلاح غير التقليدي

بقلم: بني موريس

بن غفير على رد إسرائيل على هجوم ايران عليها بالصواريخ في 13 نيسان. بعد الهجوم نشر أن إسرائيل دمرت في حينه منشأة رادار واحدة صغيرة غير بعيدة عن نتناز، حيث يتم هناك انتاج اليورانيوم المخصب. للأسف، بن غفير كان على حق (للأسف، لكونه شخص مكروه وخطير).

حكومة إسرائيل، أي بنيامين نتنياهو، خشيت من أن رد أقوى (ومناسب)، مثل مهاجمة منشأة نتناز نفسها، سيجر وراءه رد مضاد وقوي من قبل ايران، مثل اطلاق عدد كبير من الصواريخ من قبل حزب الله، أو من ايران نفسها، على المدن في إسرائيل أو على منشآت مهمة للبنى التحتية.

ربما سيتم فتح ذات يوم محاضر جلسات الكابنت المصغر للحرب. عندها سنعرف اذا كان الجنرالات الموجودين في الغرفة، وزير الدفاع غالنت والوزير ايزنكوت والوزير غانتس ورئيس الأركان هرتسي هليفي، قد اوصوا قبل الرد المضاد بتوجيه ضربة أقوى، واذا كان نتنياهو قد اقنع المشاركين بالاكتفاء بضربة “الفزاعة”.

خلال 15 سنة نتنياهو اعتاد على ضبط النفس إزاء الاضرار التي تتسبب بها ايران لإسرائيل ولمصالحها، سواء من خلال وكلائها أو بشكل مباشر. الأسوأ من ذلك هو أنه باستثناء التصريحات الهجومية، فان نتنياهو لم يفعل ما هو مطلوب، أي منع ايران من التوصل الى انتاج القنبلة النووية، رغم أن زعماء ايران يعلنون صبح مساء عن نية تدمير إسرائيل. فهل امتناع إسرائيل كان ينبع في الأعوام 2010 – 2012 وبعد ذلك من نقص قدراتها؟ هل هذا الشخص المخادع كانت له دوافع أخرى؟ نحن لا نعرف ذلك.

على أي حال، نحن الآن وصلنا الى لحظة الحقيقة، ومطلوب الحسم. لحظة الحقيقة لأنه حسب الانباء فان ايران توجد على شفا الانطلاق لتخصيب اليورانيوم بمستوى 90 في المئة، وراكمت بما فيه الكفاية من المواد لانتاج ما يكفي قنبلة. هجمات ايران وامتداداتها وحلفاؤها، حماس، الحوثيين وحزب الله والمليشيات المحلية في سوريا وفي العراق، على إسرائيل منذ ثمانية اشهر توفر سبب محو قدراتها الاستراتيجية التي تشمل قدرات بالستية، من على وجه الأرض. العالم سيتفهم هذا الهجوم، واذا لم يتفهم فان الأمم المتحدة هي ارض قفر. بقاء إسرائيل يمكن أن يكون اكثر أهمية بالنسبة لسكان البلاد من الادانات الدولية وحتى من العقوبات، اذا تم فرضها، وأنا اشك في أنها ستفرض.

لا توجد لحظة افضل من هذه اللحظة من اجل توجيه ضربة استراتيجية لإيران، بفضل ميزان القوة غير المتماثل بينها وبين إسرائيل. يوجد لإسرائيل تفوق كبير على ايران في القدرات الجوية بفضل طائرات “اف 35” المتملصة، وطائرات “اف 15″، في حين أنه يوجد لدى ايران الكثير من الطائرات القديمة والاقل جودة، وكذلك الأفضلية في القدرة على اعتراض الطائرات والصواريخ. بعد بضع سنوات جزء من تفوق إسرائيل هذا يمكن أن يتلاشى.

يوجد لاسرائي لتفوق آخر، وهو أيضا الأهم: وجود السلاح النووي (حسب مصادر اجنبية) في حين أن ايران في هذه الاثناء فقط تسعى الى مثل هذا السلاح، ايران بالتأكيد ستأخذ عدم التماثل هذا في الحسبان في الوقت الذي تفحص فيه توجيه ضربة مضادة بعد مهاجمة إسرائيل لمنشآتها النووية البنى التحتية. هل إسرائيل يمكنها تدمير، أو على الأقل أن تلحق ضرر كبير بواسطة السلاح التقليدي، البنى التحتية لانتاج الصواريخ والمسيرات والقذائف في ايران، ومنشآتها النووية التي تتوزع في منطقة واسعة، وبعضها على الأقل يوجد عميقا تحت الأرض؟ أنا لا اعرف ذلك، وربما أيضا قادة إسرائيل العسكريين لا يعرفون. ولكن أن تدمر المشروع النووي الإيراني فهذا يعتبر واجب وجودي. اذا اصبح سلاح نووي لإيران وقدرة على اطلاقه نحو إسرائيل فان المشروع الصهيوني سيعتبر منته.

ايران يمكن أن تستخدم هذا السلاح والأمل في أن تجتاز ضربة إسرائيلية بعون الله. وحتى لو لم تستخدم السلاح النووي فان وجود هذا السلاح في يدها الى جانب الرغبة العلنية في تدمير دولة إسرائيل، فان ذلك سيجعل أي مستثمر أو أي  قادم جديد محتمل يهرب، وسيجعل الكثيرين الاخيار يهربون من البلاد، هكذا فان إسرائيل ستذوي على خلفية الضربات المتكررة على صيغة 7 أكتوبر، التي ستنظمها ايران ضدنا. عند رؤية ضعف الدولة اليهودية فانه بالتأكيد ستنضم الى هذه الهجمات أيضا منظمات وربما دول سنية مجاورة، ولا توجد ثقة بأن زعماء أوروبا والولايات المتحدة سيهبون لمساعدتنا.

كل ذلك سيطرح الاحتمالية الأسوأ، لكن ليس أسوأ احتمالية، اذا لم يكن بوسع القدرات التقليدية لإسرائيل أن تجتث المشروع النووي الإيراني، عندها يجب عليها استخدام القدرات غير التقليدية من اجل هذا الهدف. مرة أخرى الاعلام الدولي، الجامعات وزعماء العالم سيصرخون، لكن كثيرين أيضا سيتفهمون ويدعمون. وصلنا الى لحظة الحسم، ويجب على زعمائنا أن يقرروا وأن ينفذوا. وإلا فليرحمنا الله.

———————————————

إسرائيل اليوم 28/6/2024

بين غزة ولبنان يجب المرور بجنين

بقلم:  مئير بن شباط

بينما تهب رياح الحرب في الجبهة الشمالية وتواصل قوات الجيش العمل في رفح وفي شرق مدينة غزة، تقدم جبهة جنين تذكيرا أليما آخر على الواقع الأمني المتحدي في شمال الضفة الغربية.

ارتفاع الدرجة في اعداد العبوات الناسفة وتفعيلها ضد مقاتلين في محاور الوصول الى البلدات الفلسطينية ومخيمات اللاجئين في الضفة الغربية يجسد سياقات تعاظم القوة والتعلم لعناصر التنظيمات في المنطقة. التهديدات التي يطلقونها نحو البلدات الإسرائيلية في خط التماس تدل على ميلهم.

مسيرة “التحول الى غزة” التي تمر على منطقة الضفة بدأت قبل 7 أكتوبر، لكن بالهام الحرب، وبعد التكيف مع أنماط عمل الجيش الإسرائيلي، من شأنها ان تنال الزخم وتعاظم تحديات القتال متعدد الجبهات، اذا لم تقتلع بسرعة.

لجنين يوجد تاريخ لمنطقة عنيفة. هذا محيط جغرافي، سياسي، اجتماعي واقتصادي. منذ البداية كانت قبضة الحكم المركزي فيها واهنة. هكذا كان منذ الثلاثينيات، في عهد الانتداب البريطاني، عندما صفت قواته في منطقة قرية يعبد عز الدين القسام الذي ذاع اسمه لاحقا كالهام ورمز.

في اثناء الانتفاضة الثانية اتخذت المنطقة صورة قلعة المقاومة. المعركة في مخيم اللاجئين جنين تعد احد الاحداث القاسية في حملة السور الواقي. منذئذ برز التعاون بين المجموعات المختلفة في المخيم، وهكذا أيضا استخدام العبوات والالغام الناسفة، والاستعانة بالسكان وبالمنشآت المدنية للاختبار ولتخزين الوسائل القتالية. فكرة المقاومة في جنين أصبحت رمزا للمنظمات وقدمت الهاما للمخربين الفلسطينيين في كل المناطق.

في العقد الثاني ما بعد السور الواقي تثبتت هذه المنطقة كمعقل التنظيمات في الضفة الغربية وكمركز انطلاق منفذي العمليات الى ارجاء الضفة بخاصة والى إسرائيل بعامة.

قبل سنة بالضبط شرع الجيش الإسرائيلي في حملة واسعة في هذه المنطقة استهدفت كبح تعاظم التنظيمات والقضم من قدراته. وكان الهدف خلق الظروف التي تسمح لقواتنا بتنفيذ عمليات الإحباط بشكل جار دون الاضطرار الى حجم واسع من القوات والى وسائل خاصة. حققت الحملة نجاحا، لكن نهاية عملية واحدة كانت رصاصة بدء في المنافسة على تعاظم القوة واستعدادا للحملة التالية.

منذ نشوب الحرب اعتقل اكثر من 4200 نشيط إرهاب من الضفة متوسط نحو 16 نشيط في اليوم. 1750 من المعتقلين هم مخربو حماس. تفيد المعطيات بكثافة جهود الإحباط، وليس اهم من ذلك بإمكانية التنظيمات الكامنة في الضفة. نتائج الاستطلاع الفصل برئاسة خليل الشقاقي والتي نشرت هذا الشهر اشارت الى تعزز مكانة حماس في الضفة. 73 في المئة من المستطلعين ايدوا هجمة حماس في 7 أكتوبر. في المعدل العام للدعم لحماس بين سكان الضفة سجل ارتفاع بالنسبة للاستطلاع السابق.

هذه الصورة تستوجب من جهاز الامن تبني نهج اكثر حزما وبلا هوادة تجاه التنظيمات في الضفة. مسيرة “التحول الى غزة” يجب ان تجري أيضا من جانب إسرائيل تجاه بؤر التنظيمات ، وينبغي تشديد الضغط عليها. اذا اختارت جنين التصرف كغزة، فانها ستبدو أيضا مثل غزة.

من الصواب تشديد الجهود لإحباط مختبرات التخريب. من الصواب ان تندرج في ذلك غارات من الجو لاجل تقليص المخاطر على قواتنا. يجب المواصلة في اعمال منع تهريب المواد المتفجرة ووقف ادخال المواد مزدوجة الاستخدام. كما ينبغي التفكير بتعريف نظام خاص في نطاق التماس بما في ذلك تعليمات خاصة بفتح النار لاجل الاقتلاع من الجذور أفكار تكرار هجمات بالهام 7 أكتوبر.

منطقة الضفة تعرف كساحة ثانوية للمعركة متعددة الجبهات. نجاح الجهود تجاهها سيبقي هذا التعريف ويمنع تدهور هذه المنطقة الى واقع تريد ايران، حزب الله وحماس ان تراه.

خطوط حمراء لسلوك يمنع عودة الى 6 أكتوبر

في مسيرة زاحفة وعلى طريقة “الضفدع المطبوخ” من شأننا ان نعود الى الواقع الغزي قبل 7 أكتوبر، اذا لم ترسم خطوط حماس واضحة لسلوك المنظومة في المسائل المرتبطة غزة والمعاضل التي تطرحها.

طالما لم تتحقق اهداف الحرب ولم تتبلور صفقة لتحرير المخطوفين، فلا يوجد سبب يدعونا الى تخفيف الضغط عن حماس وبالتأكيد لتبني نهج امني معتدل في مجالات من شأنها أن تؤثر على تحقيق الأهداف. العكس هو الصحيح. نقترح ان في اطار المباديء وخطوط التوجيه ان نواصل الاعمال في غزة. المستوى السياسي والأمني يقرران “خطوط حمراء”، في مسائل توجد حولها مخاطرة لتآكل زاحف ومن شأن تأثيرها ان يفشل تحقيق الأهداف – كلها أو بعضها. مثلا: قواعد النظام الخام في المستوى الأمني (بما في ذلك مصير المنطقة التي تعرف كـ “منطقة امنية”).

سياسة تفعيل النار للمس بحوكمة حماس؛ السياسة ضد مشاركي مذبحة 7 أكتوبر ممن لا ينتمون رسميا الى التنظيمات،  إزالة عناصر تهديد محتملة على اهداف في إسرائيل (بدلا من تحصين القطار او الخوف من المباني العالية في سديروت).

سياسة ادخال المساعدة الإنسانية – كم، ممن، شكل التنسيق والتفتيش؛ السياسة بالنسبة لادخال الوسائل مزدوجة الاستخدام للقطاع (بما في ذلك للمنشآت الإنسانية) وبالنسبة للاعمال المتعلقة بالبنى التحتية في غزة (مثل ربط منشأة التحلية في غزة بالكهرباء).

بالنسبة لصورة الحرب الكبرى، البحث في هذه المسائل قد يتخذ صورة الانشغال بالصغائر – لكن تأثيرها المتراكم على حوكمة حماس، على فرص انتعاشها وعلى تغيير الواقع الأمني في المنطقة يلزم المستوى السياسي للنزول الى اعمال هذه المواضيع أيضا.

——————————————–

هآرتس 28/6/2024

الإيرانيون غير مبالين في انتخاباتهم اليوم

بقلم: تسفي برئيل

“لا تعد أبدا بشيء أنت غير واثق من تحقيقه”، هذا كتب على يافطة كبيرة تم تعليقها في شوارع المدن في ايران. في هذا الإعلان ما زالت تظهر صور المرشحين الستة الذين تم تصفيتهم من قبل لجنة الحفاظ على الدستور من بين المرشحين الثمانين الذين سجلوا لخوض الانتخابات بعد فترة قصيرة من الإعلان عن اجراء الانتخابات. قبل بضعة أيام انسحب احد المرشحين وأمس انسحب مرشح آخر. كلاهما محسوبان على التيار المحافظ. ربما أنه الى حين فتح صناديق الاقتراع اليوم سينسحب مرشح آخر، وهكذا سيبقى في ساحة المحافظين مرشحان فقط، أصحاب الاحتمالية الأفضل، محمد باقر كاليباف وسعيد جليلي، ومقابلهما المرشح الإصلاحي مسعود فزشخيان.

يبدو أن الخصم المهدد اكثر لجميعهم، الذي لا تشمله قائمة المرشحين هو اللامبالاة غير المسبوقة للجمهور. حسب الاستطلاعات الأخيرة فانه فقط حوالي 42 في المئة من بين الـ 61 مليون شخص أصحاب حق الاقتراع ينوون تكليف انفسهم عناء الذهاب الى صناديق الاقتراع.

مثلما في دول ديكتاتورية أخرى التي فيها الانتخابات ليست حقا هي التي تشكل طابع النظام أو تحدد من سيكون الزعيم الحقيقي فان شرعية النظام ترتكز الى نسبة التصويت في الانتخابات. هكذا، كما حدث في الانتخابات السابقة في 2021، التي كانت فيها نسبة التصويت هي الأدنى منذ الثورة في 1979، فانه الآن أيضا انطلق الزعيم الأعلى علي خامنئي الى حملة دعاية وإقناع، شجع فيها الجمهور على “القيام بالواجب المدني” من اجل الاثبات “لكل الأعداء” بأن الجمهور يقف الى جانب النظام.

في الفترة الأخيرة، خاصة في الأيام الأخيرة، تم تجنيد قنوات التلفزيون لخلق الشعور بالاهتمام العام بالانتخابات. جلسات نقاش شارك فيها المرشحون والمؤيدون لهم ملأوا الأجواء بمناظرات متشائمة، لكن حتى خمس مناظرات في التلفزيون بين المرشحين الذين طلب منهم عرض خططهم لمستقبل ايران اثارت التثاؤب في معظم الحالات ولم يتبن أي متنافس التوصية بعدم الوعد بأمور لا يمكن الوفاء بها.

حسب الاستطلاعات التي جرت في ايران فانه فقط 1 من بين 4 تم استطلاع رأيهم قال بأنه شاهد المواجهات، وفقط ثلث الذين سئلوا قالوا إنهم يتابعون الانتخابات. يبدو أن الدافع لاخراج الناس الى صناديق الاقتراع هو أيضا كان وراء قرار المصادقة على ترشح شخص إصلاحي على أمل أن ينجح في جعل المصوتين يذهبون الى صناديق الاقتراع، حتى لو كانت هناك مخاطرة بفوزه في الانتخابات. النظام والزعيم الأعلى اثبتوا في السابق بأنهم يعرفون جيدا كيفية تحييد الإصلاحيين وسلبهم مكانتهم العامة وفرض سياسة عليهم معارضة لمبادئهم وفي النهاية عرضهم كمن قاموا بتدمير الدولة بسبب هذه السياسة. هكذا كان مصير الرؤساء محمد خاتمي، الذي تولى المنصب في الأعوام 1997 – 2005، وحسن روحاني، الذي تولى منصبه في الاعوام 2013 – 2021 عند انتخاب إبراهيم رئيسي. اللامبالاة العامة يوجد لها أساس قوي يستند الى تجربة صعبة وطويلة. نتائج الانتخابات التي تم تقديم موعدها بسبب موت رئيسي في حادثة تحطم المروحية في شهر أيار لا يتوقع أن تغير سياسة ايران الداخلية وأن ترمم اقتصاد الدولة أو أن تحدث انعطافة استراتيجية في السياسة الخارجية.

في الحقيقة توجد على الطاولة خطة اقتصادية ترسم المباديء التي يجب أن توجه الحكومة حتى العام 2028، التي صاغها البرلمان ووقع عليها رئيس البرلمان كاليباف الذي يتنافس للمرة الرابعة على الرئاسة. هذه خطة شاملة كأمر روتيني، محاربة الفساد، بذل الجهود لرفع العقوبات وتطوير الصناعة، وتقليص التضخم الذي بلغ اكثر من 45 في المئة، وبالطبع خلق آلاف أماكن العمل الجديدة وبناء مئات آلاف الشقق. لكن كاليباف الذي في السابق كان قائد الشرطة وقائد سلاح الجو في حرس الثورة، وكان هو نفسه مشارك في قضية فساد كبيرة عندما تولى منصب رئيس بلدية طهران، لا يعتبر رمز للزعيم الاقتصادي، الزعيم الذي يمكنه الحصول على ثقة الجمهور في القرارات الاقتصادية الصعبة التي يجب عليه تطبيقها اذا رغب في ترميم اقتصاد ايران.

أيضا منافسه المحافظ الراديكالي جليلي، الذي حصل على لقب “الشهيد الحي” بعد اصابته بإصابة بليغة في الحرب بين ايران والعراق، ليس الاقتصادي الذي يمكن أن تعلق ايران الآمال عليه. جليلي، الذي كان لسنوات كثيرة سكرتير مجلس الامن القومي في ولاية الرئيس محمود احمدي نجاد، ورئيس طاقم المفاوضات حول المشروع النووي الذي نجح في تأجيله بشكل ممنهج، هو شخص مؤمن. أي أنه يؤمن بالاقتصاد المدعوم من الله. حسب رأيه فان اقتصاد الغرب ليست له صلة، ايران يمكنها ويجب عليها توفير كل احتياجاتها بنفسها. وطالما أنها بحاجة الى المساعدة والدعم فانه يجب عليها الاعتماد على الصين وروسيا وإلغاء استخدام الدولار في صفقاتها التي تعقدها.

في المناظرات في التلفزيون تميز جليلي بنثر الشعارات والأفكار المتناقضة والمشوشة غير المرتبطة ببعضها في نظرية اقتصادية مقنعة أو سياسة شاملة. المشكلة هي أنه أيضا المرشح الجمهوري، مسعود فازشخيان الذي تولى منصب وزير الصحة في عهد محمد خاتمي، ومنذ ذلك الحين ابتعد عن العمل العام، هو شخصية رمادية، لا توجد له كاريزما، ويحظى بتعاطف جماهيري في أوساط الإصلاحيين، لكنه اصبح خيار لا بديل له، غير مثير للانطباع بشكل خاص، في هذا المعسكر. لقد انتقل الى مقدمة التنافس بعد أن الغت لجنة حراس الدستور (مرة أخرى) ترشيح علي لاريجاني، الذي كان رئيس البرلمان والذي اعتبر في السابق صاحب احتمالية جيدة للفوز بالرئاسة. لاريجاني الذي هو من عائلة معروفة يحظى بقاعدة سياسية واسعة، هو في الحقيقة محافظ ولكنه غير راديكالي، وكان يمكنه الحصول على دعم الإصلاحيين بعد أن اصبح مرشد للرئيس روحاني في جهوده للدفع قدما بالإصلاحات الاقتصادية.

لكن لاريجاني هو شخص قوي، وبالتالي “خطير جدا” بالنسبة للزعيم الأعلى. فازشخيان الذي هو أيضا مثل لاريجاني تم ابعاده عن الترشح في الانتخابات السابقة، حصل في هذه المرة على مصادقة اللجنة. كما يبدو لأنه على الأقل قبل الانتخابات لم يعتبر شخصية يمكن أن تحدث الخلاف، وشخصية يتوقع خامنئي أن يستطيع تشكيلها كما يريد. مع ذلك، خامنئي (85 سنة) لديه تجربة كبيرة من اجل معرفة أنه لا توجد أي ضمانة لامتثال اعمى من قبل رؤساء، حتى لو جاءوا من التيار المحافظ الراديكالي مثل محمود احمدي نجاد (الذي تم رفض ترشحه أيضا)، الذي أنهى ولايته الثانية بشرخ كبير، علني ولاذع، مع الزعيم الأعلى.

اذا كان الاقتصاد هو الموضوع الرئيسي الذي يشعل الجمهور في ايران فان سياسة ايران الخارجية هي التي تقلق الدول الغربية والدول العربية، والولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية. في هذا المجال الزعيم الأعلى يسيطر بشكل حصري ومطلق. واذا كان يبقي هامش عمل واسع للحكومة في المواضيع الاقتصادية والأمور الداخلية، التي تعمل بشكل عام كأداة للقيادة العليا، فانه في مجال العلاقات الخارجية وما يعتبر استراتيجية وطنية فان هامش العمل للرئيس والحكومة ضيق جدا، هذا اذا وجد.

الافتراض السائد في الغرب هو أن ايران ستواصل تخصيب اليورانيوم وحتى ستزيد كميته وجودته بصورة ستدفعها اكثر الى شفا انتاج القنبلة النووية. في نفس الوقت ايران ستواصل كونها قاعدة استراتيجية لنفوذ الصين، واقل من ذلك لروسيا، وستتطلع الى الدفع قدما بعلاقاتها مع الدول العربية، لا سيما بعد استئناف العلاقات مع دولة الامارات والسعودية.

ايران تجري في هذه الاثناء مفاوضات سياسية مع البحرين، وتواصل تحسس الطريق نحو مصر. ويتوقع أيضا أن تواصل استخدام منظومة مبعوثيها الإقليمية في لبنان وفي العراق وفي اليمن، الذين اعطوها مكانة التهديد الاستراتيجي التقليدي كي تجبي ثمنا باهظا من الغرب ومن دول المنطقة بدون أن تكون متورطة عسكريا بشكل مباشر، باستثناء الهجوم على إسرائيل في شهر نيسان، وبدون أن تضطر الى دفع ثمن ذلك. كل ذلك لن يغير نتائج الانتخابات. والسؤال الثقيل الوحيد، الذي يحلق الآن فوق استراتيجية ايران، يوجد في الانتخابات الرئاسية الامريكية. إعادة انتخاب بايدن يمكن أن تفسر كفترة أخرى لـ “سير الأمور كالعادة” بالنسبة لإيران، لكن لا يمكن أن تكون على ثقة بأنه في الولاية الثانية، وعلى خلفية الحرب في البحر الأحمر واحتمالية اندلاع حرب واسعة في لبنان وتسريع المشروع النووي، هي لن تضطر الى مواجهة هجوم امريكي – أوروبي، وبالتأكيد اقتصادي، لكن ربما أيضا هجوم عسكري. في المقابل، فوز ترامب، الرئيس الذي فرض على ايران “اكبر قدر من الضغط”، يعتبر تهديد فوري على اقتصادها، لكن في نفس الوقت هذا هو نفس ترامب الذي يطرح نفسه كاستاذ الدبلوماسية، ومن شأنه أن يفاجيء ويعرض على ايران عرض لا يمكنها رفضه.

——————————————–

معاريف 28/6/2024

حرب اختيارية

بقلم: جاكي خوجي

يتحدثون عندنا كثيرا في الأيام الأخيرة عن الحاجة للخروج الى حرب في عمق لبنان. أحيانا اشك اذا كان من يدعو للإعلان عن حرب على حزب الله وانهائه مرة واحدة والى الابد يفهم حقا من هي المنظمة وعلى ماذا تنطوي مثل هذه المواجهة؟ صحيح ان المؤشرات لا تظهر ان جهاز الامن يدفع الى هناك، ولا رئيس الوزراء ووزير الدفاع، لكن يوجد وزراء بالذات يدفعون الى ذلك، وتوجد جوقة تشجيع وان لم تكن كبيرة، من المغردين ومتصدري الرأي العام ممن يشجعونهم على ذلك.

كل هؤلاء يدعون للخروج الى حرب إبادة تجبي ثمنا قاضيا من حزب الله مثلما يفعل الجيش الإسرائيلي هذه الأيام في قطاع غزة. لكن لحزب الله جيش اقوى من جيش حماس وهناك، في بلاد الأرز، لن نلتقيهم وحدهم. محور المقاومة يتجند لمثل هذه المعركة كحرب وجود. يعرف انه اذا كانت الفصائل في غزة سحقت، وبعدها حزب الله على بؤرة الاستهداف، فلا شيء سيمنع إسرائيل وحلفائها للمواصلة الى ايران، الى العراق والى اليمين. وعليه فهم يرون في معركة إسرائيلية واسعة ضد حزب الله حرب إبادة على المعسكر كله ويستعدون لما يتناسب مع ذلك.

في العراق اعدت منذ الان الخطط الاحتياطية، والميليشيات المؤيدة لإيران جاهزة لان تبعث الى لبنان عشرات الاف المقاتلين. من اليمن أيضا سيأتي مجندون وكذا من ايران. الجيش الإسرائيلي من شأنه أن يجد نفسه، اذا ما فتح حربا على لبنان، امام تحالف جيوش وان كان أقل جودة لكن حجم قوته البشرية ثلاثة وأربعة اضعاف. وهذا حتى قبل ان نذكر صواريخ حزب الله التي بعضها قادر على أن يضرب أهدافا محددة وأخرى تغطي سماء البلاد حتى جنوبها. والطائرات الهجومية، التي سماء إسرائيل مفتوحة امامها وليس لجميعها جواب.

لاجل إبادة حزب الله او لتوجيه صعقة له، سيتعين على الجيش الإسرائيلي ان يصل بالاقدام حتى بيروت. لاجل هذا مطلوبة بضع فرق مشاة في حالة أهلية عليا. القوات النظامية والاحتياطية للجيش الإسرائيلي ليست في وضع مالي لخوض معركة كهذه بعد الحرب في غزة. ولم نتحدث بعد عن كميات الذخيرة الهائلة المطلوبة لكنها غير مضمونة على الاطلاق من الأمريكيين، مثلما هي أيضا المساعدة الجوية التي وعدوا بها في بداية المعركة في غزة. اعداد الخسائر ستكون اثقل من الاحتمال (في الجبهة الداخلية أيضا)، وكذا مدى الدمار والخراب. الاقتصاد الإسرائيلي يوجد منذ الان في ركود، وهو سيدخل دوامة اذا ما اشتعلت جبهة ثانية. هذه حرب فرص الانتصار فيها ليست مؤكدة، لكن إمكانية أن تسحق المجتمع الإسرائيلي عالية.

دعوات كهذه تدل على اننا لم نتعلم الدرس المركزي في 7 أكتوبر. بمعنى أننا تعلمنا دروسا- عن اعدائنا فقط. الدرس الأساس الذي يجب أن نتعلمه هو أن إسرائيل، رغم كونها قبضة حديدية، قوة عظمى إقليمية، الا انها ليست كلية القدرة. او بكلمات ابسط، هي ليست قوية كما اعتقدنا. لا يمكننا أن نقاتل كل الوقت، في كل الجبهات، ونتوقع أن ننتصر؛ او نحافظ على تأهب عال كل الوقت، في الأيام العادية مثلما في الأعياد. الجيش الإسرائيلي لا يمكنه أن يضع جنديا ليحمي كل مواطن. كتيبة جاهزة على كل بلدة وفرقة في كل جبهة. وحتى للتفوق التكنولوجي الذي في أيدينا يوجد لدى العدو أجوبة، مثلما رأينا في السبت إياه.

عندما اسمع سياسيا إسرائيليا او متصدرا للرأي العام يدعو الى غزو لبنان، او الى تصفية حزب الله، احذر منه. يمكن غزو لبنان، ويمكن تصفية حزب الله. لكن بثمن باهظ جدا وليس لي هذا الوقت، عندما يكون الجيش الإسرائيلي يعمل بقوة عالية في جبهة أخرى وعندما يكون المجتمع الإسرائيلي ينزف. بعض التواضع لا يضر، هذه ليست حربا اضطرارية.

من رفض السفر الى الصين

لاعب جديد يسعى لان يأخذ مكانا له في النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني. حكومة الصين. في الأشهر الأخيرة بدأت بيجين في جهد لرأب الصدع بين حماس وفتح واحلال المصالحة بينهما. يوم الاثنين من هذا الأسبوع يفترض أن يعقد هناك لقاء بمشاركة كل الفصائل الفلسطينية. في اللحظة الأخيرة امر أبو مازن ممثليه للبقاء في رام الله، وهكذا انهارت الخطوة كلها. في حماس غضبوا جدا. “الغى اللقاء بلا تفسير”، اشتكى المندوب المرشح من حماس للاتصالات، حسام بدران.

الصين ليست وحده. هذا الأسبوع تبين أن العراق أيضا عاد ليلعب دورا في المعسكر الفلسطيني. مثلما في عهد صدام الذي قدم الرعاية والقواعد للفصائل المسلحة وعانق القضية الفلسطينية، هكذا أيضا بغداد في عصرنا هذا. وان كان العراق لا يعمل وحده بل بتعليمات وبتشجيع من ايران.

في الأسابيع الأخيرة فتح في بغداد، بعيدا عن الأضواء، الفرع العراقي للمكتب السياسي لحماس. هذه خطوة دق وتد في الأرض العراقية، وليست مرحلة أولى في الطريق لمغادرة قطر. الفرع الجديد سيعنى بالشؤون الخارجية وبلسان الحال وسيقوم به نشطاء في مستوى متدن حتى متوسط من حماس.

بعد حزب الله، العراق هو الجهة الأكثر دعما لقطاع غزة هذه الأيام. حكومته ترسل المساعدات الإنسانية على نطاق كبير نسبيا. الميليشيات المؤيدة لإيران في نطاقه تشارك في القتال من بعيد. فتح الفرع المتواضع في بغداد هو تعبير عن امتنان من جانب حماس للعراقيين. ولكن أيضا دق وتد لكل حالة احتياطية. رؤساء المكتب السياسي لحماس واعون لتقرب قطر من الولايات المتحدة. هذا تقرب استراتيجي من ناحية قطر. واذا ما احتاج القطريون ذات يوم، بضغط امريكي او كاضطرار لتحسين علاقاتهم مع واشنطن، لدفع الثمن برؤوس مسؤولي حماس، فلن يترددوا في الطلب منهم الرحيل. حماس لا تعرض إسرائيل للخطر فقط. هي أيضا نفسها في خطر وجود. ولهذا عليها ان تنتج لنفسها بوليصات تأمين كثيرة قدر الإمكان. لشدة المفاجأة هي ليست وحيدة على الاطلاق هذه الأيام. اذا ما انصرفت من الدوحة يمكن لقادتها أن يختاروا بيتهم الجديد في طهران، في بغداد، في الجزائر، في تركيا، في صنعاء او في بيروت.

ولماذا التقرب من الصينيين؟ الكل يرغب في أن يدق وتدا ما هذه الأيام في قطاع غزة. ببطء وبحذر، لكنهم يتحسسون الطريق. الامريكيون أيضا. الاتحاد الأوروبي أيضا. الدول العربية أيضا، هم يرون الامكانية الاقتصادية الكامنة. إقليم مدمر، يحتاج الى اعمار، سيكون عاجلا أم آجلا جذابا للمستثمرين. حماس، من جهتها، تريد مصالحة مع فتح. والصينيون مستعدون للمحاولة. بالنسبة لحماس، أصبحت هذه المصالحة حاجة وجودية – ما لا يمكن قوله عن السلطة.

في السيناريو الأكثر وردية التي تسعى اليه قيادة حماس، تعود السلطة الفلسطينية الى غزة. هم يبقون في ايديها الحكم لكن يبقون كقوة مقاتلة. هكذا يكسبون مرتين وثلاث مرات: ينجون، ينزعون عنهم عبء الاهتمام بمصلحة المواطن وفي نفس الوقت يكونون ذوي الكلمة الأخيرة في شؤون الخارجية والامن. اذا أرادوا يمكنهم ان يضربوا إسرائيل، واذا ارادوا يمكنهم ان يهدئوا الوضع. بالضبط مثل حزب الله في لبنان.

كل هذا يعرفه أبو مازن ولهذا فقد افشل الخطوة الصينية وارسل حماس لتتجفف قليلا في الزاوية. ولعله أيضا تلقى مكالمة هاتفية من واشنطن وفيها طلب أديب لابعاد الصينيين عن كل تدخل في النزاع. مستشاره الخاص، محمود الهباش، ارسل للتشهير بالخصوم، كي يعرف الجميع من هم محبي المصالحة أولئك. “حركة حماس بعيدة عن الطريق السليم ومنشغلة باطلاق الشعارات”، هكذا اتهم الهباش، “من ناحيتها فلتقع الإبادة الجماعية في غزة في أماكن أخرى أيضا.

——————————————–

هآرتس 28/6/2024

نتنياهو فقد السيطرة وسقوط الحكومة ليس سيناريو خيالي

بقلم: يوسي فيرتر

هذا كان الأسبوع الذي تبادل فيه وزير الدفاع ورئيس الحكومة اللدغات – الأول من خارج البيت الأبيض والثاني في مكتبه في القدس – وذلك في الوقت الذي يخوضا فيه اصعب الحروب واطولها. بطبيعة الحال ثار السؤال المتآكل: هل أصبنا بالجنون؟.

هذا كان الأسبوع الذي شاركت فيه زوجة رئيس الحكومة عائلات المخطوفين، في المحادثات حول جهنم التي على وجه الأرض منذ 266 يوم، هذيانها على “انقلاب عسكري” الذي يتآمر من اجل تنفيذه قادة ضد زوجها (الادعاء الذي يردده بشكل منهجي ابنها المعطوب الذي يتنزه بين ميامي وغواتيمالا). يجب الادراك أن هذا ليس جنون عظمة خاص للسيدة، بل هذا هو الخطاب الذي يجري بين الجدران في قيصاريا، في شارع غزة وفي حصن الملياردير السخي في القدس. رأسهم المثلث يضج بنظرية تآمر هستيرية، لكنها مقطوعة عن الواقع.

هذا كان الأسبوع الذي فيه مجموعة حاخامات مسنين، اشكناز وسفارديم وليس رؤساء الجناح المقدسي بل زعماء الاحزاب في الائتلاف، دعوا الى مواصلة تهرب الحاخامات الشباب، المعافين، من الخدمة العسكرية ومواصلة تنفيذ وصية التطفل والابتزاز الاقتصادي – رئيس الحكومة يقف معهم وضد المحكمة العليا. في “القيادة الروحية” يسمون الذين اعلنوا في هذا الأسبوع بأنه ليس فقط طلاب المدارس الدينية لن يتجندوا، بل أيضا من تسربوا منها. لماذا؟ هكذا يريد الله. وبقي التساؤل بيأس، الى أين تتجه هذه الدولة؟ ماذا سيبقى منها اذا بقيت هذه العصابة في الحكم؟.

الحاخامات بدأوا في هذا الأسبوع بحملة في الجالية المقدسة في نيويورك، ومن هناك امام آلاف مؤمنيهم تطاولوا على المحكمة العليا وعلى “السلطات” الاجرامية في إسرائيل، التي وقفت ضد مبدأ تعلم التوراة. رئيس الحكومة ومن يؤمنون به لم يتفوهوا بأي كلمة، لكن اهود باراك وتمير بردو ودافيد غروسمان وتاليا ساسون وغيرهم، الذين كتبوا في المقال الذي نشر في “نيويورك تايمز” بأن نتنياهو لن يتحدث باسمهم في الكونغرس وطلبوا من النواب الأمريكيين الغاء دعوته، تم التشهير بهم كخونة في وسائل الاعلام البيبية. بالمناسبة، معظم الجمهور يتماهى مع الاقوال الشديدة التي كتبت في المقال. نحن نرى ذلك في كل استطلاع. قرار الحكم “الغريب” حسب قول نتنياهو للقضاة التسعة في المحكمة العليا، المحافظون والليبراليون، قرر بالاجماع بأنه يجب تنفيذ القانون. وفي ظل عدم وجود قانون تجنيد فانه يجب القيام بالتجنيد. وأن الحكومة التي اجازت  بصورة خاطفة عمل على ابعاد المستشارة القانونية للحكومة عن الانشغال بهذه الأمور تصرفت بشكل مخالف للقانون.

المحكمة العليا، بالمناسبة، كانت في هذا الأسبوع الهدف الثانوي لماكنة السم. فبعد قرار الحكم وصلت الحملات في القنوات البيبية ضد غالي بهراف ميارا الى الذروة، لكنها ستقوم باستقامتها الجافة بدورها الذي يقتضيه القانون، الدور الذي أكد عليه القضاة التسعة أيضا. بهراف ميارا والمحكمة العليا هم الحاجز الذي يقف أمام التفكك والانحلال الكاملين مثلما كان اثناء الانقلاب النظامي، الذي لم يتوقف في الحقيقة.

ليس من الغريب أن نتنياهو، الذي يتصرف مثل رئيس منظمة إجرامية ويترأس حكومة إجرامية، يعتقد أن هذه اقوال غريبة. رده بدا غبيا ولكن هدفه كان تقويض سلطة القانون وسيادة القضاء (الدولة العميقة، حسب تعبيره)، الهدف منه إعطاء إشارة للحريديين بأنه الى جانبهم وأن الأمور ستكون على ما يرام. ولكن في الحقيقة هو فقد السيطرة على الأمور، الامر الذي يصيبه بالجنون. احتمالية أن حكومته ستسقط أو تصبح حكومة اقلية قبل خروج الكنيست للاجازة في 28 تموز اذا انسحب الحريديون من الائتلاف، ليست احتمالية خيالية.

في الأيام القريبة القادمة ستصدر أوامر تجنيد لآلاف الحريديين الذين يجب تجندهم. في موازاة ذلك فان المستشار القانوني للحكومة سيفسر حجم وعمق الميزانيات والتسهيلات التي سيتم الحصول عليها من مؤسسات وعائلات المتهربين. هذه ستكون تطورات تغير الواقع. الآلاف سيصبحون خارجين عن القانون بين عشية وضحاها، وعشرات آلاف العائلات ستقف امام بئر عميقة في المداخيل. هل الحاخامات الكبار، القوزاق المسروقين، سيستوعبون ذلك؟. تضاف الى ذلك اقوال رئيس لجنة الخارجية والامن، يولي ادلشتاين، بأنه لن يجيز قانون التجنيد بدون موافقة واسعة في الكنيست. هذا الموقف الذي هو منطقي بالاجمال، ويعكس واقع الكنيست والائتلاف (أيضا في أوساط الـ 64 لا توجد اغلبية لقانون يخلد التهرب)، يعتبر بالنسبة لنتنياهو مؤامرة من اجل اسقاطه بالتنسيق مع وزير الدفاع. في الوقت الذي تم فيه استدعاء ادلشتاين بشكل مستعجل لمحادثة توبيخ بدأت الحملة ضده. أحد مهرجي البلاط الذي يعمل كرئيس لابواق نتنياهو، لخصه بتغريدة صغيرة: “عهد يولي ادلشتاين انتهى”.

هذا هو الوضع: سارة نتنياهو تشك في أن رئيس الأركان هرتسي هليفي والجنرالات يتآمرون على الانقضاض بالدبابات على قيصاريا (ويقومون بتخريب الترميم الذي كلف مئات آلاف الشواقل بتمويل الدولة)؛ بيبي يشك في أن غالنت وادلشتاين يتآمرون على اسقاطه بطريقة مختلفة. بين هذا وذاك فان المخطوفين المساكين والمقاتلين في غزة ورجال الاحتياط الذين ينهون 150 – 180 يوم في الخدمة في الاحتياط منذ 7 أكتوبر، عائلات المخطوفين والشهداء في الحرب الذين يتجاهل رئيس الحكومة بشكل استعراضي اغلبيتهم الساحقة. هذا الأسبوع قام باجراء زيارات عزاء مع طواقم توثيقه في بيت عائلة سمداجا وعائلة درعي، التي فقدت الأعزاء عومر وسعاديا. في تأبين الابن، الاب الثاكل اورن سمداجا قال: “نحن لن نتنازل عن اقل من النصر المطلق على قتلة حماس”. ليلي درعي، والدة سعاديا، هي نشيطة يمينية معروفة. هذا لا يواسيهم في مصيبتهم، بل في كل الحالات هم حصلوا على الشرف والاعتراف الذي لم يحصل عليه 99 في المئة من عائلات شهداء الجيش الإسرائيلي، سواء كان ذلك زيارة أو أفلام فيديو أو نصوص عزاء. هذا جيد، يمكن الفهم، هو ينشغل في “الاستعداد لزيارة في نير عوز”، كما جاء من مكتبه في هذا الأسبوع.

لا توجد لجنة في القدس

الرد على رسالة التحذير للجنة التحقيق الرسمية في قضية الغواصات والسفن، قامت بتوضيحه بشكل جيد لكل من عول على آمال عبثية. بنيامين نتنياهو لن يشكل لجنة تحقيق رسمية من اجل التحقيق في فشل 7 تشرين الأول. وبالتأكيد ليس فشل 8 تشرين الأول بعد ذلك. لن يقوم بالتشكيل ولن يتم تشكيل لجنة طالما أنه موجود هناك.

كان يمكن التوصل الى الاستنتاج غير المفاجيء هذا في اعقاب تقرير لجنة كارثة ميرون؛ البيان الاحصائي البسيط: في الـ 17 سنة لوجوده في هذا المنصب لم يقم في أي يوم بتشكيل لجنة تحقيق رسمية، لأنه لن يخرج منها أي شيء جيد له. ولكن الخاتم الأخير وغير القابل للمحو اعطي في هذا الأسبوع مع رده القبيح والساخر على لجنتكم (القصد هو الحكومة السابقة) التي عملت حسب قوله كأداة سياسية في يد خصومه.

هكذا فانه باقوال التحريض هذه فان رئيس اللجنة شوه، رئيس المحكمة العليا المتقاعد آشر غرونس والأعضاء الأربعة في اللجنة بالتملق وعدم النزاهة والنفاق. كم هو سهل عليه التشهير باشخاص نزيهين وطيبين. كم هو طبيعي بالنسبة له القيام بعملية تشهير والقاء الفرية على كل من لم يرق له. نحن وبحق لا نكون متفاجئين في كل مرة من جديد، مع ذلك نحن تفاجأنا قليلا. لا يوجد قعر لما يفعله. لا يوجد شخص واحد جيد في هذه الدولة سينجو من لسانه السليط والافتراء عليه.

غرونس هو من اكثر القضاة محافظة. قبل اكثر من عقد ائتلاف نتنياهو (بقيادة يمينيين متطرفين، اوري اريئيل ويعقوب كاتس) قام بتغيير القانون من اجله، كي يمكن تعيينه كرئيس للمحكمة العليا. فقط قبل بضعة أسابيع تم تعيينه من قبل الحكومة لرئاسة لجنة تعيين الشخصيات الكبيرة بعد رفض تعيين قضاة آخرين.

اذا تم رفض تعيين غرونس، فمن سيكون متعهد الإخفاقات مستعد لقبوله كرئيس لجنة تحقق في اخفاقاته. استر حيوت؟ اهارون براك؟ دوريت بينيش؟ نتنياهو يتسلى بفكرة تشكيل لجنة تحقيق رسمية بالاعتماد على سابقة لجنة فينوغراد التي حققت في حرب لبنان الثانية، التي شكلها في حينه رئيس الحكومة اهود أولمرت. ولكن الياهو فينوغراد، الذي كان رئيس المحكمة المركزية في تل ابيب، كان معروف في أوساط القضاء كشخص حريص ومستقيم مثل المسطرة ومتشدد. هكذا كان أيضا التقرير الذي خرج عن اللجنة.

أبو الإخفاقات لم يخطر بباله في أي يوم بأن يعين قاض بهذا المستوى. هو سيبحث عن شخص من نوع القاضي في المحكمة المركزية المتقاعد موشيه دروري. هو بيبي ولديه ماض من قرارات الحكم المشكوك فيها، وهو أحد الأعزاء على الحكومة، والذي يشغل منصب رئيس لجنة التحقيق في قضية التنظيمات، ورئيس لجنة التعيينات في هيئة البث. أيضا هناك بالتأكيد مناصب أخرى يتم اعدادها له.

توجد لجنة في القدس

المحادثة الودية في هذا الأسبوع في القناة 14 بين يانون ميغل ورئيس الحكومة بدأت بسؤال: هل أنت قوي؟ فقط كان ينقص الأخ الرحيم أن يأخذ المنديل ويمسح بلطف العرق عن جبين من تجرى معه المقابلة. النزل المتعاطف وتصفيق الجمهور الذي يرتدي القبعات والرغبة في ارضائه والقاعدة التي تشاهد خفضوا قليلا آليات ضبط النفس لدى الضيف. “أنا مستعد لصفقة جزئية تعيد قسم من المخطوفين”، قال بخلاف كامل مع الخطة التي هو نفسه وقع عليها مع مجلس الحرب المرحوم. بعد ذلك حاول نفي نفسه، وفي نهاية يوم صاخب وضاج أكد من فوق منصة الكنيست بأنه يلتزم باقتراحه. في غضون ذلك سمح بنشر فيلم اختطاف هيرش غولدبرغ بولين، اورل ليفي وايليا كوهين. ورأينا من رئيس الحكومة مستعد للتضحية بهم في غزة.

بن غفير ليس غبي. فهو يعرف الحاجة الملحة لهذه اللجنة. ولكن كوكيل للفوضى فهو يسعى الى احداث الفوضى. بماذا يهمه اذا تم اصدار أوامر اعتقال لنتنياهو وهليفي وغالنت. العكس هو الصحيح.

——————————————–

يديعوت 28/6/2024

رئيس وزراء في حصار المشاكل تأتي تباعا

بقلم: ناحوم برنياع

المشاكل تأتي تباعا: بداية قرار محكمة العدل العليا في موضوع الحريديم؛ بعد ذلك التقرير الاولي للجنة التحقيق في موضوع السفن؛ تمرد يولي ادلشتاين، زيارة غالنت الى واشنطن؛ إحساس الإهانة لدى الحاخامين الحريديم. نتنياهو يمكنه ان يتغلب على كل حدث على حده، لكن ماذا يحصل عندما يلتقي حدث بحدث؟ المشكلة تقع عليه هناك، في نقطة اللقاء.

نقطة لقاء أولى هي بين الجمهور الصهيوني – العلماني والجمهور الصهيوني – الديني. مشروع الاستيطان فصل بينهما؛ الحرب قربت بينهما من جديد. هذا هو التفسير لـ 9:0 في قرار محكمة العدل العليا: القضاة الليبراليون غضبوا على انعدام المساواة والتسييس للخدمة في الجيش؛ المحافظون غضبوا على الاستخفاف بالقانون؛ الصهيونيون الدينيون غضبوا على التمييز بين المتدين والمتدين. مساهمة الصهيونية الدينية في الجهد الحربي تفوق نصيبها بين السكان. الحكومة تتوقع منها أن تدفع الثمن مرتين بالدم، وبالاعتراف بالتفوق الحريدي. يوجد متدينون متساوون ويوجد متدينون متساوون اكثر.

“لا يوجد صوت للحريديم في العليا”، اشتكى موشيه جفني. ليس لهم صوت في العليا لانهم يرفضون تشجيع مرشحين الى العليا. كنيست نعم، حكومة نعم، قضاة نعم، هنا وهناك. اما عليا فلا. اذا لم ترسل، فكيف ستأخذ. ومفارقة أخرى: المصلحة الحريدية كان ينبغي لها أن تقودهم الى الدعوة لوقف الحرب. الحرب خلقت الحاجة الى متجندين، الضغط، الغضب. وقفها سيغير جدول الاعمال. لكن مثلما قال غولدكنوف، ما لهم وللحرب.

اللقاء قائم أيضا في كتلة الليكود في الكنيست وفي الحكومة أيضا. الوزراء والنواب الذين اجبروا على التصويت مع قانون التملص اجتازوا ليلة صعبة. غداة التصويت، امام الاحتجاج في الشبكات الاجتماعية، سألوا لماذا يفعلون هذا، من اجل ماذا، من اجل من، كيف يدفعهم هذا الى الامام. رأوا بان الوحيد الذي خرج كاسبا من التصويت هو غالنت، الذي صوت ضد.

فقدان نتنياهو لهالته هو نقطة اللقاء الثانية. فهي تجمع أعضاء لجنة التحقيق مع قضاة العليا ومع غالنت والمتمردين في الليكود. التأجيل، الأكاذيب، الاحابيل والحيل افرغت ما تبقى من احترام لديهم تجاه الرجل وتجاه منصبه. كفوا عن إعطائه تنزيلات.

من لم يكن في هذه القصة؟ الحريديم القوميون لم يكونوا. ليس لهم دور لا في الصراع على حمل عبء الحرب ولا في الصراع على جودة الحكم. لا غرو أن سموتريتش هبط الى ما دون نسبة الحسم: فهو يحمل اسم الصهيونية الدينية عبثا.

فهل ستوجد القشة التي ستقسم ظهر البعير؟ ليس مؤكدا. يحتمل أن يجد السياسيون الحريديم السبل لامتصاص شر القضاء. يحتمل أن يخاف الموظفون، حماة الحمى فرضه. بعد شهر بالضبط، في 28 تموز، تنتهي الدورة الصيفية للكنيست، وتحظى الحكومة بتمديد آخر حتى الى ما بعد الأعياد. اول أمس التقيت في الكنيست يوآف سغلوبتش عضو كتلة يوجد مستقبل. “انا متفائل”، قال. “يكفي حاخام اشكنازي واحد يمل. ليس كل شيء في الحياة يعمل على المنطق. توجد أيضا العواطف. حاخام واحد يقوم، فاذا بالحريديم يفجرون الحكومة ونتوجه الى الانتخابات”.

حل ليبرمان

على رف في مكتب افيغدور ليبرمان في الكنيست، من تحت صورة هرتسل، توجد صورتان يفتخر بهما على نحو خاص. على اليسار، على خلفية مظلمة، صوفية، رأس رجل؛ على اليمين، نصب قديم عليه نص بالايدش. من الرجل، سألت.

“هارينتساعر”، أجاب ليبرمان. لمعت عيناه، صارت له قصية يرويها.

“ربينتس هي المدينة التي ولدت فيها”، قال. “وهارينتساعر هو حاييم زنفيل ابراموبتس، الحاخام الولي. انا معجب به”.

لم أفهم ما لليبرمان، عظيم أعداء الحريديم في الكنيست والحاخام الحسيدي بل وولي.

ريبنتس هي مدينة من نحو 50 الف نسمة. مثل مدن أخرى في هوامش الإمبراطورية الروسية، انتقلت على مدى السنين من دولة الى دولة. كانت في روسيا، بولندا، في أوكرانيا والان هي في مولدوفيا. اليهود كانوا الجماعية الاثنية الأكبر في المدينة – اكثر من ثلث السكان. قال ليبرمان ان “الحاخام كان تجول كل الأسبوع في المنطقة، اذا كان سمع أن يهوديين يتنازعان فيما بينهما ما كان ليتركهما الى أن يتصالحا. يعيش بتواضع، في بيت فقير، على سرير حديدي. في الشتاء كان يحطم الجليد في نهر دنياستر وينزل الى المياه المجمدة. قالوا لي انه باركني عند الطهور”.

كان الحاخام يجري طقوسا يهودية في الخفاء، في العهد السوفياتي. وهكذا نال المجد. في 1979 هاجر الى إسرائيل، وبعدها عاد وهاجر الى الولايات المتحدة. في 1995 توفي في مونسي، بلدة حريدية في ولاية نيويورك.

هذه ليست القصة.

“في تشرين الثاني 2023 كانت المحكمة توشك على ان تنشر قرارها في محاكمتي”، قال ليبرمان. “ذهبت الى أمريكا. رئيس طاقمي، شارون شالوم – كنا نسميه شارونسكي – قال لي عندي إحساس جيد في البطن بالنسبة للقرار. ماذا تقول، قلت له. 17 سنة والنيابة العامة تلاحقني. النيابة العامة والقضاة يدا بيد، وهذا لن ينتهي بخير. اقترح علي ان نحج الى القبر في مونسي. قلت، حسنا. ابي كان يقول، الشاي والتهاليل معا  لا يضران. في الواحدة والنصف ليلا حججنا الى القبر. وانت تعرف ما هو تشرين الثاني في نيويورك. مطر غزير، برد قارص. بعد أربعة أيام برأتني المحكمة. وليس مجرد تبرئة – بل لانعدام التهمة”.

قصة جيدة. ماذا تعلمت منها؟ بانه توجد معجزات في العالم، ومهم لليبرمان أن يروي بانه معجب بحاخام حريدي. صحيح، حاخام ميت: فالحاخامون الاحياء معجب هو بهم اقل.

قال لي “اؤمن بان عش ودع الاخرين يعيشون. زوجتي وابنتي متدينتان. في البيت لا آكل الا حلال؛ في الخارج آكل كل ما اشتهي. في ليل السبت اجري تقديسا، وفي صباح السبت العب التنس. كل ما يروج له الحاخامون الحريديم يتعارض والدين اليهودي. ماذا، محظور على اليهودي أن يكون مقاتلا؟ محظور على اليهودي ان يعمل؟ في كل عرس يهودي يتعهد العريس بان يقوم الرجل على اعالة زوجته. الحاخامون يقولون “لا، فلتعيله الزوجة”.

إسرائيل بيتنا، حزب ليبرمان، يصعد بثبات في الاستطلاعات – استطلاع أخير أعطاه 14 مقعدا. الميل كفيل بان يفيد بشيء ما عن ميول الإسرائيليين في وقت الحرب. لماذا ليبرمان؛ لماذا الان. هل بسبب الحريديم؟ هل بسبب العرب؟ هل بسبب نتنياهو؟ هل لانه عند الازمة الناس يجتذبون الى من يعرض عليهم مخرجا واضحا، مطلقا، لا هوادة فيه؟

لقد درج ليبرمان على أن يبدأ كل حديث عن الوضع بكلمتي “جنة عدن”. ليس بعد اليوم. الان هو يقول، “اذا بقيت هذه الحكومة، ففي غضون سنتين لن تكون لنا دولة”.

لا يناسبك، قلت له. الدولة اقوى من كل عناصرها.

“انت لا تعرف الحكومة مثلي”، أجاب. “هذا ما سيكون”.

بالفعل، هو يعرف. فقد تولى كل المناصب الوزارية التي يمكن للسياسة أن تعرضها – وزير دفاع، وزير مالية، وزير خارجية وغيرها. كله، ذكرته، باستثناء منصبين – رئيس وزراء ورئيس معارضة.

للحل السياسي يقترح أن نسميه “ائتلاف صهيوني بلا هوامش”. “يئير غولان، لبيد، غانتس وانا نحصل معا على 623 مقعدا. نقيم حكومة بدون الليكود، بدون المسيحانيين وبدون الحريديم. الليكود يلقي ببيبي وينضم الى الحكومة”.

“مهم له ان يشدد على الفرق بينه وبين غانتس الذي يدعو الى إقامة “حكومة وحدة وطنية واسعة”. “بهذه الكلمات غانتس يعتزم غمز الحريديم”، قال ليبرمان. “هذا خطأ جسيم. الروح المتطرفة تسيطر الان في شاس أيضا. انظر ما قاله الحاخام مايا هذا الأسبوع: حتى من لا يتعلم التوراة، لن يخدم”.

إسرائيل الجديدة

63 مقعدا في الاستطلاع هي ليست 63 مقعدا في صندوق الاقتراع، قلت. لكن لنفترض أن نعم – فماذا سيفعل هذا الائتلاف.

“رؤيايا واضحة”، قال. “نحن نستنزف انفسنا امام وكلاء ايران بدلا من ان نركز عليها. بدون ايران لا توجد حماس، لا يوجد الجهاد الإسلامي، لا يوجد حزب الله، لا يوجد الحوثيون، لا توجد ميليشيات شيعية في سوريا”.

لديه رأي ما وكيف الهجوم في ايران. يرفض البحث فيه علنا. ماذا ستفعل في الشمال، سألت.

“حرب”، قال. “قبل الانطلاق يجب إعطاء جواب إيجابي على أربعة أسئلة: كيف ننهي الحرب؛ هل يوجد ما يكفي من القوات المؤهلة؛ هل يوجد ما يكفي من السلاح؛ هل معنويات المقاتلين عالية. كل الاحاديث عن تسوية سياسية هي قصص الجدة. يجب أن نفترض عليهم قرار 1701 من طرف واحد”.

“بالنسبة لغزة، اليوم التالي واضح جدا. يجب استكمال خطة فك الارتباط، اغلاق غزة تماما. لا كهرباء، لا ماء. فليحصلوا على كل شيء من مصر أو عبر البحر. اذا بنوا مخرطة واحدة، ندمرها فورا. اذا جلبت سفينة واحدة سلاح الى ميناء، نفجر الميناء. الدول التي تساهم في الاعمار تعرف مسبقا ان هذه سياستنا.

“علينا أن نقرر حدودنا، من طرف واحد. ترامب اعترف بسيادة إسرائيل في القدس وفي الجولان، يجب تحقيق هذا، تثبيت حدود في يهودا والسامرة أيضا”.

“ستكون فترة صعبة، لكن في النهاية سيعتاد العالم على إسرائيل الجديدة”.

——————————————–

هآرتس 28/6/2024

نتنياهو يتلاعب بـ”المخطوفين”.. والزمن ينفد

بقلم: أسرة التحرير

حكومة 7 أكتوبر برئاسة بنيامين نتنياهو تواصل قيادة إسرائيل من أزمة إلى أخرى. من ناحية نتنياهو وحكومته، بات ترك المخطوفين لمصيرهم حقيقة ناجزة. في بداية الأسبوع “قابلت” القناة 14 رئيس الوزراء الذي قال على رؤوس الأشهاد إنه مستعد للتوقيع على صفقة جزئية مع حماس يعاد في إطارها قسم من المخطوفين المحتجزين في قطاع غزة، لكنه ملتزم بمواصلة الحرب بعد الهدنة الإنسانية. ووقفت أقواله في تعارض مطلق مع المقترح الإسرائيلي الذي عرضه الرئيس الأمريكي جو بايدن في نهاية الشهر الماضي.

عندما احتجت عائلات المخطوفين واتهمته بترك أحبابها لمصيرهم، لم يتردد في ذر الرماد في عيونهم من خلال تصريحات فارغة عن “أننا لن نغادر غزة إلى أن نعيد كل مخطوفينا الـ 120، الأحياء منهم والأموات على حد سواء”. وعندما أعرب الأمريكيون عن دهشتهم من التفافة حدوة الحصان التي قام بها، سارع إلى خداعهم هم أيضاً، ونقل رسالة إلى الولايات المتحدة تفيد بأن أقواله في موضوع صفقة المخطوفين لا تمثل تغييراً في الموقف الإسرائيلي في الموضوع.

ما هكذا يتصرف زعيم ملتزم بإعادة المخطوفين، بل زعيم لا مبال لصرخة ألم شعبه ومتنكر لمسؤوليته.

إن حرب بقائه السياسي وبقاء شركائه في الجريمة، تلقي ظلاً ثقيلاً على خطواتهم العسكرية والسياسية. وسواء كان هذا هو الامتناع عن البحث في “اليوم التالي” الذي لن يكون ممكناً بدونه تصور نهاية الحرب، أم هي النية لتوسيع الحرب وفتح مواجهة عسكرية مباشرة مع حزب الله.

وكأن هذا لا يكفي، فالإصرار على استمرار الحرب وتوسيعها إلى ساحات أخرى يترافق وعدم اكتراث مطلق بفكرة المساواة في تقاسم العبء وتوقع تهكمي وعديم المراعاة بأن حاملي العبء سيحملون المزيد على أكتافهم.

وفي الوقت نفسه، يثبت نتنياهو بأن المتهم جنائياً لا يمكنه أن يكون رئيس وزراء أيضاً. هكذا نفهم طلب محاميه بدء المرافعة لمحاكمته في آذار 2025 بسبب الحرب.

إذا كانت إسرائيل تحب الحياة، فعلى الجمهور أن يخرج إلى الشوارع مطالباً بإسقاط الحكومة. الزمن ينفد.

——————————————–

 تفاصيل خطة “اليوم التالي” في غزة

بحث وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت مع مسؤولين أميركيين كبار في الولايات المتحدة الخطة التي يروج لها “لليوم التالي” في غزة، والتي لا تعتمد على صفقة تبادل أسرى، وفق صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية.

وبحسب خطة غالانت، ستشرف على الخطة لجنة خاصة تترأسها الولايات المتحدة ودول عربية “معتدلة”، وستكون قوة دولية تضم جنودا من مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة والمغرب مسؤولة عن الأمن في القطاع، وسيكون الجنود الأميركيون مسؤولين عن الشؤون اللوجستية والقيادة والسيطرة، وتدريجياً، ستتولى قوة فلسطينية مسؤولية الأمن المحلي.

وقالت صحيفة “واشنطن بوست”، إن هناك اتفاقا بين غالانت والأميركيين على أن تخضع قوات الأمن الفلسطينية لتدريب خاص كجزء من برنامج المساعدات الأميركية.

وبحسب التقرير، فإن غالانت يمثل موقف المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، على الرغم من تصريحات نتنياهو العلنية ضد إشراك السلطة الفلسطينية في “اليوم التالي” في غزة.

ووفق التقرير، فإن الخطة سيتم تنفيذها على مراحل. وستبدأ من شمال القطاع، وتتجه جنوبًا بقدر ما تسمح به الظروف.

ويقول التقرير: “يتصور غالانت وجود 24 منطقة إدارية نشطة في غزة”. “ومع ذلك، فإنهم في الولايات المتحدة متشائمون بشأن احتمال توسيع البرنامج قريبًا ليشمل العديد من المناطق”.

وقال مسؤولون أميركيون لصحيفة “واشنطن بوست”، إنهم يدعمون برنامج غالانت، لكن الدول العربية لن تدعمه إلا إذا شاركت السلطة الفلسطينية بشكل مباشر في البرنامج. وقالت المصادر أيضًا إن الدول العربية تريد “أفقًا سياسيًا” للدولة الفلسطينية، وهو ما يعارضه غالانت.

——————انتهت النشرة——————