معمر عرابي: ما يجري ليس مفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة وانما كذبة كبيرة هدفها شراء الوقت، والمطلوب رأس المقاومة

المسار: قال الزميل معمر عرابي انه لا توجد هناك مفاوضات لإبرام صفقة تبادل للأسرى ووقف لإطلاق النار في غزة، وأن ما يجري عبارة عن كذبة كبيرة يتم تمريرها للمجتمع الفلسطيني والعربي والدولي لإيهامهم بان هناك مفاوضات وأن الأمور قاب قوسين أو أدنى من الحل، والاعلان بين حين وآخر عن تسجيل اختراق في العديد من الملفات.

وأوضح عرابي خلال استضافته عبر قناة الميادين ان هناك طرفا واحدا يفاوض نفسه وهو يطرح شروطه على الطاولة ويتحدث مع “الوسطاء”، وهذا يعني انه لا يوجد مفاوضات حقيقية وإنما “شراء الوقت” وهي عملية تعد جزء من “اللعبة الإسرائيلية” من اجل ارتكاب مزيد من الذبح والقتل للشعب الفلسطيني في غزة.

‏وأكد عرابي، أن المفاوضات باتت بمثابة مسلسل كبير لا ينتهي، حيث يتعمد الاحتلال الحديث عن الجزئيات دوما دون التطرق الى القضايا الجوهرية، وهو ما يشي بأن أهداف “الإسرائيلي” والأمريكي هو رأس المقاومة ودفعها للاستسلام ورفع الراية البيضاء، لافتا أن “إسرائيل” تبحث عن صورة انتصار حتى لو كانت وهمية.

‏وأشار عرابي الى أن المقاومة تعي تماما ماذا يحدث في المفاوضات والى ماذا تهدف، لذلك هي تقول “نحن جاهزون لما اتفق عليه سابقا، حتى وإن كانت تقبل على مضض ما جاء في خطاب بايدن في 2 تموز، كونها تعلم علم اليقين أن المطلوب هو حصد رأسها ودفعها للانتحار”.

وأضاف عرابي ان المقاومة لا خيار أمامها الآن سوى الصمود على الأرض باعتباره العامل الذي يحدث حالة اختراق، لافتا الى ان المقاومة تعي جيدا انه لم يعد هناك متسع من الوقت لأي حديث حول هذا الموضوع، لان غزة دمرت وقتلت.

وأشار عرابي ان الاحتلال يريد أن يشتري الوقت لإبعاد الرد الإيراني ورد حزب الله، وتصوير ما يجري بأنها عملية تفاوض، وبالتالي اعتبار أي رد منهما على اغتيال هنية وشكر بمثابة “تخريب” لهذه المفاوضات، مؤكدا “لا يوجد مفاوضات يوجد ضغوطات هائلة على المقاومة لدفعها لرفع الراية البيضاء والاستسلام”.

وحول تهديد الاحتلال بضم الضفة الغربية واجتياح لبنان والجنوب السوري لفت عرابي “ان السابع من اكتوبر يعد نقطة تحول وطوفان كبير بالمعنى الاستراتيجي لهذا الكيان على مدار 76 عاما”، مشيرا “ان أكثر ما يرعب الإسرائيلي والأمريكي هو ما يسمى اليوم التالي للحرب في غزة”.

وتابع عرابي “إذا انتصرت المقاومة في غزة فهذا سيعيد طرح أسئلة استراتيجية كبيرة حول مستقبل وفكرة هذا الكيان، لذلك قادة الاحتلال يعلمون أكثر من غيرهم أن مجرد انتصار المقاومة في غزة سيشكل بدء العد التنازلي بتفكك دولتهم القائمة على بيع وهم على مدار 76 عاما على انه الأكثر قوة وتسليحا في المنطقة، وهو من سيحمي دول الخليج من النفوذ الإيراني وهو لا يستطيع أن ينتصر على مقاومة ذو أسلحة بدائية محاصرة معزولة في غزة”.

وأكد عرابي “ان الاحتلال يدرك أن محور المقاومة، وما رسخه بمفهوم وحدة الساحات يمثل تحد استراتيجي كبير له يهدد مستقبل كيانه، وهو يدرك هذا التحول لذلك يذبح الشعب الفلسطيني ليس فقط في غزة وإنما أيضا في الضفة الغربية”.

وأشار عرابي ان ما يجري في الضفة الغربية “حرب صامتة”، ورغم ذلك لا يوجد تركيز عليها، فقد قطع الاحتلال اوصالها وبات يحكمها المستوطنين وقادتهم مثل سموتريتش وبن غفير، مشيرا “ان الفلسطيني لم يعد يستطيع التنقل بأمان من مدينة إلى مدينة، حيث ان أكثر من 500 مستوطنة و500 حاجز عسكري في الضفة الغربية، وهذا ينسجم مع الخطة الإسرائيلية الصهيونية التي تعتقد أن وجود الفلسطيني على أرضه منذ عام 48 كشعب اصلاني هو خطأ تاريخي ارتكبه قادة الاحتلال على مدار 70 سنة، لذلك يقومون بعملية التطهير والقتل الجماعي في غزة ويخلقون ظروفا تجعل الفلسطيني يعيش في حياة صعبه تدفعه للرحيل والهجرة عن هذه الأرض للاستيلاء عليها.”

وأوضح عرابي “ان ما يجري في غزة ليس بمعزل عن الضفة الغربية، فالحرب تشن على الشعب الفلسطيني برمته، لأن حقيقة الأمر هو الصراع الكبير على هذه الأرض والاستيلاء عليها والتخلص من شعبها والموضوع ليس مقاومة مسلحة او مقاومة سلمية، او حماس وسلطة فلسطينية”.

وعن التداعيات والتحولات التي تجري داخل المجتمع “الإسرائيلي” بعد السابع من أكتوبر وكيف ستكون بعد انتهاء الحرب، لفت عرابي أن هذا “الانقسام العامودي والأفقي الذي نشهده في المجتمع والحكومة الإسرائيلية ما هو إلا نتاج الزلزال الذي أحدثه 7 أكتوبر”، موضحا “هذا الخلاف او الاختلاف ليس خلافا فيما بينهما وكأن المجتمع الإسرائيلي هو مجتمع محب للسلام وأن المعضلة الأساسية هي نتنياهو، بل ان المعارضة في دولة الاحتلال هي الأكثر تشددا في الدعوة لفتح جبهة حرب مع لبنان، وهذا يعني انهم يختلفون فيما بينهم على كيفية القتل والتعامل مع هذا الفلسطيني، حتى ان مواقف أهل الاسرى الإسرائيليين في غزة كانت “لنحرر المحتجزين اولا ومن ثم نعود إلى محور نتساريم وفيلادلفيا، وهذا يعني ان خلاف الاسرائيليين ليس على حقوق الشعب الفلسطيني، وان هناك من يريد تسوية مع الفلسطينيين “، وهو ما يؤكد ان المجتمع “الإسرائيلي” وحكومته باتوا مجتمعا فاشيا عنصريا، لا يتقبلون الآخر ويتعاملون مع الفلسطيني ككائن غريب عن هذه الأرض.

وبين عرابي ان “الإسرائيليين” لا يختلفون بينهم على آلية القتل وعلى آلية الذبح، ولا يوجد هناك طرف بينهم يقول إن ما يجري بحق الشعب الفلسطيني هي إبادة جماعية لنجد الطريق للتسوية مع الشعب الفلسطيني.

واشار عرابي ان ما يجري من عدوان ومجازر يعيد تأكيد ان ما يجري هو صراع وجود على الأرض، وان مفهوم الدولة الفلسطينية وما يسمى بمفهوم الدولتين سقط سقوطا مدويا، ولذلك يتحدثون عن الخطأ التاريخي عام 1948 بإبقاء فلسطينيين في أرضهم.

وقال عرابي انه آن الاوان للفلسطيني وللقيادة الفلسطينية ان تصحح خطأها التاريخي الذي ارتكبته على مدار سنوات طويلة، متوهمة ان الحل مع الإسرائيلي هو خيار حل الدولتين والتعايش بين شعبين على ارض فلسطين التاريخية، بينما يتحدث الاحتلال عن الخطأ التاريخي الذي ارتكبه قادته حين سمح لبعض الفلسطينيين في عام 1948 البقاء على الأرض.

وأكد عرابي انه يجب علينا أن نصحح خطأنا التاريخي، والتأكيد أن حيفا وصفد وعكا كما رام الله والخليل، فهذا الخطأ التاريخي الذي ارتكبه الفلسطيني أثبت فشله ما بعد 7 أكتوبر، أن هذه أرض هي أرض للفلسطينيين من البحر إلى النهر، والإسرائيلي لا يريد أي تعايش ويقوم على منهج المستعمر والاحلال والقتل واقتلاع الفلسطينيين.

المصدر: وطن للأنباء