المسار الاخباري : انخفضت أسعار النفط الخام مرة أخرى يوم الثلاثاء، حيث استمرت الأسواق في التأثر بالضربة المزدوجة المتمثلة في الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالإضافة إلى زيادة أوبك+ في إمدادات النفط إلى السوق. فقد تلاشت علامات الارتفاع المبكر في تعاملات بعد الظهر، مع تراجع الآمال في تأجيل الرسوم الجمركية.
محللون: انخفاض أسعار النفط الخام يشير إلى أن السوق “تضع في الحسبان احتمالات أكبر لحدوث ركود”
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت إلى 61.4 دولارًا للبرميل يوم الثلاثاء، قبل أن تستقر عند 61.64 دولارًا بحلول الساعة 8:30 مساءً بتوقيت غرينتش، بانخفاض 4% عن اليوم السابق. وفي الوقت نفسه، انخفض خام غرب تكساس الوسيط (WTI) إلى 58.06 دولارًا، قبل أن يرتفع تدريجيًا إلى 58.40 دولارًا، بتراجع قدره 3.8%، وفقا للموقع المتخصص بشؤون الطاقة “اب ستريم”.
وعلى الرغم من بعض التقلبات الصعودية التي شهدتها الأسواق الأسبوع الماضي، حيث عانت من أربعة أيام متتالية من التقلبات، إلا أن كلا من خامي برنت وغرب تكساس الوسيط سجلا خسائر يومية عند إغلاق السوق الأمريكية منذ 2 أبريل/ نيسان الجاري، عندما أعلن ترامب لأول مرة عن فرض رسوم جمركية “متبادلة”. وكان سعر خام برنت يقارب 75 دولارًا في ذلك اليوم، بينما كان سعر خام غرب تكساس الوسيط يقارب 72 دولارًا.
وانخفض مؤشر هنري هب، وهو مؤشر مرجعي للغاز الطبيعي في الولايات المتحدة، بنحو 5% يوم الثلاثاء ليصل إلى 3.47 دولار لكل مليون وحدة حرارية.
وشهدت الأسواق الأمريكية انتعاشًا في بداية تعاملات يوم الثلاثاء، مع تزايد الآمال في تأجيل فرض الرسوم الجمركية. وفي مرحلة ما، ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي 1400 نقطة.
وصرّح ترامب على منصته “تروث سوشيال” بأنه أجرى “اتصالًا رائعًا” مع كوريا الجنوبية بشأن الرسوم الجمركية، وزعم أن الصين “ترغب بشدة في إبرام صفقة، لكنها لا تعرف كيف تبدأها”. كما صرّح وزير الخزانة سكوت بيسنت بأن حوالي 70 دولة بدأت مفاوضات بشأن الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة، وفقًا لشبكة “سي إن بي سي”.
ولكن تلك الارتفاعات انهارت في وقت لاحق من اليوم عندما لم تظهر أي علامات على التوصل إلى صفقات بشأن الرسوم الجمركية. كما قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفيت إن الولايات المتحدة ستواصل فرض رسوم إضافية على الصين، ما قد يزيد عقوبات الدول إلى 104% بعد أن رفضت الصين سحب رسومها الانتقامية البالغة 34% على السلع الأمريكية.
ورغم أن الرسوم الجمركية الأساسية البالغة 10% على جميع الواردات بدأت في 5 أبريل/ نيسان، فإن التعريفات الجمركية المتبادلة المتغيرة التي فرضها ترامب من المقرر أن تبدأ يوم الأربعاء.
وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 320 نقطة، أي بنسبة 0.84%، عند إغلاق يوم الثلاثاء. كما انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 80 نقطة، أي بنسبة 1.6%، في حين تراجع مؤشر ناسداك المركب بمقدار 335 نقطة، أي بأكثر من 2%.
وقال محللون في بنك “آي إن جي” يوم الثلاثاء إن انخفاض أسعار النفط الخام يشير إلى أن السوق “تضع في الحسبان احتمالات أكبر لحدوث ركود”.
وكتب المحللان وارن باترسون وإيوا مانثي من “آي إن جي” في تعليق للبنك الهولندي: “إن حجم عمليات البيع من شأنه أن يثير قلق أوبك+، التي فاجأت السوق الأسبوع الماضي بزيادة في الإمدادات أكبر من المتوقع لشهر مايو/ أيار”.
وإذا استمر الضغط الهبوطي، فقد يكون تحرك أوبك+ قصير الأجل. وقد نشهد توقف أوبك+ عن زيادة المعروض، أو حتى تراجعها.
وشهد يوم الثلاثاء تراجعًا للأسواق لليوم الثاني على التوالي بعد ارتفاع صباحي ملحوظ. وكان سبب هذا الارتفاع والهبوط يوم الإثنين هو عنوان رئيسي، نفاه البيت الأبيض لاحقًا، يفيد بأن إدارة ترامب تدرس تعليقًا مؤقتًا للرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا.
وأعلنت شركة “بي في إم أويل أسوشيتس” يوم الثلاثاء: “سيكون من المخاطرة حقًا أن نعتقد أن العاصفة انتهت”.
وقالت الشركة في تعليق لها: “تتجه العلاقات التجارية الصينية الأمريكية نحو صراعٍ كانت جميع الأسواق تتوقع حدوثه”.
