
المسار الاخباري : ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قيادات جنوب السودان بضرورة إلقاء السلاح والعودة إلى الحوار والحلول السياسية، وذلك خلال وقفة مقتضبة أمام مجلس الأمن، اليوم الجمعة، قرأ فيها بيانا خصصه للأوضاع المتردية في جنوب السودان.
قال غوتيريش: “أود أن أركز اليوم على الوضع المأساوي الذي يتكشف في جنوب السودان. لقد خيّم على شعب أحدث دولة في العالم، وواحدة من أفقرها، غيوم عاصفة عاتية. حالة طوارئ أمنية – مع تصاعد حدة الاشتباكات؛ وقصف جوي للمدنيين – بمن فيهم النساء والأطفال؛ وبُعد إقليمي متزايد للصراع. اضطرابات سياسية – بلغت ذروتها مؤخرًا باعتقال النائب الأول للرئيس ريك مشار. اتفاق السلام في حالة يرثى لها. كابوس إنساني – حيث يحتاج حوالي ثلاثة من كل أربعة جنوب سودانيين إلى المساعدة، ونصف السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وتفشي الكوليرا. أزمة نزوح – مع عبور أكثر من مليون شخص الحدود مع السودان منذ بدء القتال هناك. انهيار اقتصادي – مع انخفاض حاد في عائدات النفط وارتفاع حاد في التضخم. وأزمة تمويل – مع نضوب جزء كبير من المساعدات الإنسانية والتنموية المحدودة أصلًا. في هذه الأثناء، يُشعل الاستهداف العرقي والسياسي من قبل قوات الأمن – إلى جانب انتشار المعلومات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي – فتيل الأزمة. دعونا لا نُبالغ في التعبير: ما نشهده يُذكرنا بحربَي 2013 و2016 الأهليتين، اللتين أودتا بحياة 400 ألف شخص”.
وأكد الأمين العام أن البعثة الأممية في جنوب السودان تعمل على مدار الساعة لتخفيف التوترات – بإشراك جميع الأطراف وتعزيز حماية المدنيين. لكنها تواجه قيودًا عملية. وناشد المتحاربين: “من أجل شعب جنوب السودان الذي طالت معاناته، حان وقت الحوار وخفض التصعيد. إلى قادة ذلك البلد، أقول: ضعوا حدًا لسياسة المواجهة. أطلقوا سراح المسؤولين العسكريين والمدنيين المعتقلين الآن. استعيدوا حكومة الوحدة الوطنية بالكامل. ونفذوا الوعود التي قطعتموها من خلال التزاماتكم باتفاقية السلام – التي تُعدّ الإطار القانوني الوحيد لإجراء انتخابات سلمية وحرة ونزيهة في كانون الأول/ ديسمبر 2026”.
كما حثّ غوتيريش المجتمعين الإقليمي والدولي، بصفتهما ضامنين لاتفاقية السلام، على التوحد في دعم عملية السلام وضد أي محاولات لتقويضها. وقال إن المنظمة الدولية تدعم مبادرة نشر لجنة الحكماء – وكذلك جهود المبعوث الخاص للرئيس الكيني روتو. وتعمل بتعاون وثيق مع الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) والاتحاد الأفريقي.
وقال الأمين العام إن شعب جنوب السودان عزيزٌ عليه منذ زيارته الأولى كمفوضٍ سامٍ لشؤون اللاجئين، حيث التقى بلاجئين من جنوب السودان، وبعد سنواتٍ رافقهم عبر الحدود في طريق عودتهم إلى ديارهم. “لن أنسى أبدًا كرمهم وكرم أخلاقهم. كانت لديهم آمالٌ وتطلعاتٌ عظيمة. لكن للأسف، لم يحظوا بالقيادة التي يستحقونها. وفي هذه اللحظة الحرجة، يحتاج شعب جنوب السودان إلى دفعةٍ من الدعم، دعم دبلوماسي وسياسي للسلام، ودعمٌ مالي للمساعدات المنقذة للحياة. ربما غاب جنوب السودان عن أنظار العالم، لكن لا يمكننا أن ندع الوضع يتدهور”.
وفي ختام بيانه، ناشد الأمين العام قادة جنوب السودان قائلا: “يجب على قادة جنوب السودان أن يسمعوا رسالةً واضحةً وموحدةً ومدويةً: ألقوا السلاح. ضعوا مصلحة شعب جنوب السودان فوق كل اعتبار”.