الصحافة العبرية … الملف اليومي الصادر عن المكتب الصحافي التابع للجبهة الديمقراطية

قسم العناوين                                        الاثنين 1/7/2024

 صحيفة هآرتس:

– الخوف من معركة شاملة في لبنان ما زال قائما

– تقرير للجزيرة يظهر قيام جنود في غزة باستخدام شبان فلسطينيين كدروع بشرية

– مظاهرة المتدينين كانت عبارة عن مباراة من هو الأكثر تطرفا الشرطة أم هم

– شبان من جنين: الجنود جردونا من ملابسنا وربطونا على مقدمة المركبات العسكرية

– حزب جديد اسمه (الديمقراطيون) مكون من ميرتس والعمل

 يديعوت احرونوت:

– رغم الحرب: وزارة الداخلية تستدعي رئيس بلدية كريات شمونا للاستجواب بسبب مشاكل في ميزانية البلدية

– قنبلة يدوية القيت الليلة في عسقلان واضرار بسيارات وممتلكات

– العثور على جثة مواطن من فرديس حنا بالقرب من مقبرة البلدة

– قصف بناية في صور بلبنان

– مظاهرة المتدينين ضد التجنيد خرجت عن السيطره والقاء حجاره على سيارة وزير

– الاستعداد لإصابة المساكن والمواقع الحيوية خلال الحرب القادمة مع حزب الله

– 18 جنديا أصيبوا بسبب انفجار مسيرة من لبنان وأحدهم في حالة الخطر

 معاريف:

– قانون التجنيد: فريق جالانت وأدلشتاين هم الأقوى في موضوع التجنيد

– حاييم رامون مخاطبا نتنياهو: إذا واصلت اعتماد خطة جالانت الفاشلة في الانتقال للمرحلة الثالثة من الحرب فإنك شريك في الكارثة

– اغتيال فلسطيني كان مسؤولا عن إطلاق النار من طولكرم باتجاه بات حيفر

– الجيش يغير الواقع في جنوب لبنان

 

 

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

حافة الاسرائيل– الملف اليوميهآرتس 1/7/2024

امرأة من غزة كانت في الضفة الغربية، حُبست في سديه تيمان

بقلم: بار بيلغ

مواطنة من غزة ابنة 58 سنة حُبست مدة اكثر من شهر في منشأة الاعتقال في سديه تيمان بسبب مكوثها في الضفة الغربية بدون تصريح، رغم أنه لم يتم الشك في ارتكابها أي مخالفة أمنية. هذه المرأة هي فاطمة أبو سلطان، التي وصلت الى الضفة الغربية في شهر أيلول كمرافقة لشقيقتها المريضة وبقيت هناك بعد اندلاع الحرب في القطاع. في هذه الفترة انتهت صلاحية تصريحها. فاطمة أبو سلطان، التي لديها أيضا الجنسية المصرية، قامت بشراء تذكرة سفر من الأردن الى مصر، لكنه تم اعتقالها في جسر اللنبي ونقلت للجيش الإسرائيلي. بعد شكوى وصلت “هآرتس” بعد المكوث لمدة  شهر في منشأة الاعتقال تم اطلاق سراحها ونقلت مباشرة الى مصر.

منشأة سديه تيمان أقيمت بعد فترة قصيرة على اندلاع الحرب من اجل استيعاب رجال حماس الى حين نقلهم الى السجون في إسرائيل. بعد اعتقال أبو سلطان مثلت امام القاضي، الرائد براك تمير، في المحكمة العسكرية في عوفر. في الجلسة تقرر بموافقة الطرفين أن تحاول إسرائيل ترتيب دخولها الى الأردن، ومن هناك السفر الى مصر. مع ذلك، حسب قولها، في نهاية الجلسة نقلت الى منشأة سديه تيمان.

في الأسبوع الماضي أبلغت الدولة محامييها بأن التنسيق مع الأردن لم ينجح، وعرضت اطلاق سراحها لمدة 40 يوم خلالها تستطيع أبو سلطان تنسيق سفرها الى مصر. ولكن الدولة اشترطت اطلاق سراحها المقيد بكفالة تبلغ 30 ألف شيكل، التي لم يكن باستطاعتها دفعها. في نهاية المطاف، بعد توجه “هآرتس” في هذا الشأن، قررت الدولة اطلاق سراحها مباشرة الى مصر بعد شهر على مكوثها في المعتقل.

“لقد قالت لي بأنها لم تعد تستطيع تحمل الوضع في المعتقل، وأنها تفضل العودة الى غزة والخروج من هناك الى مصر في معبر رفح”، قالت للصحيفة أبو صالح – أبو عكر، محامية أبو سلطان من قبل “موكيد” للدفاع عن الفرد، وأضافت بأن موكلتها لم تعرف أن معبر تسيطر عليه إسرائيل. “سألتها اذا كانت جسديا ونفسيا على ما يرام. فاجابت: لا. وعندما تحدثنا في الأسبوع الماضي كانت محطمة وبكت طوال الوقت”.

سياسة إسرائيل، التي بحسبها كل من ولد وعاش في غزة يعتبر “ماكث غير قانوني” في مناطق الضفة الغربية، هي أم كل الخطايا، قالت المديرة العامة لموكيد جيسيكا مونتل. وحسب قولها فان “الجيش تجاهل بشكل كامل حقيقة أن الامر يتعلق بامرأة كبيرة في السن ولا تشكل أي خطر. بدلا من مساعدتها على ترتيب تواجدها في الأراضي الفلسطينية نغصوا حياتها في معتقل غير جدير ببني لبشر”.

وقد جاء من المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي: “الحديث يدور عن مواطنة من غزة اعتقلت على يد قوات الامن بعد مكوثها بشكل غير قانوني في يهودا والسامرة. هذه المواطنة معتقلة تحت الحماية الى حين مغادرتها للمنطقة. وبناء على طلبها جرت محاولة لمساعدتها على مغادرة المنطقة في جسر اللنبي بدلا من العودة الى قطاع غزة، لكنها لم تتمكن من ذلك لاسباب لا تتعلق بدولة إسرائيل. لذلك تم اطلاق سراحها لاربعين يوم الى أراضي يهودا والسامرة لغرض ترتيب خروجها مع الجانب الأردني، مع إيداع كفالة تضمن امتثالها لشروط الاتفاق. هذه الماكثة محتجزة في منشأة امنية حسب القانون، بشكل منفصل عن المعتقلين الأمنيين أو الجنائيين”.

——————————————–

هآرتس 1/7/2024

المهمة الآن ليست عقد صفقة لاعادة المخطوفين، بل العودة الى طاولة المفاوضات

بقلم: يونتان ليس

مصدر إسرائيلي قدر أمس الاحد بأن إمكانية عقد صفقة تؤدي الى اطلاق سراح المخطوفين في قطاع غزة، ما زالت بعيدة. وحسب اقوال هذا المصدر فان الجهود الامريكية والقطرية والمصرية تستهدف في المرحلة الحالية تشجيع الطرفين على استئناف المفاوضات حول هذا الامر. “المهمة في هذه الاثناء ليس عقد صفقة بل إعادة الطرفين الى طاولة المفاوضات”، قال للصحيفة. وحسب قوله فان الخطة التي عرضها الرئيس الأمريكي هي اطار صفقة، لكنها بحاجة الى صب المضمون فيها. “المسافة بين الطرفين لا تسمح في هذه الاثناء بعقد الصفقة”، قال.

في إسرائيل تم التعبير عن تفاؤل حذر بأنه سيكون بالإمكان استئناف الاتصالات خلال بضعة أيام، ضمن أمور أخرى، على خلفية انتهاء العملية في رفح وتقليص نشاطات الجيش الإسرائيلي في القطاع، الى جانب الضغط الأمريكي الكبير ودول الوساطة على حماس من اجل حث قادتها على الدفع قدما الآن بالصفقة. في المقابل، جهات أخرى كانت متشائمة بخصوص استعداد حماس وإسرائيل لاستكمال الصفقة في المدى الزمني الحالي.

مصدر اجنبي مطلع بشكل جيد على الاقتراحات الامريكية ودول الوساطة التي طرحتها على حماس قال إنه لا يوجد فيها أي تغيير دراماتيجي بالنسبة للصيغة التي عرضها الرئيس الأمريكي بشكل علني قبل بضعة أسابيع. “الحديث يدور بالأساس عن تعديلات أدخلت على الصياغة وليس على الجوهر”، قال المصدر. “جميع الأطراف تنتظر الآن رد حماس”.

إضافة الى ذلك قدر دبلوماسي اجنبي أمس بأنه اذا لم تظهر إسرائيل مرونة في موضوع وقف اطلاق النار، وحماس “لم تنزل عن الشجرة” في هذا الموضوع، فان الطرفين سيجدان صعوبة في الدفع قدما بهذه العملية. حسب هذا المصدر “هذه ما زالت مرحلة التحسس. ومحظور التطرق للتفاصيل الصغيرة. هذا ليس موضوع بند معين. كل شيء يمكن أن ينجح أو يفشل على صيغة مقبولة لوقف اطلاق النار”.

بشكل عام، جهات مطلعة على المفاوضات قدرت أن تصريح نتنياهو في القناة 14 الذي أوضح فيه بأنه مستعد للتوقيع فقط على صفقة جزئية مع حماس وبعد ذلك استئناف القتال، سيكون له تأثير قليل على القدرة على الدفع قدما بالمفاوضات مع حماس. “المشكلة في الوقت الحالي هي عدم الثقة بين الطرفين”، قال مصدر مطلع على التفاصيل. مصدر آخر قال مؤخرا إن “السنوار لا يعنيه ما يقوله نتنياهو أو ما يفكر فيه. اذا منحته الولايات المتحدة، قطر ومصر، ضمانات واضحة بأن إسرائيل ستوافق على وقف اطلاق النار فان هذا يمكن أن يكفيه ويمكن من القيام بالعملية”.

حسب اقوال نفس المصدر فان الأطراف المشاركة في الاتصالات متشائمة ولديها انطباع بأن السنوار “لا يهتم بما يكفي بهذه العملية وهو يفضل احتمالية فتح جبهة أخرى بين إسرائيل وحزب الله، على الاتفاق الذي يؤدي الى التهدئة”.

مصدر آخر قال للصحيفة بأن قرار نتنياهو التراجع عن تصريحه في المقابلة مع القناة 14 في الأسبوع الماضي حسن بشكل كبير القدرة على الدفع قدما بالمفاوضات. وفي خطابه في الكنيست بعد يوم أوضح نتنياهو بأنه يلتزم باقتراح إسرائيل الأخير حول الصفقة مع حماس وأنه يباركه. “تصريح نتنياهو في المقابلة في القناة 14 كان تخريب كبير للمفاوضات حول الصفقة، وفقدان الثقة بحسن نوايا إسرائيل”، قال المصدر. “حقيقة أنه في اليوم التالي قال نتنياهو علنا، للمرة الأولى، بأن إسرائيل تؤيد العملية، تقيده وتلزمه بالاتصالات الجارية”.

——————————————–

هآرتس 1/7/2024

جبهة المقاومة الإيرانية امام إسرائيل ستضطر الى تدبر أمرها بدون الاسد

بقلم: تسفي برئيل

في بداية شهر نيسان وبعد ثلاثة أيام على اغتيال قائد “قوة القدس” في حرس الثورة الايراني من قبل إسرائيل، محمد رضا زاهدي، الذي كان يوجد في مبنى قرب القنصلية الإيرانية في دمشق، تم اقتباس مصدر رفيع في المجلس الأعلى للامن القومي في طهران، الذي قال بأن قوات الامن نقلت الى المجلس تقرير طرحت فيه الشكوك بأن رجال النظام في سوريا متورطين في تصفية قادة إيرانيين كبار. حسب هذا المصدر فان تسريبات من أجهزة الامن السورية هي التي مكنت إسرائيل من تنفيذ الاغتيال. قبل شهرين من ذلك قالت مصادر في ايران لوكالة “رويترز” إن أجهزة الامن السورية تشك في أن جهات سورية تنقل لإسرائيل معلومات دقيقة، التي ساعدتها على قتل عدد كبير من القادة في “قوة القدس”.

وسائل اعلام عربية اشارت الى أن بشار الأسد كان الشخص الوحيد من بين قادة “جبهة المقاومة” الذي لم يهنيء ايران بهجوم الصواريخ والمسيرات ضد إسرائيل ردا على تصفية زاهدي. الأسد كان الوحيد من بينهم الذي لم يشارك ولم يلق خطاب في احتفالات “يوم القدس”، التي تبادر الى اجرائها ايران في كل سنة.

علامة الاستفهام الكبيرة برزت إزاء غيابه عن جنازة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الذي قتل في حادثة المروحية في شهر أيار. “هل الأسد هو في الأصل جزء من جبهة المقاومة ووحدة الساحات؟”، سأل محللون عرب وتساءلوا كيف يعقل ان سوريا تسمح لإسرائيل بمواصلة مهاجمة اهداف إيرانية وقوافل سلاح ومعدات مخصصة لحزب الله، في حين أن ايران وحزب الله والحوثيين والمليشيات الشيعية تعمل ضدها بصورة منسقة.

حسب مصادر غربية وعربية فانه مع بداية الحرب أرسلت إسرائيل وروسيا والولايات المتحدة الى الأسد رسالة قاطعة، حذروه فيها من الانضمام الى حرب الى جانب حزب الله أو ايران. يبدو أن التهديد الكبير شمل أيضا التحذير من المس بأجهزة النظام وقصر الرئاسة. حسب معرفتنا، الأسد لم يصغ فقط جيدا للتحذيرات، بل ارسل لحزب الله رسائل خاصة به، و”عرض” عليه عدم توسيع الحرب أو تعميق الهجمات داخل الأراضي الإسرائيلية.

الرئيس السوري يبدو أنه لم يكن بحاجة الى حملة اقناع كبيرة جدا. منذ قررت حماس في 2012 قطع علاقاتها مع النظام السوري على خلفية المذبحة التي ارتكبها ضد أبناء شعبه والعلاقات لم يتم ترميمها. العلاقات بين حماس وايران بدأت تتحسن رويدا رويدا وبتشكك فقط قبل حوالي سنتين. جزء من قيادة التنظيم، لا سيما خالد مشعل، ما زال يعارض تعزيز العلاقات مع طهران. في بداية حزيران، عندما طرحت للمرة الثانية إمكانية أن تطرد قطر قادة حماس من أراضيها نشر أن ايران فحصت مع الأسد إمكانية أن تستوعب بلاده من سيتم نفيهم. الجواب الذي وصل من دمشق هو الرفض المطلق.

الأسد الذي نجح في اجتياز الحرب الاهلية التي اندلعت قبل 13 سنة، وأن يعيد لنفسه بمساعدة كبيرة من روسيا السيطرة على معظم أجزاء بلاده، يدير منذ ذلك الحين منظومة علاقات محسوبة وحذرة مع ايران. هو في الحقيقة حصل منها على مساعدة اقتصادية تبلغ المليارات، سواء بالاعتمادات أو النفط أو المنتجات الاستهلاكية، لكن المقابل الاقتصادي الرئيسي، السيطرة على حقول النفط في سوريا وامتيازات مستقبلية بالتنقيب عن النفط والغاز امام شواطئها في البحر المتوسط، منحها بالتحديد لروسيا التي هو مدين بنجاحه العسكري لقرارها في 2015 الانضمام لحربه ضد المتمردين.

بعد ذلك وبناء على طلب من موسكو اضطر الأسد للموافقة على عدة تنازلات، التي اغضبت ايران، من بينها تجاهله لهجمات إسرائيل الى اهداف إيرانية في سوريا، التي تنفذ بالتنسيق مع القوات الروسية في سوريا، في حين أن شرط ذلك هو تجنب المس بالنظام وبمؤسساته.

كجزء من التنسيق غير المباشر بين إسرائيل وسوريا فقد أمر أيضا بابعاد جزء من قوات المليشيات الإيرانية عن هضبة الجولان وعن جنوب سوريا، بالأساس في درعا والسويداء، وان لم يكن لعمق 85 كم كما طلبت إسرائيل. وقد احتل مكانها على الأقل بشكل جزئي قوات شرطية روسية.

في هذه المحافظات، لا سيما في مدينة السويداء الدرزية، تجري منذ شهر آب الماضي مظاهرات ضد النظام، التي بدأت على خلفية الخطوات الاقتصادية التي اتخذها الأسد، لكنها بسرعة تحولت الى احتجاج سياسي يشمل المطالبة باقصاء الرئيس عن الكرسي. الشباب الدروز بتعليمات من عدد من رجال الدين في الطائفة يرفضون التجند في الجيش السوري بذريعة أنهم غير مستعدين لأن يكونوا جزء من حرب النظام ضد المدنيين السوريين.

الى جانب ذلك، النظام يواجه منذ اشهر حركة شعبية درزية، التي تدعي ضد شرعيته وتطلب من المجتمع الدولي التدخل لتطبيق قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بسوريا. الأسد يتهم الحركة التي يترأسها الشيخ حكمت الهجري بأنها تعمل على إقامة منطقة حكم ذاتي درزية مستقلة مثل المحافظات الكردية التي توجد في شمال الدولة. وبالتالي، تمزيق سوريا. هذا المبرر يحاول الأسد من خلاله العودة والسيطرة على هذه المنطقة، لكن حتى الآن بدون نجاح.

الحساسية والخوف من مواجهة مع الطائفة الدرزية الى جانب الضغط الدولي الذي يعرف رؤساء الطائفة كيفية تجنيده، الذي يشمل تدخل نظرائهم في إسرائيل وعلى رأسهم الشيخ موفق طريف، تجبر النظام على التصرف بحذر كبير. هكذا وضع الجيش السوري في الأسبوع الماضي حاجز على مدخل السويداء الشمالي. الاحتجاج الذي ثار في اعقاب ذلك هدد بحدوث مواجهة عنيفة بين الدروز والجيش، وفقط بتدخل بعض رؤساء الطائفة تم التوصل الى “اتفاق” الذي بحسبه سيتم نقل الحاجز غربا ولن يتم استخدامه لفحص المواطنين أو كحاجز فحص للمدنيين.

الى هذه القصة تم زج اسم إسرائيل أيضا على اعتبار أنها هي التي تشجع إقامة حكم ذاتي درزي، “حزام امني” ضد المليشيات المؤيدة لإيران أو ضد قوات حزب الله.حسب احد التقارير بالتحديد نظام الأسد هو الذي قام بالتنسيق مع إسرائيل تكثيف قواته في جنوب سوريا مع وعد بأن تحل هذه القوات محل قوات حزب الله في المنطقة. لا توجد أي حاجة الى اعتبار هذه التقارير حقيقة واقعة، لكنها تدل على دور إسرائيل في الخطاب السياسي وليس فقط العسكري في سوريا.

سواء يؤمن الأسد بقوة إسرائيل لتقويض نظامه بواسطة علاقاتها مع الطائفة الدرزية أو أنه يستخدمها كذريعة لتجنيد رؤساء الطائفة الى جانبه، فانه يمكن التقدير بأنه غير معني بوضع هذه القضية محل اختبار عملي عن طريق انضمامه كطرف في “جبهة المقاومة” أو أن يتحول الى عامل ناجع في “وحدة الساحات”. من ناحية ايران هذا يعني أنها حتى الآن لم تنجح في ضم الى الجبهة أي دولة سيادية. ايران ستواصل إدارة “حلقة نيرانها” بواسطة منظمات توجد لكل واحدة منها مصالحها الخاصة التي لا تتساوق دائما مع بعضها البعض.

———————————————

معاريف 1/7/2024

فلنتغلب على المخاوف: توجد منذ الان دولة فلسطينية، وهي الأردن

بقلم: البروفيسور ابراهام فاوست

تفهم الغالبية الساحقة من الجمهور الإسرائيلي بانه لو بدأت الهجمة المفاجئة التي وقعت في فرحة التوراة من مناطق السلطة الفلسطينية في الضفة أيضا، لمشكوك أن نجت دولة إسرائيل. بما يتناسب مع ذلك، فان قلة فقط من سكان إسرائيل مستعدة لان تنظر اليوم في إقامة دولة فلسطينية. للمفارقة، تدفع الإدارة الامريكية بقوة نحو إقامة مثل هذه الدولة، وتحظى بذلك بتأييد واسع في العالم. ان النتائج المحتمة لهذه الميول المتضاربة هي صدام جبهوي تنكشف بوادره بالتوتر المتزايد بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

في المدى الفوري لا مفر امام إسرائيل من ان تصد كل محاولة لاقامة دولة فلسطينية حتى بثمن مواجهة مع الأمريكيين. ولكن اذا ما اهملنا الساحة السياسية – الإعلامية، وبدون اسناد امريكي فسيفرض العالم إقامة دولة فلسطينية بالضبط مثلما فرض على تشيكوسلوفاكيا اتفاقات ميونخ وعمليا تفكيكها. وبالتالي، على إسرائيل أن تأخذ المبادرة السياسية، وفضلا عن تأكيد المخاطر التي في الدولة الفلسطينية، ان تعرض سياسة يمكنها أن توفر البديل، لاصدقاء إسرائيل في العالم على الأقل، عن المطلب المتزايد لاقامة دولة فلسطينية. لاجل عمل هذا على إسرائيل أن تعود الى الموقف الذي كان مقبولا من اقسام واسعة من الجمهور الإسرائيلي، لكنه اهمل لاسباب مختلفة وان تقول بصوت عال وواضح انه توجد منذ الان دولة فلسطينية، وهي الأردن.

ان الفهم بانه توجد دولة فلسطينية، وان عرب يهودا والسامرة ليسوا شعبا بلا دولة، بل اقلية تعيش خارج دولتها، سيدفع قدما بالفهم بانه تحتمل حلول سياسية لا تتطلب إقامة دولة فلسطينية (إضافية) غربي نهر الأردن، مثلا حكم ذاتي للسكان العرب، يكونون مواطنين من المملكة الأردنية، وينالون حكما ذاتيا محدودا فيما تكون المسؤولية الأمنية الكاملة من غربي نهر الأردن في ايدي إسرائيل.

لقد هجر هذا الموقف كون حكام الأردن البدو، الذين لا يرون أنفسهم كفلسطينيين، لا يحبون ان يذكروا بان مملكتهم أقيمت على القسم الشرقي من فلسطين (بلاد إسرائيل) التاريخية (Eastern Palestine)، في اعقاب اتفاقات السلام مع الأردن تخلوا في إسرائيل أيضا عن طرح هذا الادعاء.

ان سياسة “الأردن هو الدولة الفلسطينية” ستجر معارضة حتى في إسرائيل. أولا، ثمة نهج مثابة مسيحاني يرى في إقامة دولة فلسطينية رؤيا الآخرة. صحيح أن الحدث يدر عن نهج هامشي من ناحية جماهيرية، لكن يشارك فيه كثيرون في القيادة، وهؤلاء سيحاولون عرقلة سياسة تمنع تجسيد رؤياهم. كما ان قادة جهاز الامن سيعارضون تغيير السياسة سواء لان بعضهم يشاركون في الموقف آنف الذكر ام لانهم من ناحية اجتماعية سيعارضون كل موقف يعتبر كـ “يميني”، ام لانهم لا يزالون معنيين بكسب الهدوء بكل ثمن ويخافون من انهيار الأردن وتحوله الى دولة مواجهة. ولكن علمتنا احداث 7 أكتوبر بانه ليس فقط لا يجب الاعتماد على قادة جهاز الامن في فهم الواقع في الشرق الأوسط بل ان سياسة كسب الهدوء نهايتها أن تتفجر.

ان تحول الأردن الى دولة مواجهة سيزيد بالفعل المخاطر الفورية في حدودنا الشرقية، لكن الحكم في الأردن متعلق بنا اكثر مما نحن متعلقون به، وليس مؤكدا أنه سيسارع الى تحطيم الاواني. فضلا عن هذا يحتمل أن في نهاية الامر ستستولي الأغلبية الفلسطينية على الحكم في الأردن وعندها ستتتحول الحدود على أي حال الى “ساخنة” والاهم من كل شيء: مهما كانت المخاطر التي تنطوي على انكشاف الهوية الفلسطينية للاردن، فان المخاطر التي في إقامة دولة فلسطينية في مركز البلاد، فورية اكثر واكبر بلا قياس.

على قيادة الدولة ان تتغلب على المخاوف وعلى معارضة كبار الموظفين، وان تبلور سياسة “المشكلة الفلسطينية” في سياق أوسع وتمنع إقامة دولة فلسطينية غربي نهر الأردن.

عالم آثار في دائرة التاريخ العام في جامعة بار ايلان

——————————————–

هارتس 1/7/2024

التخوف من معركة شاملة في لبنان لم يتبدد بعد، وهناك من يشعل ناره

بقلم: عاموس هرئيلِ

الشائعات السائدة في أوساط الجمهور الإسرائيلي عن حرب شاملة في لبنان في الفترة القريبة القادمة، تمتد أيضا بدون علاقة ضرورية بتطورات في الوضع على الأرض. يوم أمس قتل أربعة من رجال حزب الله في هجمات إسرائيلية. في المقابل، تم اطلاق مسيرات انقضاضية وقذائف من لبنان وأصيب 18 جندي إسرائيلي بضرب مسيرة في الجولان، احدهم أصيب إصابة بالغة. حتى الآن فان تبادر اطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله يجري مؤخرا بشكل عام بقوة اقل مما سجل في الأشهر السابقة.  هذا لا يهديء حقا التخوفات في إسرائيل وفي لبنان. إن الغياب الطويل لحل سياسي للمواجهة، التي بدأت باطلاق حزب الله غداة المذبحة التي ارتكبتها حماس في غلاف غزة في تشرين الأول الماضي والتهديدات المتبادلة بين الطرفين وعدم القدرة على الفصل بين ما يحدث في لبنان وبين الحرب في غزة – كل ذلك يزيد التخوف من اندلاع الحرب. الشائعات والتخويف والنظريات العبثية يتم نشرها طبقا لذلك.

بعض تصريحات وزراء الحكومة لا تساهم في تهدئة الوضع. عضو الكابنت، وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، رسم أمس ملامح المعركة الإقليمية المتوقعة. هذا الاستراتيجي المعروف اقترح “تدمير النظام في ايران، وتدمير حماس بشكل مطلق وحرب سريعة وخاطفة ضد حزب الله”، التي ستخرج هذا الحزب من اللعبة. في الأصل، إزاء تحذيرات اقتصاديين كبار بشأن الكارثة التي تنتظر اقتصاد إسرائيل كان من الأفضل لو أنه تعمق قليلا في شؤون وزارته. الخطة التي يقترحها سموتريتش، والتي تطرح السؤال المطلوب: أي جيش تتحدث عنه؟.

نظرا لأن سموتريتش يتفاخر بالعدد الكبير للجنود من بين المصوتين له حسب الاستطلاعات الأخيرة فان جزء منهم بدأوا يفقدون صبرهم تجاهه، ربما يجدر به أن يسألهم ببساطة: ما هو مستوى التآكل في الوحدات النظامية التي تحارب منذ اكثر من ثمانية اشهر ضد حماس؟ كيف يشعر جندي الاحتياط الذي استدعي للمرة الثالثة للخدمة بالأمر 8 ويترك وراءه عائلة مشتاقة ومصلحة تجارية متعثرة أو سنة دراسية ضائعة؟ ما هو حجم التسليح الدقيق الذي يوجد لدى سلاح الجو إزاء قرار الإدارة الامريكية تأخير الارسالية التي تشمل 3500 قنبلة ثقيلة؟ ما هو العلاج المطلوب للدبابات وناقلات الجنود بعد الكثير جدا من ساعات التشغيل؟.

من هم العسكريون الذين يقدرون أنه يمكن القيام بعملية خاطفة وسريعة، التي ستهزم حزب الله؟ كم من رجال الاحتياط سنحتاج في السنة لتعزيز حكم عسكري، الذي يدعو اليه الوزير، في قطاع غزة؟ الى أي درجة الجبهة الداخلية في إسرائيل مستعدة للتعامل مع اطلاق يومي لآلاف الصواريخ والقذائف والمسيرات من لبنان، من خلال المساعدة المباشرة من ايران والمليشيات التي تشغلها وتمولها في العراق وفي سوريا وفي اليمن؟.

كل ذلك دون التحدث عن قضايا استراتيجية هامشية مثل دعم الولايات المتحدة ورد المجتمع الدولي اذا بادرت إسرائيل الى هجوم منسق للمنشآت النووية في ايران وقوات حزب الله في جنوب لبنان.

لا توجد أي طريقة لاستبعاد احتمالية أن تجد إسرائيل نفسها في المستقبل في وضع فيه السيف على عنقها، وعليها أن تواجه عدد من الأعداء في حرب متعددة الساحات. ولكن يبدو أن سموتريتش يدمج في هذا السيناريو بين الأوهام النائمة عن الحدود الموعودة وبين خطته بعيدة المدى لخنق السلطة الفلسطينية اقتصاديا واسقاط حكمها في الضفة الغربية، الفكرة التي يتحفظ منها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، كما جاء في تصريحات له في الأسبوع الماضي. يصعب التقدير هل اقوال وزير المالية أمس في مؤتمر صحيفة “المصدر الأول” تعكس قصر النظر الاستراتيجي أو أنه توجد هنا عملية اكثر سخرية من جانب من يعتقد أن سيناريو يأجوج ومأجوج إقليمي سيدفعف بالتحديد قدما أهدافه.

أيضا في المسألة اللبنانية، نتنياهو، وبالاساس وزير الدفاع يوآف غالنت، يبث مؤخرا رسائل حول الحاجة الى فحص في البداية تسوية سياسية بوساطة أمريكية قبل شن معركة شاملة ضد حزب الله. في المنطقة ما زالوا ينتظرون اذا كان مبعوث الرئيس الأمريكي، عاموس هوخشتاين، سيصل قريبا في جولة مكوكية بين بيروت والقدس.

في الخلفية توجد أيضا نية نتنياهو القاء خطاب في الكونغرس الأمريكي بعد ثلاثة أسابيع تقريبا، في 24 تموز. في الاتصالات مع الأمريكيين يطرح الإسرائيليون إمكانية أن يقوم الجيش الإسرائيلي بعملية هجومية في لبنان على أمل أن يستيقظ حزب الله ويوافق على اتفاق يبعد قواته حتى شمال نهر الليطاني. الامريكيون يتشككون: هم يعتقدون أنه لا توجد محطة في الوسط، التي سقفها ادنى من المواجهة الشاملة، وأنه أيضا عملية محدودة للجيش الإسرائيلي سيتم الرد عليها بسرعة بتصعيد من قبل حزب الله، من هنا تكون المسافة قصيرة الى الحرب الشاملة.

الصعوبة الأساسية امام الحكومة تتعلق بتوقعات الجمهور. حوالي 60 ألف من سكان الحدود الشمالية تم اخلاءهم من بيوتهم بتعليمات من الحكومة والجيش في 8 تشرين الأول الماضي. في هذه الاثناء لا يوجد أي موعد لعودتهم. الانتقاد يزداد على خلفية الفشل الاستراتيجي المستمر، هذا الانتقاد يسمعه سكان الشمال ووسائل الاعلام والمعارضة.

إجابات المتحدثون بلسان الحكومة غير مقنعة. فكلما استمر الوضع الحالي بدون حل فان اغراء الحكومة والجيش سيزداد في محاولة لاحداث تغيير بواسطة عملية عسكرية واسعة رغم اخطارها المعروفة.

——————————————–

إسرائيل اليوم 1/7/2024

الايادي فلسطينية، العقل والتمويل: ايران

بقلم: أريك بيربينغ

الوضع في الضفة الغربية خطير ومقلق. منذ عشية حملة السور الواقي في 2002 والوضع الأمني في المناطق لم يكن مركبا بهذا القدر. الجيش والشباك يعملان بحرية كاملة في كل مخيمات اللاجئين، في القرى وفي المدن، ولكن مستوى الخطر، جرأة المجموعات المسلحة ولاسفنا أيضا عدد المصابين بين قواتنا، ازداد مؤخرا.

السلطة الفلسطينية لا تؤدي مهامها من ناحية أمنية وهي تعتبر ضعيفة، عديمة القدرة على العمل تجاه المجموعات المسلحة، بعضهم نشطاء “شهاداء الأقصى” – رجال فتح ورجال التنظيم ممن لا يأتمرون بإمرة قيادة السلطة الفلسطينية، ويتعاونون مع مجموعات مسلحة من حماس والجهاد الإسلامي.

الايادي هي ايادي مخربين من سكان مخيمات اللاجئين، معظمهم بدون انتماء تنظيمي، خليط من المسلحين، المنظمين في مجموعات مع وسائل قتالية متنوعة تهرب الى المناطق في محاولة تهريب عديدة هناك صعوبة جمة في احباطها. الى هذا ينبغي أن تضاف معرفتهم للمنطقة بشكل شخصي، قدرة تعلمهم من الأخطاء التي أدت الى احباط مسبق لبعض من النشطاء ومعرفتهم لطرق عمل الجيش الإسرائيلي.

الايادي فلسطينية، العقل والتمويل – ايران. هذه هي الحرب ما بين الحروب الإيرانية – الحرب الهادئة والسرية ضد إسرائيل، والتي أصبحت علنية ومعروفة.

ايران تضخ الى المناطق عبر محاور التهريب جملة متنوعة من الوسائل القتالية والمال الكثير لتلك المجموعات بمساعدة عصابات جريمة فلسطينية وكذا من أوساط عرب إسرائيل الذين يشترون ويهربون من حدود الأردن ومن مثلث الحدود سلاح كثير، هذا إضافة الى ما يسرق كل الوقت من قواعد الجيش الإسرائيلي.

من لا يقتل المخربين في بيتهم يلتقيهم لاسفنا يطلقون النار على بات حيفر، على بلدات في غلبوع بل ويتسللون أيضا الى مركز البلاد، يطلقون النار ويقتلون إسرائيليين. إحساس القدرة للقوات المسلحة وتعظيمهم في الشبكات الاجتماعية يخلق الهاما لاعمالهم. استطلاعات الشقاقي عن مواقف الجمهور الفلسطيني والتي تعتبر مصداقة في إسرائيل أيضا تشير الى التطرف، الالهام والرغبة في الصدام مع إسرائيل في كل طريقة ممكنة.

الجيل الشاب والكفاحي لا يأتمر بإمرة احد. الالهام من حماس ومن حزب الله، تصميم الوعي الفلسطيني في 7 أكتوبر، المخطوفون الذين في ايدي حماس – كل هذا يخلق نشوى في الضفة، إحساس بالقدرة، شجاعة والهام أساسا لمجموعات المسلحين المحلية التي تعمل دون أي كابح من جانب السلطة الفلسطينية. كما ان احباط بعضهم لم يؤدِ حتى الان الى كتلة حرجة تخلق ردعا ذا مغزى من إسرائيل.

جهاز الامن سيكون مطالبا بان يستخدم أدوات وقدرات لم تستخدم في الضفة حتى الان كي يتصدى للعبوات الناسفة، الافخاخ واستمرار المس بالمسلحين. فقط التواصل، الوتيرة والنوعية بالتنفيذ كفيلة بان تقلصها وتعيد الردع الإسرائيلي الى نقطة تختلف عما نوجد فيه اليوم.

لجهاز الامن القدرة والتجربة لان يخلق ميزان ردع أكبر في الميدان لكن ينبغي أن نتذكر بان الجانب العسكري هو فقط جزء من اعتبارات المستوى السياسي وتحدياته الكثيرة.

——————————————–

يديعوت احرونوت 1/7/2024

في إسرائيل يعترفون: قطر تضغط على حماس للموافقة على صفقة

بقلم: رونين بيرغمان

يوم الثلاثاء الماضي التقى رئيس وزراء قطر بكبار مسؤولي حماس في مكتبه في الدوحة وعرض عليهم ثلاث صيغ بديلة لواحد من الخلافات المركزية بين الأطراف: ما الذي يمكن استبداله بكلمة Including باحدى الكلمات التي تقف بين الشرق الأوسط في وضعه الحالي وبين صفقة مخطوفين، وقف نار وانهاء القتال في غزة. عمليا، يريد الطرفان بالضبط الامر ذاته، لكن عكسه. فمرونة طرف ما هي كابوس الطرف الاخر. وحتى افضل قدرات الصيغة، باللغات الثلاثة، لن تطمس الفجوة التي بقيت عميقا. ومع ذلك، يوجد في هذه اللحظة سببان للامل: الضغط الذي حتى محافل إسرائيل تعترف لأول مرة بان قطر تمارسه على حماس، والتهديد على الطرفين في أن تفقد الولايات المتحدة الاهتمام بما يجري.

في البند 8 من مسودة الاتفاق بالانجليزية (وبالتالي بالعربية) بين إسرائيل وحماس، تلك المسودة التي طرحتها إسرائيل ونشرها بايدن، تظهر كلمة Including بالانجليزي، التي في هذا السياق معناها هو “بما في ذلك”. كلمة واحدة، وعدد لا يحصى من الجدالات والتفجيرات للمباحثات والمفاوضات والنهاية لا تبدو في الأفق بعد. حول هذه الكلمة يوجد قسم كبير من الخلاف بين الطرفين منع ولا يزال يمنع الصفقة. إسرائيل تطالب بان تبقى، حماس تطالب بان تشطب.

في لقاء بين رئيس وزراء قطر، محمد ال ثاني ومسؤول حماس في الدوحة، اقترح رئيس الوزراء على حماس ثلاث صيغ بديلة، التواء لغوي يسمح بان يقال ولا يقال لاجل إرضاء الطرفين.

ومثلما أفدنا هنا قبل أسبوع، رفض القطريون نقل رد حماس الثاني تلطيف للأول لكن بعيد عن ان يكون لطيفا بما يكفي، الى إسرائيل. رفعت حماس ردا أوليا على مقترح الـ 27 أيار الإسرائيلي، وفيه عدد لا يحصى من الملاحظات على عدد لا يحصى من البنود. القطريون لم يقبلوا، لانه كان واضحا اذا ما قبلوه ونقلوه، فان المفاوضات ستتفجر مرة أخرى لوقت طويل. وقالوا لي ممثلي حماس ان “إسرائيل على الحافة”.

ذهبوا وعادوا في 19 حزيران مع ملاحظات أقل، لكن لا تزال غير قليلة. القطريون الذين يوجدون تحت ضغط امريكي شديد في ممارسة ضغط شديد اكثر على حماس قالوا ان هذا غير وارد، وانهم لا ينوون ان يسلموا الاقتراح المعدل لإسرائيل على الاطلاق.

رئيس وزراء قطر طلب ان ينتظروا عودته من هذا اللقاء حتى يوم الثلاثاء، وعندها بلغ حماس – حسب مصدر كبير في احدى الدول الوسيطة ومصادر إسرائيلية عليمة – انه يجدر بهم ان يسارعوا ويقبلوا المقترح المطروح على الطاولة، بتعديلات طفيفة.

والا، كما حذر القطريون – من شأن حماس أن تبقى بدون صفقة، وهي هامة لها جدا، ولا سيما بالنسبة لوقف النار، سواء كان مؤقتا أم دائما، لان الولايات المتحدة ستغرق في الدوامة السياسية للانتخابات وستفقد الاهتمام بما يجري.

لا ينبغي أن نرى في هذه التفاصيل التي تنكشف هنا لأول مرة، تطورا دراماتيكيا جدا سيؤدي بعد لحظة الى اتفاق. رئيس وزراء قطر تقدم الى حماس بثلاث صيغ بديلة لاجل حل الخلاف العميق بين الطرفين. حماس تريد انهاء الحرب وتضعه بافضلية أولى، فوق تحرير السجناء، وإسرائيل تريد استمرار الحرب وتضعه بافضلية أولى، فوق المخطوفين.

محقة المحافل الأمنية في إسرائيل التي تقول ان هذه بالفعل لحظات حرجة، مصيرية حقا، بالنسبة للمخطوفين. بالنسبة لهم كل لحظة في الاسر هي حرجة.

فقط لا تخسروا الولايات المتحدة

رغم أن هذا ليس تطورا دراماتيكيا، يمكن ان نلاحظ في الأسبوعين الأخيرين مؤشرين ذوي احتمال إيجابي في العملية، لم يكونا فيها من قبل. الأول: لأول مرة حتى المحافل الإسرائيلية تؤكد انه إضافة الى الضغط الذي يمارسه الامريكيون على قطر وتمارسه مصر على حماس يبدو أن حكومة قطر ومخابراتها تمارس ضغطا على حماس لان توافق.

هذا تغيير هام في موقف محافل في اسرة الاستخبارات الإسرائيلية، قالت منذ بداية الحرب اقوالا قاسية جدا عن القطريين. قبل شهر فقط ادعى محفل رفيع المستوى جدا يرتبط بالمفاوضات بانه “يبدو ان القطريين اتخذوا جانبا بشكل نهائي وهو جانب حماس في المفاوضات”. مؤشر ثان: محفل رفيع المستوى في احدى الدول الوسيطة يقول ان بعضا من المحافل المؤثرة في حماس تأخذ بجدية التحذيرات بشأن تردي المشاركة الامريكية في تحقيق الصفقة. في حماس يخشون انه بدون الولايات المتحدة ستضيع القدرة المركزية للضغط على إسرائيل وعلى نتنياهو وتتبخر إمكانية الحصول على ضمانة هامة الا تعود إسرائيل الى القتال.

يوجد خلاف في بندين. كلاهما يتعلقان بالمفاوضات بالنسبة للمرحلتين الثانية والثالثة. الأول، البند 8 يعنى بعرض المفاوضات والثاني البند 14 يعنى بطول المفاوضات.

حسب الاتفاق، في موعد لا يتجاوز اليوم السادس عشر لوقف النار في المرحلة الأولى تبدأ مفاوضات على المرحلة الثانية. إسرائيل تطالب أن يبحث الطرفان في هذه المسألة ضمن أمور أخرى، بمفاتيح تحرير المخطوفين مقابل السجناء المحررين، كأحد الشروط لوقف النار. حماس، من جهتها، تطلب شطب “بما في ذلك” وتطالب ان تبحث هذه المسألة فقط.

هام لإسرائيل تأكيد ترتيبات الامن ومواضيع أخرى وعليه من ناحيتها موضوع المفاتيح يبحث ضمن أمور أخرى. لحماس هام التأكد من ان يصبح وقف النار المؤقت بشكل شبه تلقائي دائما. مخاوف حماس تتأكد امام تصريحات واضحة من نتنياهو بانه يعتزم العودة الى القتال.

البدء برؤية الثمار

بالنسبة لطول المفاوضات، البند 14 في المقترح الإسرائيلي يقول انه حتى لو لم يتوصل الطرفان الى اتفاق في اثناء الـ 42 يوما من وقف النار فانهما لن يعودا الى القتال، ووقف النار يستمر طالما استمرت المفاوضات. المعنى من ذلك: اذا ما توقفت، يمكن للطرفين أن يعودا الى القتال.

الدول الوسيطة تتعهد في هذا البند عمل كل شيء كي تتأكد من استنفاد المفاوضات والوصول الى اتفاق، بينما تتأكد من أن الطرفين يجلسان على الطاولة المجازية المشتركة In good faith  – (بنية طيبة) والذي هو تعبير غريب بعض الشيء حين يدور الحديث عن الطرفين والملابسات التي أدت الى طلبية هذه الطاولة من المنجرة.

حماس تطالب ان تتواصل المفاوضات بدون إمكانية توقفها عمليا الى ان تتحقق تسوية للمرحلتين الثانية والثالثة. في هذه اللحظة أعلنت إسرائيل بان هذا هو خطها الأحمر، لانه اذا ما وافقت على المفاوضات بدون قيد زمني او تهديد بفتح النار فانها تسمح لحماس أن تخوض المفاوضات لسنوات بدون نتائج وبدون تحرير المخطوفين الرجال.

مسؤولون كبار في الدول الوسيطة يقولون انه مهم قبل كل شيء البدء والدخول الى الصفقة الأولى وان يبدأ الطرفان رؤية ثمارها – تحرير مخطوفين مقابل سجناء. وعندها، عندما تبدأ الأمور بالخروج الى حيز التنفيذ ويكون الرضى في الطرفين، سيكون من الصعب جدا لاي منهما او كليهما ان يقررا تحطيم الاواني والعودة الى القتال.

مهما يكن من أمر، فان المحفل الرفيع المستوى من الدولة الوسيطة قال انه يتخوف بشكل متساو من الزعيمين من أن يحاولا القيام بخروج من المسيرة في لحظة وبشكل يخدمهما.

——————————————–

هآرتس 1/7/2024

10 – 12 مقعد للعرب يمكن أن تكون الجسر لغانتس لرئاسة الحكومة

بقلم: رفيف دروكر

تحليل الاستطلاعات السياسية يركز على سؤال “نعم أو لا لبيبي”. حسب معظم الاستطلاعات فان الصورة الحالية للوضع هي أنه لا يوجد لنتنياهو أي احتمالية لأن يكون رئيس الحكومة القادم. في الاستطلاعات المتعاطفة جدا توجد لديه فرصة لمنع معارضيه من تشكيل ائتلاف وأن يجر الدولة الى جولة انتخابات أخرى. السؤال الأكثر أهمية هو اذا خسر نتنياهو من سيكون رئيس الحكومة. الى ما قبل فترة قصيرة كان الجواب على هذا السؤال هو بني غانتس، فهو كان يبحر في منطقة الـ 35 – 40 مقعد. الآن هذا غير واضح تماما.

المنافسة الأساسية هي بين غانتس ورئيس حزب اليمين الجديد عند تشكيله. لدى نفتالي بينيت وجدعون ساعر يقولون إنه لن تكون هناك أي مشكلة. من ستكون لديه فرص سيكون هو الأول. في هذه الاثناء يبدو أنه في حزب بينيت، ساعر ويوسي كوهين، مضمون لبينيت المكان الأول. والاندماج مع افيغدور ليبرمان اكثر إشكالية. ليبرمان لن يوافق على أن يكون رقم 2. قدرته على تشكيل الائتلاف تقريبا غير موجودة، الحريديون لن ينضموا اليه ولا يوجد لديه شركاء طبيعيين. ولكنه سيعود الى مكانة متوج الملوك، وبشكل كبير سيقرر من سيكون رئيس الحكومة. من المرجح أنه سيميل اكثر لليمين، توجهه الطبيعي.

غانتس لديه حدبة كبيرة. فهو يحتاج دعم لبيد، وفي علاقتهما لا يوجد أي يقين بأن لبيد لن يختار بينيت. جمهور لبيد سيجد صعوبة في الموافقة على هذا الاختيار، لكن يمكنه الادعاء بأن “غانتس سيتنازل لبينيت كما تنازلت أنا في المرة السابقة”. بدون لبيد الى جانبه لا توجد أي فرصة لغانتس. ويئير غولان يوجد أصلا في موقف غريب. عدم تقديره لغانتس يتنافس فقط مع كراهيته الكبيرة لبينيت، الذي ينسب اليه ضياع رئاسة الأركان (بينيت هو الذي كرر خطاب “المسيرات” لغولان)، لكن لن يكون لديه أي خيار؛ يجب عليه الانضمام لكل حكومة، وجمهوره سيطلب منه دعم غانتس.

المعضلة الكبيرة امام غانتس ستكون اذا كان سيواصل مقاطعة نتنياهو. ساعر اعلن في السابق بأن المقاطعة ليست ذات صلة بالواقع بعد 7 أكتوبر. غانتس لا يحب فكرة المقاطعات، حتى قبل ثلاثة أسابيع هو جلس مع نتنياهو. من جهة أخرى، ما الذي يفرقه عن بينيت وأصدقائه؟.

الاحتمالية الحقيقية بأن بينيت سيجلس في حكومة برئاسة نتنياهو هي صفر. ندب ماكنة السم ما زالت محفورة في جسده. ساعر سبق واظهر اكثر من مرة بأن لديه قدرة على الوقوف امام اغراء نتنياهو. ولكن السؤال هو ما الذي سيقولونه الآن لجمهورهم.

غانتس اعتاد على التلويح بالقول إنه يستطيع أن يجلب الحريديين. فقط قبل بضعة أيام اغدق الثناء على آريه درعي وذكر الاحلام المضللة لشمعون بيرس في الأيام غير السعيدة. هذا هو المعنى العملي للمنافسة المستقبلية على السياسة الحالية. المنافسة بين غانتس وبينيت يمكن أن تنشيء وضع فيه الى أن يصلوا الى الانتخابات والتخلص من نتنياهو، يبدأ السباق على كسب الأحزاب الحريدية. ليس لأنها مطلوبة من اجل تشكيل الائتلاف، بل لأن كل واحد منهم سيكون مرتبط بالحريديين من اجل الوصول الى منصب رئيس الحكومة. في هذا السباق سيبيعون قانون التجنيد والمخصصات وكل ما يوجد في الطريق.

مكان منصور عباس مهم بدرجة لا تقل عن ذلك. كل الزعماء في المنظومة السياسية، الشركاء في المنافسة على “اليوم التالي”، يغدقون عليه الثناء بشكل كبير، ويقولون إنه هو الامر الحقيقي. ولكنهم يقولون بحزن إن نتنياهو نجح في احراقه جماهيريا وأنه لا يمكن دمجه حقا في الحكم. غانتس مجبر على الحفاظ على مسافة عن هذا الموقف. يجب عليه الأمل بأنه بدلا من أيمن عودة، الذي اعلن في السابق بأنه سيقدم استقالته، واحمد الطيبي وعوفر كسيف، سيتم تشكيل قيادة أخرى في حداش – تاعل. قيادة ستمكنه على الأقل من الاعتماد على الدعم من الخارج.

10 – 12 مقعد للعرب يمكن أن تبني الجسر الذي سيمكن غانتس من الفوز على بينيت في المنافسة وتحقيق حلمه في انتخابه أخيرا لرئاسة الحكومة.

——————————————–

هآرتس 1/7/2024

سموتريتش مضللاً الإسرائيليين: “خاطفة حاسمة”.. وإيران: “سنقلب الطاولة”.. وواشنطن: إقليمية خارج السيطرة

بقلم: أسرة التحرير

في الوقت الذي تتواصل فيه المناوشات مع “حزب الله”، يواصل وزراء اليمين المتطرف دق طبول الحرب في الشمال. أمس، قال وزير المالية سموتريتش إنه لا مفر من الخروج إلى “حرب حاسمة وسريعة” ضد “حزب الله” لأجل “إخراجه من اللعبة”. سموتريتش يضلل الجمهور حين يصف الحرب ضد “حزب الله” أنها “حاسمة وسريعة” وذلك لأنها ستتطور إلى حرب إقليمية، ومشكوك أن الجيش الإسرائيلي جاهز لها، وربما تمس بالجبهة الداخلية مساً شديداً وتكلف آلاف الإسرائيليين حياتهم.

لقد حذر رئيس الأركان الأمريكي، الجنرال تشارلز براون، من عدم تمكن الولايات المتحدة من مساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها في حرب واسعة مع “حزب الله”، كما حدث في ليلة الصواريخ الإيرانية في نيسان؛ لأن التصدي لصواريخ قصيرة المدى يطلقها “حزب الله” سيكون أصعب. كما حذر براون من أن هجوماً إسرائيلياً على لبنان قد يتطور إلى حرب إقليمية شاملة، تشارك فيها إيران والميليشيات الموالية لها، ولا سيما إذا ما عرضت إسرائيل استمرار وجود “حزب الله” للخطر.

التهديد الذي نشره الوفد الإيراني إلى الأمم المتحدة الجمعة الماضي، يستوي وتقديرات الجيش الأمريكي “إذا ما بدأ (“العدو الصهيوني”) هجوماً عسكرياً شاملاً ستكون النتيجة حرب إبادة. كل الخيارات، بما في ذلك مشاركة كل جبهات المقاومة، ستكون على الطاولة”، كما قضى الوفد الإيراني.

إن التهديد بحرب شاملة يتعزز في ظل حكومة ملطخة أيديها بدم 7 أكتوبر، وغير قادرة على الوصول لأي توافق على أهداف الحرب، وتحرض ضد قادة الجيش، وتحمل القائمين على الخدمة العسكرية العبء وتساند المتملصين منها.

على إسرائيل أن تتطلع لوضع حد للحرب في قطاع غزة، وتوافق على صفقة مخطوفين مقابل انسحاب. حسب التقديرات المستندة لتصريحات حسن نصر الله، القائلة بوقف النار في لبنان مع وقف القتال في غزة، من المتوقع للمفاوضات السياسية بين إسرائيل ولبنان البدء فوراً مع دخول وقف النار في قطاع غزة إلى حيز التنفيذ. ثمة مسودة لمنحى لتسوية بين إسرائيل ولبنان تصاغ الآن، وتنتظر وقف النار.

لقد أوضح وزير الدفاع غالنت بأنه يفضل تسوية سياسية على حرب – تفضيل يفترض أن يشارك فيه كل مواطني الدولة الذين يريدون تحرير المخطوفين وعودة سكان الشمال إلى بيوتهم. على إسرائيل العمل بتعاون كامل مع الأمريكيين، والدفع قدماً بحلف الدفاع الإقليمي الذي بلوره الرئيس بايدن مع السعودية بما في ذلك الاستعداد للدفع بحل الدولتين قدماً. وهكذا تتمكن إسرائيل من ضمان سلامة سكان الشمال والدفاع عن نفسها في وجه عدوان مستقبلي من “حزب الله” وإيران.

——————————————–

رفض “الحريديم” للخدمة وتهرب الاحتياط يضعان جيش الاحتلال بمأزق

القدس المحتلة  – مع رفض المتشددين “الحريديم” في الكيان المحتل الانصياع لقرار المحكمة العليا للانخراط في الجيش، ومع هروب المئات من المطلوبين للخدمة الاحتياطية والرغبة الشديدة للعديد من الضباط والافراد الاحتياط لمغادرة الجيش يجد جيش الاحتلال نفسه في مأزق مع مقتل المئات من أفراده بسلاح المقاومة الفلسطينية.

وضمن هذا السياق كشف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أمس عن حاجة الجيش الإسرائيلي إلى 10 آلاف جندي إضافي على الفور.

ونقلت إذاعة الجيش عن غالانت قوله للجنة الخارجية والأمن البرلمانية، إن إسرائيل تحتاج فورا إلى 10 آلاف جندي، مضيفا إنه يمكن تجنيد 4800 من اليهود المتدينين الحريديم.

يأتي ذلك في ظل استمرار عدوان الاحتلال على قطاع غزة، وفي ذات الوقت يلوح الاحتلال بتوسيع نطاق الحرب على لبنان، مع تواصل اقتحاماته واعتقالاته واغتياله للمقاومين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.

وبالتوازي مع ذلك، قالت القناة الإسرائيلية 12 إن نحو 900 ضابط برتب متفاوتة طلبوا بحث إمكانية تحريرهم من عقود الخدمة العسكرية خلال العام الأخير، في حين لم تتجاوز مثل هذه الطلبات سابقا 150 ضابطا.

وكانت صحيفة هآرتس في الكيان المحتل قالت إن عشرات جنود الاحتياط يعلنون أنهم لن يعودوا للخدمة العسكرية في قطاع غزة حتى لو تعرضوا للعقاب.

يأتي ذلك في وقت ذكرت فيه وسائل إعلام في الكيان المحتل أن المئات من جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي يغادرون شهريا إلى الخارج دون إبلاغ قادتهم، في ظل استمرار العدوان على غزة حيث تكبدت قوات الاحتلال خسائر كبيرة خلال الأشهر الماضية. وكانت محكمة الاحتلال العليا قضت الثلاثاء الماضي بفرض تجنيد اليهود الحريديم في جيش الاحتلال الذي يواجه مقاومة شرسة في قطاع غزة ويتعرض لضغط على جبهة جنوب لبنان.

كما أمرت المحكمة العليا بتجميد ميزانية المدارس الدينية، وقالت في قرارها إنه لا يوجد أساس قانوني تستند إليه الحكومة في إعفاء اليهود الحريديم من التجنيد.

بدوره، قال موقع والا الإسرائيلي إن الجيش يعاني من نقص في الجنود، ويسعى لتشكيل فرقة جديدة لتنفيذ مهام مختلفة.

وأضاف الموقع أن الجيش سيطلق على الفرقة اسم “فرقة دافيد”، وستضم جنودا ومجندات بلغوا سن الإعفاء ومتطوعين وعناصر من الحريديم، وقد يتمكن الجيش بذلك من تجنيد 40 ألف مقاتل. ونقل الموقع عن مصادر في الجيش، أن تجنيد المقاتلين قد يسهم في مهام عدة منها أمن الحدود والضفة الغربية وحرب متعددة الجبهات مستقبلا.

في هذه الأثناء، فرقت الشرطة الإسرائيلية مظاهرة لليهود المتشددين الحريديم، استمرت لساعات في مدينة القدس المحتلة، احتجاجا على قرار المحكمة العليا القاضي بإلزامهم بالخدمة العسكرية.

وأفادت وسائل إعلام عبرية بأن المتظاهرين أضرموا النار في ممتلكات عامة في منطقة روميما بالقدس الغربية المحتلة، ما دفع الشرطة لتفريق المظاهرة باستخدام المياه العادمة.

ومن شأن قرار المحكمة العليا بحرمان المدارس الدينية من ميزانياتها واجبار الحريديم على الخدمة بالجيش أن يحدث صدمة في ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المعارض لتجنيدهم.

——————انتهت النشرة——————