
بقلم: كارولينا ليندسمان
من بين الردود التي نشرت رداً على أقوال غالانت، هي التي توقفت عند رد ياريف لفين. “شعب إسرائيل غير مستعد لأن يكون مهاناً”، قال قبل مواصلة رسائله المعروفة ضد أوسلو ب وضد السلطة الفلسطينية. “هو غير مستعد لأن يكون مهاناً”. أضحكتني يا ياريف. من يستمر بعد 7 أكتوبر في دعم نتنياهو، الذي هو أبو كل الإهانات التي عرفها شعب إسرائيل، لا مشكلة عنده في أن يكون مهاناً. عملياً، ربما هذا أحد الأمراض الشخصية الذي يفسر تأييده لنتنياهو.
إذا كان الأمر يتعلق بلفين وبالإهانة فهو يستحق التهنئة. أول أمس، عينه نتنياهو، الذي بالتأكيد يثق به بعيون مغمضة منذ النجاح المدوي الذي حققه مع “الإصلاح”، لرئاسة الطاقم الوزاري الذي سيبلور خطوات الرد ضد السلطة الفلسطينية عقب قرار الأمم المتحدة الأسبوع الماضي تعزيز مكانتها.
هذا القرار الذي لا أساس له سبقه نقاش بمستوى متدن، الذي هو نفسه يعتبر إهانة لإسرائيل (الاقتباسات التالية من “واي نت” و”كان”). “يجب توجيه ضربة شديدة لهم تجعلهم يستيقظون”، قالت ميري ريغف. الديك الذي يصيح من التلال، أوريت ستروك، اعتبرت الخطوات الفلسطينية إرهاباً سياسياً وطلبت إيلامهم. لفين نفسه أراد التطرق لخطوات السلطة الفلسطينية (التي هي، نذكر العقلانيين بيننا، تعريف للنضال الدبلوماسي، أي عكس الإرهاب). “مثلما يتعاملون مع الإرهاب”، وجباية ثمن منهم، “مثلما نجبي بسبب الإرهاب”. مثل ماذا على سبيل المثال؟ “المس بكبار قادتها وجباية ثمن على الأرض، لا سيما بواسطة الاستيطان”. لفين، هل حكم أبو مازن مثل حكم السنوار؟
دعا سموتريتش إلى تدمير السلطة. بدلاً من السماح لها بحكم غزة، تنوي حكومة نتنياهو السماح لحماس بالحكم في الضفة. إضافة إلى ذلك، عرض معاقبة دول تعترف بالدولة الفلسطينية، وإقامة مستوطنة جديدة في المناطق مقابل كل دولة تعترف بدولة فلسطين.
هناك اقتباس رائع لنيتشا، “الجنون الفردي نادر، لكنه القانون لدى مجموعات ومنظمات ودول. لا يوجد مثال أفضل على جنون مجموعة من حكومة إسرائيل. غالانت وحده لا يمكنه وقف الجنون. ليس عبثاً أن توجه للجمهور، لأن الجمهور هو الذي يستطيع وقف هذا الجنون. ولكن من أجل ذلك، على الجمهور أن يرغب في وقف الجنون.
إن طمس التمييز القاطع بين الإرهاب والدبلوماسية من أكبر جرائم حكومات نتنياهو، وهو أحد أركان “المفهوم” الذي مول طريق الإرهاب بيد، وسحق بالأخرى طريق الدبلوماسية. إذا كان النضال الدبلوماسي من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية إرهاباً، فكيف يمكن أخذ إسرائيل على محمل الجد؟ هل يوجد أصلاً نضال ضد الاحتلال مشروع عندها؟ العضوية الكاملة لف
لذلك، الاستنتاج واحد: على العالم أخذ حل النزاع من يد الإسرائيليين والفلسطينيين، والاعتراف بالدولة الفلسطينية على أساس قرار التقسيم مع التعديلات الضرورية على الحدود، بالاعتماد على خطوط حزيران 1967. هذا الأمر سيحرر إسرائيل من وهم أن من حقها أن تعطي أو لا تعطي. وسيحرر الفلسطينيين من رفض الاكتفاء بما “تعطيه لهم” إسرائيل. إسرائيل لا تعطي “المناطق” لأنها ليست لها. والفلسطينيون لا يكتفون فقط بالمناطق لأن باقي البلاد ليست لهم.
إن وضع حدود تقسم البلاد بين الشعبين هو العدو الأكبر لمن يريدون كل البلاد. والدول الأوروبية، التي تريد الاعتراف بفلسطين وتخاف من المستوطنات التي ستقام على اسمها في “المناطق” [الضفة الغربية]، عليها ألا تخاف من ذلك. فعندما تُنقل هذه المستوطنات إلى أيدي الفلسطينيين فلا حاجة لتغيير أسمائها.